ملامح المتغيرات السياسيه بعد الانتخابات ؟



كتابات - د.علي التميمي

النتائج التي افرزتها نتائج انتخابات مجالس المحافظات لازالت غير قادرة لوحدها على ولادة مشروع سياسي

بابعاد وطنية ؟...ذلك لان الشارع العراقي كان يختزن شعورا لم يلقى عناية حقيقية من قبل الكتل السياسية التي

دخلت في البرلمان وفي الحكومه.وذلك لانها لم تكن مهيئة لحسن الاختيار اولا : وثانيا لانها لم تكن تمتلك برنامجا سياسيا متكاملا ؟..وثالثا لان المحتل كان يريد استخدام البعض كأوراق مؤقته لتمرير مشروعه وهذا ما

صرحت به كونداليزا رايس عندما سئلت ذات مرة من قبل بعض الصحافيين عن تحالفهم مع بعض الاحزاب ذات

التوجه الايراني فاجابت: بانهم لم يجدوا اكثر طاعة منهم ؟.

وأذا كان الشارع العراقي قد سبق الاحزاب العراقية في صناعة بداية ملامح المتغيرات التي يمكن ولادة منها مشروعا سياسيا وطنيا .فان ملامح تعسر هذه الولادة تبدو واضحة من خلال التجاذبات الحاصلة بين الاطراف

الفائزة في الانتخابات؟...وهناك تخوف كبير لدى المراقبين والمواطنين الواعين من ان يصار الى الالتفاف حول

نتائج الانتخابات لاسيما وان بعض الالتفاف قد حدث مبكرا بتغيير بعض النتائج على سبيل المثال في كل من النجف والديوانية وبابل والسماوة ؟...والذي يساعد على ذلك الالتفاف المتوقع ان الاطراف التي حصلت على بعض نتائج الفوز لم تكن تمتلك مؤشرات الفوز بقوة؟..هذا من جهه ومن جهة ثانية لم تكن قد رشحت عناصر

كفوءة في المجال السياسي والاجتماعي ؟...وحصة قائمة ائتلاف دولة القانون من ذلك الضعف كبيرة. تليها

قائمة تيار الاحرار التي تمتلك رصيدا شعبيا ولكنها لاتمتلك رصيدا قياديا ولا رصيدا من المرشحين يكون بمستوى شارعها المليوني ؟..وطرح تيار الاحرار المستقل على انه المدعوم من قبل التيار الصدري هو اضعاف

له من حيث المعنى السياسي فالشارع العراقي يريد معرفة المتصدي الجريئ لا الذي يتخفى وراء الظل ؟...

اما تيار الاصلاح الوطني فهو هجين سياسي لم يستطع بناء هويته الوطنية بعد ؟..وخسارة رئيسه في مدينته

كربلاء هي المؤشر الحقيقي لمستقبله السياسي ؟..وتبقى القائمة العراقية تعيش تعبا واضحا ومستقبلها السياسي

مرهون بقدرة قيادتها على احداث التغييرات داخل صفوفها اولا وفي برنامجها ثانيا ؟.وفي تحالفاتها ثالثا ؟....

ان الفرحة التي عمت الاوساط الشعبية بخسارة قائمة المجلس وخصوصا في بغداد وهي الخسارة الحقيقية

التي ترسم المستقبل السياسي لجماعة المجلس المرتبطة بايران. هي ظاهرة تحتاج الدراسة الجادة بعيدا عن

العواطف التي لم تكن يوما وسيلة من وسائل العمل السياسي الواعي.

ان امام ائتلاف دولة القانون امتحان صعب وفرصة لايمكن ان تتكرر؟..والسيد نوري المالكي هو العني بهذا

الامتحان الوطني والاسلامي: فاما ان يشمر عن ساعديه ويخرج من شرنقة المجموعات التي التفت حوله وهي

السبب الرئيسي في الانتقادات التي توجه اليه ويغير خريطة التعيينات التي سمح لنفسه بها وكانت ليست لصالحه

ولالصالح الوطن والمواطن...ومما يزيد من محنة المالكي تلك الترشيحات التي بنيت عليها قوائمه في الانتخابات

فهي الاخرى ستكون عبئا كبيرا عليه وعلى برنامجه الوطني .وامام الاخ نوري المالكي خيارا واحدا الاوهو:

ان يتجه وبقوة وارادة الى ان تكون ترشيحات المحافظين ورؤساء الدوائر المركزية في المحافظات من الشخصيات الوطنية المعروفة بالكفاءة والخبرة. وان يعمد الى ان يكون ترشيح رؤساء مجالس المحافظات كذلك

من الشخصيات الوطنية المعروفة وليس من افراد القوائم ولامن الحزبيين والحواشي والملتفين من اصحاب المصالح الشخصية ؟..لانلاهناك تناطعا واضحا تترشح اخبارة على الساحة من تكالب على المناصب باعتبارها

غنائم وهو من ارث المجالس السابقة التي لازالت روائح الصفقات المالية في المقاولات والرشى واضحة في قصورهم وسياراتهم والاموال التي وصلت الى دول الجوار؟..ولازالت الشهادات المزورة تغزو ملفات المفوضية

ولا احد يستطيع ان ينتصر للوطن والمواطن المنكوب باكثر من قضية ؟..

ان امام السيد المالكي وقتا حرجا لايقبل الامتداد : فاذا لم يستطع اظهار نتائج التغيير خلال الاشهر الاولى بعد الانتخابات فان احدا لايستطيع ان ينقذ مستقبل المالكي وكيانه السياسي الذي يحتاج الكثير من اعادة البناء واسترجاع الثقة مع القواعد الشعبية التي اصبحت لها خيارات ليست لصالح الكتل السياسية الحاكمة؟

Dr_tamimi5@yahoo.com

About This Blog

About This Blog

  © Blogger template 'Sunshine' by Ourblogtemplates.com | Distributed by Deluxe Templates 2008

Back to TOP