كتابات - عبد الله الفقير
لا اعرف لماذا لم يفرض "عمر" على اتباعه ان يقدسونه ويؤلهونه ويمجدونه فيحيوا ليلة ولادته ويقيموا مجالس العزاء واللطم والنياحة ليلة استشهاده! ,ورغم انه قتل في محراب الصلاة فلم نسمع من اهل السنة من يقدسه فيسميه"شهيد المحراب"!,ولا من يصنع له تمثالا مع انه فتح الشرق والغرب باقل عدد واضعف عدة واقصر زمن!,كما لم نر من يرسم له صورة يضعها اتباعه في محابسهم ومسابحهم وقلائدهم!!.ولست هنا لاضع تفسيرا لكل هذا,فقد اجّلته الى حين,مثلما اجّلت الاجابة عن سؤال" لماذا لم يكتب النواصب كتبا عن "مثالب علي" مثلما الف الشيعة مئات الكتب عن مثالب عمر؟"!!.وما دفعني لاستقطع بعض وقتي (المشغول معظمه) للكتابة اليوم ,انما هو قرار دولة حكومة "الوحدة الوطنية" استثناء محافظة كربلاء من جدول القطع المبرمج للكهرباء طيلة فترة الزيارة الاربعينية لقبر الحسين رضي الله عنه!.فحالما سمعت بقرار الحكومة الموقرة هذا(!) حتى خطر في بالي صورة مساكين اهل السنة الذين لا يعرفون الكهرباء الا عندما تُشد الى اجسادهم عند التعذيب على يد السيد "عباس" في سراديب الجادري ومدينة الثورة المدورة وباقي مغارات وزارة الداخلية, وخطر في بالي حينها ماذا لو ان اهل السنة فعلوا مثلما يفعل الشيعة,فقاموا يقدسون رموزهم الدينية والتاريخية والفكرية فيحتفلون بها كاحتفال الشيعة برموزهم,وهم احق بذلك من الشيعة,لان رموز السنة قد انتصروا وفتحوا المشرق والمغرب وعمروا البلدان ونشروا العلم وبنوا الحضارة,بينما لم يفتح رموز الشيعة ولا حتى قرية صغيرة,بل ان حروب الفتح الاسلامي لم تتوقف يوما الا في فترة خلافة علي رضي الله عنه,ولم يصلنا من رموز الدين الشيعي سوى مظاهر اللطم والتطبير وخرافات لا يصدقها حتى الاطفال (وائمة اهل البيت رضي الله عنهم ابعد الناس عن هذه الخرافات التي الصقها الجهال والدجالون بهم حتى شوهت صورتهم),ومن المعلوم ان اهل السنة يُجّلون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلما يجل الشيعة اوليائهم الاثنى عشر,بل ان اهل السنة يجلون رموزهم اضعاف ما يظهره الشيعة من اجلال لائمتهم لكنهم يقصرون اجلالهم على الاتباع لا على الاحتفاء(وذلك هو الفرق بين السنة والشيعة في هذا المقام),وحيث ان عدد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يبلغ تقريبا اربعين الف صحابي*(المقربين من اهل الموقف في الاسلام وممن قاتل وقتل وهاجر وجاهد),وحيث ان لكل صحابي يوم ولادة ويوم وفاة,فهذا يعني ان اهل السنة سوف يحتاجون الى ثمانين الف مناسبة,يضاف لها اربعين الف "للاربعينية" فسوف يكون لاهل السنة مائة وعشرين الف مناسبة سنويا ,يكون من حق اهل السنة ان يحتفلوا بها كاحتفال اقرانهم الشيعة بالحسين شبرا بشبر وذراع بذراع,وان على حكومة "الوحدة الوطنية" ان تعطيهم حقوقهم كاملة اسوة بما يناله اقرانهم الشيعة من حقوق خلال مناسباتهم الخاصة, فاذا كانت وزارة النفط توزع النفط الابيض مجانا للشيعة بمناسباتهم فمن حق اهل السنة ان ينالوا حصتهم من النفط الابيض مجانا في هذه المناسبات ايضا اسوة باقرانهم الشيعة (فنحن دولة مساواة اليس كذلك؟!),ومن حق اهل السنة ان ينالوا حصص مجانية من وزارة التجارة(تمن وعدس وحمص وزيت) مثلما توزع الحصص المجانية على الشيعة في مناسباتهم(عدالة!!),ومن حق اهل السنة ان يتخذوا ايام مناسباتهم عطلا رسمية مثلما من حق الشيعة ان يجعلوا مناسباتهم عطلا رسمية وحضرا للتجوال وتوقف الحركة ويعم السكون وتمتلء الشوارع بالاسلاك الشائكة وتغلق الطرقات ويستنفر الستمامئة الف عسكري في العراق حاليا مع المائة وثلاثين الف جندي امريكي مع العشرة الاف من عناصر الشركات الامنية مع الخمسة الاف كلب"بوليسي" مع المليوني عنصر من "اطلاعات" و"حرس الثورة " و"فبلق القدس",مثلما يحدث كل هذا في مناسبات اخوانهم الشيعة(ديمقراطية اليس كذلك؟),ومن حق اهل السنة (وهنا رباط الحجي) ان تقرر حكومتنا الوطنية ان تستثني مناطق اهل السنة من جدول القطع المبرمج مثلما تستثني المناطق الشيعية من ذلك القطع خلال احياء مناسباتهم فيها(خوش حجي؟).اذا ما طالب اهل السنة بحقوقهم المغيبة هذه في احياء مناسباتهم الخاصة,فسوف يُنعم اهل السنة بنعمة الكهرباء لمدة مائة وعشرين الف يوم في السنة(السنة ثلاثمائة واربع وستين يوما للعلم فقط),اي انه سيكون لهم (119636)يوم كهرباء فائض!, سيكون بامكانهم حينها تصديره الى محافظات الجنوب الفقيرة كهربائيا, او التصدق بها على ولايات امريكا الشمالية امثال كالفورنيا اريزونا,او اقراضه قرضة حسنة(بدون فائدة)الى شركة جنرال موتورز او جنرال الكتريك وباقي الشركات الراسمالية التي خنقتها الازمة المالية حتى تتوقف عن تسريح العمال,كما بامكانهم التبرع به الى برج"ايفل" لاضاءة العشرين الف مصباح التي اطفاتها الحكومة الفرنسية قبل شهر توفيرا للطاقة وتقليلا للصرفيات بعد ان نهشتها الازمة المالية,او بامكانهم خزنها في اجهزة"يو بي اس" عملاقة واستخدامها في ايام الشدة(عند احتلال امريكا للعراق واحياء مهرجان الفرهود بعد اشكم سنة) ,او تسريب ذلك الفائض الى الارض نكاية بالحكومة العميلة التي جاءت على ظهر الدبابة الامريكية ثم ظنت ان الدبابة اصبحت ملكها بمجرد انها ركبت على ظهرها!!!.
قد يناقش الوقف السني هذا المقترح قريبا عندما يعرض على زعيمه الشاب محمد الصدر بنسخته السنية (واقصد احمد عبد الغفور السامرائي صديق محمد الصدر ايام صدام وهو يفعل اليوم مع الامريكان نفس الذي فعله محمد الصدر عندما داهن صدام على حساب معارضته فلا فرق بين الاثنين حتى المناظر اللي يلبسوها هي متشابهة!! ) وسوف يوافق مباشرة على هذا المقترح عندما يرى ان من شانه ان يجعل مناطق ومدن اهل السنة اشبه بباريس "مدينة النور ",مثلما ناقش هذا الوقف مسالة ايهما افضل لاهل السنة ان يجاهدوا في سبيل الله او ان يجاهدوا في سبيل اعادة اعمار مناطقهم؟,فتوصلوا بعد جهد ومشورة الى ان جهاد اعمار الارصفة وتزيين ساحة عنتر وتشغيل "النافورة" امام ابي حنيفة النعمان اكبر عند الله من جهاد الامريكان عدو المسلمين اللدود, لذلك اتخذوا قرار تشكيل الصحوات ليصحوا من اوهام "الجهاد" وباقي الكلام الفارغ الذي لا "يودي ولا يجيب" والذي ما من وراءه سوى الشهادة والكرامة والعزة وباقي المصطلحات التي اكل عليها الدهر وشرب فلم تسد له جوعة ولم تنفخ له كرشا.وانا متاكد انه سوف يوافق على هذا المقترح لانه سيدُر من الاموال والغنائم على احمد عبد الغفور السامرائي وعلى ولده عمار (نفس اسم عمار ابن عبد العزيز الحكيم يا سبحان الله تشابهت قلوبهم! و الذي "يتسرسح" الان في ابو ظبي ودبي وينفق اموال الوقف بدون "وجع كلب") ما لا اقطاعي راى ولا بنوك سمعت ولا خطر على قلب حرامي!!.
مساكين اهل السنة في العراق,لهم مناسبة واحدة يعبرون فيها عن خصوصيتهم,الا وهي المولد النبوي,ورغم ذلك لا يحضون فيها باي مكرمة"كهربائية" من حكومة الوحدة(حرية اشتراكية!!),وكل الذي يحضون به في تلك المناسبة هو حملة من الاعتقالات "الاحترازية" مع تطويق لمدينة الاعظمية ومحاصرتها من كل الجهات ونشر نقاط السيطرة والتفتيش على منافذها حتى يغدوا الداخل اليها كانه يدخل المنطقة الخضراء وليس الاعظمية باطلالها وبناياتها الخربة,مما جعل اغلب اهل الاعظمية يتمنون الغاء هذه المناسبة حفاظا على ما تبقى من شبابهم الذين اكلتهم سجون الامريكان وسراديب الداخلية.وحتى جعل الكثير منهم يدعوا الى اعتناق فكرة السلفية القائلة ببدعة الاحتفال بالمولد النبوي وعدم وجود الدليل على الاحتفال بها تخلصا مما يعانيه اهل السنة في هذه المناسبة من مضايقات تصل حدّ القتل!.
علما ان هنالك تمويها و"فيكة"في قرار حكومة الوحدة"ونص" السالف الذكر,فقد قالت انها استثنت كربلاء من جدول القطع المبرمج للكهرباء,للايهام بان هنالك بالفعل قطعا مبرمجا خاضعا لنوع من النظام,مع ان جميع العراقيين يعرفون انه لا يوجد فعليا شيء اسمه"القطع المبرمج" منذ اول يوم للاحتلال المبارك"بمباركة المرجعية الرشيدة" والى يومنا هذا,وان انقطاع التيار الكهربائي وعودته يعتمد خطة "بكيف اللاعوب",واللاعوب هنا اما مسؤول مركز توزيع الكهرباء او احد قيادات فيلق بدر او احد مسؤولي اللجان الثقافية في جيش المهدي ,وان نجى من هؤلاء فانه سيخضع لمزاج احد المقاولين "الاقطاعيين الجدد" الذين اشتروا المنطقة بمطارحها ( على حد قول الاخوة المصريين).اما "الفيكة" الثانية,فان القرار لم يحدد المدة الزمنية لاستثاء القطع,هل هو حصريا بيوم "الاربعينية" ام يقصد به كل موسم مهرجان اللطم العالمي,اي من واحد محرم والى عشرين صفر؟!.علما ان "الاربعينية" هي عادة فرعونية كان الفراعنة يعمدون الى تحنيط موتاهم بعد مرور اربعين يوما على وفاتهم,وليس للاسلام علاقة بالاربعينية لا من قريب ولا من بعيد,وان "الاربعينية" وردت في تاريخ اليهود في سنين التيه"اربعين سنة",وكان اول ذكر لها في الفكر الشيعي عندما ابتكروا فكرة اختفاء المهدي فقالوا يختفي اربعين,ولم يحددوا اربعين يوما او اربعين شهرا او اربعين سنة او اربعين قرنا او اربعين ماذا!!!.
* :لا يعرف تحديدا عدد اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم,وقد ذكر "الاوزاعي" ان عدد الصحابة الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم بلغ مائة الف واربعة عشر,والصحابي هو من اجتمع بالنبي صلي الله عليه وسلم مؤمنا و مات على الإسلام و إن لم تطل صحبته له و إن لم يرو عنه شيئا.
fakeerabd@yahoo.com
