"التزوير بالتسقيط" احدث وسيلة لتزوير الانتخابات القادمة


كتابات - عبد الله الفقير

تعارف المزورون على ان هنالك نوعين من اساليب التزوير,الاول هو التزوير الايجابي او ما يسمى التزوير بالرفع,ويتضمن عملية تزوير عدد الاصوات التي يمكن ان تحصل عليها جهة من الجهات من خلال زيادة او رفع عدد الاصوات التي تحصل عليها تلك الجهة من خلال زيادة عدد الاصوات المصوتة لها زورا,اما الاسلوب الثاني فيسمى بالتزوير السلبي او التزوير بواسطة التسقيط ,ومن خلاله يتم الفوز بالانتخابات من خلال افشال الخصم وتقليل عدد الاصوات التي يحصل عليها الخصم وتقليصها قدر الامكان,وتقليل عدد تلك الاصوات يكون اما بسرقة الاصوات التي حصل عليها ذلك الشخص و تجييرها لصالح جهة اخرى او الغائها.

تتضمن ورقة الاقتراع التي اعتمدتها المفوضية المشرفة على الانتخابات على عمودين ,احد الاعمدة يمثل اسماء القوائم او الكتل الانتخابية وامام كل اسم من هذه الاسماء رقم القائمة او الكتلة ومربع فارغ يتم وضع علامة صح في ذلك المربع للكتلة التي يريد الشخص انتخابها ,عند وضع اشارة الصح امام اسم الكتلة سوف يذهب صوته لصالح القائمة كلها وليس لحساب مرشح معين داخل تلك القائمة,اما اذا رغب الشخص ان يرشح مرشحا معينا بحد ذاته وليس القائمة كلها,فسوف يجد عمودا ثانيا يحتوي على اسماء كل المرشحين وامام كل منهم مربع فارغ يتم التاشير عليه في حالة الرغبة بترشيحه شخصيا شرط ان يكون قد اشر ايضا على اسم الكتلة التي ينتمي اليها ذلك المرشح.الى هنا تبدوا العملية سليمة ولا يشوبها اي خلل,لكن ,ولضمان حصر عملية التصويت كان من حق كل شخص التصويت لقائمة واحدة فقط وليس اكثر,لذلك قررت المفوضية العليا للانتخابات ان تلغى اي ورقة انتخابية اشّر فيها الشخص على اكثر من قائمة واحدة,( ليس من حق اي منتخب ان يضع علامة صح امام كتلة (س) وامام كتلة(ص),وفي حالة وجود ورقة انتخابية تحتوي على اكثر من ترشيح,اي رشح قائمة(س)و(ص)و(ع) مثلا فسوف يتم الغاء تلك الورقة الانتخابية ولا يؤخذ بصوتها),وبذلك تعتبر الورقة الانتخابية باطلة بمجرد تاشير اكثر من مربع في عمود القوائم.

هذه الالية وهذا الشرط الذي وضعته المفوضية المشرفة على الانتخابات (عن قصد او عن غير قصد),هي ما اثارت انتباه اصحاب السوابق خبراء التزوير من الذين لا يعرفون غير الغش طريقا للوصول,فاصدروا اوامرهم باستغلال هذه الثغرة لاجل تزوير الانتخابات من خلال اسقاط الاصوات التي تحصل عليها باقي القوائم المنافسة لهم,حيث سيقوم بعض الاشخاص المشرفين على المراكز الانتخابية( والذين لا يعرف احد آلية تعيينهم وحيث ان اغلبهم خاضع لاحزاب او قوى امنية) بوضع اكثر من اشارة في كل ورقة انتخابية لم يصوت فيها اصحابها لصالح الجهة التي يريدون,وبالتالي سوف تعتبر تلك الورقة الانتخابية باطلة ويلغى صوتها,وبهذا يضمن اصحاب "السوابق" ان منافسيهم سوف لن يحصلوا على ما يكفي من الاصوات بسبب بطلان الاصوات التي رشحت لهم,وهكذا سوف يضمنون ان تكون الاصوات التي صوتت لصالحهم هي الاكثر,ليس من باب كثرة عدد الاصوات التي يحصلون عليها,وانما من حيث انهم ضمنوا ان لا يحصل خصومهم على ما يفوق عدد الاصوات التي حصلوا عليها.

العملية سهلة جدا وفعالة جدا,بالاضافة الى انها مضمونة النتائج,فيمكن تبرير كثرة عدد القوائم "الباطلة " بسبب امية وجهالة الشعب العراقي,وذلك عذر مقبول لا يشك فيه احد!,وهي رخيصة جدا فلن تحتاج للتزوير سوى قلم جاف وقليل من الحيطة وكثير من عدم الشرف!!.وصلتنا معلومات تفيد بان الاوامر قد صدرت الى عدد من المشرفين على المراكز الانتخابية للقيام بعملية التزوير من خلال استخدام هذا الاسلوب في حال لم تتغير الظروف ويستجد جديد.ليس هنالك من وسيلة لاحباط محاولة التزوير هذه الا من خلال اجبار الشخص المنتخب على ان يضع"صح" اما القائمة التي يرشحها,شرط ان يضع علامة"X" امام باقي القوائم الاخرى التي لا يرغب بترشيحها,وحيث ان عدد القوائم بلغ رقما خياليا(الف قائمة انتخابية تقريبا في بغداد فقط!),فهذا يعني ان يقوم الشخص المنتخب بوضع اشارة" "X اما الف قائمة,اي انه يحتاج لساعة تقريبا للقيام بهذا العمل!,وهذا عمل مزعج وتعجيزي وممل الى الحد الذي يفضل فيه العراقي ان "يشتغل عمالة" على ان يذهب الى صناديق الاقتراع!!.وبالتالي ,وامام هذا العجز في معالجة مثل هذه الثغرة,فقد ضمن اصحاب السوابق في التزوير ان المفوضية العليا ليس امامها خيار لمعالجة هذه الثغرة سوى ان تقبل بوجودها رغما عنها(او طوعا وبالاتفاق معها) ,وان تمضي في اجراء عملية الاقتراع مع وجود هذه الثغرة.قد يتدخل البعض في الايام القادمة لمعالجة هذه الثغرة,لكنهم سوف لا يجدون امامهم سوى حل واحد وهو ان يمنعوا المشرفين على القاعات الانتخابية والمسؤلين عن فرز الاصوات من حمل اقلام الجاف!!!,وهو حل تافه,اتفه من عقل من فكر بنشر الديمقراطية في دولة مثل العراق!.

كنت قد قلت لكم سابقا اني اضع من يرشح نفسه ومن ينتخب ومن يؤمن بهذه الانتخابات ويصدق فيها في سلة واحدة,ولست ابالي بمن فاز ومن سيخسر,لكني رغم ذلك احب ان اطلعكم على بعض الاساليب التي يتبعها المزورون ليس رغبة في رفع جهة على جهة اخرى,وانما رغبة في ان يعرف الجميع ان الانتخابات في بلد مثل العراق لا يمكن لها ان تكون نزيهة,وان الديمقراطية نظام فاشل لن يحقق الحضارة حتى لو زعم انه يحقق المساواة التي كانه لا يعرف لها طريقا غير الانتخاب!!. ثم اني كنت قد وعدتكم سابقا ان الانتخابات سوف لن تجري الا حين يضمن اصحاب السوابق(الائتلاف تحديدا ) الوسيلة الناجحة للفوز بعدد المقاعد المطلوب,وامام وجود هذه الثغرة,فاني اظن انهم قد ضمنوا فوزهم بالانتخابات رغم انف الجميع,وبهذا فان الانتخابات وفق حساباتهم الشيطانية سوف تجري وفي موعدها المحدد,ولم يبق سوى قدر الله تعالى يتدخل ليقلب الموازين(( وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ ))[فاطر : 10].

fakeerabd@yahoo.com

About This Blog

About This Blog

  © Blogger template 'Sunshine' by Ourblogtemplates.com | Distributed by Deluxe Templates 2008

Back to TOP