الدولة ومفهوم المزرعة ؟



كتابات - د.علي التميمي

من المفاهيم التي شوهت مفهوم ومعنى الدولة هو مفهوم المزرعة ؟ ولقد شاع هذا المفهوم من أيام ألامويين وكانت ثورة المدينة المنورة بسبب دخول أبل عبد الرحمن أبن عوف محملة بالبضائع فضجت فقراء المدينة ؟ وقدم الحديث التالي تبريرا لثراء أبن عوف :- فقيل يدخل العشرة المبشرة بالجنة سعيا ويدخل عبد الرحمن بن عوف حبوا ؟ وهو نفس التبريرات التي تقدم اليوم لأكل أموال الناس بدون وجه حق ؟ ؟ وقديما قيل العراق بستان قريش ؟ وكان هارون الرشيد يخاطب الغيمة :- قائلا :- أين ما هطلت فلي خراجك ؟ وهو الذ قال لآبنه :- لو نازعتني الملك لآخذت الذي فيه عينيك ؟ وأحدهم قال في أيامنا هذه عندما أيقن بأن نتيجتهم في ألانتخابات ليس على ما يرام قال :- نحن أبناء الهور ؟ وهو تهديد بالتمرد والعصيان ؟ أذا لم يعطوا النسبة التي يريدونها ؟ فلا ديمقراطية ولا أنتخابات في عرف هؤلاء ألا ألامتيازات وحصة المزرعة ؟ ومكاتب البعض منهم تفضح كل مدعيات من يدعي بالدين ومن يلبس السواد ومن يلبس الطرحات الخضراء ومن يمشي دجلا لبضعة أمتار مع الناس ومعه الحمايات وتصوير الفضائيات ليقال عنهم زورا بأنهم من محبي الحسين "ع" والحسين كان يقول ما خرجت أشرا ولا بطرا ؟ ولكن خرجت لطلب ألاصلاح في أمة جدي ؟ وهؤلا يمشون في بطر وينامون في بطر ويأكلون في بطر وبسببهم حصلت ثلاث محافظات في الشمال على نسبة 17 بالمائة من ميزانية العراق وأدعوا أنهم سيصلحونها في عام 2009 ولم يفعلوا لآنهم أنتكسوا في أنتخابات مجالس المحافظات وتركوا مدن الفرات ألاوسط والجنوب بدون عمال تنظيف حيث سرحوا ألاف العمال بحجة أنهاء العقود ؟ كل ذلك في سبيل ألانتقام من الناس الذين لم ينتخبوهم وهذا هو مفهوم الدولة المزرعة عند هذا الصنف من الناس ؟ واليوم يؤخرون صدور الميزانية العامة لا لشيئ ألا لآحراج رئيس الحكومة وذلك بأيقاف صرف المال لدى الوزارات وموؤسسات الدولة وهذا ينعكس في تصورهم على أحراج رئيس الحكومة لآن عدم تنفيذ المشاريع يعني فشل لرئيس الحكومة وهذه هي ذهنية من يعمل بأسلوب المحاصصة وأرباح المزرعة ؟ والمشاكل التي ظهرت بين أطراف حزب ألاتحاد الوطني الكردستاني يعرفها أخواننا من عامة الكرد على أنها خلافات على أكل المال العام ؟ وألاساليب البروقراطية التي أتبعت طيلة الخمس سنوات الماضية في كردستان العراق من فرض أجراءات صارمة ضد العرب من أهل العراق الذين يرغبون بزيارة مدنهم الشمالية هي التي أدت الى كساد أقتصادي تذمر منه الماطن العراقي الكردي ولم تفعل حكومة المركز الفيدرالية شيئا تجاه تصرفات ألاحزاب الكردية الداخلة في الحكم لآنهم

يعملون بأسلوب تقاسم المزرعة واليوم قد أنكشفت عليهم اللعبة ؟ فخففوا من أجراءات التشدد التي لاتحسب لهم ؟

والذين رفعوا من نسب حصولهم على درجات متدنية في أنتخابات مجالس المحافظات فرفعوها الى نسب متقدمة ظنا منهم أن الشعب لايكشف هذه اللعبة ؟ وهم خاطئون في ذلك وحساباتهم هي حسابات المزرعة ؟ وسيواجهون مصيرا مظلما في ألانتخابات القادمة ؟ والذين جعلوا لآحدهم قبرا بخمسة وعشرين دونما والناس لاتحصل على بضعة أمتار للسكن لن يغفر لهم الناس ذلك ؟ والذين يطأطؤون روؤسهم للآمريكان ويتجبرون على أبناء شعيهم لن يغفر لهم الناس ذلك ؟ والذين يعبرون ملايين الدولارات كل أسبوع الى أيران لن يغفر لهم الناس ذلك ؟ والذين يبنون العمارات والمدارس والمستشفيات في أيران ومن ألاموال الشرعية ويتركون فقراء أهل العراق لن يغفر لهم الناس ذلك ولن يغفر لهم رب الناس ذلك ؟ والذين دعموا وصول النكرات ممن لايعرف السياسة ولا يعرف ألاحكام الشرعية ولايعرف ألاجتماع وسننه دعموا كل هؤلاء للوصول الى البرلمان وهم اليوم يأكلون مال أهل العراق بدون حق والذين دعموهم يلوذون بالصمت فلهم الويل مما جلبت أيديهم ولهم الوبل مما يفعلون وهكذا قر أنا ذلك في القرأن الكريم فهل لهم أن يعترضوا ؟ والذين أصبحوا أقطاعيات للمال الذي يأتي الى العتبات المقدسة وأصبحوا محصنين بالحمايات والحرس الخاص ولهم حكومتهم غير المعلنة ولهم جبروتهم على طريقة مالكي المزارع ؟ وهم يخدعون أنفسهم وما يصنعون ألا سرابا في بقيعة يحسبه الظمأن ماء ؟ وهو ليس كذلك ؟

في العراق اليوم تتحول الدولة الى مزرعة يكثر فيها السركال وتذل فيها الرجال وتفتقر العيال ولا من أحد يستنكر ما ألت اليه ألامور من مأل ؟ ومن دواهي ألامور أن لاريجاني جاء لآصلاح الحال بين رجال ألاعمال من أصحاب المزارع التي أصابها قحط ألاصوات وبؤس النهايات وفاتهم :- لن يصلح العطار ما أفسد الدهر ؟

Dr_tamimi5@yahoo.com

تفاصيل المعركة والصراخ بين رئيس الوزراء المالكي ولاريجاني


كتابات - خضير طاهر

في اللقاء الذي جرى مابين رئيس الوزراء المالكي ورئيس مجلس الشورى الايراني لاريجاني حصل تلاسن وصراخ بين الاثنين ، والمعلومات المتسربة من الاجتماع تفيد بأن لاريجاني ضغط على المالكي بخصوص منح ايران المزيد من حقول النفط العراقية الحدودية ، ولكن المالكي طلب التريث بالأمر والأنتظار الى فترة من الزمن خوفاً من السنة العرب الذين يراقبون عمله ، وحينما رفض لاريجاني منحه هذه المهلة أنفجر المالكي بوجهه وذكره أنه منح ايران العديد من حقول النفط العراقية ، وفتح كافة اسواق العراق امام تجارتها ، وعطل كافة المشاريع الصناعية والزراعية حتى لايؤثر على المبيعات الايرانية للعراق .

والمعلومات المتسربة تقول ان لاريجاني رد على المالكي بضرورة عدم نسيان نفسه وان وصوله للسلطة تم بأرادة ايرانية وانهم بأمكانهم خلعه من منصبه خلال دقائق لو أرادوا وعليه ألا ينسى هذا !

طبعا قضية الضغوطات الايرانية على الساسة الشيعة في الحكومة والبرلمان لتقديم المزيد من المكاسب السياسية والاقتصادية الى ايران .. أخذت منذ البداية طابع اصدار الأوامر الفورية لهم ، وكان هؤلاء الساسة ينفذون الأوامر الايرانية بشكل حرفي ومن دون نقاش ، ولكن المالكي في الفترة الاخيرة بدأ يتصرف بحذر خوفاً من أنكشاف قضية استيلاء ايران على العديد من حقول النفط العراقية الحدودية وسرقة مخزونها من البترول ، فعندما تم تعيين وزير النفط الحالي حسين الشهرستاني كان المخطط الايراني ان تتم العملية بشكل تدريجي وتحت غطاء مايسمى بالحقول المشتركة ، وكلنا يعرف كيف عطلت حكومة المالكي انشاء مصافي تكرير النفط من اجل أستمرار شراء المشتقات النفطية الايرانية ، وكيف تعمدت التقليل من كميات الوقود لتشغيل مولادات الكهرباء كي يستمر العراق بأستيراد الكهربائي الايراني .

والمالكي رغم ارتدائه قناع الوطنية والعروبة والعشائرية هو في حقيقته من أكثر عناصر الاحزاب الشيعية ولاءا الى ايران واخلاصا لها ، ولعل حدث اقدامه على خلع ربطته عنقه لدى مقابلته للخامنئي رغم رمزيته إلا انه فضح درجة طاعته وخضوعه وخنوعه امام ايران !

الغريب ان في العراق لاأحد يتحدث عن سرقة ايران للحقول النفطية العراقية ، ولاأحد يدافع عن ثروات وطنه ومستقبل شعبه ، وكأن هذا الشعب ماتت لديه المشاعر والغيرة والكرامة !!

kodhayer1961@yahoo.com

حسبك يا مرواني...لقد اشبعنا جرذ العوجة كذبا فلا تزيد


كتابات - ابو ذر المالكي

في كل مرة اسمع بها صوتا لاحد المقتدويين، تنتابني رجفة اشمئزاز فأود لو يلقمه احد حجرا فيريح امة كاملة من طنطنات بعوض غزا جو العراق ضمن موجة فساد شاء من شاء لها ان تغطي حاضرها و المستقبل، لولا رحمة من الله و اجل لم تأت ساعته....و لكن بعد هنيهة، اجدني اغض الطرف عن ذلك، فهم فئة لا حظ لها من الادراك و البصيرة كي ينفع معها اي فعل، فمثلهم كذاك الذي ان تحمل عليه.... او .....
لقد اختار (او اختير لهم) اولئك المقتدويون لانفسهم طريقا لطالما سار فيه اصحاب الافكار الشمولية و القومجية الذين ما رأت منهم البلاد ولا العباد الا الويل و الخراب...طريقا يحشرون فيها انفسهم في كل أمر بطريقة الزعيق و النعيق و التباكي مرة و التباهي اخرى، فهم محور الاحداث و حجر الزاوية في كل مايجري من احداث ابتداءا من كيفية اختراع البستوكة و انتهاءا بثقب الاوزون....الا يذكرنا ذلك بنهج جرذ العوجة الذي "هوست" له فيالق فدائيي المقتدويين انفسهم حين سمّوا مدينة الثورة باسمه؟ لقد كانت كل احداث العراق تجري بسببه فهو الذي درب المنتخب الوطني ففاز ببطولة "طيور الغبشة"، و هو الذي البس العراقيين النعال و هو الذي طرد الكوتيين من ارض الرافدين و هو و هو و هو، اضافة الى جميع الاحداث العالمية ابتداءا من تأسيس الامم المتحدة و انتهاءا بسقوط كلنتون مروا بانهيار الاتحاد السوفيتي...و الان كل الاحداث الجارية و المجاميع المليونية و الزيارة الحسينية و اعمار المرقدين الشريفين...كلها نتاج لعبقرية و شعبية التيار المقتدوي.
الاخطر مما سبق، هو اختراع امجاد و بطولات و مخاريق لهذه الحفنة من السراق و العربنجية من بياعة "البطالة شيش" صباحا للسطو على المنازل و التسليب ليلا، حفنة ممن ضج اهلوهم بمخازيهم قدما حتى تسموا باسماء امهاتهم تارة و باسماء اخرى يعف اللسان عن ذكرها تارة اخرى، حفنة لم تتورع عن ارتكاب اي موبقة حتى اخزت بفعالها مدينة الثورة و الشعلة و غيرها من المناطق التي احتلتها، فذهبت اذهان العالمين بذكرهم عن ذكر رجال صيد اخيار ممن ابتلاهم الله (امتحانا) بجوار اولئك في تلك المناطق الشريفة. يتحدثون عن صولات و جولات...اي صولات سوى تلك المخازي التي اجترحوها على اديم اشرف البقاع في مدينة امير المؤمنين حين استباحت اقدامهم العفنة تلك التربة الطاهرة فعاثوا فيها فسادا قد لا يدانيه فساد عاد و ثمود، و لم تسلم من فعالهم حتى مدافن المسلمين التي اتخذوها مقرات للكبسلة و التحشيش و شرب الخمر و محاكم قبيحة استهانت بجميع المقدسات...و ابناء النجف يعرفون ذلك صغيرهم و الشيوخ و اذا فسح المجال للحاج محمد رضا او السيد عبد الجواد و غيرهم من الضحايا لامتلأت بشهاداتهم كتب و فهارس..لا بل وصل الامر الى تدنيس ارض المرقد المقدس لامير المؤمنين اغراءا للامريكان بضرب تلك البقعة الطاهرة، حتى يتمكن مقتداهم (الذي مارس لعبة المراهقين و نزقهم في شد يده بالباندج...متكلف والله) من الزعيق و التباكي و دعوة المسلمين في الارض (على طريقة عبدالله المؤمن) لنصرة الاسلام!!!! كأن الارض قد ضاقت بهم و كأن معسكرات الامريكان خافية عن العيون خارج المدن فلم يجدوا مكانا لقتالهم الا بين النساء و الاطفال....الا ترون؟ نفس الطريقة التي تعلمها قائدهم جرذ العوجة في اتخاذ المدارس و الاسواق اماكن لخزن الاسلحة و اطلاق الصواريخ و الاختباء خلف النساء الماجدات دروعا بشرية له و لزبانيته.
صولة اخرى يتمشدق بها المقتدويون هي تلك التي اجتاحت فيه هوامهم مواقع الشرطة الوطنية و المواقع الامنة لاحزاب (من ذات العينة و لكن لها حساب آخر و مقال آخر) و اظهار البطولات في ارهاب المدنيين باسماء تنم عن خسة ما بعدها خسة في التلفع بعباءة اشرف خلق الله من الزهراء البتول و الى ساقي العطاشى عليهم و على رسولنا الصلاة و السلام...مكوار العباس و جيلة الزهرة ، فعليهم لعائن الله...لقد تحولت البصرة و تحت نير همجيتهم الى مخيمات و مقاطعات و ساد الخراب جميع ارجاءها فسقطت جميع النوازع الحضارية و الدينية و التقاليد و الاعراف المعتبرة و لم يبق فيها سوى صوت الاجرام و الخاوات...فالهم الله عز و جل قائد هذا الزمان و جنده الميامين لكبح جماح تلك الفئة الباغية، و انجز على يديه وعده في كسر عقدة الخوف لدى البصريين فسحقوا رؤوس الحيات حتى شاء المولى ان تعود البصرة آمنة جميلة.
زعم المرواني، و لا ادري هل صدفة هذا الاسم ام انه ارث من وزغ تعرفه الامة و لم يشأ حفيده تركه؟ المهم، زعم المرواني ان قد انتشرت الرذيلة و الفساد في ارض عراقنا الطاهرة، مثليين و دعارة و غيرها... يا سيد مرواني، بدئا خسئ كل من يقول بذا عن عراقنا و اهلنا...ان وجدت حالة هنا و حالة هناك تراها انت و غيرك لاقترابك منها، فهذا لا يدعو لتعميمها و ما زال اهلنا بخير و ما زالت الصلوات و التكبيرات في بيوتنا و الجوامع و الحسينيات و الكنائس و المنديات... و ليعلم الجميع انما مصدر الموبقات كان دائما ينبع من بؤر التخلف و الجهالة التي جندها المقتدويون و التي يعملون على ابقاءها معمية الابصار و العقول باسلوب الشحن و الصراخ في الوجوه و الحقن بالكراهية و العدائية تجاه كل من اختار طريق العقل و الانفتاح على الاخر و كل من اختار الانعتاق من العبودية لحفنة، لا يكاد معظمهم يفقه القراءة و الكتابة...
الاخوان في التيار المقتدوي...نصيحة لوجه الله، ثوبوا الى رشدكم و دعوا هذه الشنشنات و نفخ الصدور الكاذبة...عودوا الى صفوف ابناء الامة، فليس ضروريا ان يكون الجميع قادة، جاهلهم و العالم...نعم لقد توفرت للكثير الضروف و بمباركة امريكية كي يركبوا موجة النضال و القيادة و العصيان و الاعتصام..لكن الامة سائرة نحو الاستقرار و عندها لا يصح الا الصحيح...و اذكروا كم قيادييكم الذين تبخروا بفعل اشعة شمس الحق و الانعتاق من الظلامية، من الشيباني و فتاح الشيخ و العبيدي....و الاخرين على الطريق...فلا داعي للعنتريات الفارغة و التباهي على احرار الامة بافعال يعرف الجميع زيفها و خرافيتها فنحن في العراق "اهل قرية و كلمن يعرف اخيه".و السلام للامة العراقية

التعرف على الحياة الماضية من منظور عقيدة تناسخ الأرواح


كتابات - خضير طاهر

أنا من المؤمنين بأن الحياة لايمكن الإحاطة بها وتفسيرها من وجهة نظر دينية أو علمية ، او غيرها ، فهي تظل سرا غامضا يصعب التعرف عليه بصورة تامة ونهائية .. لذا لابد من تجريب كافة السبل والأنفتاح على مختلف النظريات والأراء من أجل تكوين فكرة قريبة قدر الأمكان من الحقيقة ، وتعتبر عقيد تناسخ الارواح أحد مصادر المعرفة الماورائية لتفسير طبيعة حياة الانسان من منظور ديني - فلسفي مثير للخيال والفكر خصوصا ان مفاهيم هذه العقيدة لاتتعارض مع عقائد الأسلام فيما يخص نهاية الحياة والأنتقال الى عالم الآخرة ويوم القيامة ، اذ انها تتحدث عن حياة البشر في الدنيا فقط وعملية أنتقال أرواحهم في دورات زمنية طويلة من جسد الى أخر .

وقد أغرتني هذه العقيدة لمعرفة حياتي الماضية قبل هذه الحياة الراهنة ، عن طريق الأستعانة بعلم التنجيم الهندي ، ويسرني أن أقدم للقراء تجربة مثيرة وربما نادرة في العالم العربي ان تجد شخص ما يتحدث عن حياته الماضية وكيف كان يعيش ، وسأنقل لكم مقتطفات من كلام منجمة محترفة متخصصة بالتنجيم الهندي قامت بتحليل حياتي الماضية وكيف كانت ، طبعا الحديث في بعض الفقرات عن أخر حياة لي ، والبعض الأخر عام غير محدد زمنيا ، فكما هو معروف حسب هذه العقيدة عمر الروح طويل جدا ومستمر في الأنتقال من جسد الى أخر .

ميولي الفكرية في الحياة الماضية :

((. من الواضح أنك تكره الدين السياسي ولقد حاربته في السابق، انقلبت عليه، ناضلت ضده. لهذا أنت توجد اليوم في حياتك هذه باحث عن سمو روحي ودين حقيقي بعيد عن التقليدي أو الدين السياسي ومستعد لتقاتل أي دوغمائية أو أي تسلط ديني. لذا فأنت تجدي نفسك دائما في حياتك هذه مقاتل ومعاند ومكافح لكل ما هو مسلم به كالدين الصحيح أو الطريقة الصحيحة أو التقليد الأعمى. تحتاج أن تقاوم وتقاتل وهذا حتى تجد راحتك الداخلية وتصل إلى الطمأنينة الروحية القصوى.


... لهذا السبب قد تجد مشاكل بينك وبين الدين التقليدي، العادات التقليدية، ما هو متوارث ومعتاد، وتواجه في حياتك هذه المشاكل والهموم التي قد لا تعرف أسبابها والتي قد تحيرك مع رجال الدين أو التقليديين أو المحافظين.))

علاقتي بالدين في حياتي الماضية ؟

(( ... أنك في أعماق أعماقك انسان مؤمن للغاية وروحاني للغاية ولكن إيمانك ليس من النوع التقليدي أو المعتاد (المشتري في برج القوس يشر إلى الإيمان التقليدي والدين التقليدي). برج الحوت يشير إلى نوع من الإيمان الروحاني الكوني والذي يتميز بالنقاء الروحي والسمو. والذي يشير إلى أن هذا الايمان غالبا ما يظر على أنه إلحاد أو عدم إيمان، خاصة أن مقترن بالكوكب المتشكك دائما زحل ... ))

زواجي في الحياة الماضية :

(( ... وجود النساء في حياتك ربما زواجين ... أن زوجتك الأولى قد تكون من عائلة معروفة وكبيرة. إما تنحدر من أصول دينية معروفة . هناك زواج ثاني، يشير إلى أنها امرأة متقلبة للغاية وكثيرة الكلام ربما أنك لم تسعد مع الزوجة الثانية كذلك. دلالة المشاكل في الزواج واضحة في حياتك السابقة، مما يدل على المشاكل الزوجية والانفصال...))

طريقة موتي في أخر حياة ماضية :

(( ... سبب الموت في الحياة السابقة يمكن أن نراه كذلك في خارطة الكارما ... موتك كان بعد حمى شديدة كما يبدو لي. كما يظهر لي أنك كنت فاقد الوعي قبل موتك. بما أن البيت الثالث من الطالع المجسد يقع في برج الدلو فإنه يشير إلى أن وفاتك كانت في بلدك وأرضك، وليس في مكان غريب...))

هذه بعض ملامح حياتي الماضية التي يبدو ان أخر حياة عشتها قبل حياتي الراهنة هذه كانت في العراق ، وقد متُ هناك بسبب مرض الحمى ثم أنتقلت روحي الى جسدي الحالي الذي تتواجد فيه لحين موتي القادم وأنتقالها الى جسد جديد ، والذي أرجوه ان أخلق مرة أخرى في مدينة ساحلية تقع على البحر وتتكون عمارتها من البناء التاريخي القديم والأسواق المزحمة الضيقة ، وفيها معابد دينية ومكتبات عامة ، وتكون معي زوجة تحمل روح تلك المرأة التي أحببتها ببغداد ، وأتمنى ان يكون أسمي في حياتي القادمة أديسون فأنا من أشد المعجبين بهذا العبقري الذي أضاء ظلمات الحياة بأختراعه المصباح الكهربائي اضافة الى مئات ألاختراعات العظيمة الأخرى .
kodhayer1961@yahoo.com

حكومة "الزعاطيط" !!


كتابات - عبد الله الفقير

"الزعاطيط " ومفردها" الزعطوط "هي كلمة دارجة في" اللهجة" العراقية,وهي مستلة فيما يبدو من كلمة اعجمية ,(اعتقد انها "نحتت" من كلمة "زئتوت" والتي قد ترجع الى احدى اللغات الفارسية او التركية او حتى "البنغلاديشية"). ومعناها حسب الاستخدام الشائع هو الحركات الطفولية او الصبيانية الغير مرغوبة, فعندما يتحرك شخص كبير السن بحركات طفولية او صبيانية او يطالب بامور لا يطالب بها الا الصغار ,او عندما يتكلم او يفكر شخص ما بطريقة طفولية فانا نطلق عليه لفظ "زعطوط"او نجمعهم فنقول"زعاطيط",وهي لفظة محببة الى اللسان (اكثر من كلمة "جاهل"او "جهال" والتي تستخدم شعبيا للاشارة الى الطفل وليس الى "الجهل"),لان فيها نوع من اللطافة في اللفظ تتناغم ولفظة "طيط" التي يستخدمها العراقيون للاستخفاف بشخص ما او التقليل من قيمته او السخرية منه او من فعله,وهي ترد عادة على شكل "زعطوط" و"مزعطة" و"زعاطيط" و ترد احيانا في جملة غريبة التشكيل مثل"شنو هالمزعطانية"!!.هذه مقدمة تعريفية لمصطلح "زعطوط" التي لا اظن ان احدا من العرب غيرنا يستخدمها.

فهل حكومة العراق الحالية حكومة"زعاطيط"؟,من يتابع تصرفات هذه الحكومة وجميع الحكومات التي نصبها الاحتلال بعد"تحرير"العراق من النظام السابق,لا يجد مصطلحا انسب من مصطلح"حكومة الزعاطيط" ليصف به عناصر هذه الحكومة وتصرفاتها ,فماذا يمكن ان نسمي الخلاف الحاصل بين الطلباني وبين المالكي على مسالة يترفع عن الخلاف حولها حتى "الزعاطيط" الحقيقيين؟!,فالمالكي الذي لم يشبعه امتلاكه خلال ستة سنين فقط نصف مليون دولار ( حسب ما اعلنته هيئة النزاهة مؤخرا من ملكيته, وهو الذي قضى عمره لا يملك ثمن ايجار شقة في السيدة زينب رغم عمله في تزوير الجوازات واللطم في الحسينيات وانتظار عاشوراء لملء الجداري والقدور بالتمن والقيمة والباقلاء),يبدو ان عينه ما زالت ترنوا الى الايفادات ويسيل لعابه لفكرة "البعثات " فهو كما يقول المثل "البزون تموت وعينها على المزبلة"!!,ويحسد الناس على ما اتاهم الاحتلال من فضله من دولارات وقصور وسيارات!!,فلم يجد "حايط نصيص" ينافسه في رزقه سوى هذا الاهبل المسكين ,المتكور على نفسه كطفل وقع في الطين,ربيب بني صهيون وبني صفيون وكل ما ينتهي بالـ"يون",الكاكة مام "جلال" وزوجه المصون باب"ما ادري شسمها!!.",فقد تناقلت الاخبار ان المالكي -المشعوذ البغيض - قد حط عينه على ايفاد الطلباني الى مؤتمر الدوحة الاخراني,وراح يحسده على ما سيدخل في جيبه وجيب ولده"قوباد" من عقود ومشاريع وقصور وجاريات ,فلم يجد من وسيلة للاستحواذ على منافع ذلك الايفاد,سوى ان اصدر بنفسه قرارا بلا استحياء,ان يكون الممثل الشرعي لحكومة العراق في مؤتمر القُمة اليعربية,هو المالكي ابن حسنية,وان المدعو مام جلال لا يمثل سوى نفسه وان حضر بكرشه وشعره,ولكي يبرر المالكي قراره ذاك فقد استشار بذلك اقرب العرافين واكبر الدجالين,فاخبروه ان في الفيزياء ملاذه لحل الاشكال,وعند الاستفسار عن ذلك الحلال,قال له من قال,ان الفيزياء تخبرنا ان العناصر المتشابهة تتنافر والمختلفة تتجاذب, ولان رئيس دولة قطر المصون من كل حاسد وعيان ومجنون ,يشابه اخينا مام جلال من حيث السمنة والبطنة وتكور الخدود والكروش,فان ذلك يعني ان حضوره المؤتمر سيجر علينا البلاء وسيء القدر والجدور,لذلك نقول ان على المسؤول الذي يجب عليه ان يحضر الحشود,ان لا يكون بدينا,والافضل ان يبدا اسمه بحرف النون,لان النون من برج "البزون",وهو افضل الابراج واكثرها توفيقا للقرون حسب التقويم الصيني المشهور,وحتى لا يشابه اسم امير قطر"حمد" في حرف من الحروف,ومعلوم ان الجيم في "جلال" تتشابه احياننا على ضعاف العيون مع حاء "حمد بن خليفة" زوج"موزة"المختال, مثلما تشابهت الاحرف على "المنضد" المسكين الذي يعمل على تنضيد رسائل القائد الهمام سيدنا مقتدى المقدام ,فكتب "توخوا" بدل"توقوا" وكان عاقبة امره ثقب في احدى العيون!!!,ولان "نوري المالكي" الوحيد الذي يبدا اسمه بالنون,لذلك كان عليه ان يكون هو المبعوث لقمة "المتكرشون" .ولم يجد المسكين مام"جلال" سوى ان يبلع الحسرة ويكتم العبرة وهو يواسي فلذة كبده"قوباد" على فقدان عشرات المليارات التي كان يحلم بعقودها منذ سنوات. نعم لقد تنافس المالكي والطلباني لمن الحق في حضور مؤتمر القمة العربية,مع ان الدستور يقول ان رئيس الجمهورية هو من يمثل العراق في مثل هذه الامور,مثلما ان السنيورة لم يمثل لبنان في هذا المؤتمر,لانه رئيس وزراء وليس رئيسا كالعماد ميشيل سليمان,لكن يبدو ان المالكي لم يقنعه الدستور الذي خطه بيديه!!.

ليس المالكي والطلباني هما الوحيدان في سلك "المزعطة",فمن قبلهما كان "الجعفري" اكثر "زعططة",فقد اختلف مع الطلباني (ايضا)على ما هو ادنى واخف من مسالة الايفاد الى مؤتمر في احدى دول الخليج التي كانوا يحلمون ان يعملوا كناسين في احدى قاعات مؤتمراتها لا ان يجلسوا على مقعد في احدى تلك القاعات,فقد"زعل"ذات مرة الطلباني على الجعفري لان الاخير سافر الى تركيا دون علم الطلباني!,فيما كان احد اكبر عمليات "الزعططة" هي ما قام به الجعفري في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة الذي دعي اليه العراق,حيث دار خلاف حاد بين الجعفري والطلباني ايهما اولى بـ"الايفاد" لتمثيل العراق في ذلك المؤتمر!!,انتهى الخلاف بان اتفق الطرفان على ان يكون الطلباني هو من سيمثل العراق,ليفاجيء بعد ذلك الجميع باصرار الجعفري على حضور تلك الاجتماعات (شلون لزكة!!) مبررا ذلك بان حضوره كان بصفة مستقلة عن وفد الطلباني الرسمي(ناس ما شايفين وشافوا !!),فهل رايتم اكبر من هذه "المزعطة"؟!.

يناقش البرلمان الحالي الموازنة المالية منذ ثلاثة اشهر,وجلّ الخلاف في هذه الميزانية منصب على تحديد مخصصات النواب ومنافعهم الخاصة ومنافع الرئاسات الثلاثة!!,لا يهمهم من العراق سوى مناقشة مخصصاتهم المالية وعدد السيارات المدرعة ضمن مواكبهم ونوع الجواز الذي يتمتعون به هل هو دبلوماسي ام عادي,وهل هو لطول العمر ام لفترة برلمانية محدودة!!!,ثلاثة اشهر يناقشون خلالها مستحقاتهم المالية,بينما لم يستغرق تدوال "الاتفاقية الامنية" من البرلمان سوى اسبوع واحد فقط رغم انها ستراتيجية بعيدة الامد ترتهن العراق وخيراته لالف عام قادم!!!,فهل رايتم "مزاعيط" مثل هؤلاء؟!.بل والاغرب من ذلك ان مكتب القائد العام للقوات المسلحة (يعني المالكي بمعرّف جديد!!) يتم خفض عشرة ملايين دولار من ميزانية مكتبه (مكتب القائد العام للقوات المسلحة) ثم يدعي سامي العسكري ان ذلك الخفض لن يؤثر في عمل المكتب!!!,اذا اين كانت ستذهب تلك العشرة ملايين دولار بحيث ان رفعها لن يؤثر في عمل مكتب القائد العام؟؟؟,هل هي ثمن "قواطي الببسي" التي تبرع بها المالكي لسكان "المزابل"؟!.

"مزعطة" اخرى لكن هذه المرة بين صولاغ ووزير التخطيط علي بابان,فبعد ان عجّ العالم بالازمة المالية المحدقة,ظهر علينا صولاغ (وزير المالية الحالي) ليطمئن العراقيين ويقول بان الازمة المالية لن تؤثر على العراق!!.لم يعلق احد من "زعاطيط" حكومتنا على تصريحات صولاغ,ولم يساله احد كيف سوف لن تؤثر الازمة العالمية على العراق,هل العراق هو دولة خارج كيان ما يسمى"العالم"؟!,كتبت في حينها مقالة بعنوان "عندما تنفجر فقاعة الفاصوليا"* ذكرت فيها كل ما سيحيق بالعراق قريبا من كارثة مالية وذكرتهم فيها بمصطلح" الفقاعة الاقتصادية" الذي غاب عن كثير من المحللين الاقتصاديين واصبح متداول مؤخرا,لم ينتبه اليها احد لان الجميع كانوا منشغلين بانتخابات مجالس المحافظات,ثم لما ان انقشعت الانتخابات,حتى وجد "الزعاطيط" ان الفقاعة التي حذرتهم من انفجارها قد انفجرت فعلا,وانهم في طريقهم نحو الغرق ,ليخرج علينا "علي بابان" محذرا من ان الازمة المالية تشد خناقها بالعراق,وان ستراتيجية البنك العراقي وصولاغ في بيع الدولار قد اهدرت ملايين من الدولارات التي عمد التجار الى شرائها بثمن بخس ثم نقلها الى خارج العراق, وليظهر علينا بعد ذلك طارق الهاشمي وعادل عبد المهدي ليحذروا العراقيين من ان العراق مقبل على "كارثة" اقتصادية!!,الان اكتشفوا ان الفقاعة قد انفجرت,فاي خبراء واي اقتصاديون واي مخططون هؤلاء الذين ينعم بهم العراق وهم عاجزون عن التنبىء بكارثة يراها حتى الاعمى؟!!,والاعجب اننا لم نسمع منهم لحد الان من يسال صولاغ عن تصريحه الذي قال فيه ما يلي: ((قال وزير المالية، الاحد إن الازمة المالية العالمية لم يكن لها تأثير على الاقتصاد العراقي بإستثناء الانخفاض في اسعار النفط، بحسب بيان للوزارة.ونقل البيان عن وزير المالية باقر جبر الزبيدي اشارته إلى أن “تداعيات الأزمة المالية العالمية لم تؤثر في الاقتصاد الوطني إلا في مايخص انخفاض أسعار النفط من 147 دولار إلى 45 دولار للبرميل”، مبيناً ان “سعر النفط العراقي يقل عن ويست تكساس انتر ميديا من 10 إلى 12 دولار وذلك لموقع البلاد ونوعية النفط *)),هل سئل احدهم هذا"الزعطوط" كيف لن تؤثر الازمة الاقتصاد العالمية على الاقتصاد العراقي وانت تقول ان النفط سينخفض مائة دولار؟,ام ان "الزعاطيط" لا يعتب عليهم احد؟!.

اما عن "زعططة" الاحزاب المشاركة في هذه الحكومة فحدث ولا حرج,الحزب الاسلامي يعلن انه ينسحب من الحكومة,لكنه رغم ذلك يبقي على طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية في منصبه!!,ورغم انه اصر على انه لن يعود حتى تتحقق جميع طلباته وهي اعادة كتابة الدستور واجراء المصالحة الوطنية واطلاق سراح المعتقلين,لكنه رغم ذلك عاد الى الحكومة ولم يتحقق اي من تلك الطلبات!!,علي بابان يرفض تقديم استقالته من وزارة التخطيط ويقدم استقالته بدلا من ذلك من الحزب الاسلامي كما فعل من قبل حاجم الحسني!!(شلة زعاطيط!!) .الحزب الاسلامي يصدر بيانا ينتقد فيه زيارة رفسنجاني للعراق,ثم يقوم الحزب برفع البيان في ذات اليوم!!!,طارق الهاشمي يرفض لقاء رفسنجاني لانه شارك في الحرب على العراق,لكنه لا يجد غضاضة من زيارة ايران ومصافحة احمدي نجاد وعلي خامنئي بل وحتى زيارة قبر خميني ان ارادوا منه ذلك!!!. ابراهيم الجعفري يمُنع "ديمقراطيا" من تولي منصب رئاسة الوزراء مرة ثانية فيقرر الاستقالة من حزب الدعوة (لو العب لو اخربط الملعب ,فاي مزعطة هؤلاء!!!).المالكي يدعوا الى مصالحة البعثيين,ثم يعلن حزب الدعوة ان تصريحات المالكي اسيء فهمها, وكانه كان يتكلم بلغة "الهولولو"!!,المالكي يشن حملة على المجرمين الخارجين عن القانون من جماعة مقتدى الصدر ,ثم يذهب المالكي الى ايران للقاء رئيس العصابة (يقول جماعة الحكيم ان المالكي اجتمع بمقتدى الصدر في ايران قبيل انتخابات مجالس المحافظات)!!,مقتدى الصدر يرفض المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات لكنه يدعم قائمة الاحرار وهي تاتمر بامره ومن يريد التفاوض مع القائمة فعليه بمراجعة مكتب الصدر!!!,جماعة الحكيم يدعون لتاسيس اللجان الشعبية,ثم لما ان يتبنى المالكي المشروع تحت عنوان مجالس الاسناد,يرفض جماعة الحكيم الفكرة!!,جماعة اليعقوبي يطرحون مشروعا للوحدة الوطنية,فلما ان يدعو المالكي للوحدة الوطنية يدعي جماعة اليعقوبي ان المالكي قد سرق "براءة الاختراع" و"المشروع الفلتة"منهم!!!, جماعة مقتدى يقولون انه كان يدعو للمقاومة منذ اول يوم للاحتلال,لكن هذا اللقاء مع الجزيرة يقول غير ذلك,والذي يبلغ فيه مقتدى ان يحرم " الجهاد " ضد الامريكان(الرابط في الاسفل*), المشهداني يرفض تقديم استقالته من رئاسة البرلمان الا بعد ان يضمن حصوله على كافة المخصصات المالية!!!(حتى الاطفال يستحيون من فعل هذا!), يحاكم "حاكم الزاملي" بقضية قتله لالاف من اهل السنة في وزارة الصحة,ثم يطلق سراحه بعد ايام لعدم حضور الشهود!!,ينفذ حكم الاعدام شنقا بحق "برزان التكريتي" ثم يريدون منا ان نصدق ان راسه فصل عن جسده بفعل "الشنق" فقط!!,القضاء العراقي مستقل لكن من حق رئيس الوزراء تعيين او فصل القضاة!!!,مقتدى الصدر يدعوا الائتلاف العراقي الموحد ان لا يكون طائفيا لكنه يدعو لقتل النواصب!!,وعبد العزيز الحكيم يقوم بجولة في الدول الاوربية لاسقاط الديون عن العراق لكنه يصرح بان على العراق ان يدفع مائة مليون دولار تعويضا لايران عن حربها مع العراق!!!!!!!!!!!.

اما اكبر "الزعططات" ,فكانت من قبل وزارة الدفاع ولست اقصد هنا "مزعطتها" في المبالغة او التهوين في عدد الضحايا,ولا "زعطونيتها" في تغيير صفقات شراء الاسلحة(بينما تم التعاقد لشراء مائة دبابة روسية,تحولت الصفقة فجاة لتصبح شراء خمسين دبابة امريكية بعد ان اعلنت جنالز موتور زانها على وشك الافلاس!!),ولا "استزعاطنا" في مجال ادعائها احترام حقوق الانسان ,و ادعائها المستمر بانها غير طائفية ,مع ان هذا الشريط يبين الى اي حد ما زال الحرس الوطني يتعامل بطائفية لا نجدها حتى في عقول "عبد العزيز الحكيم" و"مقتدى الصدر"!!, (رابط الشريط في الاسفل**),وانما اتحدث هنا عن "مزعطة" وردت في احد بيانات هاتين الوزارتين ,فقد ذكر احد المواقع التابعة للمجلس الاعلى هذا الخبر ((قال مصدر امني مسوؤل في قيادة عمليات ديالى ان قوات الشرطة تمكنت من قتل ارهابي انتحاري يدعى احمد مزهر عويد يستقل سيارة مفخخة حاول تفجيرها على نقطة امنية للشرطة قرب تقاطع الطرق والجسور شمال بعقوبة حيث تمكن افراد الشرطة من اطلاق النار على الانتحاري اثناء توجهه بشكل مسرع نحو السيطرة وتم قتله فيما حصل انفجار محدود داخل السيارة المفخخة دون وقوع خسائر مادية او بشرية في صفوف الشرطة .*)),وسؤالي هنا هو:كيف استطاعت الشرطة "الخارقة" معرفة اسم ذلك"الارهابي"؟!,هل من يصوغ مثل هذه البيانات هم من ضمن "المزعطة" التي تعتلي حكومتنا الوطنية؟,ام هو "استزعاط" لعقول الناس الذين يستمعون لهذه الاخبار ويصدقونها؟!!!.

حكومة"مزعطة "و"استزعاط" و"زعاطيط" و"زعططة" هي خير ما يمكن ان نصف به حكومتنا الحالية,والتي رغم انها تعدت الست سنوات فانها ما زالت ترضع "الممية" بحليب امريكاني ايراني مستورد خصيصا لها!!!.

*هذا رابط لتصريح صولاغ عن الازمة الاقتصادية http://www.burathanews.com/news_article_53546.html

*هذا رابط مقالنا بعنوان"عندما تنفجر فقاعة الفاصوليا"http://www.kitabat.com/i49833.htm

*هذا شريط للقاء مقتدى مع قناة الجزيرة,والذي يقول فيه بحرمه الجهاد !! http://www.youtube.com/watch?v=B2l9fxYfzU0

*وهذا رابط لممارسات الحرس الوطني الطائفية في الموصل http://www.youtube.com/results?search_type=&search_query=%D9%85%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D8%AA+%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%B3+%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D9%81%D9%8A%D8%A9+%D9%81%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9%85 %D9%88%D8%B5%D9%84&aq=f

هذا رابط الخبر عن قتل الشرطة لاحد "الانتحاريين": http://www.burathanews.com/news_article_60174.html

اما هذا فهو عنواني البريدي

fakeerabd@yahoo.com

حنين وأمل




حين يحن المرء إلى ذاته
ويضطرب لديه إحساسه بحلو الحياة
وتخالطه مشاعر لطالما أراد أن يتناساها
فهو يخاف من أن تبوح عيناه
بما يحاول قلبه وحياؤه من أن يخفيانه
ويصمت ... يصبر
يواسي نفسه بقرب اللقاء...ووعد السماء

***

وحين ينظر المرء من حوله
فيرى وجوها أرهقتها ذنوبها
وشاهها الذل والتواكل
ولطخت بهاء نورها بالعبوس
فيغمره إحساس قاتل بالوحدة
ويوقن بأن هذا ليس مكانه .. ليس عالمه
ليست هذه دنياه
وهؤلاء ليس كل ما يتمنى


***

ولكن ما يواسيه هو بضع من بشر
هم له بلسم وبدونهم لم يكن له أثر
هؤلاء هم ترياق الحياة بالنسبة له
وهم فقط من يبعد عنه شبح العزلة
المطل عليه من نافذةالحرمان


***


وتعود أحزانه لتشعل غربة ورغبة
لطالما أراد أن يكبتها بداخله
ويطرق بابه حنين وتحنان
حاول مراراً أن يوصد في وجهه الباب
وجمع كل مفاتيح العالم ... وأحكم الإغلاق
ولكن دون جدوى


لقد تسلل الحنين عبر شرفة صغيرة مطلة على نهر الأمل
وأشرقت في وجهه ابتسامة كأنها نور الصباح
وعاتبه مواسيا
أيها الطامح في لحظة قرب نرجسية
طال اللقاء نعم... ولكن
هو وعد صادق
لا بد يوما من اجتماع دائم
لا بد يوما من لحظات راقية
يعانق الحب فيها الوجد
وتزول الغربة
مع خالص تحياتي
prof_shf@hotmail.com

التوبة القطرية .. ومأزق الاسلام السياسي


ملايين العرب شاهدوا واستمعوا الى الشيخ خليفة بن جاسم رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها أمس وهو يعلن عن توبته عن دعوة ايران او حماس الى مؤتمر القمة، قائلا "خلاص توبة توبة لن ندعو ايران ولن ندعو حماس" وجاء ذلك بمثابة ما يشبه الاعتذار عن الخطأ الكبير الذي ارتكبته قطر وقبلها سوريا عندما دعتا الرئيس الايراني لحضور قمة دمشق ثم قمة غزة في الدوحة، تلك الدعوة التي رأى بها البعض محقا انها تشكل اختراقا ايرانيا للأمن القومي العربي.
ومن لم يسعفه حظه مشاهدة الشيخ خليفة بن جاسم اثناء المؤتمر الصحفي والذي شاركه به عمرو موسى امين عام الجامعة العربية فان قناة العربية لم تفوت الفرصة فقد كررت المشهد عشرات المرات، مرة كل 15 دقيقة على الاقل خلال ليلة الامس بطولها.
واذا اضفنا الى هذا المشهد مشهدا اخرا هو انخفاض مستوى التمثيل المصري في القمة حيث اعلن وزير خارجية مصر احمد ابو الغيط ان الرئيس حسني مبارك لن يحضر القمة، وان وفد مصر سوف يتراسه وزير الشؤون القانونية والبرلمانية مفيد شهاب، مما يعكس درجة الغضب المصري، وعدم الرضى عن السلوك القطري الذي حاول لفترة من الزمن ان يستقوي بايران لفرض حضور مؤثر في المشهد السياسي العربي، بالتحالف مع سوريا ليشكلا سويا ما سمي بمحور دول "الممانعة " في وجه ما سمي بدول "الاعتدال".
وكان الاخ زهير قد علق على مقال امس الاول بقوله ان التصدي للاسلام السياسي لا يمكن ان يقوم به الا الانظمة الحاكمة بما لديها من قدرات، وقال ان هذا شبه مستحيل، وفي ردي على تعليقه اشرت الى ان الانظمة الحاكمة بدأت تستشعر خطر حركات الاسلام السياسي، واضيف هنا خصوصا بعد ان تمكنت ايران من التوغل الى اعماق الكثير من الحركات الاسلامية، وفرضت نفوذها عبر المال السياسي.
وها هي الاحداث تأتي لتؤكد ما اشرنا اليه امس الاول، فاعلان التوبة القطرية يعني ان هناك اجماعا عربيا على رفض النفوذ المتمادي لطهران ممتطية بعض حركات الاسلام السياسي وخصوصا حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني.
ويعزز هذه الرؤية التكرار المتواصل لقناة العربية وهي قناة سعودية وتعكس وجهة نظر الحكومة السعودية مما يدلل على سعادة الحكومة السعودية بهذه التوبة، وتحمل ايضا نوعا من التاكيد على صحة وصوابية الموقف السعودي والمصري اللذان تصديا بقوة للنفوذ الايراني وحلفائها في المنطقة من حركات الاسلام السياسي وعلى وجه الخصوص حركة حماس وحزب الله ، ومن المؤكد ان ذلك يطول حركة الجهاد الاسلامية التي تعتبر في طليعة القوى السياسية الاسلامية التي تستخدمها ايران للنفاذ والتغلغل الى صفوف الشعب الفلسطيني.
كما في هذا الموقف ايضا اقرارا قطريا بضرورة تهميش الدور الايراني المتعاظم سواء في العراق او فلسطين او لبنان وكذلك في مصر نفسها وفي كافة دول المغرب العربي، وفي الخليج ايضا الذي خيمت عليه اجواء الحذر والخوف من النوايا الايرانية وخصوصا تجاه البحرين، والكويت، وللسعودية ذاتها حيث بدأت بعض القوى الشيعية السعودية في المنطقة الشرقية القيام ببعض التحركات الاحتجاجية، فيما الصلف الايراني ما زال ماثلا في احتلاله للجزر العربية الاماراتية.
وبالطبع لا ننسى اليمن حيث سلحت ايران بعض القوى الشيعية التي لم توانى عن رفع السلاح بوجه السلطة الشرعية بما يشبه حرب العصابات.
هذه الصورة التي قد يرى فيها بعض العوام انتصارا لها في وجه من تعتبرهم الطغاة من الحكام العرب، وتعتبر ايران حليفا رئيسيا لحركات الاسلام السياسي في مواجهته للانظمة الحاكمة، وفي مواجهة امريكا واسرائيل، رأى فيها الحكام اختراقا للأمن القومي العربي، بل اختراقا لأمن كل دولة على حده.
ومن المؤكد انه بالتصدي للنفوذ الفارسي الديني ذو الطابع الطائفي البشع وخصوصا في العراق ولبنان وفيهما احزاب تخضع لمفهوم ولاية الفقيه وهذا الفقيه فارسيا يقبع في مدينة قم الايرانية، وكذلك في فلسطين حيث حركة حماس وارتباطاتها العميقة بطهران وكذلك بعض المنتمين لحركة الجهاد الاسلامي الذين تشيعوا واصبحوا جواسيس وعملاء ورأس حربة لجهود طهران الرامية الى تشييع العالم الاسلامي لاسباب سياسية قومية واطماع امبر اطورية ليس لها علاقة بالدين، من المؤكد ان التصدي لهذه الاطماع يعني بالضرورة التصدي لحركات الاسلام السياسي.
فاحزاب القتل والتفجير والعمليات الانتحارية وتصفية المعارضين للنفوذ الايراني في جنوب العراق لم يكن ان تكون لها هذه السطوة في القتل والتدمير والتهريب لولا النفوذ الايراني.

وحزب الله اللبناني لم يكن له ليكون بهذه الدرجة من البلطجة والغرور لولا الدعم الايراني، وما كان يمكنه ان يجروء على استدراج العدو الصهيوني ليدمر لبنان في حرب عدوانية همجية لولا الدعم العسكري والسياسي والمالي الايراني، وما كان يمكنه ان يحتل بيروت ويفرض على القوى السياسية الاخرى شروطه لولا الدعم الايراني.
وكذلك الامر بالنسبة لحركة حماس، فلم يكن لها ان تتمرد على السلطة الشرعية وتقوم بانقلابها في غزة، وتتعامل مع القطاع باعتباره امارة اسلامية مستقلة لولا الدعم الايراني، حيث اغدقت طهران على حماس ملايين الدولارات، الى جانب الدعم المالي والسياسي من حلفائها في دول الممانعة (سوريا وقطر).
وعلى ارضية الدعم المالي الايراني والقطري، واستنادا الى الدعم السياسي من الدولتين بالاضافة الى سوريا تصور خالد مشعل نفسه المهدي المنتظر وزعيم الامة التي طال انتظارها للمخلص، فانبرى متبجحا متطاولا على الثوابت الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتها شرعية منظمة التحرير الفلسطينية.
ولم يكن ممكنا لمندوب ايران الفلسطيني في لبنان اسامة حمدان ان يتبجح بكل ذاك الغرور وهو يتحدث عن شروط حماس لوقف اطلاق النار في غزة او شروط المصالحة الفلسطينية لولا الدعم الايراني وحماية اداته في لبنان حزب الله. وكذلك الامر مع أداة ايران المباشرة في فلسطين رمضان شلخ زعيم حركة الجهاد ومعه زعيم القيادة العامة احمد جبريل الذي حول اتجاه التسول من ليبيا الى ايران.

كما ان قطر ذاتها قدمت لحزب الله وحركة حماس دعما ماليا هائلا الى جانب الدعم السياسي والمعنوي، والاعلامي عبر قناة الجزيرة التي يديرها احد الناطقين الاعلاميين السريين لحركة حماس.
اذن فان توبة قطر لها مدلولات سياسية عميقة تشير بوضوح الى اقرارها بضرورة تغيير مواقفها المتعلقة بايران وتلك الداعمة لحركة حماس على وجه الخصوص وحركات الاسلام السياسي عموما، والتزامها بما ينسجم مع التوجه العربي العام، حيث تتصدى معظم الدول العربية لحركات الاسلام السياسي وتتخذ الكثير من الاجراءات لاضعاف نفوذها، كما يحصل بالاردن ومصر والمغرب وتونس والجزائر حيث تمكن الجيش الجزائري كما قال الاخ مختار من تدمير البنية التحتية للارهاب الاسلاموي، وكما حصل مؤخرا بالكويت حين حل اميرها مجلس الامة غي سياق مواجهة رعونة تيار الاسلام السياسي الذي استغل المنبر الديمقراطي ممثلا بمجلس الامة.

اذن فان اعلان التوبة القطرية يعني في ما يعنيه ان هناك توجها عربيا رسميا عاما خضعت له قطر لتقليص نفوذ حماس في الشارع الفلسطيني على وجه الخصوص وحركات الاسلام عموما، وهو مؤشر قوي على ان تلك الحركات امام مأزق كبير ينتظرها حين تكون امام خيارين اما الخيار السلمي العربي او خيار العبث الدموي الايراني .
كما يعني بصورة غير مباشرة خصوصا مع التحركات المتبادلة بين دمشق والرياض والتحرك الامريكي الاوروبي تجاه دمشق ان النظام السوري هو الاخر اعلن التوبة بشكل سري او على وشك .

واعتقد انه ستكون هناك نتائج مباشرة للتوبة القطرية العلنية والتوبة السورية السرية في مقدمتها حلحلة مواقف حماس الخاصة بالمصالحة الوطنية، واتصور ان اختراقات كبيرة سوف تتحقق في الحوارات المقبلة بالقاهرة بين الفرقاء الفلسطينيين.
كما اتصور ان حركة الاخوان المسلمين على وجه الخصوص وفي القلب منها الجماعة المصرية سوف ترفع من درجة استخدام "مبدأ التقية" أي النفاق والكذب وتحني راسها للعاصفة المقبلة، وهذا السلوك الكاذب للجماعة لن يكون الاول ولا الاخير، فلدى جماعة الاخوان خبرة طويلة في استخدام اسلوب احناء الجسم كله للعاصفة ولدى الجماعة بالاردن على وجه الخصوص خبرة واسعة في هذا المجال، من المؤكد انها ومعها الجماعة الام في مصر قد دربوا اخوانهم بحماس عليها.
الامر الذي يتطلب لفت نظر الفصائل الوطنية والديمقراطية الفلسطينية وخصوصا حركة فتح من الخداع الذي قد تمارسه حماس، ويتطلب الامر كذلك التمسك بالمواقف الوطنية الرامية الى انشاء دولة وطنية مستقلة ديمقراطية ليبرالية في ارض 67، وحق تقرير المصير وتثبيت الهوية القومية للشعب الفلسطيني، والتمسك بخيار السلام طريقا لتحقيق تلك الاهداف.
وقد يشعر البعض مع هذا التحليل بالغبطة ويحمد الله ان التناقضات بين حركات الاسلام السياسي والنظام السياسي العربي قد تريحهم من عناء التصدي لتلك الحركات، مما يستدعي التنبيه الى ان هذه الغبطة مخادعة وفيها ضرر كبير اذا اعتقد البعض ان النظام السياسي العربي يمكن ان ينوب عنه في تقويض نفوذ القوى السياسية الدينية، بل بالعكس فان الامر يتطلب اقصى درجات الاستعداد لمواصلة التصدي لتلك القوى فطهران لن تقف مكتوفة الايدي امام محاولات النظام الرسمي العربي ابعادها عن شؤون المنطقة، وربما تتضغط على حلفائها بحماس والجهاد وحزب الله لتصعيد مواقفهما وتوتير الاجواء بالمنطقة، وقد تعمد حركات الاسلام السياسي الى المناورة واظهار مواقف لينة تجاه الانظمة لتفادي الضربات التي قد تتعرض لها، وهذا يتطلب اليقظة وتكثيف الجهود بوجه الفكر الظلامي الذي تبثه في اوساط الجماهير.
ومن نافل القول ان ذلك يستدعي توحيد جهود قوى اليسار والقوى الوطنية والديمقراطية لخوض معركة شرسة مع تيارات الاسلام السياسي التي تجد نفسها لاول مرة منذ سنوات طويلة دون غطاء رسمي نظامي يوفر لها الدعم والرعاية.
ومن المؤكد ان الجهود يجب ان تنطلق من الايمان بالنصر، والايمان بصوابية الموقف الرامي الى اشاعة اوسع مناخات الديمقراطية، وتعزيز القيم والمبادي القائمة على الحرية والعدل والمساواة ورفض كل اشكال التمييز.

ابراهيم علاء الدين

بيني وبين الحياة

بيني وبين الحياة كنت أسبغ من جمال قلبي على من حولي أعطيت للعالم حناناً لا ينتهي كانتينابيعي تفور وتتدفق كشلالات حنان وكان الحب والمحبة يشعان من أنفاسي ليشرقا كشمس على من حولي كنت أبرُدُ من العالم وأتغنى برحمة الله فأفيض على كل ما يحيطني من عذوبة روحي وجمال قلبي كان العالم قاتلاً كانت أنفاسه ملوثة بنفايات الحضارات التي ليس فيها من الحضارة شيء كانت روحي المعطرة تتجرح أمام تلوث الهواء والماء بالمصالح الفاسدة والتحزبات الضيقة كان كل شيء حولي تحزبات للشر لم يكن هناك إلا أصوات الأنانية والأثرة ولم يحطني إلا المتحذلقون المستميتون الحسودون كانوا لاهثين وراء نفايات الغير لقد رضي الآخرون بحثالة يهبها لهم قوي أوغني كانت كرامة أحدهم تنتحر على عتبات السطوة والنفوذ والغنى كنت أرى الجموع تنحدر مع السيل كنت أراهم ينزعون عنهم كل صفات النب لورأيت التضحية والرقة والمحبة والعطاء والكرم والكرامة تذبح بسواطيرأحقادهم ومصالحهم كنتُ شابة وعبرت علي السنون وعبرت عليها كانت الأيام تزداد قسوة كلما أقبلت أيامها ازدادت القسوة حتى صرت لا أرى إلا عيوناً تحسدني لأنني لم أتنجس بنفاياتهم ولم أخلع عني أثواب طهارتي ولا أثواب إنسانيتي ولا رميت يوماً ببرقع حيائيورغم ذلك صرت فعلاً أقوى من الجميع وأقوى من الحياة نفسها كلما كبر ألمي كلما صغرت الحشود وصغرت الحياة في عيني حتى صارت الدنيا بكل ما فيهاوالعدم سواء ثم عرفت حقائق وحللت ألغازاً وانكشفت لعيوني الأستار وانهارت البراقع وأصبح الناس حولي يخافون مني مهما كثروا وصرت أنا أراهم لاشيءمهما كانوا وكلما اشتد خوفهم مني اشتد عداؤهم لي وازداد بي التسامح حتىغمرت الأرض موجات تسامحي وغرق العالم كله في بحار محبتي ورحمتي ولكن الكثيرون الذين كانوا يسعون كلهم لينشف تسامحي خسروا تسامحي ولم يفقدواعدالتي وقصاصي وعندها علمت أن القصاص كان أمراً لا يمكن التنازل عنه وأنالتسامح لابد أن يكون بحراً تغرق فيه آلامي وخطايا الآخرين تجاهيوكلما كنت أنقى كلما كرهني الملوثون ولما علمت أن التلوث ملأ العالم لمأهتم أن الجميع رضي بالحثالة فلقد كنت في أعلى قمة في الجبل ولم أعد أرىالناس فقد صغروا وتلاشوا ولم تعد عيناي تبصر إلا السماء ورب السماءوعندها مات أعدائي قهراً وكانوا يتغنون عني ويشعرون أنني كما قال الشاعر: سأعيش رغم الداء والأعداء كالنسر فوق القمة الشماء
السيدة طلعت الأنصاري
بلدي المحبة والسلام

لعلكم تعقلون

اصدقاء القصة السورية-عبد الله احمد الفيفي
نظرتنا الموضوعيّة إلى الشِّعر العامّي، وإلى مسابقاته، وراء ما تحدّثنا عنه من إيجابيّاتهما في مساقات سابقة، وليست نكوصًا عن مواقف سابقة. على أن شجاعة الباحث والناقد- المنبثقة عن بحثه عن الحقائق بتجرّدٍ عن الأهواء- ينبغي أن تكون كافية للنكوص عن قناعاته السالفة، مهما كانت، متى تبيّن له وجه الحقّ في غير اتجاهه الذي كان عليه. بيد أن ما أُدلي به في هذا السياق لا يتناقض مع مواقفي الواضحة من اللهجات العربيّة، ولا يتعارض مع آرائي المفصّلة في الشِّعر العامّي، وما يثيره من زوابع جهلٍ وجاهليّة فينا. وهو ما لا يبرّره ترديد: إنه مكوّن في شعريّتنا، أو إن له مكانته الجماهيريّة؛ فما أهلكنا إلاّ الحفاظ على مكوّناتنا المرضيّة، والتسليم لكل سائد! وذلك هو موقفي، منذ كتبتُ منذ سنوات في هذا الموضوع، محاولاً بيان ما للهجات وشِعرها، داعيًا إلى الإفادة منه وإلى استثماره، وما عليهما، منبّهًا إليه محذّرًا منه.
لقد أَبَنْتُ أنه يمكن أن يُفاد من اللهجات في دراسة اللغة العربيّة، وفي توظيف المأثور الشعبي أدبيًّا وفنّيًّا، وفي البحث اللغوي والاجتماعي والثقافي والأدبي. وكلّ هذا حقّ مشروع، بل أراه واجبًا. أمّا ما حَدَث في السنوات الأخيرة من عودةٍ مهووسة إلى العامّيّة، وانكفاء عامّيّ على تراث العامّيّة، واستحياء واسع لثقافة العادات والتقاليد والقَبَليّة، وإنفاقٍ لا مسؤول للأموال في سبيل ذلك كلّه، وصرفٍ لمقدّرات طائلة عمّا كان أَولى بها من حاجات الأُمّة المنكوبة في كلّ أطرافها- فضلاً عمّا بات يرسّخه ذلك المشروع التخريبي من شرخٍ في اللغة، وتفتيت للهويّة، وتلهيج للثقافة، وابتذال للقِيَم الثقافيّة العُليا- فدَرْوَشَة لا أفهمها، ولا أرى من ورائها خيرًا.
لقد انتقلت الثقافة العربيّة من رفض الجديد والتجديد، إلى الارتداد العميق إلى كلّ قديمٍ بالٍ والإغراق فيه. ولقد استُغلّت في سبيل ذلك مختلف الوسائل المتاحة، وببركة ما أمدّنا به الغرب، لا ببركة عقولنا؛ فعقولنا في جيوبنا لا في رؤوسنا. وفي نطاق تلك الردّة العامّة يأتي الحِراك الشعبوي العارم، الذي لا منطق له، إلاّ الهوى والتعصّب والمكابرة والمتاجرة، إنْ كان للهوى والتعصّب والمكابرة والمتاجرة من منطق!
وأقف هنا تقديرًا للإجابة التي أدلى بها الشاعر المبدع أحمد الصالح (مسافر) لمجلة (القصيم، العدد122، ذو الحِجّة 1428هـ= ديسمبر 2007م، ص47- 48)، عن سؤال محاوره (سعود التويجري)، حيث جاء فيها:
"- انتشرت قنوات ومجلاّت الشِّعر الشعبي بشكل كبير ومذهل، هل مردّ ذلك فساد الذائقة الأدبيّة..؟ أم تكاسل شعراء الشِّعر الفصيح وعدم مواكبتهم حاجة الجمهور..؟
- انتشار القنوات الفضائيّة ومجلاّت وصفحات الشِّعر الشعبي ليس ذنب شعراء الفصيح، ولكنها أسباب كثيرة، من أهمّها: أن معظم القائمين عليها ثقافتهم تستبدل الذي أدنى بالذي هو خير. والشِّعر الشعبي يتابعه عامّة الناس، فكلّ من يستطيع القراءة أيًّا كان مستواه منها يسهل عليه قراءة وسماع وفهم الشِّعر الشعبي، حيث هو لغة الشارع المتعلّم والأُمّي؛ إذ إن من شعراء الشِّعر الشعبي مَن لا يعرف القراءة والكتابة قديمًا وحديثًا، وهذا لا ينفي عنهم الإبداع الشِّعري، ولكنه بلسان غير مبينٍ لكلّ العرب. كما أن هذه القنوات والمجلاّت والصحف لدى بعضها الحماس الذي يرفع مستوى تغلغلها في الناس، بما تقيمه من مسابقات وجوائز ومنتديات عبر القنوات الفضائيّة، ممّا تستقطب به محبّي الشُّهرة والظهور.. والإنسان بطبعه يُحِبّ ذلك. كما أن الوسط لا يخلو من بعض الأيدي التي تسعى إلى أن تكون لغة كلّ بلدٍ عربيّ وثقافته عامّيّة وبلهجته المحلّيّة، وهذا من أهداف تقويض وحدة العرب واتّساع الهُوّة بين شعوبهم وإبعادهم عن لغة القرآن الكريم وفهمه."
وأقول: يا ليت تلك اللهجات عربيّة خالصة! ولكنها لهجات محمّلة بلغات وافدة كثيرة، ولاسيما في المجتمعات الساحليّة من الجزيرة العربيّة والخليج العربي، أو في اللهجات العربيّة التي عاشت في كَنَف لغات أخرى، بعامل جغرافيّ أو استعماريّ.
وإلى هذا، يجب أن نعترف أن اللهجات هي عامل تناكرٍ بين أبناء العروبة، ومنطلق تنابذ بينهم، وشرارة النَّعرة الأُولى، حتى بين أبناء البلد العربي الواحد. وهي لهذا تمثّل أرضيّة العزل، والفصل، والتمييز اللغوي والنفسي والاجتماعي والعنصري بين أبناء الأقطار العربيّة. ولننظر إلى مصداق هذا في أساليب التنقّص والسخريّة والتعصّب من أهل بلدٍ ضدّ أهل بلد، ما وسيلته الأُولى؟ أليست لهجة أهل ذلك البلد، التي تَختزل شخصيّتهم كلّها؟ وكلّ أهل لهجةٍ يرون لهجتهم مثال الجمال والكمال، كما يعتقدون في شخصيّتهم الجمال المطلق والكمال- واللغة هي الإنسان- فيما يضربون بلهجة الآخرين الأمثال حين يريدون النيل منهم، على أيّ مستوى من المستويات. تلك هي اللهجات بما تشكّله من خطر انقسامٍ في بنيتنا الوطنيّة، وما ترسّمه في بنيتنا القوميّة من تصدّع. ومع هذا، ها نحن هؤلاء نكافح بكلّ ما أوتينا من قوّةٍ لإحياء اللهجات وتأبيدها! مَثَلنا كمن أصيب بمرضٍ مزمن، وهو ما ينفكّ يُغذّيه ويمدّه بأسباب الاستشراء والتمكّن من جسده.. وما من عاقل يفعل ذلك!
أما كفانا ما سلبه الاستعمار منّا، بوجهيه الماضي والمعاصر، العسكري والثقافي؟! فلماذا نكون شرًّا منه على أنفسنا؟! ولماذا لا نوجّه أجيالنا إلى المستقبل لا إلى الماضي، الرثّ التعيس؟ ولماذا لا نوجّه أموالنا إلى خير الإنسان، وترقيته اجتماعيًّا وعلميًّا وثقافيًّا، دون غمسه في وحلٍ ما كاد ينعتق منه حتى أعدناه فيه؟ لماذا- إنْ كنّا إلى هذا الحدّ حفيّين بالتراث- لا نوجّه أموالنا إلى إحياء التراث الحضاري الحقيقي والمشرّف، عربيًّا وإسلاميًّا، المطمور في مخطوطات، ومكتبات، ومواقع، وآثار؟ لماذا- إنْ كنا إلى هذا الحدّ شغوفين بالتراث- لا نوجّه حبّنا وأموالنا لإقامة متاحف كُبرَى كما تفعل الدول الحيّة، على غرار المتحف البريطاني، مثلاً، أو اللوفر، أو تشييد مجامع لغويّة، وعلميّة، أو بناء مكتبات عظمى، أو إنشاء مدائن أبحاث عربيّة، تستحقّ هذه التسمية؟ لماذا لا توجّه تلك الملايين إلى الترجمة، أو إلى الصناعة، وإلى التقنية، كما يفعل العالم أجمع؟
ألا ليت العرب يعقلون، ثم إذا عَقَلوا يعملون، وإذا عَمِلوا يعدلون! ولقد خاطبهم الله بلسانهم العربيّ المبين، الذي ضيّعوه اليوم، وجعلوا يُمعنون في الانقلاب عليه، فاتحًا باب الأمل في أن يعقل العرب يومًا من الأيّام، لعلهم يصبحون أُمّة راقية كالأمم والأمبراطوريّات التي ظلّت تحيط بهم من كلّ جانب عبر تاريخهم كلّه، وكأنهم لا يرون ممّا حولهم: أين هم وأين الآخرون؟ وكأنهم بالفعل قد كُتب عليه ألاّ يعقلوا! بل الأدهى من ذلك أن يظلّوا معتقدين أنهم الأفضل، والأرقى، وأن لُغتهم- بحالتها الكسيحة، التي لولا سيبويه وغيره من الأعاجم لضاعت منذ وقتٍ مبكر فيما ضيّع العرب- هي الأفضل والأرقى، فيما هم ينشطون بحماسٍ ضدّ أنفسهم، خارج العقل والعمل، يحلمون ولا يعملون، يقولون ولا يفعلون، يتشدّقون ولا ينتجون! إنها آيةٌ بالغة الدلالة على حالنا القديمة الحديثة المستمرّة، يتوجّه الخطاب فيها إلينا- نحن العرب- قبل البشر كافّة، في ستّ كلمات، من المفترض أن يجعلها كلّ عربي نُصب عينيه دائمًا، ليسائل نفسه أين هو منها؟ إذ يقول تعالى: "إِنَّاأَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"، [يوسف: 2]. أي لا حجّة لكم، لكن "لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ!". لقد خوطب بهذا الأسلوب التقريعي السواد الأعظم من أجدادنا، الذين لم يكونوا يعقلون؛ إذ لا يكادون يفقهون حديثًا، كما وصفهم الله، حتى وإن جاء بلسانهم العربي المبين؛ لا لغبائهم، ولا لجهلهم، ولكن لجهالتهم، وعنادهم، وغرورهم، وطيش أحلامهم، وركوبهم رؤوسهم عند كلّ جدال، مراءً وكِبْرًا؛ ولأن اللغة لا تُجدي إلاّ مع عقل. وليس (العقل) هنا في مقابل (الجنون)، لكنه في مقابل السَّفَه، والنَّزَق، والانغلاق، والكِبْر، والضياع في صحارى التِّيه والضَّلال، والاستهانة بما تدلّ عليه دوالّ الطبيعة والحكمة. ولِمَ يرتكب الإنسان حماقاته تلك؟ ليس إلاّ في سبيل مجدٍ، أو مطمعٍ ذاتيّ، أو لكي يقال ويقال، أو لكي لا يقال ولا يقال؛ إذ يُصبح المرء تبعًا لصورةٍ نمطيّة يُحِبّ أن تظلّ وفق ما ترضى به الجماعة، وإن سَلَّم عقليًّا أن جماعته في الضلال المبين!
تُرى كيف حالنا اليوم بعد تلك القرون المتطاولة؟ هل عقلنا؟
يبدو دائمًا أن الطبع غلاّب، والعِرْق دسّاس!

اقتصاد العقول...!



كتابات - د.مراد الصوادقي

رأس مال المجتمعات الحقيقي هو عقول أبنائها , فكلما تنامت العقول في المجتمع , أصبح أكثر قوة وقدرة وتقدما والعكس صحيح. فالمجتمعات القوية لا تصنعها المذاهب والفرق والأحزاب , ومَن يتوهم بأنها تصنع مجتمعات قوية معاصرة , بمعنى مفهوم القوة الحديث , فأنه على خطأ كبير ولا زال يعيش في خندق الأجداث. لأنها وعبر التاريخ البشري كانت المصدر الأساسي لسفك الدماء وتدمير لحمة المجتمع وتماسك قدراته وتفاعله الخلاق , الذي يؤدي إلى صيرورة حضارية كبرى. والمجتمعات القادرة في عصرنا الحالي , هي التي تستثمر العقول وتستوردها وتشجعها على القدوم إليها. ولهذا نرى أقوى الدول تفتح أبوابها للعقول من جميع أنحاء العالم وتوفر لها أسباب التعبير عن طاقاتها وأفكارها , لكي تبقى في قوة متنامية وتفاعلات متقدمة ذات قيمة حضارية متفوقة.
وكلما ازداد عدد العقول الوافدة إلى مجتمع ما , حقق ذلك المجتمع كسبا وارتقاء, والمجتمعات التي تخسر عقولها تصاب بالعديد من الكوارث وتتنامى فيها الويلات والتفاعلات السلبية الضارة. والمجتمع العراقي من أكثر المجتمعات الأرضية خسارة لعقوله وإهمالا لها , فتواصلت فيه الأحداث المأساوية على مر العقود.
فنحن من المجتمعات التي لا تقدر قيمة العقل , وتضع المعوقات والعراقيل أمام العقول الذكية القادرة على الإبداع والنهوض والتغيير. ولهذا فقد نزف المجتمع خيرة العقول وأحسن الكفاءات ودفعها إلى الرحيل بعيدا عنه , حيث ساهمت في بناء المجتمعات الأخرى التي هاجرت إليها.
ويهمل الباحثون في موضوع الخراب العراقي هذه الظاهرة السلبية المهيمنة على مجتمعنا والفاعلة في تقرير أحداثه ومسيرة أيامه , فنحن نستهين بالعقول ونعتز بالكراسي وبالأشخاص الذين يدورون في حلبة السلطة والسلطان أيا كان نوعهم . ونجمع في مركز القرار , أناسا بلا عقول قادرة على الإبداع , وإنما مفرغة من كل شيء إلا مهارات الطاعة والخداع والتضليل وتأمين الحاجات الأنانية والمنافع الشخصية. وهذا السلوك قد دفع بمجتمعنا إلى حالات مأساوية كبيرة وذات نتائج خطيرة , فعلت ما فعلته على مدى الأعوام الماضية ولازالت مؤثرة في مسيرة الحياة.
وفي جميع الأحداث يكون العقل غائبا أو مغيبا والانفعال متسيدا والعواطف عارمة ومتأججة , للحد الذي لا يمكن للعقل أن يجد مكانا أو يُعرف له صوت أو دور مؤثر. وحتى يومنا هذا , يبقى السؤال عن أين العقول العراقية الراجحة التي لو تفاعلت لصنعت نظاما قويا مقتدرا ومؤثرا في المستقبل. لكنها موؤدة والعواطف مطلوقة , والاعتقاد المهيمن أن المذاهب والأحزاب والمحاصات هي التي تصنع حاضرا ومستقبلا. والواقع يقول , أن العقل العراقي هو الذي يصنع العراق القوي العزيز المتقدم. أما هذه الانحرافات فأنها تصنع الخراب وتدمر المجتمع وتؤكد سلوك السوء , وهي تدعي غير ذلك قولا وتناقضه فعلا. وتلك مصيبة العراق.
إن علة العراق الحقيقية والتي نأبى أن نقر بها ونتأملها ونواجهها, هي حرمان العقول العراقية من المشاركة في بنائه الاقتصادي والثقافي والسياسي. وعدم توفير لجان استشارية ومراكز بحوث ودراسات في ميادين العلوم المختلفة , تعطي للسلطة الحاكمة الرأي والمشورة العاقلة النقية الرصينة.
فالعقول العراقية مهجرة , مضطهدة , مقهورة ومطاردة ومصدرة إلى الخارج بالمجان وبالجملة. فكيف يكون العراق وينمو المجتمع عندما يتم تفريغه من العقول , وتحويله إلى حلبة لصراع الجهلة والأحزاب والطوائف والمذاهب , والتفاعلات الأنانية المتنوعة ذات المردودات الغير نافعة.
والمجتمعات التي تقتل عقولها هي مجتمعات ميتة وعالة ودمية ومطية لا تستحق الحياة.
فأين عقولك يا عراق؟
أين عباقرة الفكر والعلم والسياسة والإبداع وصناع الحياة؟
تساؤل عليه أن يجد جوابا صادقا لكي يكون العراق.
وفي الختام فأن اقتصاد العراق ليس نفطا وإنما عقول أبنائه هي أصل الاقتصاد وقوته , ولا يمكن أن تتحقق الرفاهية وينعم العراقيون بوطنهم , ما دامت العقول العراقية مشردة وممنوعة بأمر السلطة , أيا كانت , من المساهمة في بناء الوطن ورسم خارطة المستقبل.
وقد لا يتفق الكثيرون مع ما تقدم , لكنه الواقع الاجتماعي العراقي الشاذ الذي علينا أن نتصدى له , فنهتم بعقولنا ونرفع قيمتها ونعزز دورها , ونفسح لها المجال للمساهمة في صناعة التقدم والازدهار. وإلا سنبقى ندور بذات الدائرة المفرغة ونجتر الأفكار البالية المنهوكة الفارغة.

alsawadiqi@maktoob.com

السيد المرواني : الصدريون منا وبينا ومن عدنا وأقرب منا اليكم وكلنا من ثقافة (الكّية)



كتابات - سيدوري أوروك

أنها الدوامة نفسها كتبت على العراقيين البسطاء كافة ، أنها دوامة اللف والدوران في الشوارع والدرابين ، مسيرات ، أحتجاجات ، مظاهرات .. بطاقات الدعوة كثيرة ولكن والحق يقال أن التيار الصدري كان ومازال السّباق في هذا المجال وذلك بأعتراف السيد المستشار الثقافي لمكتب السيد الشهيد الصدر السيد راسم المرواني الذي طالما تغنى بهذه المسيرات المليونية وتباهى بها وأنتقد بل شكّك في وطنية كل الكتّاب والفضائيات التي لم تعطي هذه المسيرات حقها من التغطية الشاملة.
ست سنوات ونحن نلبي النداء ونهرع الى الشوراع ، تفطرت أقدامنا من المشي وجفت حناجرنا من الهتاف ولفحت الشمس وجوهنا ومزقت مفخخات المجاهدين أجساد الكثيرين منا وسالت دمائنا في الشوارع وداست عجلات المحتل كرامتنا ، تعبت أيدينا من حمل الأعلام واللافتات ، أحمرت خدودنا من اللطم وتعبت أعيننا من التأمل في السواد وأثار التطبير لازالت على رؤوسنا ..و.. و ..و .. ماذا بعد ؟ والى أين ؟ لقد لبينا كل دعواتكم وماذا عن دعواتنا نحن ؟ لماذا لازالت حياتنا كما كانت ، المرأة التي كانت تجلس تبيع الخضرة في الشوارع لازالت تفترش المكان ذاته والصبي الذي كان يجر عربة الغاز والنفط لازال يجرها وربما أنضم اليه شقيقه ، الأطفال لازالوا يسرحون في الشوارع مهملين ، المعاقين والمسنين لازالوا عالة على ذويهم ، الفتيات الماجدات – العفو أقصد المجاهدات لازلن يجاهدن في كل جوانب الحياة .. الأمراض لازالت تفتك بنا ، لا شىء تغير بالمرة .. الفرق الحزبية تحولت الى مكاتب للسادة والرفيق الحزبي تحول الى سيد والجيش الشعبي تحول الى ميليشيا والماجدة تحولت الى مجاهدة والمسيرات المليونية نفسها ..
السيد المرواني يطلب من المرأة العراقية أن تثبت وبالدليل العملي و (فعلا") أنها مهتمة بالمجتمع العراقي !!! الى الآن المرأة العراقية بنظر السيد المرواني لم تثبت أهتمامها ، كل الذي قدمته ليس دليل عملي ، وأنضمامها لمسيرة يدعو لها تياره هو الذي سيحدد أن كانت مهتمة أم لا !!! عجبي وعجبي وحسبي الله ونعم الوكيل .. أعتصام النساء والأطفال في ساحة الفردوس منظر رائع !! لا أدري من أية زاوية نظر السيد المرواني الى ذلك المنظر فوجده رائعا" .. هذا وصف يناسب وصف نساء وأطفالهن في حديقة عامة غّناء .. النساء يفترشن الساحات الخضراء والأطفال يلهون بين الزهور وليس منظر نساء بائسات أزواجهن معتقلين وسادتهن تخلوا عنهن وكل الذي قدموه لهن هو دعوة للأعتصام ، وأذا قدمت لي أمثلة بشأن أمكانية أستخدام هذه الكلمة في وصف مثل هذه المواقف والمناظر فأنا أذن أرى أنه كان سيكون أكثر روعة لو أن المسؤولين في التيار أتخذوا على عاتقهم موضوع الأفراج عن هؤلاء المعتقلين ، أما أذا كانوا عاجزين عن الأهتمام وتبني مثل هذا الموضوع فكيف بالمشاكل الأخرى الأصعب! ولماذا تجعلون هؤلاء البسطاء يحلمون بما لستم قادرين على منحه لهم ..
أنتم تتباهون في كل كتاباتكم بمدى قدرتكم على التأثير وتحريك الملايين وكان الأجدى بكم أن تتباهوا بما قدمتموه أنتم لهؤلاء الملايين المساكين ، تتباهون بأكفان ترتدونها وأنتم مختبأين وكان الأجدى بكم أن تُلبسونها لهؤلاء الملايين لأنهم وحدهم هم الذي يواجهون الموت في كل مرة ، هم دائما" في الواجهة وأنتم وحسب تعبيرك (تتناغمون معهم عن بعد) .. لا أدري لما قادتنا دائما" مصرين على الأختباء والتناغم عن بعد!!
التيار يدعو الى تظاهرة و (شريطة أن تكون التظاهرة حصراً على النساء والأطفال من عوائل المعتقلين والمتضامنين معهم ، ودون أن يتم السماح لمرضى النفوس -الموجودون في كل زمان ومكان- أن يستغلوا هذه التظاهرة ، وتوظيفها لأغراض دنيئة ، ودون تمكين لقوات الاحتلال أو القوات الأمنية في أن تتخذها ذريعة للانقضاض على صوت النصف الآخر الخلاّق من المجتمع العراقي ، وهو صوت المرأة ..) أليست هذه الدعوى نفسها أستغلال لهؤلاء البسطاء ؟ كلنا نعلم أنه لا جدوى من هذه المظاهرات وهي تنظم لأغراض أعلامية .. أذا كانت الدول الغربية التي تبنت الديمقراطية منذ سنوات طويلة لا تأبه للمظاهرات ولا لمطالب المتظاهرين فكيف ببلد لازال يحبو في عالم الديمقراطية لا بل مازال جنينا" لم يولد بعد .. ثمة أمر لم أفهمه فما المقصود بـ (دون تمكين قوات الأحتلال أو القوات الأمنية أن تتخذها ذريعة للأنقضاض ..) كأنه لم يكن تأريخ هؤلاء المساكين كله عبارة عن كونهم دروع بشرية لقادتهم ، دائما" دفعتم بهم في مواجهات غير متوازنة القوى وتركتموهم ينالون العقاب لوحدهم .. بل وقد صورتم لهم هذا العقاب وكأنه هدية لله ودليل محبتهم لأل البيت وشاهد ولائهم للحسين (رض) ولا أدري لما تهربون أنتم أنفسكم من هذه الأمتيازات ..
السيد راسم .. العراق وطن ، بلد ، محافظات ، أثنيات عدة ، مذاهب عدة ، العراق أمن وأقتصاد وزراعة وصناعة وصحة وتعليم وماء وكهرباء ، العراق رياضة وفنون وثقافة ، العراق ليس عشيرة صغيرة نحل مشاكلها بالمسيرات والهتافات وها خوتي ها ، العراق تأريخ طويل عريض وكل طائفة لها مرحلة فيه يجب أحترامها ولا يجوز تفضيل طقوس أو معتقد طائفة ما وأعتبارها الأقدس ودونها البقية ..
السيد راسم .. الملايين التي تتباهى بها أصبحت مسؤولية في عنقك وعنق التيار وهي عاجلا" أم أجلا" ستطلب منكم تقديم كشف حساب بما قدموه وبما قدمتموه أنتم بالمقابل واذا قلت أن الصدريين يفعلونها حبا" لقائدهم وحبا" للتيار و و و سأقول لك أن الصدريين أولا" وأخيرا" عراقيين وأحنا همينة عراقيين يعني همه منا وبينا ومن عدنا ونعرف دمارات بعضنا البعض كلش زين وأذا أنتو كنتو بعيدين لسنين وناسين طبع العراقيين أذكرك بأن العراقيين يتحملون بس أذا كلبوا على أحد (يعني قلبوا) كلبتهم (يعني قلبتهم) حيل سودة .. والأفضل أن يكون لديكم ما تقدمونه غير بطاقات الدعوى للمسيرات والمظاهرات لأن هذه أيضا" أنجازاتنا (أقصد أحنا العراقيين الصدريين وغير الصدريين) وليست أنجازاتكم ونحن اللذين نتباهى بها وليس أنتم لأن أحنا اللي حفت رجلينا وحركتنا الشمس مو أنتو وأذا فد يوم قطع بعقلنا وما طلعنا مسيرات يعني ما راح يظللكم شىء تتباهون بيه ..
السيد راسم .. نحن أقرب للصدريين منك ومن قادتك .. نحن اللذين عشنا معهم سنوات الضيم والمعارك والحروب نحن اللذين عشنا معهم كل ذلك الزمن الأسود بكل لحظاته يوم كان قادة التيار خارج تلك اللحظات يعيشون حياتهم في راحة .. نحن اللذين أكلنا معهم التراب بدل الخبز عشر سنوات عجاف وليس أنت وقادتك وأذا لم تصدق قارن بين صورنا وصورهم وبين صوركم وصورهم ، سترانا وهم نفس الملامح ، الوجوه السمراء التي لفحتها الشمس هي نفسها والأجساد النحيلة التي أتعبتها سنين الحروب والحصار نفسها والمصطلحات العراقية المحلية نفسها ولكن صوركم أنتم تختلف عنا تماما" .. أجساد سمينة تنضح صحة ، خدود منتفخة تشع راحة ، مصطلحات غريبة لم نألفها من قبل .. أنتم تتحدثون عن الصدريين وكأنهم أداة أو سلاح تمتلكونه وتهددون به الغير ، تتباهون بهم تباهي الطفلة بدمية تمتلكها وتحركها كما تشاء ، ولكن نحن نتشارك معهم في كل شىء ، نعيش معهم ونتعامل معهم في الشارع والدكان والمستوصف والمدرسة والأهم نتعامل معهم ونتفاعل معهم في (الكّية) أي نحترم ثقافة الكّية ولا نستنكف منها لأن أعلام الكّيات أصدق أنباء من أعلام مكاتب أحزابنا كافة ..

siduri_uruk66@yahoo.com

الرؤية

الكاتب العربي-سمية عرفة

حتى لا تصبح أمنيا تنا حبراً على ورق
وتجف في حلكة الليالي ومتاهة الأيام
وحتى تترجم أحلامنا المنسية في عتمة الحياة
ونراها حقيقة واقعة تمشي على الأرض

أصبح لزاماً علينا أن نصيغها أهدافاً ملموسة ورؤى محسوسة
نراها بعين ملؤها التفاؤل والصدق
لننشر الخير والحب في كل نفس عاشقة للحياة الكريمة
هيا بنا لبنادر بصياغة أهدافنا وترجمة رسالاتنا ومع الجزء الثاني من هذه المادة كيف تخطط لحياتك الذي بعنوان وأعود للتذكير بأنني قمت بجمع معظم هذه المادة من كتاب كيف تخطط لحياتك للدكتور صلاح الراشد
الرؤية

وكنا تحدثنا سابقا في الجزء الأول من هذه المادة عن الرسالة وكيف تصنع رسالتك في الحياة وحتى تترابط المعلومات أعود للتذكير بين الرسالة والرؤية
الرسالة:
هي المهمة أو الدور الذي تود أن تسير عليه في الحياة وهي غير محددة بهدف له مدة زمنية
أما الرؤية :
هي ما تود الوصول إليه وتكون محددة بمدة زمنية معينة وهي تنقسم إلى أهداف بعيدة –ومتوسطة – وقصيرة المدى
ومن الصعب أن تصنع أهدفاً محددة وواقعية من دون أن تكون لك رسالة سامية تسعى لتحقيقها من خلال رؤيتك وأهدافك في الحياة

وفي هذا السياق يقول الدكتور إبراهيم الفقي في كتابه الشيق سيطر على حياتك"
كثيرون منا يعيشون الحياة ضائعين ليس لهم هدف أو هوية أ مهام يتصدون للقيام بها
وكثير للأسف تضيع حياتهم في عالم التمني يحلمون نعم لكنهم لا يملكون الدافع القوي أو الرؤية أو الخطة المدروسة
لتحقيق هذا الحلم
ويكمل د.صلاح الراشد في هذا السياق :
- إن التخطيط في الحياة نقطة حاسمة في حياتك وإن ملايين من الناس تذهب حياتهم بسبب أنهم لم يخططوا
- خذ قراراُ من الآن بأن تخطط لتصل إلى ما تريد إذا كنت لا تخطط لمصيرك فسوف يخططه لك آخرون أنت من القليلين الذين قرروا أن يفعلوا شيئاً في حياتهم وإن شاء الله تكون من 1-3% فقط الذين يرسمون التوفيق في حياتهم .

*إذا كنت لا تعرف ما الذي تريده فحدد أولاً الذي تريده هناك طريقتان:
الطريقة الأولى :
أن تنظر في رسالتك ثم تضع أهدافاً لتتحققها
لو كانت رسالتك مثلاً في خدمة البشرية والناس فلربما يكون هدفك أن تكون مستشاراً أسريا أو مصلحاً دينيا أو وزيراً للشئون الاجتماعية:
وإذا كانت رسالتك أن أن أتعلم وأعلم مثلا فلربما يكو هدفك أن تكو أستاذا في الجامعة أو مديراً للتعلم العالي أو وزيراً للثقافة أو ريساً لمنظمة اليونسكو . ... وهكذا .
الطريقة الثانية لتحديد ما الذي تريده
أولاً:
أن تجد نموذجا جيداً من إنسان يسعدك أ ن تكون مثله ويمكن أن ترجع إلى كتب تراجم الرجال أو النساء – أو أن تنظر حولك فتجد رجلاً ناجحا أو امرأة ناجحة برأيك , ثم تنظر في أهدافه فتنقلها لك وطبعاً يمكنك دائماً أن تغير أو تزيد فيما بعد.
الآن يمكنك أن تعرف ما الذي تريده, حدد أولاً هذه المسألة حدد ما تريده وسوف نسير بعد ذلك خطو بخطوة
*عليك أن تعرف أن الرؤية كما قلنا هي أهدافك الاستراتيجية أي بعيدة المدى.
- إن الهدف الذي تخطط له لتعلمه غداً أو هذا الأسبوع نسميه هدف قصير المدى
- والهدف الذي تخطط له الشهر القادم أو السنة القادمة فهذا نسميه هدف متوسط المدى.
- أما الشيء الذي تخطط له بعد 5 سنوات أو عشر سنوات أو أكثر فهذا نسميه هدف بعيد المدى أو هدف استراتيجي .
_ الأهداف بعيدة المدى هي الرؤية .
- وقمة الرؤية هي منتهى حياتك .
وقبل الانتقال إلى البرنامج العمل هنالك جدول يحتوي على أربعة مربعات تنقسم أنشطة الناس على هذه الأربعة مربعات:
الأول_ المهم الطارئ
مثاله: ولد مريض –أو قريب محتاج لمساعدة عاجلة – اجتماع للشركة الساعة 8 صباحاً .
الثاني _ المهم غير الطارئ
مثاله-:
- التخطيط للمشروع
- الترتيب للاجتماع
- تجهيز مذكرة
الثالث_غير المهم الطارئ
مثاله :
- الاتصالات الهاتفية غيرالمهة.
- الدعوات من قبل الغير .
- الزيارات العائلية.
الرابع __
غير المهم غير الطارئ
- مثل مشاهدة برامج تلفزيونية غير مفيدة
- وأغلب الناس يعيشون في المربع الأول وهو المم الطارئ أما الناس الناجحون فيركزون على المربع الثاني وهو المهم غير الطارئ وهو المربع التخطيط والترتيب ورسم الاستراتيجيات إن هذا المربع الذي فيه تحدد مصيرك وإن هنالك من الناس من نسي هذا المربع تماماً
فعليك أن تركز على هذا المربع فهو الذي يحمل رؤيتك
ولذلك ووفق هذا المربع سوف نقوم بوضع خطتنا ونبدأ بالخطة بعيدة المدى:
*أنا شخصياً سعدت جداً عندما قمت بوضع خطتي بعيدة المدى وشعرت أن الحياة سوف تبقى مستمرة ولمئات السنين وسوف تنتقل إلى كثير من الأشخاص ليغيروا بها البشرية جمعاء.
لربما تتفاجئ في البداية من عدد السنين عندما تنوي وضع رؤية لها وكن تخيل أن لك رسالة تبقى سارية حتى بعد أن توافيك المنية بخمسمائة سنة ما الأثر الذي سينتشر على العالم, خاصة عندما نعلم أننا مرتبطون بهذا الكون ومتصلون به أليس كله من خلق الخالق سبحانه وتعالى وهو الذي ربط بين كل مخلوقاته فلذلك عليك أن توسع مداركك ورؤاك فتبقى رؤية حاضرة وترى أثرها ممتداً حتى لخمسمائة سنة.
*الذي أطلبه منك هو أن تتخيل القيم والمعاني الجميلة التي ممكن ان نتركها وتؤثر في الأرض بعدك.
أمثله لهذه القيم :
انتشار الأخلاق
العالم ينعم بالصحة
الحب
العم يبلغ ذروته
ويمكن أن تضيف علها أو تبتكر من عندك قيما خاصة بك افتح لعقلك المجال بحيث ترى العالم بعد خمسمائة سنة وبالصورة التي تريد وتحب وأرجو منك أن ترسم الرسمة على ورقة كبيرة تحتوي على شجرة أو كرة أو إنسان أو أي شيء آخر في وسط الصفحة ثم تفرع منه أهم القيم التي تود أن تسود
وإليك بعض المقترحات التي ذكرها د. صلاح في كتابه حول خطة50 سنة:

*اختر لوحة أو ورقة كبيرة لا تقل عمن حجم صفحة A4 ويفضل أن تكون عف الحجم أو أكثر بقدر الممكن
*خطط لهذه الجلسة من حيث الاحتياجات والوقت وما سوى ذلك.
*لا تكن واقعياً كن خيالياً .
*ارسم ما تحب ليس ما تعتقد
*اجعل من هذه الرسمة أجمل شيء تستطيع رسمه
استخدم كل الوسائل والألوان والصور والكلمات واللغات والقطع الملصقة وغير ذلك مما تستطيع لجعل هذه الأمنية حية,
*تخيل وكأنها مشروع إنساني قد كلفت أنت برسمه للبشرية
*ركز على القسم التي تستطيع أنت المشاركة فيها ولو بقليل
*افعل ذلك في مكان هادئ تعد توفر جميع الوسائل التي تحتاج لها
*قد تحتاج يوماً أو يومين أو أكثر لفعل ذلك
*ضع اسمك على الرسمة واللقب الذي تحب وتنوي التلقب به
*ضع شعاراً عاماً أو استعن بشعار
-نعمل من أجل أن نجعل العالم مكاناً أفضل لعيش
-معا لتنعم البشرية في ظل عدل الإسلام
ولأننا نتحدث عن الحلول لا في أجسادنا ولكن في رؤانا فلابد لنا من أن نتذكر حياتنا الأبدية حياتنا الخالدة ! الدار الآخرة وهذه هي ميزة المسلم عن غيره فهو لا يعمل لدنياه فقط بل يعيش وحديث النبي صلى الله عليه وسلم ماثلاً أمام عينيه " عش دنياك كأنك تعيش أبداً وعش آخرتك كأنك تموت غداً أو كما قال صلى الله عليه وسلم
اسأل نفسك
-ما الذي تتمنى أن تراه في الآخرة
- أين تريد أن تكون ومع من وبقرب من
أحاول وضع تصور عام لرؤيتك للآخرة حتى تشتاق إلى هذا اليوم وأحسن الظن بالله وتمنى أعلى الدرجات فأنت تطلب من كريم يقول أنا عند ظن عبدي بي
ويمكن أيضاً أن تضع رؤية لكل مراحل الآخرة وأنت فيها وهنالك كتاب صغير قيم اسه كتاب التوهم للإمام المحاسبي يمكنك أن تستعين به و تتخيل نفسك في جميع المراحل
وكتاب آخر حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح "لابن قيم الجوزية
إذا فعلت ذلك إن شاء الله تكون من القليلين الناجحين في حياتهم المخططين الساعين إلى نيل النجاح في الدنيا وفردوس الرحمن في الآخرة
وتذكر

أن أبا مسلم الخرساني الذي أسقط دولة بني أمية وقوم دولة بني العباس كانت له همة عالية يرى من خلالها الفتوحات العظيمة فقد جاء في التاريخ أنه عندما كان صغيراً كانت أمه تراه يتقلب في السرير فتقول له : أي بني ما بك
فيقول : همة يا أماه تنطح الجبال

مع تحياتي وتمنياتي لكم بالنجاح والسعادة في الدارين
prof_shf@hotmail.com

الأبيض الشاعري

اصدقاء القصة السورية-حبيب محمود
كان الشاعر العربيّ القديم يجد في بياض شعر لحيته أو مفرقه شيئاً من الإلهام. وحيثما وُجد شَعرٌ أبيض وُجد شِعرٌ جميل. وليس هذا فحسب؛ بل إن بعضهم يحتجّ على من تعيّره "بالشيب" الذي لا يمنع المراح. ولا فرق بين أن يبيضّ مفرق أو قذال أو لمّة..!
القصيدة تُولد من الإحساس بالفقد، أو من الإحساس برغبة العودة. وفقد الشباب والرغبة في عودته طالما ألهما أسلافنا ومنحا بياناً جميلاً وتعليلات أجمل. ولذلك كثر شعر "التصابي" لدى الفحول من أسلافنا؛ كجزء من التعبير عن حبّ الحياة والتعبير عن رفض شيخوخة الروح والقلب.
ويبدو أن الشاعر المعاصر فقد إحساسه بالتصابي الجميل؛ فلجأ إلى ما هو أبعد من الصبا والشباب. الشاعر المعاصر يعود طفلاً يلعب برمل الكلمات، ويتمايع حدّ الشعور باليتم والغربة كلّما وجد متسعاً في قلب أنثى، أو بحث عن متسع في قلبها. على عكس سلفه الذي كان يحاول التباهي والمبازاة بفحولته وجسارته وقوته.. وبسائر ما في مفاخر الرجولة العربية.
ويبدو أن المدنية قد فعلت فعلها في نفسية الشاعر العربي الحديث، وفرضت زحامها وضجيجها على واقعه، وسرقت منه إحساس الفارس. سقط النديم من قاموس الشاعر العربي وحلّ النادل محله..! وانقرضت القبيلة وخلفتها الصعلكة المشروعة. واللحية العربية المصبوغة بالأسود لم تعد تحذر من البياض.. لأن أمواس الحلاقة لا تعطيها فرصة لتنبت!. شاعرية الشيب انقرضت.. نحن في زمن شاعرية الطفولة.

أين هو الرئيس الخبير القوي النزيه في سورية؟

م/سعد الله جبري

هو الرئيس الذي أكبر همّه هو:

إرضاء اللهَ ربّه، والتزام أحكام عدالته في وطنه وشعبه.
ورفع مستوى معيشة شعبه.
وإنهاء الفقر في دولته فيجعله تاريخا منسياً.
توفير حق العمل والسكن والدخل لكل مواطن بما يتيح له التمتع بوسائل الحياة الحديثة المُتاحة حاليا للأغنياء دون الفقراء.
تأمين وتطوير صيغ الضمان الصحي والإجتماعي لجميع المواطنين على الإطلاق بالمساواة، ويتحملٍ كلِّ مواطن مشاركته بنفقاتها حسب دخله.
والعمل لتقوية وطنه إقتصاديا ومعيشيا وإنتاجيا وإنمائيا وعسكريا، وجعلها قدوة للعرب ليحتذوه، فينهضوا وينقلبوا على زعامات الخيانة والتخلّف والفساد والنهب لثروات بلادهم وشعوبهم، ويلتحقوا بسورية لتحقيق أهداف العرب في الوحدة.
الذي يعمل بجدٍّ وإخلاص على تطوير وتنمية سوريا، ويُعطي جميع مجالات ومسؤوليات الوطن التي بمسؤوليته الدستورية ذات اهتمامه: السياسية منها والإقتصادية والتنموية والقضائية والتعليمية والعسكرية والأمنية والعربية!
الذي عقيدته، أن حريات المواطنين السياسية والإنسانية والنقابية والدينية - ضمن القانون - هي فوق كل اعتبار إطلاقاً، وأن حرية الرأي والحوار مصونة، وهي خط الدفاع الأول عن الوطن وتطويره وتنميته، وتجنب الإنحراف والفساد.
الذي يُؤمن حقا بأن الحكم الديموقراطي الصحيح الصادق (الشورى) هو الحكم الوحيد الذي ينسجم مع حقوق الإنسان المواطن، ويحقق للبلاد تطورها ونموّها، ويمنع عنها الفساد والتخريب والخيانة. وهو الذي يفرض أن الدستور والقوانين فوقه وفوق كلِّ شخص، وكلِّ هوى ومصلحة خاصة.
الذي يُؤمن، إنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيت ... فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا. ويُؤمن أن المثاليات الإخلاقية المستمدة من دين الله، هي التي يجب أن تسود المجتمع العربي السوري بالتربية والقناعة، أو بقوة القانون.
الذي يختار رئيس حكومته، ووزراءه من ذوي الخبرة الحقيقية المنسجمة مع أهدافه وتطلعاته الوطنية، ومن ذوي الرجولة والقدرة والجرأة والنزاهة والهجومية في العمل.
الذي يعلم بكل ما يدور في داخل دولته، ويُشارك الوزراء شخصيا في التخطيط لتنفيذ أهدافه ومعتقده السياسي والوطني في بلده، ويُسائل كلٍّ منهم في تخصيصه جلسات شهرية لمناقشة كلِّ وزير بحضور رئيس الحكومة، مُتتبعا ملاحقة التطوير والتنفيذ، عاملاً على معالجة معيقاتهم، مكافئا المخلص الناجح، طارداُ ومعاقبا المقصّر الفاشل، ومُحاسباً حتى الإعدام الفاسد والخائن المُرتكب!!
الذي يُعامل الفساد في بلاده على أنه من الكبائر، ولا تأخذه في الله لومة لائم، فيقطع يد الفاسد الصغير، ويقطع رأس الفاسد الكبير، ويصلب رموز عصابات الفساد، ويستعيد الأموال المنهوبة إلى الدولة والشعب.
الذي يبني علاقات بلاده مع غيرها على أساس الإخلاص الحقيقي لاستقلال سورية العربية وقرارها السياسي والإقتصادي والوحدوي.
الذي يعتبر أن إنشاء دولة الإتحاد العربي هو هدف إستراتيجي كبير، فيسخّر العلاقات الدولية والعربية، والقوانين والجهود لتحقيقها!
الذي يُحالف القادة العرب المخلصين الشرفاء المؤمنين بعروبتهم ويعملون لها ولشعبهم، ويعمل معهم، مُشكّلاً معهم جبهة، توحّد الجهود والتشريع والتكامل الإقتصادي والإستهلاكي، بدايةً لمسيرة الوحدة العربية، ويُقاطع ويُعادي الذين يعملون لرهن بلادهم لأنانياتهم، وللمصالح الدولية المعادية.
الذي يجهد لاقتناص كلِّ فرصة- أو يسببها- لتحرير كلَّ جزء مغتصب من وطنه
الذي يعتبر أن إنهاء إسرائيل هو هدف استراتيجي له، فيُخطط ويعمل ويجدّ ويُسخّر كل وسيلة وعلاقة داخلية وخارجية وشعبية، ويدعم بإخلاص كلَّ مقاومة لتحقيق هذا الهدف.
الذي يتنزه شخصياً عن كلِّ فساد، ويعتبر أن مصلحة وطنه فوق مصلحته الشخصية، أو مصلحة عائلته وأقربائه وأصدقائه.

لنتفكّر بالبنود المذكورة. أليست جميعها حقٌّ بذاتها، وحق لنا – نحن الشعب - على رئيسنا، ليقوم على خدمتنا ووطننا بما هو حقٌ من حقوقنا في الحياة والوطن؟
إن كنت أيها المواطن تؤمن بذلك، فأرجو القيام بطباعة ما ذُكر، وتعليقه على جدار أو أكثر في غرف بيتك، أو مكتبك، لتقرأها ويقرأها في كل مناسبة كل من يتصل بك أو يزورك من معارفك أو المواطنين في دائرتك، وحتى تدخل وجدان كل مواطن عربي سوري، وتصبح جزءا من أهدافنا في الرئيس اللازم لتطوير بلادنا ومعيشتنا.
====================

في تقييم وضعنا الحاضر وتطلعاتنا المستقبلية:

والآن لنتفكر بإخلاص وشرف ومسؤولية للوطن والشعب والأهداف المرجوّة:
هل تنطبق البنود والمؤهلٍات المذكورة على بشار الأسد؟
إن كانت تنطبق، فلندعم بشّار الأسد رئيسا لسورية.
وإن كانت لا تنطبق، ويهمنا أن يكون لنا رئيس، هذه صفاته ومؤهلاته وإمكانياته وأهدافه ووسائله وأخلاقياته، فلنخلع بشار الأسد، ولنبحث عن مواطن يملك هذه المُؤهلات، فلنجعله رئيس البلاد!
ألا ترى أيها المواطن – كلَّ مواطن - أنّ جميعً المواصفات والمؤهلات المذكورة أصبحت لازمة بالضرورة الحتمية، لإنقاذ سورية مما تعانيه من أسوأ أيام التخريب والفساد والتراجع والإفقار والتشتت والضياع واليأس والخيانة؟ وأن علينا أن نعمل بكل وسيلة، سلمية كانت أو غير سلمية، لتنصيب مواطن شريف ممن يملكون المواصفات المذكورة رئيساً لإنقاذ سورية العربية: وطنا وشعبا.
ولينعتق الوطن، وكل مواطن من الشعب العربي السوري إلى الأبد، من أسوأ أيام التراجع الشامل في جميع مجالات حياة الدولة والشعب على الإطلاق، على الإطلاق.
إن كان هذا هو الحق والضرورة والحاجة الماسّة، وفيه تحقيق الأمل والهدف، فلنبدأ بالعمل، وإن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة، فلنخطوها.
وإن كان تحقيق هذا الهدف يحتاج لتضحيات، فلنضحي، فما من شيءٍ في هذه الحياة الدنيا بالمجان، وبدون جهد وعمل وتضحية. والتضحية في سبيل الوطن والأجيال هي أعظم التضحيات، وهي الزرع الذي يُثمر للوطن والشعب، وهو كنز الإنسان عند الله يوم الحساب.

بكل احترام لكل من يعقل ويتدبر ويتحرك لإنقاذ نفسه وعائلته وبلاده قبل فوات الأوان.

وأخيرا أسقطنا مشروع الدولة البرزانية في شمال العراق


قاسم سرحان

لم نكن الاّ بضعة من الأفراد الوطنيين العراقيين , من الذين آمنو بعراقهم وشعبهم , اجتمعنا ايماننا وحبّنا بهذا الوطن , وهذه الأرض , وهذا الشعب الذي ننتمي اليه , كنّا ومازلنا نمثل الوان متعددة من الطيف واللون العراقي , فينا الأشوري المسيحي وفينا العربي الشيعي والسني , وفينا التركماني العراقي .

لم نكن من اصحاب أو اتباع الأحزاب العراقية , ولم نكن من أتباع هذا التيار أو ذاك , ولم نكن أبدا عملاء لهذه الدولة أو تلك , كما هو حال معظم الجهات والمنظمات العاملة في الساحة العراقية السياسية , سواء في زمن معارضة هذه الاحزاب في مهجرها أو في زمن حكمها العراق من المنطقة الخضراء في ظلّ الأحتلال الأمريكي .

بدأ عملنا الوطني ضدّ مشروع الفيدرالية الذي أعدته الصهيونية العالمية في تقسيم العراق , عندما كشّرت الأحزاب الكردية عن انيابها الحقيقية لتمزيق العراق وقضمه , لم يكن عملنا – العمل استمر لأكثر من عقد ونصف العقد من الزمن – يسيرا وسهلا في ظلّ هيمنة اللوبي الصهيوني وبعض المؤسسات الكردية النافذة في واشنطن , والتي تلقت الدعم في نفس الوقت من أدارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون (( الذي شرّع وأقرّ مشروع قانون تحرير العراق من خلال الكونكرس الأمريكي خلال فترة حكمه )) وعظم دعمها وأستهتارها في تشريع مشروع تقسيم العراق في ظلّ ادارة الرئيس الأمريكي اليميني المتطرف جورج دبليو بوش .

كانت للأحزاب الكردية ومكاتبها وسفاراتها في واشنطن – الممثلة للاقليم الكردي شمال العراق – وبدعم من اللوبي الصهيوني , تأثيرا عظيما على الرأي الأعلامي والسياسي في أمريكا , وخاصة في الكونكرس ومجلس النواب الأمريكيين , وبعض أهم المعاهد الأمريكية التي تقرر السياسة الامريكية في العراق والشرق الأوسط .

ومن غريب مايذكر هنا عن هيمنة اللوبي الصهيوني الكردي ونفوذه وقوته في واشنطن العاصمة , أن كتب واحد من أهم كتاب صحيفة ال نيويورك تايمز مقالا , يقول فيه انّ وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس ومسؤولة الأمن القومي الأمريكي سابقا , كانت , وعند لقائها احد المسؤولين الأكراد تتصبب عرقا , خجلا من عدم تأسيس الدولة الكردية في العراق بعد ؟!

وهذا الشعور الذي كانت تشعر به وزيرة الخارجية السابقة رايس كان عظيما وراسخا في عقيدة وأيمان نائب الرئيس الامريكي ديك جيني ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد , والسيد جون بولتون ممثل ادارة بوش في الأمم المتحدة , اضافة الى ايمان بوش دبليو نفسه بمشروع تقسيم العراق .

لقد سيطرت الأحزاب الكردية وعن طريق اللوبي الصهيوني في امريكا , على كلّ القنوات الدبلوماسية التي تتعلق بشأن وقضية العراق , فالعراق كان ومازال , والى الآن في فهم اللوبي الصهيوني الكردي في واشنطن , عبارة عن مقاطعات وأراض لشعوب شتى, احتلها العرب بأسم دولة وهمية اسمها العراق, ومن ثمّ فرض هيمنتهم عليها وعلى شعوبها بالنار والحديد ؟! وهذا المعنى قريبا او شبيها لأيديلوجيا الدولة العبرية ومفهومها الصهيوني , الذي أسس لنشوء دولة اسرائيل على الأرض العربية المحتلة فلسطين .

في ظلّ هذا النفوذ الصهيوني الكردي الطاغي في واشنطن امريكا , وبعض العواصم الأوربية , كانت الأحزاب الكردية النافذة في شمال العراق تدفع ملايين الدولارات لمجاميع من الكتاب والأحزاب وبعض المواقع الالكترونية - عراقية وعربية - على الأنترنت في تشويه سمعة بعض الوطنيين العراقيين , أو بعض الأحزاب والتيارات التي تعمل على توحيد البيت العراقي *..

كان عملنا دؤوبا وجادا في كشف الحقيقية التأريخية للشعب الأمريكي وللمعاهد الأمريكية الاستراتيجية , ولمعظم أعضاء الكونكرس والنواب الامريكيين في شأن الشمال العراقي وقومياته المختلفة , خاصة وأنّ الولايات المتحدة الأمريكية تجمع الكثير من ضحايا الأكراد ومهجريهم , والذين يعدون بمئات الآلاف في أمريكا وحدها , وهم الآشوريين والكلدان والأرمن .

كان لنا ولبعض زملائنا الدخول وبشرف الى بيت أكثر من سناتور أمريكي ونائب أمريكي والتحدث معه عن الشأن العراقي وشمال العراق وقضية الأحزاب الكردية التي تحكم الشعب الكردي والشعب التركماني والآشوريين والكلدان والعرب بالنار والحديد , وكان لنا دخول خارجية بوش في زمن كونداليسا رايس وشرح قضية الشمال العراقي والتكوين القومي فيه , بل انّ بعض زملائنا دخل الى وزارة الخارجية الأمريكية حاملا معه تأريخ شعبه وتكوينهم في شمال العراق , قبل ان ينزل الاكراد بكثافة الى شمال العراق في القرنين الماضيين , وكان لبعض زملائنا صولات وجولات علمية وعملية مع الخارجية الأمريكية , وبعض زملائنا من الآشوريين والتركمان والأتراك التقى عددا كبيرا منهم لتوضيح الأمر وما يلتبس على الأمريكي في قضية شمال العراق والوجود الكردي فيه .

بعضنا عرض – وهي فكرة صاحب السطور – على الأحزاب الآشورية والتركمانية والعربية مشروع التحضير لمؤتمر وطني عراقي في العاصمة الأمريكية واشنطن, وبتمثيل كردي رفيع للأحزاب الكردية المهيمنة على شمال العراق , يناقش فيه موضوع الوجود الكردي وتأريخه في شمال العراق, وبحضور ممثلين عن الكونكرس والنواب الامريكيين , وافقت معظم الأحزاب الآشورية والتركمانية والعربية مبدأيا على المشروع , ليفشل بعد ايام من ضغط اللوبي الصهيوني الكردي في بغداد وواشنطن .

لم ننكسر أبدا , عملنا وبجد على لقاء ومراسلة أكبر مفكري ومثقفي امريكا السياسيين , وشرحنا لهم مشكلة الشمال العراقي والتكوين الحقيقي له , ومن ثمّ الطعن والتشكيك بالمصادر الحزبية الكردية التي يدعمها اللوبي الصهيوني وأسرائيل في واشنطن . كانت مراسلاتنا لاتنقطع مع أهم كتاب الأعمدة السياسية للصحف الأمريكية الكبرى , و من ثمّ توضيح قضية الشمال العراقي لهم بأيجاز وفي بعض الأحيان – أن رغب الصحفي الأمريكي البحث في الأمر – بتفصيل .

أوضحنا بالوثائق وبالصور وبالأفلام قضية مايدعى الأنفال وحلبجة , ومايدعى الهلوكوست الكردي, ومن ثمّ اتهام العرب العراقيين – خاصة - بأسم نظام صدام حسين بها , شرحنا لهم بالحقائق والوثائق , تأريخ حزبيّ مسعود برزاني وجلال طلباني وعلاقتهما مع النظام السابق الذي تتهمه حكومة بوش بالارهاب , وفتحنا بعد ذلك ملفات الحزبين الكرديين وتآمرهم الأرهابي على العراق ودول الجوار على طول نصف القرن الماضي .

كانت اعمالنا هذه , وعلى الرغم من حقيقتها وعلميّتها , تفشل بسبب هيمنة النفوذ الصهيوني الكردي وسيطرته على مؤسسات القرار في واشنطن , خاصة في عهد ادارة الرئيس السابق جورج دبلوي بوش .

لم ننزعج من هذا , خاصة وأنّ كبار السياسيين الحقيقيين في ادارة بوش , وهم من الجمهوريين, وعدونا بالنظر في أمر شمال العراق وقضية الفيدرالية ومطالب الأحزاب الكردية .

في نهاية عام 2007 أخذت الأحزاب الكردية الانفصالية تتجحفل في ظلّ اللوبي الصهيوني وادارة بوش بطرح موضوع وقضية – الجنسايد, وهو موضوع كردي قديم – الابادة الجماعية , والتي يزعم الحزبان الكرديان بأنّ العرب , والعرب العراقيون وحدهم هم جناتها .

في تلك الفترة وعن طريق بعض زملائنا من الأرمن حركنا قضية تحالف زعماء العشائر الكردية مع الدولة العثمانية (( الأرمن يتذكرون فضل العرب عليهم الى اليوم ,خاصة عندما حرّم الشريف علي ابن الحسين الاساءة لهم او قتلهم )) ودورهم الكبير في قتل أكثر من اثنين مليون أرمني ومثلهم من الآشوريين العراقيين , الى قضية تكريم شيوخ القبائل الأكراد - من قبل السلطان العثماني آنذاك - ومنحهم معظم الأراضي الارمنية في تركيا والأراضي الآشورية في شمال العراق , مثل مدينة أربيل ودهوك – هذا على الرغم من انّ معظم سكان المدينيتن من الآشوريين والتركمان والعرب العراقيين - الى سيطرتهم على كركوك بزحفهم عليها بمرور الزمن ...... وكان لفتح هذا الموضوع وفرضه من قبل بعض الزملاء الأرمن , القشة التي قصمت ظهر الأحزاب الكردية وحلفائها في واشنطن , خاصة وأنّ للأرمن نفوذ سياسي , يوازي أو يهيمن على النفوذ الصهيوني في واشنطن , وهذا طبعا يرجع الى قدم الوجود الأرمني في امريكا والى ثقلهم السكاني فيها .

في نهاية عام 2007 بدأت الأحزاب الكردية ونفوذها في واشنطن تفقد بريقها , خاصة في ظلّ الانتخابات الأمريكية , التي توقعت فوز معارض للحرب والوجود الأمريكي في العراق .

لقد جنّ جنون الأحزاب الكردية في واشنطن , خاصة عندما بدأ الأعلام الأمريكي يتحدث وبصراحة عن الوجود القومي المشترك في شمال العراق , بل انّ الأعلام الأمريكي , ومن على منابر أعلامية مهمة أخذ التشكيك بالوجود الكردي شمال العراق , خاصة عندما استقبل اعلامه بعض الضيوف الممثلين للقوميات الحقيقية هناك , مثل القومية الآشورية والتركمانية , الى غيرهم من الأقليات , وكانت هذه الظاهرة جديدة في الوسط الأعلامي الأمريكي , خاصة بعد أن أغرقه الصهاينة, بقضية الكرد , وحلبجة , والأسلحة الكيمياوية, الى مظلوميتهم المزعومة في العراق .



لم نكن نعلق آمالا على بعض منتمي الحزب الجمهوري , على الرغم من وعودهم لنا في اصلاح الأمر , ولم نكن نتوقع فجرا ديبلوماسيا في ظلّ حكومة الرئيس الامريكي الجديد باراك اوباما في شأن العراق , على الرغم من انّ السناتور اوباما كان صديق وقريب لواحد من العراقيين العارفين بملف الفساد والسرقة والجريمة والقتل في العراق , بمن فيهم ايهم السامرائي – ابن مدينته شيكاغو - الذي تبرع بمبلغ الف دولار لحملة الرئيس باراك اوباما ؟ على الرغم من انّه يتبع حزب بوش الجمهوري , الذي وضعه على رأس وزارة الكهرباء في العراق .

نعم كانت عيوننا تتطلع الى من عملنا معهم بصدق وبشرف بخصوص قضية مهمة , تهمّ الأمن العراقي أولا , والأقليمي والدولي برمته , بسبب خطر الكيان الكردي في شمال العراق , هذا الكيان الذي يطمح الى توسيع وجوده ودولته من العراق الجريح الى دول الجوار , ومن ثمّ تهديد الأمن والأستقرار الدوليين في منطقة , تعتبر من أهم مناطق الثروة والطاقة في العالم .

قبل أشهر وصلتنا رسائل عديدة من قبل اصدقائنا ومن عملنا معهم بخصوص قضية الشمال العراقي , والعراق عامة , وهم أغلبهم من الشرفاء الأمريكيين , تبشرنا بنهاية العهد القديم , وأنبثاق عهد ودبلوماسية جديدة بخصوص العراق , والشرق الأوسط عامة .

أولى هذه الخطوات التي أتخذتها الأدارة الجديدة , هو العمل على توحيد العراق , وبناء حكومة مركزية قوية – سبق لنا وأن تحدثنا عن هذا الموضوع في مقال سابق - , تلتها خطوات برنامج سحب القوات الأمريكية من العراق وترك العراق لشعبه , وهذا ماظهر في احاديث الرئيس أوباما الأخيرة , لتليها مباشرة , وهذا هو الهم , والنصر الكبير لنا , عزم حكومة الرئيس الجديد باراك أوباما , تحريم عمل ايّ لوبي في واشنطن وعرقلته عمل الأدارة الأمريكية وسياستها في امريكا أو العالم , وعلى رأسها قضية الشرق الأوسط .

منذ أكثر من عقد ونصف العقد من الزمن, ونحن نحارب اللوبي الصهيوني الكردي في واشنطن , هذا اللوبي الذي الذي جنّد جيوشا من المرتزقة في حربه على العراق وشعبه , وجنّد جيشوا أخرى من المرتزقة الأعلاميين والفنيين والسياسيين لمحاربتنا وهزيمتنا لتحقيق حلم البرزانيين ودولتهم على حساب أهلنا وأرضنا في المدن الشمالية من عراقنا الحبيب , منذ عقد ونصف العقد من الزمن ونحن نحارب على جهات عدّة , لم يثن عزيمتنا تهديدهم ولا أموالهم , ولا حتى لوبياتهم التي شنت حربا قذرة علينا حتى في مهجرنا . في نهاية المطاف أنتصرنا عليهم , وعلى زيفهم , وعلى تأريخهم – المهزلة - الذي وضعته الصهيونية العالمية لهم , أنتصرنا عليهم , كون انّ الشمال العراقي برماله وأحجاره وجباله ووديانه الى معابده وكنائسه ومساجده العتيقة , يمثل أمة مازالت حاضرة وشامخة هناك .

أقدم المقابر في شمال العراق – دهوك وأربيل وسليمانية - التي زارتها وفود برلمانية امريكية وأوربية , ووفود دول أخرى , خرجت بنتيجة واضحة لهم تقول , انّ معظم أهالي المقابر في المدن الشمالية من العراق , تعود الى الآشوريين والتركمان والعرب , ولم تجد البعثات الدولية مقبرة واحدة للأكراد يزيد عمرها على 100 عام من الزمن .

تزييف التأريخ والصعود عليه شيء , والحقيقية التأريخية لبلاد الرافدين شيء آخر , نحن نسير بالتأريخ العراقي , ونحن نمشي مع الخطّ العلمي التأريخي للشمال, وهذا هو وحده الممثل التأريخي الحقيقي للوجود القومي في شمال العراق , اما الخزعبلات الصهيونية الكردية في وجودهم في شمال العراق , قد تنجح لفترة زمنية في ظلّ هذا المحتل أو ذاك , الاّ أنّها أبدا لاتصمد امام الحقيقية التأريخية لبلاد الرافدين , أو أمام اسود بلاد الرافدين من الآشوريين والكلدان والعرب والتركمان واليزيديين وغيرهم من أصحاب الحقّ التأريخي والقومي في شمالنا الحبيب .

في نهاية هذا المقال , وهذا النصر العراقي الكبير الذي حققه ابناء الشعب العراقي على أتباع الصهيونية من البرزانيين وأعوانهم , من الذين تآمروا معهم على تمزيق العراق وتشريد شعبه , لابدّ لي من تقديم شكري وأمتناني وبأسم فريقنا , الى بعض الأساتذة والعلماء والكتاب والأدباء, من الذين كانو لنا نصيرا وداعما بالموقف والرأي والكلمة, وعلى طول الحقبة الزمنية التي عملنا فيها في اسقاط مشروع الدولة البرزانية شمال العراق , يتقدمهم سعادة البرفسور الأستاذ عمّو نوئيل قمبر رئيس المؤتمر القومي الآشوري سابقا , والأستاذ المؤرخ الآشوري الكبير هرمز أبونا , الحكومة التركية وسفارتها في واشنطن , الجبهة التركمانية , خاصة رئيس فرع الجبهة التركمانية في العاصمة التركية , الحكومة السورية ممثلة بالسيد رئيس الدولة بشار الأسد , والى علمائنا الأعلام الكبار, يتقدمهم اصحاب السماحات, السيد آية الله العظمى السيد أحمد الحسني البغدادي , سماحة الشيخ آية الله جواد الخالصي , سماحة الشيخ هادي الخالصي , سماحة السيد مقتدى الصدر , مجموعة علماء هئية علماء المسلمين , سماحة الشيخ محمد حسن الخالصي , آية الله العظمى الشيخ فاضل المالكي , الشيخ الاستاذ محمد الخزاعي , الاستاذ الدكتور نوري المرادي , الاستاذ الدكتور صباح علي الشاهر , الاستاذ فرات علوان , الاستاذ سليم مطر , الاستاذ عبد الوهاب الشيخلي , الأستاذ الدكتور تورهان كتانة , الاستاذ اورهان كتانة , الاستاذ نهاد اليخياني , الاستاذ طالب العسل , الأستاذ سمير عبيد , الأستاذ عبد الأمير الركابي , الاستاذة نرمين المفتي , التجمع العشائري العربي في الجنوب والفرات الأوسط العراقي , الاستاذ اللواء الركن عبد الأمير عبيس , الاستاذ اللواء الركن مصطفى شريف , والى كلّ من خدمنا بالكلمة الصادقة والموقف الشريف , وأعتذر ان شديد الأعتذار لذكر جميع الاسماء , كونها تبدأ ولا تنتهي , شكرنا الى الجميع .

*

لقد شنت الأحزاب الكردية حملة شرسة وعدوانية على كاتب السطور , أمر بها السيد مسعود برزاني نفسه عن طريق مستشاره الشخصي لشؤون العراق وأقليم مايدعى – كردستان - البعثي السابق الدكتور منذر الفضل وزوجته الكردية السيدة الكاتبة كوردا أمين , حيث جند الأثنان مجموعة كبيرة من كتبة الأنترنت وبمساعدة خاصة من الأعلام الكردي واعلامه القذر في الطعن بشرفي وشرف عائلتي , حتى وصل اعلام منذر الفضل ومسعود البرزاني الى تشويه انتمائي الوطني العراقي , وأرجاع أصلي وعائلتي الى عوائل قدمت الى العراق مع الفلسطنيين الذين جاء بهم – وهذا حسب أعلام منذر الفضل والكاتبة زوجته وباشراف مسعود برزاني نفسه – عدي صدام حسين الى العراق ؟!

أصلي وجذري في العراق بدأ مع قبيلة سيدنا النبي ابراهيم الخليل في العراق , وهذا الأصل تنتمي له معظم العشائر العربية العراقية , وخاصة الجنوبية او القريبة لها . ابدا لم يزعجني أن يكون انتمائي فلسطيني أو الى ايّ شعب عربي في العالم العربي الكبير , الاّ انّ حملة مسعود ومنذر الفضل – وفي تلك الفترة – حاولت ان تنزع مني شرف الانتماء الى العراق , بعد صراع طويل مع عملاء الصهوينة ولوبيها في امريكا انتصرنا عليهم , وهذا هو منذر الفضل وغيره من امثال كاظم حبيب وعزيز الحاج بداوا قراءة خربشاتهم السابقة في تقسيم العراق والفيدرالية التي طبلوا لها منذ سنين .

في النهاية أقول يبقى خطر هؤلاء مستمرا ونافذا , خاصة وأنهم يعملون في حضن الصهيونية ولوبياتها في واشنطن العاصمة .

qasimsahan@yahoo.com

القدس عاصمة الذل العربي

الكاتب العربي-تحسين يحيى ابو عاصي
غزة عاصمة المقاومة
القدس عاصمة الثقافة العربية
أم الفحم عاصمة المواجهة
نابس جبل النار
رفح قلعة الصمود
جنين القسام
وبغداد الرشيد
القاهرة المعز
وننتظر ربما بعد سنين تسميات أخرى للقاهرة ودمشق وبيروت وعمان وقطر ودبي وصنعاء والرياض.... فعاشت الأمة العربية - أمة عربية واحدة .
في الحقيقة انه لا وجود لعاصمة ولا لثقافة بين تنابلة اليوم من العرب والمسلمين ، أشباه الرجال والمستزلمين والمخنثين ، ولا وجود لثقافة عربية بين أسرى الدولار الأمريكي والمصالح الإقليمية ، ولا وجود لثقافة في ظل برنامج فرض الأمر الواقع على أرض فلسطين .
فعن أي ثقافة نتحدث !! ؟ عن ثقافة الطرد من القدس ...؟ عن ثقافة هدم البيوت المقدسية ... ؟ عن ثقافة سحب الهويات المقدسية ..... ؟ عن ثقافة إحاطة القدس بسوار من المستوطنات وتمزيق إحيائها من الداخل...... ؟ عن ثقافة تهويد القدس..... ؟ عن ثقافة طمس معالم المدينة المقدسة ..... ؟ عن ثقافة تدمير آثارها التاريخية .... ؟ عن ثقافة الحفريات من تحت المسجد الأقصى والتي تهدد بهدمه .... ؟ . فعاشت القومية العربية .....ولنردد ألف عام بالروح بالدم نفديك يا أقصى .
تذكرت الذين حصلوا على جوائز الدولة العبرية مثل جائزة رابين وجوائز نوبل للسلام .
تذكرت ثقافة اعتقال الكثير من المثقفين العرب وسجناء الرأي والكلمة .
تذكرت ثقافة الاعتدال والمناداة بالتطبيع مع سارق الأرض ومغتصب الحق .
تذكرت ثقافة الغناء والتمثيل والرقص والمسرح وكرة القدم وإلهاء الشعوب والإعلام المُسيّس . تذكرت تصريحات تسفني قبل الحرب على غزة قائلة : لابد من كي الوعي الفلسطيني .
تذكرت ثقافة العولمة والشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة واللامبالاة لدماء الشهداء .
تذكرت العالم المتحضر الحر ( كما يقولون ) وهو يكيل بمكيالين .
تذكرت تصريحات وشعارات ومصطلحات وكتابات الكثير من القادة والكُتاب والشعراء والأدباء والسياسيين حيث رددوا جميعاً : القدس عروس عروبتكم.....وهم يُبدون مشاعرهم و آلامهم لما يحدث من حصار وبطش وقتل ......
ووددت أن أسأل الملايين من الجيوش العربية ورجال أمنها ، ماذا تعرفون عن القدس . قال لي مرة أحدهم ( حرفيا ) في دولة عربية : أليست غزة هذه تقع في سيناء ؟ وقال آخر أليست غزة هذه التي حررناها لكم ؟ ....... فعاشت الأمة العربية ، وتحيى القومية العربية والثقافة الثورية .
ثم مررت بعد كل تلك التساؤلات ، ومن خلال ثقافتي مُرغما تائهاً ، في طريق مظلم حالك السواد ، يربط ما بين ثقافة أوسلو والمبادرة العربية الرسمية ، وكنت في البداية ضالا طريقي أتخبط المشي ؛ فأقع بين الحفر، وأرتطم ارتطاما حادا ؛ فأسقط بين الركام والأوساخ ، حتى اهتديت أخيرا إلى طريق الثقافة العربية الصحيح ، من تحت أنقاض وركام وأشلاء ودموع وآهات غزة ، حيث أكثر من 1400 شهيد، بينهم 460 طفلاً و110 نساء و123مُسنّاً وأكثر من 5500 جريح، بمن فيهم 1600 معوق دائم، 100 ألف مشرّد ودمار كلّي وجزئي أصاب 21 ألف منزل. وإسقاط حوالي مليون ونصف مليون طن من الذخائر والصواريخ فوق رؤوس مليون ونصف مليون نسمة، أي ما يوازي طناً من البارود لكل مواطن فلسطيني.
أليس من الثقافة العربية أن المحامية مي الخنساء التي ترأس منظمة التحالف الدولي لمكافحة الإفلات من العقاب ، باعت بعض ممتلكاتها من أجل تغطية مصاريفها ومصاريف المحامين الأوروبيين والاستمرار في متابعة قضية رفع دعاوى جرائم حرب ضد قادة الاحتلال ، في لاهاي وفي محاكم إسبانيا وبلجيكا ؟
نعم القدس كانت وستظل عاصمة الثقافة العربية والدينية ، ولعل الاحتفال بهذا اليوم يقرع أبواب القلوب والعقول قرعاً ولو على استحياء ، من بعد أن فُضت بكارتها وكثر زناتها ، فيا أمة العرب استحي .
www.tahsseen.jeeran.com مدونتي : واحة الكتاب والأدباء المغمورين

الخربيط يخربط غزل الجماعة


كتابات - حمزة مصطفى

نعيش الان ازمة حقيقية بالمحافظين. فالانبار تبحث عن محافظ وكربلاء تتصارع من اجل محافظ وديالى تعتصم من اجل المحافظ وواسط تتحالف هنا وتتخالف هناك لكي لايفلت المحافظ والبصرة دايخة من اجل المحافظ وبغداد تريد ان (تجيب الراس على الراس) حتى لايفلت المحافظ وهكذا كل محافظاتنا التي خضعن لامتحان الانتخابات المحلية العسيرالاخير. هذا الامتحان الذي فاجا الجميع بنتائجه مرة وباستحقاقاته مرة اخرى. وبين الاستحقاقات والنتائج تسكب العبرات. المفارقة الوحيدة التي ظلت مثار الاعجاب والاستغراب معا هي ظاهرة الكربلائي ـ العراقي يوسف الحبوبي. وبودي هنا ان اكرر ما سبق ان قلناه وقاله غيرنا بشان الرجل وكيفية فوزه. فهذه هي الديمقراطية التي (خربط) بها اهالي كربلاء الغزل على كل جماعات القوى والاحزاب والكيانات والامكانيات عندما اختاروا رجلا لايملك سوى صدقه ونقائه وتاريخه المشرف. واليوم بعد الانتهاء من النتائج حيث بدا يجري الحديث عن توزيع المناصب طبقا للاستحقاقات في كل المحافظات لم يعد ممكنا تخطي ظاهرة الحبوبي بوصفه الفائز الاول. لكنه وبسبب كونه لايملك سوى مقعد واحد فان أي ائتلاف بين قائمتين تملكان ثلاثة مقاعد يصبح منصب المحافظ من حقها فنيا وديمقراطيا. لكن الامر بالنسبة لاهالي كربلاء لم يعد مجرد مقاعد برغم احترامهم لقواعد اللعبة الديمقراطية بل هو استحقاق وطني بات يصعب تجاوزه. ولكي لانبتعد كثيرا عما نريد التوصل اليه فان محافظة الانبار المجاورة لكربلاء تعاني استحقاقا وان كان هو الاخر ديمقراطيا الا انه يدخل ايضا في حساب الاستحقاقات والاستحقاقات المضادة. فالانبار التي عاشت طوال السنوات الست الماضية ظروفا هي الاصعب في كل العراق تمكنت هذه المرة من نيل استحقاقها الوطني عن جدارة. غير ان المفارقة اللافتة للنظر ان منصب المحافظ برز حجر عثرة امام سيل التضحيات التي قدمها الجميع. وبدانا نستلم تصريحات من هذا الطرف او ذاك في مجالس الصحوات حينا والانقاذ حينا اخر والقوى الاخرى التي شاركتها الفوز في اكثر مقاعد مجلس المحافظة حينا ثالث بشان مواصفات المحافظ ومن اين يجب ان يكون وماذا يمثل ومن يمثل الى اخر هذه المعزوفة التي وان تدخل في باب الديمقراطية الا انها تصادر مفهوم التضحيات والخيارات الوطنية الحقيقية.
ازاء هذه الاشكالية .. اشكالية كربلاء واشكالية الانبار تجئ دعوة الشيخ مظهر عبد الكريم الخربيط وهو احد ابرز شيوخ محافظة الانبار الى مجلس محافظة الانبار بان يختار العراقي الكربلائي يوسف الحبوبي محافظا للانبار. ان هذه الدعوة التي اطلقها الخربيط وهي دعوة بالغة الذكاء والصدق معا وان كانت قد (خربطت) الغزل على الجماعة في كربلاء والجماعة في الانبار الا انها بداية الحل الحقيقي لازمة السلطات المحلية في العراق والتي تمهد للسلطة السياسية العامة في البلاد خلال الانتخابات التشريعية القادمة. فاختيار الحبوبي محافظا للانبار لايعد امرا عجيبا او غريبا. فالانبار عراقية والحبوبي عراقي ولايحتاح الحبوبي للوصول الى الرمادي سوى عبور الصحراء على ناقة او حصان عربي . كما ان هذا الاختيار من شانه ان يحل مشكلة المحافظتين الادارية. ففي كربلاء يتخلص (الجماعة) من منافس قوي وفي الانبار يسجل (الجماعة) هناك سابقة وطنية هي الاكبر والاهم بالنسبة لهم بعد سابقتهم الكبرى في تحقيق الامن والامان في محافظتهم والذي امتد الى باقي انحاء العراق. اختيار الحبوبي محافظا للانبار وبقرار من اهالي المحافظة من شانها ان ينهي الجدل المعيب في المحافظات الاخرى الذي يتخذ ظاهرا شكل اللعبة الديمقراطية الا انه لايزال للاسف في الكثير من جوانبه ينهج نهجا طائفيا حينا وحزبيا ضيقا حينا اخر.
Hamzamustafa2004@yahoo.com

مشروع المصالحة بين مشروعي الأمن والديمقراطية


كتابات - ضياء الشكرجي

الكلام عن المصالحة في العراق ليس كلاما عن مصالحة بين فرائق سياسية اختلفت فقط اختلافا سياسيا أو حتى اختلافا فكريا. إنما الكلام عن المصالحة يعني المصالحة إما مع من كان جزءً من النظام الديكتاتوري السابق، وإما مع من حمل السلاح ومارس العنف بعد نيسان 2005 من مقاومة مقاطِعة للعملية السياسية، أو ميليشيات لقوى مشاركة في العملية السياسية من الطائفتين المسلمتين، لعدم تورط أبناء الأقليات الدينية الأخرى بالعنف، كما هو الحال مع سنة وشيعة العراق.

ويجب الإقرار أن المصالحة تأتي كخيار اضطراري، بسبب أن الطرف المتوجَّه إليه بالمصالحة شكَّل أمرا واقعا كبيرا ورقما ضاغطا من خلال العنف الذي أربك مشروعين وطنيين أساسيين في العراق؛ ألا هما مشروع الأمن، ومشروع الديمقراطية، لأن العنف يمثل عنصر إرباك وزعزعة وخطر بالنسبة للأمن المجتمعي من جهة، وبالنسبة للمشروع الديمقراطي من جهة أخرى. هذا لا يعني التقليل من أهمية نفس مشروع المصالحة لذاته وبتجريده عن عاملَي الأمن والديمقراطية، وكذلك لا يعني أن الضغط صادر من جهة واحدة، بل المُتصالَح معهم هم أيضا واقعون تحت الحاجة التي تمثل دافعا لكلا طرفي المصالحة، وكذلك لا يعني أن بعض المتصالَح معهم قد أعادوا النظر بصدق في نهجهم وقرروا التحول من لغة العنف إلى لغة الحوار.

وغالبا ما يكون كل من طرفَي المصالحة لا يؤمن بشرعية الطرف الآخر، لكنه مقر بوجوده الفاعل والمؤثر في الواقع، وإن كان عدم وجوده ربما كان سيكون هو الخيار الأفضل لكل من الطرفَين، أو لا أقل لفصائل من كل من الطرفَين.

فعندما تتصالح الدولة مع منتمين إلى ديكتاتورية دموية ولو من حيث الانتماء الفكري، مع تعاطف وتضامن بنسبة أو بأخرى، مُعلَن أو غير مُعلَن مع تلك الديكتاتورية، مما يجعل الطرف المتضامن مشاركا للديكتاتورية في ممارساتها، ولو مشاركة غير مباشرة، فإنما تتصالح مع هؤلاء لأنهم استطاعوا أن يتحولوا إلى رقم ضاغط، أو لأنهم يتمتعون في ثمة أوساط شعبية بثمة تعاطف وولاء.

وهذا ينطبق على تيارات وميليشيات العنف الإسلاموي والطائفي من الطائفتين لقوى ما بعد التغيير. فالسياسيون غير المشاركين بشكل مباشر أو بأدلة ملموسة بجرائم أي فصيل مارس العنف من قتل وتعذيب وتضييق على الحريات، عندما ينتمي فكريا وسياسيا وولائيا لواحدة من تلك القوى التي ركبت موجة الدم والعنف الدموي، فمهما يطرح أنفسهم مثل هؤلاء السياسيين كمعتدلين وأهل حوار وتفاهم وتصالح، فهم في حقيقة الأمر مشاركون بجرائم الطرف المنتمين إليه فكريا على أي نحو كان من المشاركة. ومثل هؤلاء تحظر عليهم عادة دساتير وأنظمة الدول الديمقراطية ذات الديمقراطية المستقرة أو المتطورة العمل السياسي، لكنها تمنحهم كامل حقوق المواطنة الأخرى.

معنى كل ذلك إن بمعايير مبادئ الديمقراطية لا حوار ولا لقاء ولا مساومة ولا هدنة مع رواد العنف والسائرين على نهج الدم، من دمويي ما قبل التغيير أو دمويي ما بعد التغيير، من داخل أو من خارج العملية السياسية. ولكن إذا كانت الديمقراطية متقاطعة مع مشروع المصالحة مع عناصر الخطر على المشروع الديمقراطي، فإن مشروع الأمن يكون بأشد الحاجة للمصالحة معهم، والأمن بلا شك هو بدوره شرط أساس لاستكمال المشروع الديمقراطي. لكن في نفس الوقت فسح المجال لمناوئي المشروع الديمقراطي سيعرض هذا المشروع للخطر. هنا نجد أنفسنا إذن أمام معادلة صعبة، بل غاية في الصعوبة. فنحن أمام إنجاح مشروع الأمن على حساب مشروع الديمقراطية، أو أمام أن نبقى أوفياء وفاءً مثاليا لأسس الديمقراطية التي تحظر عادة على قوى العنف و(كُفّار) الديمقراطية من ممارسة الحياة السياسية، فيكون الانتصار المثالي أي غير الواقعي للديمقراطية تهديدا لمشروع الأمن. ولا ديمقراطية بلا أمن.

هذا كله لا يعني أبدا عدم وجود بعثيين غير صداميين وغير دمويين، وبعثيين يمكن أن يكونوا أعادوا النظر في بعض مفردات إيديولوجيتهم السياسية، مما يقربهم بدرجة ما من المشروع الديمقراطي، وكما لا يعني إنه لم تحصل أخطاء في كيفية التعاطي مع مثل هؤلاء البعثيين، كما ولا يعني كذلك عدم وجود إسلامويين ينتمون تاريخيا بل وحتى حاضرا من الناحية الفكرية لتيار مارس أصحابه النهج الدموي، وهم غير راضين عن ذلك النهج. لكن يبقى البعثي سواء المنتمي إلى بعث صدام حسين، أو المنتمي إلى بعث حافظ الأسد، يبقى نائيا أيما نأي عن الديمقراطية، إلا إذا كان بعثيا مجددا، كما إن أربعة من خمسة أحزاب إسلامية شيعية لا تتبنى العقيدة الديمقراطية إطلاقا، أو تتبناها بشروط تسلخها من جوهرها، وخامس هذه الأحزاب يراوح بين الديمقراطية المشروطة بشروط إسلامية ولو مخففة نسبيا، وبين الإسلام السياسي المعتدل، ولم يحسم خياره الديمقراطي العلماني بضرورة الديمقراطية، إلا على مستولى بعض أفراده العقلاء والمعتدلين والقريبين من الفكر الديمقراطي، وأقل منهم ربما حتى من الفكر العلماني.

نحن إذن أمام مشروع ديمقراطي تنوء به قوى غير ديمقراطية بالعمق إلا بنسبة يمكن أن تنمو أكثر في المستقبل، باعتبار أن التحوُّل والترشُّد عبر التجربة شيء ممكن، لكنه غير ممكن أو شبه محال لدى أصحاب الإيديولوجيات الثيوقراطية الشمولية، وكذلك أمام وجود بعثيين يريدون أن يشاركوا بالعملية السياسية. هنا لا بد من أن تثبت أسس لهذه المشاركة، طبعا بعد توفير الأرضية الدستورية، كما بينت في مقالتي السابقة. من غير شك يجب أن يعتمد هذا الحزب الديمقراطية في فكره ونظامه الداخلي وبرنامجه السياسي وأدائه، ولو ظاهريا، لأننا دستوريا وقانونيا لا نستطيع أن نحاكم الناس على وفق نواياهم المُضمَرة، بل فقط على وفق أفكارهم المُعلَنة وسلوكهم الخارجي، ولأن لدينا من داخل العملية السياسية العديد من الأحزاب غير الديمقراطية في أسسها الفكرية والإيديولوجية، لكنها اعتمدت الديمقراطية ظاهرا، ومن هنا كان لا بد من تُشرَك في العملية السياسية، أو إنها فرضت مشاركتها، من حيث رضي الديمقراطيون أو من حيث لم يرضوا، رغم الخرق الصارخ من قبل معظمها لمبادئ الديمقراطية.

أرجع وأقول نحن أمام ثلاثة مشاريع، مشروع المصالحة، وهو يواجه المشروعَين الآخَرَين مُؤثِّراً بهما سلبا أو إيجابا، ألا هما مشروع الأمن، ومشروع الديمقراطية، فتارة نربح شوطا في الأمن على حساب الديمقراطية، وتارة نربح شوطا في الديمقراطية على حساب الأمن، وفي كلا الحالتين لا يجوز التفريط بأحد المشروعين، الأمن أو الديمقراطية بدرجة يجعل أحدهما مُعرَّضا للانهيار الكلي، أي إما انهيار مشروع الديمقراطية كليا، والذي معه سينهار مشروع الأمن والسلام المجتمعي حتما، أو انهيار مشروع الأمن كليا، والذي معه سينهار مشروع الديمقراطية حتما. ويبقى مشروع المصالحة بذاته بشرطه وشروطه مطلبا وطنيا ذا قيمة ذاتية بقطع النظر عن المشروعَين.

وتبقى الديمقراطية أم كل المشاريع الوطنية.

d.sh@nasmaa.com

لماذا يريد "الوطنيون" ثمنا لوطنيتهم المزعومة؟!


كتابات - عبد الله الفقير

كنت ممن ينتقد نظام صدام السابق لانه كان يكرم من يسميهم "وطنيون",وكنت اتسائل ان كان أولئك المكرمون وطنيون فعلا فلم يُكرمون؟,هل ينتظر الوطني ثمنا لوطنيته؟,وهل اذا لم يكرم الوطني فسوف ينقلب على وطنيته؟. اصحاب المبادئ النقية,وذوي الاهداف النبيلة,واصحاب المشاريع "الخيرية"لا ينتظرون ثمنا لما يقدمونه من اعمال "خيرية",فان كانوا ينتظرون ثمنا نظير ذلك العمل "الخيري" فالأفضل لهم ان لا يسمونه عملا خيريا,فلن يكون عملهم ذاك الا عملا تجاريا نفعيا بحتا شانه شان اي عمل تجاري اخر,والا ما الفرق بين من يتاجر بالسوق من اجل الربح المالي ومن يتاجر بالعمل ذو الواجهة الخيرية من اجل الربح المالي ايضا؟,ما الفرق بين العميل الذي يبيع وطنه لاجل استحصال منفعة سياسية او اقتصادية وبين "الوطني" الذي يقاتل من اجل ان يكرم باحد المناصب او احدى الهبات او احدى المنافع المادية؟!.

علماء تكنلوجيا السلوك الانساني يقولون اننا نعجب بالشخص الكريم عندما يجود بماله,لكن بمجرد ان نعلم ان جوده بذلك المال كان لاجل استحصال منفعة خفية ,لكي يقال كريم مثلا,او لكي يستخدم تلك"المكرمة" لاجل استحصال اصوات الناخبين,او لكي يتباهى بنفسه بين الناس,فان تقييمنا لذلك الشخص سوف ينحدر الى الصفر,ولهذا فان اول من يدخل النار هم ثلاثة لم يبتغوا باعمالهم وجه الله ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه، رجل استشهد فأتي به، فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، لكنك قاتلت لأن يقال: جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما فعلت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه، حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: هو جواد، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار )),ولهذا ايضا ما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان يستحصل اي منفعة اقتصادية او اي منفعة حياتية اخرى جراء "نبوته",حتى اختلف العلماء في قوله تعالى ((قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى [الشورى : 23])),هل المقصود بها ان رسول الله لا يبتغي من رسالته الا مودته لذوي قربته ,حيث ان دعوته لهم كانت جزءا من مودته اليهم وليس يطالب بثمن نظير دعوته لهم على حسب تفسير بعض المفسرين,ام ان المقصود ما قاله ابن عباس((نّ ابن عبّاس سئل عن قوله تعالى: (قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) قال: فقلت: إلاّ أن تودّوا قربى محمّد. فقال ابن عبّاس: عجلت! إنّه لم يكن بطن من قريش إلاّ لرسول الله منهم قرابة فقال: قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ أن تودّوني في القرابة التي بيني وبينكم.)),ا وان المقصود ما فسره البعض من ان مقصد الاية هو ((ان تودوا الله وتتقربوا اليه بالطاعة)) او حسب تفسير ابن تيمية للاية بقوله((ويدلّ على ذلك أنّه لم يقل: إلاّ المودّة لذوي القربى، ولكن قال: إلاّ المودّة في القربى. ألا ترى أنّه لمّا أراد ذوي قرباه قال: (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْء فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى). ولا يقال: المودّة في ذوي القربى، وإنّما يقال: المودّة لذوي القربى، فكيف وقد قال (قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)؟! .ويبيّن ذلك: إنّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم لا يَسأل أجراً أصلا، إنّما أجره على الله، وعلى المسلمين موالاة أهل البيت لكن بأدلّة أخرى غير هذه الآية. وليست موالاتنا لأهل البيت من أجر النبيّ في شيء. وأيضاً، فإنّ هذه الآية مكّية، ولم يكن عليٌّ قد تزوّج بفاطمة، ولا وُلد له أولاد )),ففي كل الاحوال لم يطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمنا "ماديا " نظير رسالته,فاجره على الله(("((قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [سبأ : 47])),ولو كان لنبي من الانبياء ان يستحصل أي ثمن مادي مقابل هدايته للناس ,ا و ان يجرّ ذلك الثمن الى اهله وقرابته (كما يدعي الشيعة ذلك حين جعلوا ثمن نبوة النبي ان يتولى ذريته الخلافة من بعده فتجري فيهم سنة الملوك في وراثة الحكم وكأن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يبعث الا لكي يجعل الخلافة في ذريته ملكا عضودا يتوارثها كابر عن كابر!!) لما كان لأولئك الانبياء ان يكونوا مثلما نعرفهم!!.

يقول رسول اله صلى الله عليه وسلم في حديث له ((ما من سرية تقاتل، فتخفق إلا تم أجرها، وما من سرية تغنم إلا تعجلوا ثلثي أجرها )),لذلك كان من عادة المؤمنين الصادقين ان لا يبحثوا عن المغانم والغنائم, ,كانوا لاجل ذلك يتسابقون في طريق الشهادة حتى لا ينتقص من اجرهم شيئا,ولذلك وصف رب العالمين الصحابي الجليل مصعب ابن عمير وامثاله بقوله تعالى((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً [الأحزاب : 23])). و بكى عمر ابن الخطاب عندما جيء اليه بسواري كسرى,وقال كان سول الله صلى الله عليه وسلم خير مني وكان ابو بكر خير مني ولم تفتح عليهما الدنيا كما فتحت عليّ,فخشي ان يكون ما فتح عليه من خزائن الارض فتنة و"مصيبة".

نسمع منذ ما بعد احتلال العراق نغمة لطالما انتقدناها وانتقدها من جلسوا على كرسي الحكم في العراق حاليا عندما كان نظام صدام يطبقها,الا وهي نغمة "ذوي الشهداء" و مكارم المعتقلون السياسيون وتخصيصات ضحايا النظام السابق وهلم جرا,حتى عدنا نرى من يقسم الناس الى طبقات بل ومن يصنف حتى الاموات الى طبقات,فهذا قتله النظام السابق لذلك يستحق ذويه اضخم البيوت وافخر السيارات واجمل المزارع واحسن المناطق واعلى المناصب,وذاك قتلته عبوات الايرانيين "الغبية" فلا يستحق شيئا,واخر فتكت به وباطفاله صواريخ الامريكان" الذكية" لذلك فهو ارهابي يستحق ما ناله ,بل ويستحق ان يسحق هو وطفاله وعشيرته بكل "السواحق المواحق"!!, وعدنا لنسمع ان هنالك "عشرة درجات "زيادة على المعدل لذوي الشهداء السياسيين(يعني شنو علاقة الذكاء المدرسي بالعمل السياسي ,لا اعلم! علما انهم يطالبون بفصل الجامعات عن السياسة!!),,بل واصبح من حق ذوي اولئك "الشهداء" ان يحضوا بالتعيين في أي وظيفة دون أي اختبار للكفاءة او الشهادة او تخصص(يعني ممكن ان تعين رئيس مهندسين في وزارة الاسكان حتى لو كنت خريج معهد طبي لان والدك قتله نظام صدام بعد ان فرّ من العسكرية!!).ولسنا هنا لنسال ان كان اولئك"الشهداء السياسيين" او"ضحايا النظام السابق" هم "شهداء" فعلا ام لا؟,و هل قتلهم صدام نتيجة دوافع سياسية حقا؟,ام انهم قتلوا لاسباب جنائية واجرامية لا شان لها بظلم او عدالة النظام السابق لا من قريب او بعيد؟,فقد اخبرني من اثق به ,انه كان في قريته في جنوب العراق رجل قتل جدته واحرق البيت عليها لاخفاء جريمته,ثم سرق ما بحوزتها من مصوغات ذهبية واموال,ثم القي القبض عليه وحوكم واعدم, وقصة ذلك الرجل مشهورة في القرية,لكنه بعيد الاحتلال تفاجيء ان ذوي ذلك "المجرم" قد خطوا لافتة تعزية باسم ذلك "المجرم" كتب عليها "الشهيد السعيد" لينالوا من بعدها مكاسب "ضحايا النظام السابق"!!!. كما اننا لسنا في دائرة النقاش حول مشروعية من قاتل نظام صدام وراح يتحالف مع ايران او مع الامريكان هل يعتبر هؤلاء من ضمن "الشهداء"او"ضحايا النظام السابق" ام لا؟,لاننا نعلم ان ما كان يقوم به اولئك هو عين ما تسميه الحكومة الحالية بـ"الارهاب",فعملية تفجير سينما النجوم التي يفتخر حزب الدعوة بانه هو من قام بها في بداية ثمانينات القرن الماضي هي عملية"ارهابية" بامتياز,وتفجير احد المسيرات الطلابية قرب الجامعة المستنصرية وراح ضحيتها الكثير من الطلبة هو عمل ارهابي,وقتل الجنود العراقيين وتمزيق جثثهم في الاهوار وجبال كردستان هو خيانة عظمى, وقطع الطريق بين بغداد والجنوب وتسليب الركاب لتمويل عمليات "مجاهدي فيلق بدر" هو من ضمن من شملهم قانون مكافحة الارهاب ضمن فقرة"التمويل",وقتل البعثيين في انتفاضة الجنوب بعد غزو الكويت,وقطع لسان الشاعر المشهور "العسكري" ثم اطعامه اياه كل ذلك من ضمن التمثيل بالجثث الذي يقول الشيعة ان المثلة حرام ولو بالكلب العقور!!,كل تلك جرائم يعاقب عليها القانون وفق الدستور العراقي الحالي ويصنفها من ضمن "الارهاب"!!.كما اننا لن نناقش هنا امكانية تطبيق "القياس" فيما يخص المستقبل,فلو فرضنا ان الايام ادارت كرتها,واصبح من يطارد اليوم باسم الارهاب هو من يحكم العراق,فهل يحق لهم ان يصنفوا من قتل على يد الامريكان وعملائهم"الشرفاء" حاليا كـ"شهداء" او"ضحايا النظام الحالي"؟!,يعني هل سيكون من حق ذوي عناصر القاعدة الذين قتلوا على يد الامريكان او الحكومة "الشريفة" ان ينالوا مكرمة "ضحايا النظام السابق" لانهم قتلوا على يد الامريكان المحتلين وعلى يد الحكومة العميلة المنصبة من قبل الامريكان؟؟.

اننا نقصر نقاشنا هنا فقط في مسالة واحدة اترك تداعياتها تدور في خاطركم وهي,هل يحق لمن يدعي انه يدافع عن قضية عادلة ان يطالب باي ثمن نظير دفاعه عن تلك القضية؟,هل يحق لمن يدعي انه "وطني" ان يطالب بثمن لتلك"الوطنية"؟,وهل يجب على كل من ضحى من اجل "الوطن" او ادعى"الوطنية" ان ينال مكاسب وهبات وعطايا النظام الذي سيخلف من "ناضل" ضده؟!.لو كان في العراق حاليا وجها واحدا يمكن ان يسمى"وطنيا" لاستحيا ان يطالب بفلس واحد نظير تلك"الوطنية" التي يتقاتل اليوم اصحاب العملية السياسية الحالية في استحصال مكاسبهم باسمها,ولو كان في وجوه العملية السياسية الحالية وجه واحد "جاهد" فعلا من اجل الاسلام او التشيع(كما يقولون مع انهم يكرهون الطائفية!!) او حتى من اجل "الماركسية" فسوف يُشِل الخجل لسانه قبل ان يطالب ولو براتب تقاعدي نظير جهاده الديني او الفكري او السياسي,لكن "هو الحياء نقطة لو جرّة ؟" كما يقول المثل الشعبي,وانى لمن فقد هذه النقطة ان يكون له من بعدها حياء!!.

كان اكثر ما يعيبه اتباع الحكومة العميلة الحالية على من حمل السلاح بوجه الامريكان هو قولهم,ان من يقاوم الامريكان الان انما هو يفعل ذلك لاجل الكرسي وليس لاجل"العراق"او"الجهاد"!!!, ولا ادري هل يملك هؤلاء عقولا وابصارا يمكن ان ترى الجذع في انوفهم مثلما ترى القشة في وجوه خصومهم؟!,وهل يمكن ان يجيبنا هؤلاء هل كانوا يقاتلون صدام لاجل ان يطعمون اكداس اللحوم البشرية التي تملء المزابل لحد الان, ام لاجل ان يقتاتوا على سكان تلك المزابل ويصنعوا من لحومهم اجمل واكبر واشهى "شيش كباب" عرفته البشرية؟!( علما ان سكان المزابل لا يقتصرون على كربلاء فقط فقد غدا العراق كله اكبر مزبلة مسكونة في التاريخ!!),هل "قاتل" الحكيم نظام صدام من اجل ان ينعم مساكين العراق بشيء من الكهرباء,ام من اجل ان تقتل تلك الكهرباء اولئك المساكين بعد ان توصل الى اجهزتهم الحساسة؟!,وهل "ضحى" الحجي "هادي العامري" من اجل ان ينقذ سكان الاهوار من بطش صدام ويمنعه من تجفيف مياه الاهوار,ام من اجل ان ينال هو شرف البطش بهم وتجفيف اهوارهم التي اقاموا الدنيا ولم يقعدوها لاجل منع صدام من تجفيف مياهها العفنة ثم جفت اليوم وهي تحت ابصارهم ؟!,وهل كان الجعفري سيرضى ان "يجاهد" من اجل ان يجلس "المالكي" على عرش صدام ,ام من اجل ان يكون هو القائد الاوحد المتوحد المستفرد المستوحش المتعجرف المتعكرف المتطرف ,حتى ردد على مسامع حزبه بدون استحياء"لو العب لو اخربط الملعب",لذلك بمجرد ان حطموا احلامه بالالتصاق بكرسي الحكم "مدى الحياة" حتى ضرب التشيع والمذهب والدعوة والمالكي و"الجهاد" و"الطب" و"جيفارا"بفردة نعاله!!.

على كل من يطالب بمكاسب او مناصب او رواتب او اعفاء من ضريبة او أي مكسب اخر له او لذريته وقرابته نظير ما ادعى انه قدمه في فترة النظام السابق صادق كان او كاذب,فليبصق العراقيون في وجهه,لان الوطن او الدين او الفكر قضية معنوية لا يطالب بثمنها من ادعى انه "شريف",ومن لا شرف له فالبصاق اولى به.

fakeerabd@yahoo.com

About This Blog

About This Blog

  © Blogger template 'Sunshine' by Ourblogtemplates.com | Distributed by Deluxe Templates 2008

Back to TOP