الصفعة القوية.....لدعاة الفدرالية


كتابات - د.عدنان الحاجي

واخيرا حصل ما توقعناه وتمنيناه. لقد فشل مشروع "فدرالية البصرة" الذي دعا وروج اليه وانفق عليه الكثير من المال الذي سرق من جيوبنا، كل من النائب وائل عبد اللطيف وحزب الفضيلة وبعض اعضاء مجلس محافظة البصرة ممن ارعبتهم فكرة الكنس خارجا بأقتراب انتخابات مجالس المحافظات والانتخابات العامة هذه السنة. هذا المشروع وكما صرحت بذلك مفوضية الانتخابات لم يحضى بأكثر من اربعة بالمئة من مجموع الناخبين في البصرة. فلا ادري كيف سوغ لنفسه كاتب الدستور العراقي بأن تفرض التجزئة على العراق حفنة من التواقيع المشكوك اصلا بنزاهة جامعيها. فما الذي كسبه اهل البصرة في فترة ادارة هؤلاء للمحافظة غير الاستئثار بالمواقع والوظائف لهم ولاقربائهم اضافة للارصدة الخيالية المهربة لبنوك دبي وعمان وماليزيا وما ابتاعوه هناك من العقارات والفنادق الضخمة. بقي ان نستخلص الدروس والعبر من نتائج هذا الاستفتاء والتي ارجوا ان يستفيد منها السياسيين ودول الجوار صاحبة تلك الاجندات، لا المواطنين لانهم هم صناع هذا الدرس. فمما يمكن ملاحظته واستنتاجه:

1-قدَم البصريون درسا عظيما لكل السياسيين في الوطنية والانتماء الصميمي للعراق والذي تجاوز الوعود الكاذبة التي اغدقها عليهم وائل عبداللطيف بالثراء والاستئثار بالنفط والثروات لهم دون بقية اخوانهم من العراقيين واختاروا الحضن العراقي الواحد .

2-توضح الانفصام الخطير في المواقف بين اغلب سياسيي وقادة الاحزاب الكبيرة وبين الشارع العراقي متمثلا بالشارع البصري، حيث نجد ان هؤلاء السياسيين قد ان انشغلوا عن الهموم الحقيقية للمواطن كلقمة العيش والبطالة والفساد، بالتفنن والابداع بطرق تفكيك العراق وطعنه بالصميم بمشاريع متعددة من (فدرالية الوسط والجنوب) و(فدرالية جنوب بغداد) و(فدرالية ثلاث محافظات) واخيرا (فدرالية البصرة) تنفيذا لاجندات خارجية تريد السوء بأهل العراق.

3-هنالك تناقض اخر بين جمهور الناس وبين السياسيين حول هذا المشروع ففي الوقت الذي رفض فيه بالاغلبية الساحقة من الناخبين في البصرة لم نسمع اي رد او رفض من اغلب السياسيين اللهم الا بعض النقاش الخجول من بعضهم وهذا يمكن تفسيره باحتمالين الاول انه السكوت الذي يعني الرضا واكثر من ينطبق عليه هذا هم المجلسيين حيث اعتبروا طرح هذا المشروع هو تمهيد لمشروعهم الاكبر في اقامة اقليم الجنوب، اما الاحتمال الثاني فهوالقراءة الخائبة لاتجاهات الرأي العام ، حيث توهم هؤلاءالسياسيين من تفاعل الناس مع هذا المشروع ولذا لم يتجرأ اغلبهم على اظهار اي تحفظ او اعتراض خشية خسارة التأييد وهم على ابواب الانتخابات .

4-أن العراقيين الذين استغفلوا سابقا بالعاطفة الدينية سوف لن يلدغوا ثانية من اي جحر حتى لو كان جحر المطامع و الوهم بالثراء كما حاول عبد اللطيف بتسويق مشروعه. ففي الانتخابات الماضية انساق العراقيون زرافا سنة وشيعة لصناديق الاقتراع يجرهم الشحن الطائفي. واستيقظوا بعدها ليكتشفوا ان الرابح الوحيد من تلك النعرة الطائفية هم سياسيي الاحزاب الكبيرة الذين استحوذوا على جميع مقدرات البلاد وتركوا ناخبيهم تحت وطأة العوز والخوف.

5-اوضحت هذه التجربة أن الفدرالية بجميع صنوفها اصبحت مفهوما بغيضا للعراقيين وحصان خاسر لمن يراهن عليه من السياسيين، وعلى من يركبه منهم ان يستعد لدفع الثمن الا وهو الانعزال عن الجمهور وخسارته لأي رصيد شعبي يتوقعه وكما حدث لوائل عبد اللطيف. والعكس هو الصحيح فالسياسي الذكي والشريف هو الذي تتناغم طروحاته مع نبض الشارع وتخلوا ذمته من حقوق الناس ودمائهم. فالعراقيون اليوم قد استيقضوا من التنويم الديني والطائفي واصبحوا يبحثون عمن يحقق لهم وحدتهم الوطنية وعراقهم القوي وهذا هو احد الاسباب التي تفسر تنامي الرصيد الشعبي للسيد رئيس الوزراء نوري المالكي عندما اخذ يطرح هذه الافكار ويدعوا للحكومة المركزية القوية وتعديل الدستور وفرض هيبة الدولة فوق الكل و بلا استثناء.

adnanhaji@ymail.com

About This Blog

About This Blog

  © Blogger template 'Sunshine' by Ourblogtemplates.com | Distributed by Deluxe Templates 2008

Back to TOP