موقع اخباري بلغة عربية وولاء كردي واميركي: تهافت مهني وسياسي



كتابات - المراقب الاعلامي

يقدم موقع اخباري نموذجا لما انتجتها صفقات سياسية شهدها "العراق الجديد" وتلاقت فيه الخلفيات الشيوعية مع الولاء لرموز العصر الاميركي ومن بين اقواهم : الاكراد.
الموقع الذي يديره من كردستان صحافي وكاتب شيوعي استدارت بوصلة نضاله، كما رفاقه، من معاداة الامبريالية الى الارتماء في دهاليز مؤسساتها السرية، وضع عنوانا قبل ايام لتقرير من النجف حول زيارة ذكرى وفاة النبي محمد(ص)، يكشف تهافتا مهنيا وسياسيا قل نظيره، فالعنوان هو: حشود تتبعها حشود تهرع للنجف إحياء لذكرى وفاة الرسول (ص).
وبالطبع فان توصيفا مثل" حشود تتبعها حشود" ينطوي على دعوة ضمنية في التعاطف الكلي مع الحدث وبواعثه، فيما مواقع وصحف لا تتدعي المهنية ولا تقدم نفسها مرجعا في الصحافة المستقلة لم تطلق هذا الوصف، اللهم الا اذا كان الصحافي الشيوعي الذي يدير الموقع يحاول عبر هذا العنوان التنافس مع مواقع طائفية على كسب ود العمائم الحاكمة.
وللتضخيم المقصود والمتعاطف بقوة مع الحدث يلفت تقرير الموقع الاخباري الذي كانت قد اشرفت على تأسيسه اول ظهوره في العام 2004 وكالة انباء رويترز من اجل تدريب صحافيين عراقيين يلتزمون المهنية واساليب المؤسسات الصحافية المستقلة، ثم اقصيت الوكالة لصالح صفقة وصل بموجبها الصحافي الشيوعي الى سدة رئاسة الوكالة وموقعها، يلفت التقرير المنشور الى ضخامة المسير البشري بتعبير" بحر من السواد"، ويزيد على ذلك بالقول" أحد المواكب حمل نعشا رمزيا للنبي (ص) وضعت فوقه عمامة سوداء فيما سار المعزون خلفه لاطمون على صدورهم وهم يغرقون بالسواد الذي تكسر طغيانه كوفيات خضراء، للدلالة على مرجعية نسبهم إلى النبي".
هذه ثمرة لقاء المنفعة: الشيوعي يوالي أميركا ويقبض منها وينحني للاسياد في كردستان، تدعيم "المعرفة" وتوطيد اركان "الانفتاح الحضاري والعلمي" وبناء "دولة الديمقراطية" التي تعطل نصف عامها بسبب الزيارات الدينية، ثمرة يكون فيها العلماني تابعا لـ"كوفيات خضراء"، ووسيلة لتأطير السعي الكردي المنظم الى تفتيت وحدة العراق في اطار الاستحقاق التاريخي لنضال الشعب الكردي وحقه في تقرير المصير، كما يقر بذلك الشيوعيون العراقيون.
يذكّر التهافت المهني والسياسي للوكالة الاخبارية التي يديرها المناضل الشيوعي، بتهافت الحزب الشيوعي العراقي ذاته الذي يحاول هذه الايام لعق جراح هزيمته النكراء في الانتخابات الاخيره عقابا له حتى من جماهيره بعد تحوله الى فصيل موال لاتجاهات العصر الطائفي السائد في العراق ومدافعا عن اركان سلطته، فالحزب الذي ينحني قادته لرئيس المجلس الاعلى عبد العزيز الحكيم، يرفع شعارات التعزية بوفاة الائمة على مقراته منافسا بذلك منظمة بدر، حد ان هناك من يتندر بان شعاره الاممي العتيق: ياعمال العالم اتحدوا، صار ياعمال العالم صلوا على النبي!

About This Blog

About This Blog

  © Blogger template 'Sunshine' by Ourblogtemplates.com | Distributed by Deluxe Templates 2008

Back to TOP