القائمة 290 والدعم الاميركي اللا منظور - 2


كتابات - د.فواز الفواز

كُنا قد نشرنا قبل يومين موضوع وضحنا فيه العلاقة السرية بين الاميركان من جهة والمجلس الاعلى وإيران من جهة أخرى وتطرقنا إلى غض الطرف الاميركي المتقصد لمصلحة المجلس الاعلى على حساب كل الكتل والتيارات والاحزاب السياسية الاخرى في العراق واليوم نكمل ما بدأنا به لنوضح بعض النقاط الغامضة ليتبين عمق العلاقة بين الطرفين وليدرك العالم ماهية القذارة الاميركية الايرانية المشتركة في تهديم وسرقة العراق وقتل أهله . ولنبدأ اولاَ بمنظمة مجاهدي خلق وكما هو معلوم إنها منظمة إيرانية معارضة لتوجهات ملالي قم وطهران وقد أتُخذت من العراق مقراَ لها وبالذات الجناح العسكري أما الجناح السياسي فأن مقره في فرنسا كما هو الحال مع المجلس الاعلى الذي أتخذ من إيران مقراَ له بدعم إيراني لا محدود ! ومنظمة مجاهدي خلق حالها حال بقية المنظمات المعارضة لنظام معين وتتخذ من أحدى دول الجوار مقراَ لها حيث أن أميركا أعتبرتها منظمة أرهابية ولم تعتبر المجلس الاعلى منظمةُ أرهابية علماَ إن أفعال المجلس لا تمت مطلقاَ لاي عمل إنساني أو وطني أو جهادي وقد مارست أبشع الجرائم بحق الانسان العراقي من يوم تأسيسها إلى يومنا هذا ولا حاجة بنا إلى ذكر جرائمها فالقاصي والداني يعلم الطرق والسبل التي ينتهجها المجلس قبل وبعد الاحتلال ولكن السؤال الغريب الذي يجول في خاطر كل متابع للشأن العراقي هو:

( لماذا لم تحاسب أميركا عناصرالمجلس الاعلى على جرائمهم وتحاسب غيرهم )؟

الجواب يكمن في أن فيلق بدر الذراع العسكري للمجلس مدعوم من إيران دعماَ لا محدوداَ وبما أن أميركا وإيران أصدقاء في السر أعداء في العلن لذا نرى أغماض عين القوات الامريكية عن كل جرائم المجلس الاعلى من يوم دخول القوات الاميركية للعراق ولحد الان وأعتراف مرشد الثورة علناَ بفضل الحكومة الايرانية على القوات الاميركية وتسهيل دخول المحتل إلى العراق بمساعدة إيرانية وهذا ما قاله خامنئي بالحرف الواحد :

( نحن من ساعد أميركا على أسقاط نظام صدام ولولا إيران لما أستطاعت أميركا الدخول إلى العراق )

هذا الاعتراف العلني يعني بالدليل القاطع وجود علاقة توافق وتناغم بين قوات الطرفين ( أميركا وإيران ) في أسقاط نظام صدام وقبله ايضاَ أسقاط نظام طالبان في أفغانسان وكما هو معروف أن نظامي صدام وطالبان هما من أشد أعداء النظام الايراني .

لو عدنا إلى الخلف قليلاَ وتذكرنا بمرارة فضيحة سجن الجادرية السري في زمن وزير الداخلية ( صولاغ ) لتأكدنا عمق العلاقة بين إيران وأميركا مما جعل وزير الدريل صولاغ لا يخشى القوات الاميركية وهو يعلم جيداَ إن هنالك دولة أسمها إيران لها أواصر قوية بمن كشف هذا السجن السري !

لنعود مرة أخرى ونراجع ذاكرتنا لنجد إن القوات الاميركية منذ دخولها في عام 2003 ولحد كتابة هذه المقالة لم تعتقل يوماَ أي قيادي من المجلس الاعلى ولم تقتل حتى ولو بالخطأ أي عضو من أعضاء المجلس بل على العكس تُسهل لهم الامور كلها وتدعمهم وتحجم أعدائهم ودليلنا هو محاربة ومطاردة قادة وأتباع التيار الصدري والذي يعتبر العدو الازلي للمجلس الاعلى ولامريكا ايضاً ! ولا ننسى دخول القوات الاميركية إلى مسلخ براثا والعثور على الجثث والمعتقلين والاسلحة بكافة أنواعها وغرف التعذيب والنتيجة كانت توجيه توبيخ خفيف للحكيم وهادي العامري والصغير وأخذ تعهد شفوي منهم بعدم تكرار هذه الحالة .

ولا ننسى أن أغلب مترجمي القوات الاميركية في قواعدها المنتشرة في العراق ينتمون للمجلس الاعلى وهذا يعني إن هنالك توافق واضح بين المجلس الاعلى الذي يعني للسامع ( إيران ) وأميركا .

وعلينا ايضاَ أن نتذكر كيف دخل العميد قاسم سليماني قائد الحرس الثوري إلى بغداد تحديداَ وذهابه إلى السفارة الاميركية بدون أي خوف أو وجل للاجتماع مع السفير ريان كروكر شخصياَ وعودته إلى طهران بدون علم الحكومة العراقية وهل يُعقل أن يدخل سليماني إلى المنطقة الخضراء ويحضر اجتماعاَ مهماَ مع السفير الاميركي ويعود لبلده دون المساس به أم هنالك من سهل دخوله ونقصد( المجلس الاعلى ) وبموافقة أميركية مسبقة وإلا كيف يجرأ هذا الرجل أن يدخل إلى أكثر المناطق تحصيناَ في العراق وهي المنطقة الخضراء والتي تحرم دخول حتى أعضاء البرلمان بعد أن يخضع لكذا تفتيش مكثف.

ومن منا لا يتذكر أعتقال ضابط المخابرات الايراني في مطار بغداد قبل أشهر من قبل القوات الاميركية وأطلاق سراحه بعد أسبوع مع أعتراف رسمي من قبل القوات الاميركية بأن هذا الضابط متهم بنقل الاسلحة من إيران للعراق أن لم يكن أطلاقه تم بموجب صفقة أميركية إيرانية ودخول المجلس الاعلى كمفاوض بديل عن الايرانيين .

ولنعود مرة أخرى لبداية عام 2008 وأثناء زيارة الرئيس الايراني نجادي للعراق وأستقباله جواَ قبل دخول طائرته الخاصة للاجواء العراقية بطائرات أميركية مقاتلة بعد أنسحاب الطائرات الايرانية المقاتلة المرافقة له ليحط في أرض الرافدين بسلام وآمان وهو كما نعرف مطلوب للقوات الاميركية لكونه أحد المشاركين في إقتحام السفارة الاميريكية في سبعينيات القرن المنصرم وبالدليل الصوري القاطع .

والسؤال ايضاَ لماذا لا تعتقل القوات الاميركية أي عنصر من المجلس الاعلى حتى وأن القيت القبض عليه متلبساَ بالجريمة في حين يلقى القبض على كل عنصر ينتمي لاي تنظيم أو تيار وكما نعرف أن دخول الاسلحة الايرانية المخصصة للمجلس الاعلى ومن ضمنها ( العبوات اللاصقة ومسدسات الكواتم ) لا تضبط من قبل القوات الاميركية أما الاسلحة التي تأتي من إيران لغير المجلس الاعلى يتم القاء القبض على من أدخلها ! وكيف لاميركا معرفة المعارضين لها من ابناء التيار الصدري والقاء القبض عليهم في الحدود أو داخل العراق دون وجود إشارة مسبقة من الجانب الايراني .

وهنا يجدر بنا العودة لاستذكار الاتفاق المبرم بين إيران والقوات الاميركية بضرورة أبعاد السيد مقتدى الصدر من الساحة العراقية لان وجوده قد يشكل ضرر وأزعاج للقوات الاميركية بعد أن بدأ الصدريون إستهداف القوات الاميركية في شوارع بغداد والمحافظات .

أدلة مطلقة لا تقبل النقاش وثوابت راسخة لا مجال لنكرانها وبراهين منطقية لا يقبل العقل غيرها تؤكد العلاقة السرية بين المجلس وإيران من جهة وأميركا بسفيرها في العراق من جهة اخرى .

لذا علينا أن نتأكد يقيناَ من تزوير الانتخابات لصالح المجلس الاعلى وبرعاية أميركية

وهذا ما سوف يحصل خلال الايام القادمة وللحديث بقية .

About This Blog

About This Blog

  © Blogger template 'Sunshine' by Ourblogtemplates.com | Distributed by Deluxe Templates 2008

Back to TOP