مسامير جحا "المقدسة" في الجسد العربي










عبد الله الفقير
ليس قصة اغرب من الخيال من قصة تفجير قبة الحسن العسكري في سامراء وما اعقبها من اعمال قتل وتهجير واعتقال على يد حكومة اتى بها الاحتلال واتت به,وغرابة القصة لا تكمن في تفجير القبة ,وانما تكمن في ان يبكي على تلك القبة من لا يملكها!!,فمن المعلوم ان ضريح الحسن العسكري وقبته الذهبية(التي يسيل لها لعاب الامريكان كلما لاح بريقها لمحياهم) هما من ضمن املاك الوقف السني حصرا ,وان سدانتهما وحمايتهما وريعهما هما من حق الوقف السني حصرا,وان المدينة التي يقع فيها ذاك الضريح هي مدينة سنية حصرا,وبالتالي فقد كان من حق اهل السنة "حصرا "وفقا لجميع القوانيين والاعراف الارضية والفضائية التلاعب باملاكهم كيفما يشاؤون,فكان من حقهم ان يفجروا القبة او ان يبنوها من الماس والياقوت,وكان من حقهم حصرا ان يثوروا اذا فجرت او ان يقيموا صلاة الشكر على تهديمها,وان من حقهم ان يطمسوها في الارض (كما هو حال قبر عثمان بن عفان اغنى اثرياء قريش قبل الاسلام وبعده),ا وان يرفعوها على اعمدة الذهب (كقبر علي ابن ابي طالب افقر فقراء قريش قبل الاسلام وبعده!),ليس من حق احد الاعتراض عليهم(بيتنة ونلعب بيه شلهة غرض بينا الناس!!).اما ان يعلن الشيعة ملكيتهم الحصرية لقبر الحسن العسكري وقبته"الذهبية" ومنارته وجثمانه رغم عدم ملكيتهم القانونية لا للارض التي يقع فيها ولا للجسد المفون فيها ,وان ينتقموا من مساجد ودماء واملاك اهل السنة لانهم فجروا قبته فذلك عين الخيال وقمة الاعتداء ومنتهى الاستخفاف بعقول الناس,وان ذلك اقصى ما يمكن ان يصل اليه الاضطهاد و"المظلومية" من قبل ادعياء المظلومية.
مثل انتفاضة الشيعة للانتقام من اهل السنة لانهم فجروا "قبتهم" في سامراء,مثل رجل زرع شجرة في بيته,فجاءه احد الجيران وقال له :اني رايت "المهدي" في المنام وامرني ان اعبد هذه الشجرة,فقال له صاحب المنزل,لا باس اعبدها كما تشاء ,وظن ذلك المسكين ان الامر سيتوقف عند هذا الحد,ثم لما ان انقضت السنون واراد ذلك الرجل ان يقلع الشجرة وان يعيد بناء المنزل,انتفض ذلك الرجل وقام يشكو من ان صاحب المنزل قد اعتدى عليه لانه يريد ان يقلع الشجرة التي يعبدها!!,ولان الأمم المتحدة تراعي حرية الاديان فقد حكمت لصالح ذلك "العابد" ,وامرت صاحب المنزل بعدم قلع الشجرة ورعايتها وتغطيتها بقبة من الذهب والالماس لانها اصبحت داخلة ضمن"التراث الانساني"!!!.قصة مشابه لهذا حدثت في الهند عندما اشترى احد المسلمين بقرة ونماها ورعاها حتى اذا كبرت همّ بذبحها,فانتفض عليه طائفة ممن يعبدون البقر وقتلوه وقتلوا اولاده وهدموا بيته لانه اراد ان يذبح إلههم الذي اشتراه من ماله ورعاه بجهده!!,الا يضحك العقل الحر من وجود مثل هذه التناقضات في عصرنا الحديث,مثلما كان يضحك لقصة "مسمار جحا" التي لا يوجد من لم يضحك عقله لسماعها؟!.
يوجد للشيعة "مسامير" كثيرة مغروسة في عالمنا الاسلامي من امثال قبر الحسن العسكري في سامراء,فتجد لهم مسمارا في مصر بحجة وجود قبر الحسين او رأسه في مصر,ويوجد لهم مسمار اخر في سوريا حيث السيدة زينب وراس الحسين (ايضا!!),ويوجد لهم في السعودية مسمار حيث يوجد مقبرة البقيع,ويوجد لهم في المغرب العربي مسمار حيث بقايا بعض القبائل التي كانت تتعبد بالمجوسية(كان البربر في مدينة "درعة"و"السوس" يتعبدون بالمجوسية لذلك تجد الايرانيون اليوم يدعمون الامازيغ!),ويوجد لهم مسمار في افغانستان حيث يوجد قبر علي ابي طالب في مدينة مزار شريف(وهو اسم بشتوني فارسي ويعني"المزار المشرف" حيث يقولون ان علي دفن في مسجدها الازرق, تخيلوا قبر علي ابن ابي طالب يوجد في افغانستان,اذا ما هذا الذي يوجد في النجف؟!).باستطاعة الشيعة ان يخترعوا آلاف المسامير وان يدقوها في اي مكان من خريطة هذا العالم,ومثلما دقوا مسمارا في براثا عندما ادعوا ان علي ابن ابي طالب شرب من بئر في ذلك المكان فاصبح المكان "مقدسا",لذلك فبإمكان الشيعة ان يدعوا ايضا ان الحسين قد شرب من نهر الفرات وعندها يستحلوا نهر الفرات الى ماء "مقدس" يبيعونه بالقراريط , وان بامكانهم ان يدعوا ان سبايا الطف قد شربن من نهر دجلة وهن يعبرن الاعظمية (قبل ان توجد)وعندها سيكون من حقهم ان يضموا تركيا الى قيعانهم المقدسة لان دجلة ينبع منها, بل وان بامكانهم ان يدعوا ان غزالة المهدي ترعى في سهول استراليا الخضراء,وبذلك ستصبح استراليا وقفا شيعيا,ا و ان يزعموا ان المهدي يتخذ من قمة برج "ايفيل" منصة يخاطب من خلالها انصاره,فيصبح برج ايفل "المقدس",وبامكانهم ان يزعموا ان سلالة "الاسد" الذي يرسمونه دائما في الصور وهو الى جنب سيدنا علي ابن ابي طالب في افريقيا وبذلك تصبح افريقيا "مقدسة",وان من حق الشيعة ان يدعوا ان الفتحة الثانية لسرداب المهدي تنفتح من الجهة الاخرى المقابلة من سطح الارض في واشنطن حيث يوجد ألان "البيت الابيض",وعندها سوف يكون البيت الابيض "مقدسا", وكل ما يصدر عن المقدس فهو مقدس بالتاكيد!!!.
لقد احتل اليهود القدس تحت نفس الذريعة,ذريعة "مسامير جحا المقدسة",فزعموا ان هيكل سليمان الاسطوري موجود تحت المسجد الاقصى,واقتنع العالم "المتحضر" بهذه الاسطورة الخرافية,وراحوا يبيدون مليوني فلسطيني وعشرة ملايين مهجر بحجة حق اليهود في "مسمارهم" المقدس.سوف يهدم اليهود المسجد الاقصى,وعندها سوف لن يجدوا الهيكل,لانهم سيكتشفون ان بعض الروايات تقول ان هيكل سليمان كان قد نقل الى اليمن "حيث مملكة سبا وبلقيس" وليس الى فلسطين,وحينها سوف تتحول اليمن مباشرة الى "مسمار"يهودي مقدس,وتتجه كل الانظار نحوها بصورة مفاجئة,وسوف تثار الفتن فيها,ويعلوا صيتها في نشرات الاخبار,ثم يطرد المسلمون من اليمن مثلما طردوا من فلسطين,ولسوف تهدم جميع مساجدهم بحجة البحث عن الهيكل المزعوم,يساعدهم في ذلك التهديم جماعة "الحوثيين" الذين سنوا شفرات "خناجرهم" منذ سنين بانتظار هذه الفرصة!!.
ان لليهود مسامير "مقدسة"بقدر مسامير الشيعة "المقدسة",وان باستطاعتهم ايجاد العشرات من هذه المسامير في اي مكان من العالم,والغريب في الامر,انك تجد وبمجرد بمجرد ان يعلن اليهود ان احدى المناطق تحتوي على "مسمار" من تلك المسامير, الا وهبت الامم المتحدة تحث الخطى لضم تلك المنطقة الى قائمة "التراث العالمي" الذي يمنع التحرش بها!!, ان نظام الدولة اليهودية بني على عقيدة اليهود الدينية ,لذلك لا نستبعد ان يكون احد دوافع اليهود لتدمير العراق هو لاجل تسهيل عملية وصولهم الى مسمارهم في الجنوب حيث يوجد "الكفل". ,ولذلك ايضا لا نستبعد ان يكون خروجهم من غزة وعدم احتلالهم لها لم يكن بسبب مقاومة حماس وانما لان ارض غزة "غير مقدسة" حسب الاساطير اليهودية,وهو نفس السبب الذي دعاهم الى الانسحاب من جنوب لبنان,خصوصا اذا ما عرفنا ان الجنود اليهود كانوا قد نزعوا"بساطيلهم" عند احد الاودية وهم في طريقهم لاحتلال صحراء سيناء,لان الرب كان قد امر موسى هناك بان يخلع نعليه"انك في الواد المقدس طوى"!!.
فان كان من حق اليهود ان يوجدوا لانفسهم عشرات المسامير المقدسة,وان تقوم الامم المتحدة بتوفير الحماية اللازمة لتلك المسامير بمجرد اكتشافها او الاعلان عنها,فان ذلك يعني ان من حق اخوانهم الشيعة(اخوانهم في الانسانية طبعا!!) ان يطالبوا بتوفير الحماية المطلوبة لمسامير الشيعة المقدسة اينما وجدت حتى لو كانت في القمر,لذلك كان على الامم المتحدة ان تتدخل لتوفير الحماية للشيعة وهم يعلنون اكتشافهم لمجوعة مسامير مقدسة في المدينة المنورة او البحرين او الامارات,وما جرى مؤخرا من غوغاء شيعية امام المسجد النبوي بحجة زيارة قبور البقيع ,هي من ضمن هذه الحملة الشيعية للاعلان عن مظلوميتهم في ضرورة امتلاك ما يقدسونه!!,وقد يكون مصطلح "امتلاك ما يقدسونه" هو احدث مصطلح داخل الدائرة القانونية لليونسكو واليونيسيف واليونوريد وكل اليونوات!!,لقد اثار الشيعة زوبعة ضخمة اهتزت لها "شوارب" الامم المتحدة وبان كي مون (رغم انه بدون شوارب),مثلما اهتزت شوارب "محمد خاتمي" و"علي خامنئي" عندما هدمت حركة طالبان تمثال الصنم"بوذا" قبل عشر سنوات ,رغم انهم يدعون انهم لا يعبدون الاصنام!!!,ولا ادري لم لم تهتز كل هذه الشوارب عندما هدمت مئات المساجد في العراق,ولم لم تهتز عندما فجر قبر انس ابن مالك في البصرة,ولم لم تهتز عندما قصفت الطائرات الامريكية منارة الملوية في سامراء واسقطت تاجها؟!!,بل لم لم تهتز كل تلك الشوارب ومئات الالاف من جثث بني البشر(وليس الحيوان) كانت تلقى في القناة او على السدة في مدينة الثورة او تدفن في "الجولة " قرب "الكمالية" على يد صولاغ والجعفري والمالكي والحكيم والصدر وبمساعدة القوات الامريكية "المحررة"؟!,ام ان تماثيل الالهة والاصنام اقدس عندهم من دم "بني ادم"؟!!.
لقد كان الشيعة يقولون ان "مهديهم" سوف يخرج من بلاد خرسان(يعني من ايران وما جاورها) تمهيا للسيطرة على ايران,ثم بعد ان استولوا على ايران,نقلوا مسمارهم المقدس الى العراق,فقالوا ان المهدي سوف ياتي الى النجف وكربلاء ومن هنالك سوف يحشد انصاره,فسعوا الى احتلال النجف وكربلاء وباقي جنوب العراق,ثم بعد ذلك (بعد الاحتلال الامريكي للعراق) ازاحوا المسمار قليلا باتجاه المركز,فقالوا ان المهدي سوف يقيم مدينته"الفاضلة" في بغداد,لذلك تشكل جيش المهدي لاجل تحرير بغداد من رجس النواصب والتكفيريين(مسموح بقاء الامريكان واليهود وباقي الملل لانهم اخوانهم في الانسانية!!),ثم بعد ذلك اكتشفوا ان المهدي عندما يخرج فان عليه ان يقيم العدل ,وان من ضمن ذلك العدل هو ان يخرج جثماني ابي بكر وعمر ثم يقيم عليهما الحد,لذلك قرروا نقل مسمارهم المقدس الى السعودية حيث مكة والمدينة المنورة(وهذا سبب ما تشاهدونه اليوم من غوغاء في السعودية وباقي الخليج العربي),وبعد ان ينتهوا من الخليج سوف ينقلون ذلك المسمار الى القدس عندما يدعون ان المهدي سوف ياتي الى القدس ليصلي بالناس,وهنا سوف يذهبون لاحتلال فلسطين واخراج بني امية والمروانيين منها,وتحريرها من يد "النواصب" و"التكفيريين" ,لتكون خالصة للشيعة ولليهود والنصارى فقط,ليعيشوا بعد ذلك بسلام ووئام لا يعكر صفو مودتهم شراذم اهل السنة,ولتعلن الامم المتحدة بعد ذلك ان القدس تستحق ان تنال لقب" مدينة السلام العالمي" لعام 512 قبل الميلاد( !!),وبعد ان تصبح حدود دولة بني ساسان محاذية لحدود دولة بني صهيون لا يفصل بينهما الا نهر الفرات!!!.
قد يكون من حق اليهود المطالبة بمساميرهم,وقد يكون للشيعة الحق للمطالبة بمساميرهم,لكن ,لم لا نطالب نحن ايضا بمساميرنا ؟!,فان كان من حق ايران المطالبة بضم البحرين الى اراضيها لانها قبل اربعين سنة كانت تحت العلم الفارسي,اليس من حقنا ان نطالب نحن ايضا بمساميرنا في بلاد فارس وما بعد بلاد فارس؟ ,لان عمر ابن الخطاب الذي فتح بلاد فارس وما بعد بلاد فارس كان "سنيا" ,بل سعودي الجنسية!.
fakeerabd@yahoo.com

About This Blog

About This Blog

  © Blogger template 'Sunshine' by Ourblogtemplates.com | Distributed by Deluxe Templates 2008

Back to TOP