مَنْ يستطع إلغاء الأذان ......... من قنوات شبكة الأعلام ؟؟الى الأستاذ السوداني بمناسبة تسنمه مهام إدارة الشبكة




كتابات - ناصر الياسري

العراق بلد الأديان والأقليات والقوميات والطوائف ومرت عليه عشرات الحضارات .. واستوطنته مئات الأديان !!
هنا آشور و بابل ... وهناك سومر وأكد
هنا يهودا ومسيحيين و مسلمين .... وهناك آيزديين وصابئة و شبك
هنا سنّة وشيعه وهناك كلدو وآشوريين
فلماذا إذاً يذاع آذان المسلمين دون غيرهم ؟؟
ولماذا أذآن الشيعة ؟
ولماذا أذآن السنة ؟

ولماذا لا يستعاض عنهما بعرض شريط إخباري ( تايتل ) يشير إليهما وبهذا نلغي الطائفية عن أذان المسلمين وهو في الوقت ذاته احتراما للآخرين في بلد الأديان والمذاهب و الذي قال فيه بن سعيد الأندلسي ( القرن السابع الهجري ) في كتابه ( المقتطف من أزهار الظرف ) حين قال ( في بغداد والموصل والبصرة تتجاور الأديان والمذاهب, محال مختلطة ومحال مغلقه لدين أو مذهب , ويحصل أن يتجاوز اليهودي والمسيحي والمسلم , يتزاورون في الأعياد والمناسبات ولم يؤثر في هذا التجاور غير الموقف السياسي والتعصب الأعمى بأسم الدين وخلا ذلك فالأديان والمذاهب كافه لديها فسحه من التسامح, قد تضيق وقد تتسع , وبالنتيجة لم يصل الأمر إلى إلغاء الآخر .

ثم أعود وأقول...

( من يستطع أن يلغّ الأذان من قنوات شبكة الإعلام ) ؟؟!!

في صيف عام 2003 كنت وبمعية صديقا علمانيا قادم من إيران وصديقا آخر عاد الى العراق مؤخر وهو علمانيا أيضا وكنا نتابع برامج شبكة الأعلام العراقية الحديثة في بثها آنذاك وعندما قاربت الساعة موعد أذان صلاة المغرب وإذا بأذن الشيعة وهو يرفع من هذه الشبكة الحكومية في سابقه غير معهودة منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في مطلع عشرينات القرن الماضي لحظتها كّبر صاحباي وراحا في نوبة من البكاء اللاشعوري وكأن ساعة الحساب قد حانت لا ريب فيها !!

ذهلت لهذا الموقف وخاصة واني كنت اعتقد إن هكذا أمر يجب إن يدان لا إن يتم تشجيعه لأن المحتل الأمريكي يدع انه جاء ليبني دولة المؤسسات ويضع اللبنة الأولى لدوله ديمقراطيه يتساوى فيه إفراد الشعب . فلا دين يعلوا على دين آخر ولا طائفة تعلوا على طائفة أخرى ولا قوميه تعلوا على قوميه أخرى .

إذن لماذا هذا التكبير من قبل صاحبيّ وهما من بشرى بالعراق الأمريكي الجديد ؟؟

لقد جاء المحتل وكما يدع انه يريد بناء الدولة العصرية المدنية ودولة المؤسسات ، التي حترم فيها المواطن مبدأ المواطنه على أساس اتفاقيات جنيف لحقوق الإنسان .

ورحت أتساءل هل جاءت جحافل المحتل وتسقط النظام وتدمر البنية الاساسيه لدوله حديثه وتحرق الحرث والنسل من اجل أن يذاع أذان لطائفه معينه بحجة رفع مظلوميه هذه الطائفة ؟؟

وهل هذا العمل سوف يبني ما دمر سابقا ولاحقا ؟

وهل هذا العمل سوف يلّغ من هيمنه طائفة معينه على طائفة أخرى ليجعل الظالم مظلوم والمظلوم ظالم أذا كان هنالك مظلوميه لأحد ...!!

وبعدها بأيام صرح الشيخ أحمد الكبيسي وكان حينذاك في بغداد لصحيفة الزمان بما نصه ( إن إذاعة الأذان الشيعي من خلال القنوات الحكومية سابقه خطيرة !! ) وبهذا التصريح دخل السنة العرب في الأتون الذي أراده المحتل الأمريكي و أن يدق إسفينا بين السنة والشيعة وبين الاثنين معا ضد باقي الأديان والنحل بحجة أنهم أهل الذمة وعليهم دفع الجزية !!

في تلك اللحظة بدأت الحرب الطائفية نظريا و الذي خطط لها المحتلين ! .

حينها راحت الفتاوى تصدر من كلاّ الجانبين لتكّفر الآخر ولتبدأ حرب ضروس كان فيها المحتل الأمريكي يتفرج عليها مزهوا إلى أن وصلت ما وصلت إليه من قتل وتدمير لكلا الطرفين !!

وتحت ضغوط من هنا وهناك تم إضافة وإذاعة الأذان ( السني ) بالتعاقب مع إذاعة الأذان ( الشيعي ) وكأنه حلا توافقيا وفيها دخل العراق مرحلة التوافقيات المذهبية والسياسية التي امتدت إلى كافة مرافق الدولة العراقية وكأنه أمرا واقعا لا بد منه من اجل محاولة تجاوز الصراعات المذهبية التي أذكاها المحتل الآنكلوأمريكي صهيوني الإيراني للعراق !

الا ان الطامة الكبرى لم تقف عند حد الأذان بل امتدت لتصل الى مرحله جعل من شبكة الإعلام العراقية عبارة عن ( حسينيه او جامع شيعي ) لتصبح بوقا دعائيا لأتباع أهل البيت كما يوّصفون في أدبيات المجلس الأعلى !!

فمنذ ان اعتلى تاجر( الإطارات ) حبيب الصدر مقاليد قيادة سفينة نوح لشبكة الإعلام العراقية فتح صفحة جديدة ليجعل من هذه الشبكة مرتعا خصبا لكل الطائفيين من إتباع أهل لبيت وقام بإبعاد كافة الكوادر الفنية والهندسية والثقافية بحجة عدم الحاجه اليهم او انهم من ذيول النظام السابق في الوقت نفسه ينكر على نفسه كون ذيل لسحليه اسمها الطائفيه المقيته .

كان حبيب الصدر لا يدع مناسبه دينيه شيعيه الا نصب مأتم لها وقبل اسابيع من المناسبه بينما كانت الاصوات النكره تنبعث من خلال هذه الشبكه وهي تسب اصحاب الرسول ناعتيهم بالجبت والطاغوت والنعثل على اساس انهم خان ونكثوا بالعهود ولا ادري عن أي وعود وعهود نكثوا هولاء الصحابه الكرماء ؟؟

وعندما ارتفعت الاصوات مطالبه بتنظيف الشبكه من هذه الادران فكان البديل الأسوأ وهو النائب الضابط ومقدم البرامج في قناة الانوار ( الطائفيه ) المدعو حسن الموسوي ليزداد الامر سوءا بعد سوء !!!

وكأن القدر حكم على هذه الشبكة ان يديرها انصاف الاميين والروزخونيه ! .

لقد أصبحت واضحت هذه الشبكه في فترة هؤلاء النكرات شبكه مهجوره من قبل المشاهد العراقي الذي يدفع من جيبه الخاص رواتبا ومخصصات لهؤلاء .

زميلي السيد اياد الزاملي تساءل بمراره في احدى رسائله لي عن كيفيه الأصلاح وان تصبح شبكة الاعلام العراقيه للعراقيين اجمع ؟

قلت .. يحب ان تخرج هذه الشبكه من ثوبها الطائفي وسحبها من هيمنة المجلس الاعلى أولا ومن ثم تسليمها لأي شخصية علمانية خارج نطاق المحاصصه الطائفيه ومن الاجدر ان تكون مثلا لمسيحي او ازيدي أو صابئي ..

وهذا لن يتم الا بيتحرر المالكي من قيود حزبه وائتلافه وأخيرا من هيمنة المجلس الاعلى !!

ويبدو ان النتائج الاخيره للإنتخابات المحليه وما افرزته من نتائج تصب في صالح المالكي والذي يبدو انه يتجه نحو العلمانيه بخطوات هادئه بعيدة عن الضجيح ونتيجة لهذا كان من باكورة قراراته هو تعين رئيس جديد لشبكة الاعلام العراقية وهذه الشخصيه اكاديمية ، بعيده عن الشبهات !!

لهذا اصبحت الكره الآن بيد السوداني ومن خلفه وداعما له السيد المالكي فعليه اولا وقبل كل شيء هوان تكون الشبكه للدولة العراقيهة لا للحكومات .

وان تكون للعراقيين اجمع لا لطائفه او دين بعينه وهذا لن يتحقق الا اذا اقدم السيد السوداني على تحطيم صخرة سيزيف وهي منع اذاعه الاذان والاكتفاء بشريط ( تاتل ) يعلن فيه وقت الأذن والاتفاق على ان يكون موحدا لا ان ننتظر نجمة المساء لنفطر على ضوئها !!

فهل يمتلك السيد السوداني الجرأة ليتخذ هذا القرار وانا على يقن ان السيد المالكي سيكون اول من يهنىء الشعب العراقي بدحر الطائفية على أعتاب شبكة الأعلام العراقية !!

حينها سيسطر التاريخ للسوداني وللمالكي ما لم يكتبه للمجلس الاعلى أو لغيرهم من الطائفيين ومن كلاّ الطرفيين !!

والتاريخ لا يرحم أحدا

watan_1957@yahoo.com

About This Blog

About This Blog

  © Blogger template 'Sunshine' by Ourblogtemplates.com | Distributed by Deluxe Templates 2008

Back to TOP