الحكومة وضباط الجيش العراقي السابق









كتابات - د.فواز الفواز

يعلم الكل ما قام به الحاكم المدني بريمر ( سيء الصيت ) عندما حل الجيش العراقي السابق وجعل ضباط الجيش العراقي الابطال ومراتبه يبحثون عن أي فرصة لتأمين لقمة العيش لعوائلهم ومنهم من أنخرط مجبراَ بتنظيمات مسلحة لاجل تأمين القوت لاطفاله ومن كانت حالته المادية جيدة هرب بجلده خارج العراق لان بقاءه يعني الموت على يد مليشيات الحكيم والقوائم التي اعُدت من قبل جهاز الموساد وعرابها الجلبي وبالفعل تم تصفية مجموعة كبيرة منهم وبالذات الطيارين والقادة وضباط الاجهزة الامنية .

ستة أعوام ورواتب هولاء الضابط لاتكفي كمصروف جيب لطالب في مرحلة الإعدادية وراتب جندي في الحرس الوطني يعادل راتب أربعة عمداء في الجيش العراقي السابق والتي تصرف لهم الآن .

من هذه الرؤية نتأكد أن الحكومة ليست جادة في موضوع إعادة الضابط لاسباب كثيرة منها أن خوف حكومة المنطقة الخضراء من هولاء الضابط وهم ضباط حرفيون ربما يشكل خطر والخطر يكمن في محاولة قيامهم مستقبلاَ بأنقلاب عسكري والسبب الآخر أن أغلب ضباط الجيش السابق من الطائفة الآخرى وهذا السبب هو من أهم الإسباب بدليل أن الضابط الموجودين الآن في تشكيلات الجيش والشرطه جلهم من طائفة الحكومة والسبب الآخر أن في عقلية ضباط الجيش السابق أن إيران عدو مبين للعراق حالها كحال الجيش الاسرائيلي وبما أن حكومة المنطقة الخضراء أغلبهم فارسي الولاء فهذا يعني إن عودة الضابط وبالتحديد من شارك في معارك الثمان سنوات خطر وخط أحمر وعليه كان من شروط العودة أن يكون برتبة مقدم فما دون والمعروف أن عدد سنوات خدمة الضابط برتبة مقدم كأعلى حد هو أقل من 18 عاماَ أي أن هذا الضابط لم يشترك في معارك الثمان سنوات أو ربما كأقصى حد أنه كان طالب في الكلية العسكرية .

الدعوة الاخيرة والتي قامت بها حكومة المنطقة الخضراء بأرسال لجان لدول عربية يقطن فيها مجموعة من ضباط الجيش السابق الذين هربوا من العراق بسبب التهديد المليشياوي البدري ماهي إلا محاولة للكسب الإعلامي وإفهام العراقيين والعالم بأن حكومتنا الخضراء سائرة بجدية بموضوع المصالحة الوطنية والحقيقة التي أتمنى أن تكون خطأ هو أن لا يكون الموضوع زوبعة في فنجان أو موضوع معد مسبقاَ من قبل أطراف إيرانية تبحث عن أكمال مخططها الذي أفتضح للقاصي والداني أو ربما تريد أن تروض هولاء الضابط وتجعلهم أداة بيدها بحجة المصالحة وإعادة حقوقهم المسلوبة ولكن الدلائل لا تشير إلى صحة وصدق الحكومة في هذا الشأن والسبب أن الضباط الموجودين في العراق لم تتحسن رواتبهم لحد الآن ولم تهتم الحكومة اساساَ بمشكلة الضباط المستقيلين اصلاَ وهولاء أكثر المتضررون من الحكومة السابقة والحالية وهذه الدلائل تبين لنا عدم أهتمام الحكومة بهذه الشريحة المنسية من الضابط فكيف نُصدق الحكومة عندما تقول إنها ستعتبر من لا يعود للخدمة متقاعد ومن ضمنهم ضباط فدائي صدام والاجهزة الامنية في حين أن ضباط فدائي صدام قد صنفوا قبل وقت سابق بأنهم من أزلام ومجرمي النظام السابق وايدهم ملطخة بدماء العراقيين .

كلام الحكومة مجرد هواء في شبك ولا نعلم سر الضغوط التي مورست بحق الحكومة من قبل الاميركان لتتخذ هذا القرار وتُرسل لجان لإكثر من أربعة دول عربية لهذا الغرض وهنالك من الاقاويل التي تقول أن الحكومة تحاول أحصاء العدد والاسماء وأين يستقر الضابط الفلاني وما رقم جواز الضابط الفلاني وبعدها يتم التنسيق بين حكومة الخضراء والدول العربية بضرورة تسليمهم للسلطات العراقية وما أسهل من أن تُوجه تهمة كيدية من قبل الحكومة لاي ضابط من ضباط الجيش العراقي وتعتبره مجرم وهنالك مئات الشهود جاهزون للشهادة زوراَ على أي ضابط بعد أن يتم تكريمهم بمبلغ من المال .

على الشعب العراقي وبالذات ضباط الجيش السابق أن لا يثقوا بالحكومة ما دام هنالك سطوة لإقزام المجلس الاعلى وعملاء إيران ومن منا لا يعرف أن في البرلمان العراقي هنالك من ضباط الحرس الثوري الإيراني ماعدا الوزارات والدوائر الإمنية بإستثناء دائرة واحدة فقط وهي جهاز المخابرات الوطني العراقي .

عمان

About This Blog

About This Blog

  © Blogger template 'Sunshine' by Ourblogtemplates.com | Distributed by Deluxe Templates 2008

Back to TOP