كردستان اقليم عراقي ام دولة مجاورة ؟!





كتابات - جمال الخرسان

نسبتهم في جميع الاحوال لا تتعدى 17% من سكان الشعب العراقي ورغم ذلك فمن حقهم نقض ايّ دستور تختاره ايّة اغلبية في العراق طائفية ام سياسية وذلك حينما اصروا على امكانية نقض ثلاث محافظات لاقرار الدستور او حتى تعديله وهذا ما يعرفه الجميع، فوق ذلك فانهم الان يتعاملون بمنطق الاغلبية في العراق او على الاقل فان تعاطي القوى السياسية الكردية يتم على هذا الاساس ورغم كل تلك التطمينات الا انهم لازالوا يتخوفون بدون مبرر من عراق مستقر قوي ومتماسك!

قناعة الاكراد في التعامل مع المركز مفادها: ان اقيلم كردستان واقع خارج حسابات القوانين العراقية وان قرارات الحكومة لا تجد لها اصداء كبيرة هناك في ظل وجود علم وجيش وممثلين لاقليم كردستان بشكل خاص على الصعيد الخارجي.

ثم ان حكومة الاقليم لا ترتبط بالمركز الا في ترشيح شخصيات كردية تساهم في قيادة الحكومة المركزية في بغداد، وكذلك في تحميل ميزانية العراق عبئ وتكاليف الميلشيات الكردية التي تعمل في كردستان فقط ... كتشكيل كردي وليس كأفراد في الاجهزة الامنية العراقية بشكل عام.

ان اجواء من هذا النوع لا تشجع على عراق موحد وتعكس مدى هشاشة الرابطة المشتركة بين مكونات الشعب العراقي.

القوى السياسية الكردية حصلت على مناصب سيادية مهمة جدا في الدولة العراقية وتشارك بقوة في العملية السياسية وفي الاجهزة التنفيذية بشكل خاص منذ اليوم الاول لسقوط صدام حسين ومع ذلك لازالت تتعامل مع العراق على انه دولة جارة تهدد الامن القومي لاقليم كردستان رغم ان الاقليم يمتلك قوى مسلحة ( بيش مركة ) يتجاوز قوامها 100 الف عنصر يفوق تسليحها تسليح الجيش العراقي بعدما قامت سلطات الاقليم بعقد صفقات لشراء الاسلحة من دول اوربا الشرقية وفقا لما كشفته الصحافة الامريكية.

حتى هذه اللحظة لا احد يعلم ماذا يريد الاكراد؟! وما هي المطالب السياسية التي يريدون تحقيقها على المستوى البعيد ؟ فهم يتارجحون بين الانفصال والبقاء مع العراق ولم يحسموا امرهم بعد وهذا ما اربك الوضع العراقي بشكل كبير جدا ووضع العراق في موقف لايحسد عليه على صعيد الحراك السياسي في الساحة العراقي وكذلك على صعيد علاقات العراق مع بعض القوى الاقليمية المهمة جدا مثل تركيا المعروفة بعلاقاتها الاستراتيجية مع الجانب الامريكي على وجه الخصوص.

الاكراد يحكمون اقليمهم بحرية تامة ولهم جيش يحرس الاقليم ولهم قنصليات في الخارج كما انهم لايسمحون للدولة الاتحادية في التدخل لا من قريب او بعيد باي قضية ادارية هي من صلاحيات الوزارات في الدولة الاتحادية فضلا عن عدم السماح للدولة المركزية في الاشراف على عقود النقط او حتى ممارسة الصلاحيات الدستورية لها في المناطق المتاخمة لاقليم كردستان وهذا من وجهة نظري الخاصة احد الاسباب الرئيسية التي اربكت العمليات العسكرية في محافظتي ديالي والموصل وذلك بسبب تدخل القوى السياسية الكردية في عمل الحكومة في تلك المناطق وقضة خانقين شاهد على ذلك.

ان المطالب الكردية طويلة عريضة وجميعها ذات صبغة هولوكوستية يتم تسويقها بخطاب مشحون وثوري يذكرنا بعنتريات القوميين العرب وصولات ( القائد الضرورة!!!) وتصريحات مسعود البارزاني الكثيرة جدا على هذا الصعيد ما هي الا شاهد على ذلك حيث يهدد بين الحين والاخر بالانفاصل من اجل ابسط المطالب السياسية ولايتردد على الاطلاق بالتلويح كل مرة بالحرب الاهلية.

هذه وجهة نظر لمواطن عراقي عانى في السابق من طيش الاستبداد ( كما عانى اكراد المنطقة جميعهم وليس فقط من كان في العراق ) وهي مطالبات في نهاية المطاف بعيدة عن فوهات البنادق ( كما يلوح بها البارزاني ـ حفظه الله ورعاه ).

كاتب السطور لا يسمح لنفسه باجحاف القضية الكردية اطلاقا بل يؤمن انه مع الاكراد ان اردوا البقاء مع الدولة العراقية او حتى ارادوا الاستقلال فهذا حق مشروع وفقا لمبدأ تقرير المصير لكن الاهم من ذلك ان الاكراد عليهم ان يلتزموا باستحقاق كل واحد من هذين الخيارين بعيدا عن عنتريات الحرب الاهلية، خصوصا وان اتكاء بعض القوى السياسية الكردية على الجانب الامريكي لم يجد نفعا هذه المرة في خلافاتهم مع رئيس الحكومة نوري المالكي.

كاتب عراقي

gamalksn@hotmail.com

About This Blog

About This Blog

  © Blogger template 'Sunshine' by Ourblogtemplates.com | Distributed by Deluxe Templates 2008

Back to TOP