لا تفرحوا كثيرا بمواقف الشعب العراقي فهو اساس المشكلة !


كتابات - خضير طاهر






عقب انتهاء عملية الانتخابات انطلقت العديد من الاصوات المتفائلة بمواقف الشعب العراقي تمني نفسها بالقضاء على المحاصصة الطائفية وبناء دولة المواطنة والعدالة والقانون ... وهذه الأمنيات هي أمنيات كافة الشرفاء من ابناء الوطن ، ولكن من المؤسف انها من دون اساس منطقي وواقعي .

فالشعب العراقي لم يتغير فيه أي شيء جوهري نوعي يدفعنا الى التفاؤل والمراهنة عليه في التغيير والبناء ، فهو مثل بقية الشعوب الشرقية يعاني من عدة أمراض أبرزها :

- غياب الثبات الفكري .
- غياب الثبات العاطفي .
- ضعف وانعدام مشاعر الانتماء الوطني .
- الفشل في النشاط المؤسساتي الجماعي .

ويقيناً ان شعبا يعاني من هذه الكوارث لايدعو الى التفاؤل والاستبشار خيرا بالمستقبل ، فالعراقي كفرد وجماعة لاتستطيع الاعتماد عليه بسبب افتقاره الى الثبات الفكري والعاطفي اذ انه متقلب هوائي بلا محددات مبدئية تضبط تفكيره ومشاعره وسلوكه ، فهو عرضة للإشعاعات والشعارات الغوغائية والأهواء ، والحرص على مصالح العراق يغيب عنه في تصرفات وخيارات بسبب ضعف وانعدام مشاعر الانتماء الوطني ، وعشوائية العمل هي العنوان البارز لدى العراقيين نتيجة فشلهم المزمن في النشاط الجماعي المؤسساتي .

وماحصل في الانتخابات الاخيرة هو مجرد رد فعل عاطفي على غياب الخدمات ، وليس موقفا وطنيا مبدئيا ضد هذه الاحزاب الطائفية وعمالتها وخيانتها للعراق ، فلو نجحت هذه الاحزاب في تقديم الخدمات للناس لرأيناهم يسارعون الى انتخابها بحفاوة ويتناسى أفراد الشعب واجبهم الوطني في محاربة العملاء والخونة .

فنحن في كربلاء مثلا لم نلاحظ من ابناء الشعب اية احتجاجات وطنية ضد وجود القنصلية الايرانية في مدينتهم التي هي عبارة عن وكر للمخابرات الايرانية ، فأين هم الشرفاء الذين يحتجون ويتظاهرون ويحطمون ويحرقون هذه القنصلية على من فيها من الجواسيس ؟

وعملية انتخاب شخص عربي علماني في كربلاء هي مجرد تعبير عن غضب واحتجاج عاطفي مطلبي ، وليس موقفا وطنيا من اجل مصلحة العراق ، ولعل الموقف الوطني الوحيد الذي يستحق الاشادة والتمجيد هو موقف أهالي الموصل ونضالهم البطولي في تحرير مدينتهم من الاحتلال الكردي وطرده وافشال مؤامراته لإبتلاع واحدة من أعظم المدن العراقية التاريخية الحضارية ، اما المدن الانبار وصلاح الدين وديالى فكانت عبارة عن صراع حزبي وعشائري على النفوذ .

وفي مدن الوسط الجنوب استبدل ابناء الشعب عملاء ايران جماعة المجلس بجماعة الدعوة جناح المالكي وهذه الجماعة هي الاخرى جماعة طائفية وعميلة لإيران ولاتمتلك أية مشروع وطني للعراق وبالتالي لم يحدث تغييرا جوهريا على الساحة السياسية ، ومازال الشعب العراقي هو أساس المشكلة في خياراته الخاطئة ولامبالاته وتقاعسه وتخليه عن المطالبة بحقوقه والقيام بواجبات الدفاع عن وطنه .

kodhayer1961@yahoo.com

About This Blog

About This Blog

  © Blogger template 'Sunshine' by Ourblogtemplates.com | Distributed by Deluxe Templates 2008

Back to TOP