لاجل هذا اطلق المالكي اسم"الخارجين عن القانون" على جماعة الصدر!!


كتابات - عبد الله الفقير

(( يقول البعض ان المالكي مال الى جماعة الصدر,ونقول له :ومتى جفاهم حتى يعود اليهم؟.انهم جميعا جنودا تحت راية "خامنئي",يامرهم فيطيعون,وهل يرضى "خامنئي"ان يزوره المالكي ولا يزور مقتدى المتربع في احضان والده المقدس"خامنئي"؟,اني انصح من ظن ان هنالك عداء بين المالكي والصدر ان يعيد حساباته,وان لا يحسن الظن بهؤلاء مهما بدت وجوههم ابتساماتهم رقيقة,لان"المكياج" يفعل اليوم ما يشاء بوجوه الناس,وان نتذكر دائما قول ربنا تعالى"اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ [المجادلة : 19].ولن ينخدع بالشيطان الا احمق او جاهل,اعاذنا الله واياكم من الحماقة والجهل.)) هذا نص اقتبسته لكم من مقالة قديمة نشرت لي في موقع كتابات قبل بضعة اشهر,وفيه تطرقت الى ان ما قام به المالكي في صولة الفرسان ضد جيش المهدي لم يكن سوى خدعة تمت بالاتفاق بين المالكي ومقتدى ,وقد (( صدّق البعض ومن ضمنهم الامريكان ان المالكي قد شن فعلا هجمة شرسة على جيش المهدي,وان حملته تلك هي دلائل القطيعة بينه وبين مقتدى,الا انني لم اكن مقتنعا بهذا منذ اول يوم,وصرحت بانها لم تكن الا خدعة يتخلص بها المالكي من ضغوط الامريكان والراي العام العراقي والعالمي,ويتخلص بها مقتدى من بعض عناصر جيش المهدي العاصين لاوامره والخارجين عن طاعته,ولانني عشت في احد المعتقلات وعايشت كيف يتم التعامل مع عناصر جيش المهدي فيها,فانني عندما اسمع عن اعتقال احد عناصر جيش المهدي يتراءى الى ذهني مباشرة تلك المعاملة اللطيفة التي كان يعامل بها عناصر جيش المهدي في المعتقلات(العراقية حصرا ولا اعرف عن المعتقلات الامريكية),ولانني استطيع ان اجزم لكم ان عملية اعتقال عناصر جيش المهدي من قبل القوات العراقية كان لحمايتهم من اعتقال القوات الامريكية ليس الا,وان هنالك ضغوطا كبيرة سوف تمارس قريبا على الامريكان لاجل الافراج عن معتقلي جيش المهدي,وان المالكي سوف يفرج عن جميع المعتقلين الشيعة في السجون الامريكية ما ان يتم استلامها من الامريكان,وسوف يرجع مقتدى الى العراق,وسوف ترجع جميع عصابته لممارسة ما لا يجيدون غيره,الا وهو قتل اهل السنة والتمثيل بجثثهم وتدمير مساجد الله وحرق مصاحفه"الوهابية!!((,. كتبت هذه الكلمات في 5 تشرين الاول 2008,وفي ذلك الوقت انبرى كثير من اتباع مقتدى يدافعون انفسهم تارة بالهجوم علي وتارة برد هذه الشبهات وتارة بمحاولاتهم اثبات ان المالكي خائن وان ما قام به من صولة عليهم كان يهدف فعلا الى تصفيتهم وليس تمويها كما زعمت انا في ذلك المقال.

ما اثار ريبتنا في نوايا المالكي منذ اول يوم في حملته الصورية على جماعة مقتدى لم يكن الحدس الفطري,او التبوء الاعمى ,كما لم يكن سوء الظن بهم وهم اهل به,وانما ما اثار شكنا في مصداقية المالكي في التخلص من ميليشيات مقتدى هو ذلك العنوان الذي تم فيه تصنيف من يلقى القبض عليه من جماعة مقتدى, حيث تم تصنيفهم ومنذ اول يوم للحملة تحت مسمى"الخارجين عن القانون",ولم يطلقوا على عناصر جيش المهدي اسم"الارهابيين", رغم ان جميع العمليات التي قام بها جيش المهدي هي عمليات قتل واختطاف وتفجير وتهجير تحت وازع سياسي وطائفي وليس تحت وازع السرقة,وبالتالي فلا تعريف لهذا العمل سوى"الارهاب",حسب تعريفهم للارهاب وفق القانون الحالي الذي وضعوه هم انفسهم,اذا لماذا لم يصنف جيش المهدي تحت عبارة"الارهاب" وصنف بدلا من ذلك تحت مسى"الخروج عن القانون"؟!.كان ذلك اول ما اثار الشك في صدورنا من صدق نوايا المالكي في القضاء على الميليشيات,وقد اكتشفت قبل فترة قصيرة السبب الحقيقي والثغرة القانونية التي من اجلها تم تصنيف جيش المهدي تحت هذا المسمى عندما راجعت فقرة في الدستور العراقي الحالي تقول :ان من حق رئيس الوزراء العفو واطلاق سراح من يشاء من السجناء شرط ان لا يكون اولئك الاشخاص قد اقترفوا عملا ارهابيا!!,بمعنى اخر ان من حق المالكي العفو عمن يشاء من المجرمين والسراق والقتلة والجواسيس والعملاء,لكن ليس من حقه اطلاق سراح من حكم بتهمة"الارهابيين",ولان عناصر جيش المهدي قد اعتقلوا تحت مسمى"الخروج عن القانون" وليس تحت مسمى"الارهاب",فان ذلك يخول المالكي العفو عنهم متى شاء!!,هذه هي الثغرة التي سيعتمد عليها المالكي لاجل اطلاق سراح عناصر جيش المهدي,وهذه هي الركيزة التي استبطنها واستكمنها المالكي ومن حوله ورتبوا حولها حملتهم المزعومة لايهام الامريكان والشعب العراقي انهم عازمون فعلا في القضاء على الميليشيات,وذلك هو السر وراء اطلاق تسمية"الخارجين عن القانون" والذي لم يصنف تحته سوى عناصر جيش المهدي حصرا وكانما ركب لهم.فهل رايتم قانونا افضل من القانون العراقي الحالي؟وهل عرفتم الان مدى قانونية"دولة القانون" التي تحكم العراق حاليا؟!.

ان اشد ما فضح ذلك التوافق السري بين مقتدى والمالكي هو ذلك الاستنفار الذي اعتلى حركات جماعة مقتدى في البرلمان بعيد تنحية المشهداني عن رئاسة البرلمان,حيث تسابقوا في الدفاع عن المالكي ورفض تنحيته عن رئاسة الوزراء رغم ان ما اذاقهم المالكي هو اضعاف ما اذاقهم اياه اياد علاوي,ورب قائل يقول ان رفضهم تنحية المالكي لم يكن حبا في المالكي وانما كرها بعادل عبد المهدي الذي كان من المفروض ان يخلفه,وجماعة مقتدى يعلمون فعلا ان من اشد الناس عداوة لهم كان ايام صولة الفرسان هم جماعة الحكيم,وان الصولة الحقيقية عليهم كانت من قبل جماعة الحكيم وليس من قبل جماعة المالكي او قواته الامنية.وهنا نسال:الم يكن بمقدور جماعة مقتدى ان يرفضوا تعيين عادل عبد المهدي مثلما رفضوا ترشحه اول الامر؟,الم يكن من الافضل لهم الانتقام اولا من المالكي الذي اذلهم(صوريا) ثم بعد ذلك اسقاط عبد المهدي ايضا؟,علما ان ترشيح عبد المهدي كان سيلاقي الكثير من الاعتراض من كثير من عناصر الائتلاف الشيعي نفسه,ثم الا يشير عدم تهجم مقتدى على المالكي منذ اول يوم لصولة الفرسان ولحد الان الريبة في نوع القلاقة بين الاثنين؟علما ان مقتدى زلق اللسان ولا يتورع في التهجم على مخالفيه بابشع الالفاظ,اذا ما الذي منعه لحد الساعة من المساس بالمالكي؟!,بل ومنذ تلك الايام الاولى كانت تصلنا معلومات عن وجود تنسيق مشترك بين المالكي ومقتدى في صولة الفرسان ,ولانني كنت معتقلا سابقا,وعايشت كيف تجري الامور في المعتقلات العراقية,فقد كنت اعرف ماذا يعني اعتقال عناصر جيش المهدي واي معاملة يعملون فيها واي فندق خمس نجوم يتم اسكانهم فيه! واي جحيم كان يوضع فيه من يلقى عليهم القبض من اهل السنة,وكنت اعرف ايضا ان اغلب قيادات الحرس والداخلية هم تابعين لمقتدى,بل ان "عبود قنبر"نفسه وهو قائد خطة فرض القانون اتهمه الامريكان قبل العراقيين بانه من الموالين لجيش المهدي.بعد ايام ,عندما يتم تسليم كافة المعتقلين العراقيين في السجون الامريكية الى المالكي,سوف يطلق المالكي سراح جميع عناصر جيش المهدي,وسوف تسقط جميع التهم المرفوعة بحقهم,مثلما تم اسقاط جميع التهم عن جزار وزارة الصحة"حاكم الزاملي" الذي اطلق سراحه وكان شيئا لم يكن!,وسوف تضيع حقوق من قتل اولادهم وشردت عوائلهم على يد جيش المهدي مثلما ضاع دم "قيس المعموري" بين جيش المهدي وبين حزب الدعوة وقوات بدر,وسوف يتم اغلاق ملفاتهم المليئة بجرائمهم مثلما تم اغلاق ملفات المقابر الجماعية التي عثر عليها في المحمودية بطلب من المالكي نفسه بحجة عدم تعكير "المصالحة الوطنية" متناسين ان لضحايا تلك المقابر امهات ثكلى ونساء ارامل واطفال تيتموا ما زالوا يلهجون بكلمة"بابا" ويحلمون بدفء احضان آبائهم.

هل يظن البعض ان التلاعب بالالفاظ والالتفاف على القانون الذي وضعوه هم انفسهم ممكن ان يكسبهم احترام الناس حتى لو ادى بهم فعلا الى كسب القضايا التي يدافعون عنها؟,هل يظن امثال المالكي ان البحث عن ثغرات في القانون لتطبيقه بشكل اعوج سوف يرفع عنهم المسؤولية ويمنع عنه القصاص؟,وهل يظن المالكي ومن حوله وفوقه وتحته ان اطلاق تسمية "الخارجين عن القانون"على الشيعة وتسمية"الارهاب" على اهل السنة سوف يقربه من "المصالحة الوطنية"؟,وهل يظن ان اغلاق ملفات جرائم جيش المهدي وميليشيات بدر والدعوة وثار الله وجرائم صولاغ سوف يغلق افواه الداعين عليه وقلوب الاهجين بلعنه وشتمه؟.بامكان المالكي ان يامر باطلاق جميع المعتقلين من السنة والشيعة من الذين في السجون الامريكية وعندها سوف ينال ثقة من هم اكثر نفوذا وحشودا من جماعة مقتدى,وسوف يثبت انه يسعى فعلا لبناء دولة قانون لا دولة ثغرات قانونية!!,شرط ان لا يطلق سراحهم باليد اليمنى ويعود ليعتقلهم باليد اليسرى مثلما يفعل هذه الايام,حينما شهدت مناطق عدة لاهل السنة حملة اعتقالات واسعة شملت كل من تم اطلاق سراحه من قبل الامريكان تحت قانون العفو المزعوم!,حيث كان يتم القاء القبض عليهم من قبل قوات ما تسمى شعبيا"القوات التابعة للمالكي".

سوف يتم اطلاق سراح عصابات جيش المهدي ,وسوف ينالون حريتهم ,وسوف ينسى القانون الوضعي جرائمهم ويفلتون من العقاب,لكن, هل سينساهم القانون الالهي؟,لا اظن ذلك.

**للمزيد عما قلناه سابقا بخصوص هذا المجال,عليكم بهذا المقال الذيي كتبناه سابقا تحت عنوان هكذا يعامل عناصر جيش المهدي في المعتقلات

http://www.kitabat.com/i45126.htm

fakeerabd@yahoo.com

About This Blog

About This Blog

  © Blogger template 'Sunshine' by Ourblogtemplates.com | Distributed by Deluxe Templates 2008

Back to TOP