لأول مرة الكشف عن سر تعيين موفق الربيعي مستشاراً للأمن القومي


كتابات - خضير طاهر


اثار تعيين موفق الربيعي الكثير من علامات الدهشة والاستغراب والتساؤول ، فهو لايتمتع بأية خلفية عسكرية أو أمنية ولاحتى خلفية فكرية - سياسية ناضجة ، اذ انه مجرد طبيب عادي كل مواهبه وانجازاته انه كان احد أعضاء حزب الدعوة الذي أسسه جهاز السافاك/ المخابرات الايرانية في زمن الشاه من اجل السيطرة على العراق الى جانب المرجعية التي كانت ومازالت عبارة عن دمية بيد ايران .

وموفق الربيعي بالنسبة لنا نحن أبناء مدينة كربلاء لاتخفى علينا أصوله الايرانية ، فبحكم الخبرة والمعايشة للايرانيين يستطيع الكربلائي بسهولة اذا نظر الى ملامح وجه الربيعي ولكنته البعيده عن اللكنه العراقية .. يعرف انه من أصول ايرانية وينتحل لقباً عربيا .

أما بالنسبة للسر الذي بقي مدفوناً بخصوص الدوافع التي جعلت بول بريمر الذي أعتبره شخصيا أول حاكم ديمقراطي حكم العراق في تاريخه الحديث والقديم ، فبعد استبعاد عامل الخبرة التي لايمتلكها الربيعي لإشغال منصب مستشار الأمن القومي .. وكذلك استبعاد عامل الثقة ، فالادارة الأمريكية تعرف ان الربيعي عميل للمخابرات الايرانية وهو كل يوم يحاول التمسح بالحذاء الايراني لإثبات الولاء والاخلاص لأسياده الفرس لهذا فأن أمريكا من المستحيل ان تضع ثقتها بهكذا شخص .

ماهو السر الحقيقي اذن ؟

السر الحقيقي في تعيين الربيعي هو سر سايكولوجي محض .. فمن الواضح ان بول بريمر وجد ان الشعب العراقي يعيش ظروفا نفسية كئيبة بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية والامنية ... ولابد من ايجاد وسيلة سايكلوجية لإخراج هذا الكم من مشاعر الحزن والكآبة والأحباط لدى العراقيين واستبدالها بمشاعر مغايرة ، فكان القرار بأيجاد شخصية كاريكاتيرية هزلية مضحكة يتم بواسطتها استخراج هذه المشاعر وتنفيسها عن طريق التهكم والسخرية والضحك .

وقد وجد بريمر ضالته في شخصية الربيعي فهو معروف لدى الشعب العراقي بضحالته فكريا وثقافيا وطبيعة شخصيته المهزورة المثيرة للتهكم والسخرية ، وعلى ضوء هذه المواصفات تم تقديم الربيعي على خشبة المسرح بأعتباره ( مضحكة وكمش على التيغة ) فكافة العراقيين حينما يسمعون بأسمه كمسشتار للأمن القومي يغرقون بالضحك والسخرية ويستبدلون مشاعرهم الكئيبة والحزينة ويطرحونها للخارج بفضل هذه الشخصية التي أصبحت ( ميز مال نصبه ) في البيوت والاسواق والمقاهي وجلسات العراقيين .

وهذه الطريقة السايكولوجية مستعارة من طريقة التطهر في المسرح فالجمهور المسرحي بحاجة الى ان يسقط ويستخرج مشاعره بفضل شخوص المسرحية التي يشاهدها ، وكلنا شاهد المسرحيات الكوميدية كيف انها حينما تريد ان تقدم شخصية مثيرة للضحك والسخرية تقدمها بدور لايتناسب مع حجمها بقصد احداث مفارقة ذهنية وبصرية تحرك المشاعر وتثير الضحك ، والربيعي تم وضعه في مكان لايتناسب مع حجمه الحقيقي وتقديمه الى الجمهور بهذا الدور الكوميدي المضحك الساخر .

kodhayer1961@yahoo.com

About This Blog

About This Blog

  © Blogger template 'Sunshine' by Ourblogtemplates.com | Distributed by Deluxe Templates 2008

Back to TOP