الرؤية

الكاتب العربي-سمية عرفة

حتى لا تصبح أمنيا تنا حبراً على ورق
وتجف في حلكة الليالي ومتاهة الأيام
وحتى تترجم أحلامنا المنسية في عتمة الحياة
ونراها حقيقة واقعة تمشي على الأرض

أصبح لزاماً علينا أن نصيغها أهدافاً ملموسة ورؤى محسوسة
نراها بعين ملؤها التفاؤل والصدق
لننشر الخير والحب في كل نفس عاشقة للحياة الكريمة
هيا بنا لبنادر بصياغة أهدافنا وترجمة رسالاتنا ومع الجزء الثاني من هذه المادة كيف تخطط لحياتك الذي بعنوان وأعود للتذكير بأنني قمت بجمع معظم هذه المادة من كتاب كيف تخطط لحياتك للدكتور صلاح الراشد
الرؤية

وكنا تحدثنا سابقا في الجزء الأول من هذه المادة عن الرسالة وكيف تصنع رسالتك في الحياة وحتى تترابط المعلومات أعود للتذكير بين الرسالة والرؤية
الرسالة:
هي المهمة أو الدور الذي تود أن تسير عليه في الحياة وهي غير محددة بهدف له مدة زمنية
أما الرؤية :
هي ما تود الوصول إليه وتكون محددة بمدة زمنية معينة وهي تنقسم إلى أهداف بعيدة –ومتوسطة – وقصيرة المدى
ومن الصعب أن تصنع أهدفاً محددة وواقعية من دون أن تكون لك رسالة سامية تسعى لتحقيقها من خلال رؤيتك وأهدافك في الحياة

وفي هذا السياق يقول الدكتور إبراهيم الفقي في كتابه الشيق سيطر على حياتك"
كثيرون منا يعيشون الحياة ضائعين ليس لهم هدف أو هوية أ مهام يتصدون للقيام بها
وكثير للأسف تضيع حياتهم في عالم التمني يحلمون نعم لكنهم لا يملكون الدافع القوي أو الرؤية أو الخطة المدروسة
لتحقيق هذا الحلم
ويكمل د.صلاح الراشد في هذا السياق :
- إن التخطيط في الحياة نقطة حاسمة في حياتك وإن ملايين من الناس تذهب حياتهم بسبب أنهم لم يخططوا
- خذ قراراُ من الآن بأن تخطط لتصل إلى ما تريد إذا كنت لا تخطط لمصيرك فسوف يخططه لك آخرون أنت من القليلين الذين قرروا أن يفعلوا شيئاً في حياتهم وإن شاء الله تكون من 1-3% فقط الذين يرسمون التوفيق في حياتهم .

*إذا كنت لا تعرف ما الذي تريده فحدد أولاً الذي تريده هناك طريقتان:
الطريقة الأولى :
أن تنظر في رسالتك ثم تضع أهدافاً لتتحققها
لو كانت رسالتك مثلاً في خدمة البشرية والناس فلربما يكون هدفك أن تكون مستشاراً أسريا أو مصلحاً دينيا أو وزيراً للشئون الاجتماعية:
وإذا كانت رسالتك أن أن أتعلم وأعلم مثلا فلربما يكو هدفك أن تكو أستاذا في الجامعة أو مديراً للتعلم العالي أو وزيراً للثقافة أو ريساً لمنظمة اليونسكو . ... وهكذا .
الطريقة الثانية لتحديد ما الذي تريده
أولاً:
أن تجد نموذجا جيداً من إنسان يسعدك أ ن تكون مثله ويمكن أن ترجع إلى كتب تراجم الرجال أو النساء – أو أن تنظر حولك فتجد رجلاً ناجحا أو امرأة ناجحة برأيك , ثم تنظر في أهدافه فتنقلها لك وطبعاً يمكنك دائماً أن تغير أو تزيد فيما بعد.
الآن يمكنك أن تعرف ما الذي تريده, حدد أولاً هذه المسألة حدد ما تريده وسوف نسير بعد ذلك خطو بخطوة
*عليك أن تعرف أن الرؤية كما قلنا هي أهدافك الاستراتيجية أي بعيدة المدى.
- إن الهدف الذي تخطط له لتعلمه غداً أو هذا الأسبوع نسميه هدف قصير المدى
- والهدف الذي تخطط له الشهر القادم أو السنة القادمة فهذا نسميه هدف متوسط المدى.
- أما الشيء الذي تخطط له بعد 5 سنوات أو عشر سنوات أو أكثر فهذا نسميه هدف بعيد المدى أو هدف استراتيجي .
_ الأهداف بعيدة المدى هي الرؤية .
- وقمة الرؤية هي منتهى حياتك .
وقبل الانتقال إلى البرنامج العمل هنالك جدول يحتوي على أربعة مربعات تنقسم أنشطة الناس على هذه الأربعة مربعات:
الأول_ المهم الطارئ
مثاله: ولد مريض –أو قريب محتاج لمساعدة عاجلة – اجتماع للشركة الساعة 8 صباحاً .
الثاني _ المهم غير الطارئ
مثاله-:
- التخطيط للمشروع
- الترتيب للاجتماع
- تجهيز مذكرة
الثالث_غير المهم الطارئ
مثاله :
- الاتصالات الهاتفية غيرالمهة.
- الدعوات من قبل الغير .
- الزيارات العائلية.
الرابع __
غير المهم غير الطارئ
- مثل مشاهدة برامج تلفزيونية غير مفيدة
- وأغلب الناس يعيشون في المربع الأول وهو المم الطارئ أما الناس الناجحون فيركزون على المربع الثاني وهو المهم غير الطارئ وهو المربع التخطيط والترتيب ورسم الاستراتيجيات إن هذا المربع الذي فيه تحدد مصيرك وإن هنالك من الناس من نسي هذا المربع تماماً
فعليك أن تركز على هذا المربع فهو الذي يحمل رؤيتك
ولذلك ووفق هذا المربع سوف نقوم بوضع خطتنا ونبدأ بالخطة بعيدة المدى:
*أنا شخصياً سعدت جداً عندما قمت بوضع خطتي بعيدة المدى وشعرت أن الحياة سوف تبقى مستمرة ولمئات السنين وسوف تنتقل إلى كثير من الأشخاص ليغيروا بها البشرية جمعاء.
لربما تتفاجئ في البداية من عدد السنين عندما تنوي وضع رؤية لها وكن تخيل أن لك رسالة تبقى سارية حتى بعد أن توافيك المنية بخمسمائة سنة ما الأثر الذي سينتشر على العالم, خاصة عندما نعلم أننا مرتبطون بهذا الكون ومتصلون به أليس كله من خلق الخالق سبحانه وتعالى وهو الذي ربط بين كل مخلوقاته فلذلك عليك أن توسع مداركك ورؤاك فتبقى رؤية حاضرة وترى أثرها ممتداً حتى لخمسمائة سنة.
*الذي أطلبه منك هو أن تتخيل القيم والمعاني الجميلة التي ممكن ان نتركها وتؤثر في الأرض بعدك.
أمثله لهذه القيم :
انتشار الأخلاق
العالم ينعم بالصحة
الحب
العم يبلغ ذروته
ويمكن أن تضيف علها أو تبتكر من عندك قيما خاصة بك افتح لعقلك المجال بحيث ترى العالم بعد خمسمائة سنة وبالصورة التي تريد وتحب وأرجو منك أن ترسم الرسمة على ورقة كبيرة تحتوي على شجرة أو كرة أو إنسان أو أي شيء آخر في وسط الصفحة ثم تفرع منه أهم القيم التي تود أن تسود
وإليك بعض المقترحات التي ذكرها د. صلاح في كتابه حول خطة50 سنة:

*اختر لوحة أو ورقة كبيرة لا تقل عمن حجم صفحة A4 ويفضل أن تكون عف الحجم أو أكثر بقدر الممكن
*خطط لهذه الجلسة من حيث الاحتياجات والوقت وما سوى ذلك.
*لا تكن واقعياً كن خيالياً .
*ارسم ما تحب ليس ما تعتقد
*اجعل من هذه الرسمة أجمل شيء تستطيع رسمه
استخدم كل الوسائل والألوان والصور والكلمات واللغات والقطع الملصقة وغير ذلك مما تستطيع لجعل هذه الأمنية حية,
*تخيل وكأنها مشروع إنساني قد كلفت أنت برسمه للبشرية
*ركز على القسم التي تستطيع أنت المشاركة فيها ولو بقليل
*افعل ذلك في مكان هادئ تعد توفر جميع الوسائل التي تحتاج لها
*قد تحتاج يوماً أو يومين أو أكثر لفعل ذلك
*ضع اسمك على الرسمة واللقب الذي تحب وتنوي التلقب به
*ضع شعاراً عاماً أو استعن بشعار
-نعمل من أجل أن نجعل العالم مكاناً أفضل لعيش
-معا لتنعم البشرية في ظل عدل الإسلام
ولأننا نتحدث عن الحلول لا في أجسادنا ولكن في رؤانا فلابد لنا من أن نتذكر حياتنا الأبدية حياتنا الخالدة ! الدار الآخرة وهذه هي ميزة المسلم عن غيره فهو لا يعمل لدنياه فقط بل يعيش وحديث النبي صلى الله عليه وسلم ماثلاً أمام عينيه " عش دنياك كأنك تعيش أبداً وعش آخرتك كأنك تموت غداً أو كما قال صلى الله عليه وسلم
اسأل نفسك
-ما الذي تتمنى أن تراه في الآخرة
- أين تريد أن تكون ومع من وبقرب من
أحاول وضع تصور عام لرؤيتك للآخرة حتى تشتاق إلى هذا اليوم وأحسن الظن بالله وتمنى أعلى الدرجات فأنت تطلب من كريم يقول أنا عند ظن عبدي بي
ويمكن أيضاً أن تضع رؤية لكل مراحل الآخرة وأنت فيها وهنالك كتاب صغير قيم اسه كتاب التوهم للإمام المحاسبي يمكنك أن تستعين به و تتخيل نفسك في جميع المراحل
وكتاب آخر حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح "لابن قيم الجوزية
إذا فعلت ذلك إن شاء الله تكون من القليلين الناجحين في حياتهم المخططين الساعين إلى نيل النجاح في الدنيا وفردوس الرحمن في الآخرة
وتذكر

أن أبا مسلم الخرساني الذي أسقط دولة بني أمية وقوم دولة بني العباس كانت له همة عالية يرى من خلالها الفتوحات العظيمة فقد جاء في التاريخ أنه عندما كان صغيراً كانت أمه تراه يتقلب في السرير فتقول له : أي بني ما بك
فيقول : همة يا أماه تنطح الجبال

مع تحياتي وتمنياتي لكم بالنجاح والسعادة في الدارين
prof_shf@hotmail.com

About This Blog

About This Blog

  © Blogger template 'Sunshine' by Ourblogtemplates.com | Distributed by Deluxe Templates 2008

Back to TOP