الخربيط يخربط غزل الجماعة


كتابات - حمزة مصطفى

نعيش الان ازمة حقيقية بالمحافظين. فالانبار تبحث عن محافظ وكربلاء تتصارع من اجل محافظ وديالى تعتصم من اجل المحافظ وواسط تتحالف هنا وتتخالف هناك لكي لايفلت المحافظ والبصرة دايخة من اجل المحافظ وبغداد تريد ان (تجيب الراس على الراس) حتى لايفلت المحافظ وهكذا كل محافظاتنا التي خضعن لامتحان الانتخابات المحلية العسيرالاخير. هذا الامتحان الذي فاجا الجميع بنتائجه مرة وباستحقاقاته مرة اخرى. وبين الاستحقاقات والنتائج تسكب العبرات. المفارقة الوحيدة التي ظلت مثار الاعجاب والاستغراب معا هي ظاهرة الكربلائي ـ العراقي يوسف الحبوبي. وبودي هنا ان اكرر ما سبق ان قلناه وقاله غيرنا بشان الرجل وكيفية فوزه. فهذه هي الديمقراطية التي (خربط) بها اهالي كربلاء الغزل على كل جماعات القوى والاحزاب والكيانات والامكانيات عندما اختاروا رجلا لايملك سوى صدقه ونقائه وتاريخه المشرف. واليوم بعد الانتهاء من النتائج حيث بدا يجري الحديث عن توزيع المناصب طبقا للاستحقاقات في كل المحافظات لم يعد ممكنا تخطي ظاهرة الحبوبي بوصفه الفائز الاول. لكنه وبسبب كونه لايملك سوى مقعد واحد فان أي ائتلاف بين قائمتين تملكان ثلاثة مقاعد يصبح منصب المحافظ من حقها فنيا وديمقراطيا. لكن الامر بالنسبة لاهالي كربلاء لم يعد مجرد مقاعد برغم احترامهم لقواعد اللعبة الديمقراطية بل هو استحقاق وطني بات يصعب تجاوزه. ولكي لانبتعد كثيرا عما نريد التوصل اليه فان محافظة الانبار المجاورة لكربلاء تعاني استحقاقا وان كان هو الاخر ديمقراطيا الا انه يدخل ايضا في حساب الاستحقاقات والاستحقاقات المضادة. فالانبار التي عاشت طوال السنوات الست الماضية ظروفا هي الاصعب في كل العراق تمكنت هذه المرة من نيل استحقاقها الوطني عن جدارة. غير ان المفارقة اللافتة للنظر ان منصب المحافظ برز حجر عثرة امام سيل التضحيات التي قدمها الجميع. وبدانا نستلم تصريحات من هذا الطرف او ذاك في مجالس الصحوات حينا والانقاذ حينا اخر والقوى الاخرى التي شاركتها الفوز في اكثر مقاعد مجلس المحافظة حينا ثالث بشان مواصفات المحافظ ومن اين يجب ان يكون وماذا يمثل ومن يمثل الى اخر هذه المعزوفة التي وان تدخل في باب الديمقراطية الا انها تصادر مفهوم التضحيات والخيارات الوطنية الحقيقية.
ازاء هذه الاشكالية .. اشكالية كربلاء واشكالية الانبار تجئ دعوة الشيخ مظهر عبد الكريم الخربيط وهو احد ابرز شيوخ محافظة الانبار الى مجلس محافظة الانبار بان يختار العراقي الكربلائي يوسف الحبوبي محافظا للانبار. ان هذه الدعوة التي اطلقها الخربيط وهي دعوة بالغة الذكاء والصدق معا وان كانت قد (خربطت) الغزل على الجماعة في كربلاء والجماعة في الانبار الا انها بداية الحل الحقيقي لازمة السلطات المحلية في العراق والتي تمهد للسلطة السياسية العامة في البلاد خلال الانتخابات التشريعية القادمة. فاختيار الحبوبي محافظا للانبار لايعد امرا عجيبا او غريبا. فالانبار عراقية والحبوبي عراقي ولايحتاح الحبوبي للوصول الى الرمادي سوى عبور الصحراء على ناقة او حصان عربي . كما ان هذا الاختيار من شانه ان يحل مشكلة المحافظتين الادارية. ففي كربلاء يتخلص (الجماعة) من منافس قوي وفي الانبار يسجل (الجماعة) هناك سابقة وطنية هي الاكبر والاهم بالنسبة لهم بعد سابقتهم الكبرى في تحقيق الامن والامان في محافظتهم والذي امتد الى باقي انحاء العراق. اختيار الحبوبي محافظا للانبار وبقرار من اهالي المحافظة من شانها ان ينهي الجدل المعيب في المحافظات الاخرى الذي يتخذ ظاهرا شكل اللعبة الديمقراطية الا انه لايزال للاسف في الكثير من جوانبه ينهج نهجا طائفيا حينا وحزبيا ضيقا حينا اخر.
Hamzamustafa2004@yahoo.com

About This Blog

About This Blog

  © Blogger template 'Sunshine' by Ourblogtemplates.com | Distributed by Deluxe Templates 2008

Back to TOP