لعلكم تعقلون

اصدقاء القصة السورية-عبد الله احمد الفيفي
نظرتنا الموضوعيّة إلى الشِّعر العامّي، وإلى مسابقاته، وراء ما تحدّثنا عنه من إيجابيّاتهما في مساقات سابقة، وليست نكوصًا عن مواقف سابقة. على أن شجاعة الباحث والناقد- المنبثقة عن بحثه عن الحقائق بتجرّدٍ عن الأهواء- ينبغي أن تكون كافية للنكوص عن قناعاته السالفة، مهما كانت، متى تبيّن له وجه الحقّ في غير اتجاهه الذي كان عليه. بيد أن ما أُدلي به في هذا السياق لا يتناقض مع مواقفي الواضحة من اللهجات العربيّة، ولا يتعارض مع آرائي المفصّلة في الشِّعر العامّي، وما يثيره من زوابع جهلٍ وجاهليّة فينا. وهو ما لا يبرّره ترديد: إنه مكوّن في شعريّتنا، أو إن له مكانته الجماهيريّة؛ فما أهلكنا إلاّ الحفاظ على مكوّناتنا المرضيّة، والتسليم لكل سائد! وذلك هو موقفي، منذ كتبتُ منذ سنوات في هذا الموضوع، محاولاً بيان ما للهجات وشِعرها، داعيًا إلى الإفادة منه وإلى استثماره، وما عليهما، منبّهًا إليه محذّرًا منه.
لقد أَبَنْتُ أنه يمكن أن يُفاد من اللهجات في دراسة اللغة العربيّة، وفي توظيف المأثور الشعبي أدبيًّا وفنّيًّا، وفي البحث اللغوي والاجتماعي والثقافي والأدبي. وكلّ هذا حقّ مشروع، بل أراه واجبًا. أمّا ما حَدَث في السنوات الأخيرة من عودةٍ مهووسة إلى العامّيّة، وانكفاء عامّيّ على تراث العامّيّة، واستحياء واسع لثقافة العادات والتقاليد والقَبَليّة، وإنفاقٍ لا مسؤول للأموال في سبيل ذلك كلّه، وصرفٍ لمقدّرات طائلة عمّا كان أَولى بها من حاجات الأُمّة المنكوبة في كلّ أطرافها- فضلاً عمّا بات يرسّخه ذلك المشروع التخريبي من شرخٍ في اللغة، وتفتيت للهويّة، وتلهيج للثقافة، وابتذال للقِيَم الثقافيّة العُليا- فدَرْوَشَة لا أفهمها، ولا أرى من ورائها خيرًا.
لقد انتقلت الثقافة العربيّة من رفض الجديد والتجديد، إلى الارتداد العميق إلى كلّ قديمٍ بالٍ والإغراق فيه. ولقد استُغلّت في سبيل ذلك مختلف الوسائل المتاحة، وببركة ما أمدّنا به الغرب، لا ببركة عقولنا؛ فعقولنا في جيوبنا لا في رؤوسنا. وفي نطاق تلك الردّة العامّة يأتي الحِراك الشعبوي العارم، الذي لا منطق له، إلاّ الهوى والتعصّب والمكابرة والمتاجرة، إنْ كان للهوى والتعصّب والمكابرة والمتاجرة من منطق!
وأقف هنا تقديرًا للإجابة التي أدلى بها الشاعر المبدع أحمد الصالح (مسافر) لمجلة (القصيم، العدد122، ذو الحِجّة 1428هـ= ديسمبر 2007م، ص47- 48)، عن سؤال محاوره (سعود التويجري)، حيث جاء فيها:
"- انتشرت قنوات ومجلاّت الشِّعر الشعبي بشكل كبير ومذهل، هل مردّ ذلك فساد الذائقة الأدبيّة..؟ أم تكاسل شعراء الشِّعر الفصيح وعدم مواكبتهم حاجة الجمهور..؟
- انتشار القنوات الفضائيّة ومجلاّت وصفحات الشِّعر الشعبي ليس ذنب شعراء الفصيح، ولكنها أسباب كثيرة، من أهمّها: أن معظم القائمين عليها ثقافتهم تستبدل الذي أدنى بالذي هو خير. والشِّعر الشعبي يتابعه عامّة الناس، فكلّ من يستطيع القراءة أيًّا كان مستواه منها يسهل عليه قراءة وسماع وفهم الشِّعر الشعبي، حيث هو لغة الشارع المتعلّم والأُمّي؛ إذ إن من شعراء الشِّعر الشعبي مَن لا يعرف القراءة والكتابة قديمًا وحديثًا، وهذا لا ينفي عنهم الإبداع الشِّعري، ولكنه بلسان غير مبينٍ لكلّ العرب. كما أن هذه القنوات والمجلاّت والصحف لدى بعضها الحماس الذي يرفع مستوى تغلغلها في الناس، بما تقيمه من مسابقات وجوائز ومنتديات عبر القنوات الفضائيّة، ممّا تستقطب به محبّي الشُّهرة والظهور.. والإنسان بطبعه يُحِبّ ذلك. كما أن الوسط لا يخلو من بعض الأيدي التي تسعى إلى أن تكون لغة كلّ بلدٍ عربيّ وثقافته عامّيّة وبلهجته المحلّيّة، وهذا من أهداف تقويض وحدة العرب واتّساع الهُوّة بين شعوبهم وإبعادهم عن لغة القرآن الكريم وفهمه."
وأقول: يا ليت تلك اللهجات عربيّة خالصة! ولكنها لهجات محمّلة بلغات وافدة كثيرة، ولاسيما في المجتمعات الساحليّة من الجزيرة العربيّة والخليج العربي، أو في اللهجات العربيّة التي عاشت في كَنَف لغات أخرى، بعامل جغرافيّ أو استعماريّ.
وإلى هذا، يجب أن نعترف أن اللهجات هي عامل تناكرٍ بين أبناء العروبة، ومنطلق تنابذ بينهم، وشرارة النَّعرة الأُولى، حتى بين أبناء البلد العربي الواحد. وهي لهذا تمثّل أرضيّة العزل، والفصل، والتمييز اللغوي والنفسي والاجتماعي والعنصري بين أبناء الأقطار العربيّة. ولننظر إلى مصداق هذا في أساليب التنقّص والسخريّة والتعصّب من أهل بلدٍ ضدّ أهل بلد، ما وسيلته الأُولى؟ أليست لهجة أهل ذلك البلد، التي تَختزل شخصيّتهم كلّها؟ وكلّ أهل لهجةٍ يرون لهجتهم مثال الجمال والكمال، كما يعتقدون في شخصيّتهم الجمال المطلق والكمال- واللغة هي الإنسان- فيما يضربون بلهجة الآخرين الأمثال حين يريدون النيل منهم، على أيّ مستوى من المستويات. تلك هي اللهجات بما تشكّله من خطر انقسامٍ في بنيتنا الوطنيّة، وما ترسّمه في بنيتنا القوميّة من تصدّع. ومع هذا، ها نحن هؤلاء نكافح بكلّ ما أوتينا من قوّةٍ لإحياء اللهجات وتأبيدها! مَثَلنا كمن أصيب بمرضٍ مزمن، وهو ما ينفكّ يُغذّيه ويمدّه بأسباب الاستشراء والتمكّن من جسده.. وما من عاقل يفعل ذلك!
أما كفانا ما سلبه الاستعمار منّا، بوجهيه الماضي والمعاصر، العسكري والثقافي؟! فلماذا نكون شرًّا منه على أنفسنا؟! ولماذا لا نوجّه أجيالنا إلى المستقبل لا إلى الماضي، الرثّ التعيس؟ ولماذا لا نوجّه أموالنا إلى خير الإنسان، وترقيته اجتماعيًّا وعلميًّا وثقافيًّا، دون غمسه في وحلٍ ما كاد ينعتق منه حتى أعدناه فيه؟ لماذا- إنْ كنّا إلى هذا الحدّ حفيّين بالتراث- لا نوجّه أموالنا إلى إحياء التراث الحضاري الحقيقي والمشرّف، عربيًّا وإسلاميًّا، المطمور في مخطوطات، ومكتبات، ومواقع، وآثار؟ لماذا- إنْ كنا إلى هذا الحدّ شغوفين بالتراث- لا نوجّه حبّنا وأموالنا لإقامة متاحف كُبرَى كما تفعل الدول الحيّة، على غرار المتحف البريطاني، مثلاً، أو اللوفر، أو تشييد مجامع لغويّة، وعلميّة، أو بناء مكتبات عظمى، أو إنشاء مدائن أبحاث عربيّة، تستحقّ هذه التسمية؟ لماذا لا توجّه تلك الملايين إلى الترجمة، أو إلى الصناعة، وإلى التقنية، كما يفعل العالم أجمع؟
ألا ليت العرب يعقلون، ثم إذا عَقَلوا يعملون، وإذا عَمِلوا يعدلون! ولقد خاطبهم الله بلسانهم العربيّ المبين، الذي ضيّعوه اليوم، وجعلوا يُمعنون في الانقلاب عليه، فاتحًا باب الأمل في أن يعقل العرب يومًا من الأيّام، لعلهم يصبحون أُمّة راقية كالأمم والأمبراطوريّات التي ظلّت تحيط بهم من كلّ جانب عبر تاريخهم كلّه، وكأنهم لا يرون ممّا حولهم: أين هم وأين الآخرون؟ وكأنهم بالفعل قد كُتب عليه ألاّ يعقلوا! بل الأدهى من ذلك أن يظلّوا معتقدين أنهم الأفضل، والأرقى، وأن لُغتهم- بحالتها الكسيحة، التي لولا سيبويه وغيره من الأعاجم لضاعت منذ وقتٍ مبكر فيما ضيّع العرب- هي الأفضل والأرقى، فيما هم ينشطون بحماسٍ ضدّ أنفسهم، خارج العقل والعمل، يحلمون ولا يعملون، يقولون ولا يفعلون، يتشدّقون ولا ينتجون! إنها آيةٌ بالغة الدلالة على حالنا القديمة الحديثة المستمرّة، يتوجّه الخطاب فيها إلينا- نحن العرب- قبل البشر كافّة، في ستّ كلمات، من المفترض أن يجعلها كلّ عربي نُصب عينيه دائمًا، ليسائل نفسه أين هو منها؟ إذ يقول تعالى: "إِنَّاأَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"، [يوسف: 2]. أي لا حجّة لكم، لكن "لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ!". لقد خوطب بهذا الأسلوب التقريعي السواد الأعظم من أجدادنا، الذين لم يكونوا يعقلون؛ إذ لا يكادون يفقهون حديثًا، كما وصفهم الله، حتى وإن جاء بلسانهم العربي المبين؛ لا لغبائهم، ولا لجهلهم، ولكن لجهالتهم، وعنادهم، وغرورهم، وطيش أحلامهم، وركوبهم رؤوسهم عند كلّ جدال، مراءً وكِبْرًا؛ ولأن اللغة لا تُجدي إلاّ مع عقل. وليس (العقل) هنا في مقابل (الجنون)، لكنه في مقابل السَّفَه، والنَّزَق، والانغلاق، والكِبْر، والضياع في صحارى التِّيه والضَّلال، والاستهانة بما تدلّ عليه دوالّ الطبيعة والحكمة. ولِمَ يرتكب الإنسان حماقاته تلك؟ ليس إلاّ في سبيل مجدٍ، أو مطمعٍ ذاتيّ، أو لكي يقال ويقال، أو لكي لا يقال ولا يقال؛ إذ يُصبح المرء تبعًا لصورةٍ نمطيّة يُحِبّ أن تظلّ وفق ما ترضى به الجماعة، وإن سَلَّم عقليًّا أن جماعته في الضلال المبين!
تُرى كيف حالنا اليوم بعد تلك القرون المتطاولة؟ هل عقلنا؟
يبدو دائمًا أن الطبع غلاّب، والعِرْق دسّاس!

اقتصاد العقول...!



كتابات - د.مراد الصوادقي

رأس مال المجتمعات الحقيقي هو عقول أبنائها , فكلما تنامت العقول في المجتمع , أصبح أكثر قوة وقدرة وتقدما والعكس صحيح. فالمجتمعات القوية لا تصنعها المذاهب والفرق والأحزاب , ومَن يتوهم بأنها تصنع مجتمعات قوية معاصرة , بمعنى مفهوم القوة الحديث , فأنه على خطأ كبير ولا زال يعيش في خندق الأجداث. لأنها وعبر التاريخ البشري كانت المصدر الأساسي لسفك الدماء وتدمير لحمة المجتمع وتماسك قدراته وتفاعله الخلاق , الذي يؤدي إلى صيرورة حضارية كبرى. والمجتمعات القادرة في عصرنا الحالي , هي التي تستثمر العقول وتستوردها وتشجعها على القدوم إليها. ولهذا نرى أقوى الدول تفتح أبوابها للعقول من جميع أنحاء العالم وتوفر لها أسباب التعبير عن طاقاتها وأفكارها , لكي تبقى في قوة متنامية وتفاعلات متقدمة ذات قيمة حضارية متفوقة.
وكلما ازداد عدد العقول الوافدة إلى مجتمع ما , حقق ذلك المجتمع كسبا وارتقاء, والمجتمعات التي تخسر عقولها تصاب بالعديد من الكوارث وتتنامى فيها الويلات والتفاعلات السلبية الضارة. والمجتمع العراقي من أكثر المجتمعات الأرضية خسارة لعقوله وإهمالا لها , فتواصلت فيه الأحداث المأساوية على مر العقود.
فنحن من المجتمعات التي لا تقدر قيمة العقل , وتضع المعوقات والعراقيل أمام العقول الذكية القادرة على الإبداع والنهوض والتغيير. ولهذا فقد نزف المجتمع خيرة العقول وأحسن الكفاءات ودفعها إلى الرحيل بعيدا عنه , حيث ساهمت في بناء المجتمعات الأخرى التي هاجرت إليها.
ويهمل الباحثون في موضوع الخراب العراقي هذه الظاهرة السلبية المهيمنة على مجتمعنا والفاعلة في تقرير أحداثه ومسيرة أيامه , فنحن نستهين بالعقول ونعتز بالكراسي وبالأشخاص الذين يدورون في حلبة السلطة والسلطان أيا كان نوعهم . ونجمع في مركز القرار , أناسا بلا عقول قادرة على الإبداع , وإنما مفرغة من كل شيء إلا مهارات الطاعة والخداع والتضليل وتأمين الحاجات الأنانية والمنافع الشخصية. وهذا السلوك قد دفع بمجتمعنا إلى حالات مأساوية كبيرة وذات نتائج خطيرة , فعلت ما فعلته على مدى الأعوام الماضية ولازالت مؤثرة في مسيرة الحياة.
وفي جميع الأحداث يكون العقل غائبا أو مغيبا والانفعال متسيدا والعواطف عارمة ومتأججة , للحد الذي لا يمكن للعقل أن يجد مكانا أو يُعرف له صوت أو دور مؤثر. وحتى يومنا هذا , يبقى السؤال عن أين العقول العراقية الراجحة التي لو تفاعلت لصنعت نظاما قويا مقتدرا ومؤثرا في المستقبل. لكنها موؤدة والعواطف مطلوقة , والاعتقاد المهيمن أن المذاهب والأحزاب والمحاصات هي التي تصنع حاضرا ومستقبلا. والواقع يقول , أن العقل العراقي هو الذي يصنع العراق القوي العزيز المتقدم. أما هذه الانحرافات فأنها تصنع الخراب وتدمر المجتمع وتؤكد سلوك السوء , وهي تدعي غير ذلك قولا وتناقضه فعلا. وتلك مصيبة العراق.
إن علة العراق الحقيقية والتي نأبى أن نقر بها ونتأملها ونواجهها, هي حرمان العقول العراقية من المشاركة في بنائه الاقتصادي والثقافي والسياسي. وعدم توفير لجان استشارية ومراكز بحوث ودراسات في ميادين العلوم المختلفة , تعطي للسلطة الحاكمة الرأي والمشورة العاقلة النقية الرصينة.
فالعقول العراقية مهجرة , مضطهدة , مقهورة ومطاردة ومصدرة إلى الخارج بالمجان وبالجملة. فكيف يكون العراق وينمو المجتمع عندما يتم تفريغه من العقول , وتحويله إلى حلبة لصراع الجهلة والأحزاب والطوائف والمذاهب , والتفاعلات الأنانية المتنوعة ذات المردودات الغير نافعة.
والمجتمعات التي تقتل عقولها هي مجتمعات ميتة وعالة ودمية ومطية لا تستحق الحياة.
فأين عقولك يا عراق؟
أين عباقرة الفكر والعلم والسياسة والإبداع وصناع الحياة؟
تساؤل عليه أن يجد جوابا صادقا لكي يكون العراق.
وفي الختام فأن اقتصاد العراق ليس نفطا وإنما عقول أبنائه هي أصل الاقتصاد وقوته , ولا يمكن أن تتحقق الرفاهية وينعم العراقيون بوطنهم , ما دامت العقول العراقية مشردة وممنوعة بأمر السلطة , أيا كانت , من المساهمة في بناء الوطن ورسم خارطة المستقبل.
وقد لا يتفق الكثيرون مع ما تقدم , لكنه الواقع الاجتماعي العراقي الشاذ الذي علينا أن نتصدى له , فنهتم بعقولنا ونرفع قيمتها ونعزز دورها , ونفسح لها المجال للمساهمة في صناعة التقدم والازدهار. وإلا سنبقى ندور بذات الدائرة المفرغة ونجتر الأفكار البالية المنهوكة الفارغة.

alsawadiqi@maktoob.com

السيد المرواني : الصدريون منا وبينا ومن عدنا وأقرب منا اليكم وكلنا من ثقافة (الكّية)



كتابات - سيدوري أوروك

أنها الدوامة نفسها كتبت على العراقيين البسطاء كافة ، أنها دوامة اللف والدوران في الشوارع والدرابين ، مسيرات ، أحتجاجات ، مظاهرات .. بطاقات الدعوة كثيرة ولكن والحق يقال أن التيار الصدري كان ومازال السّباق في هذا المجال وذلك بأعتراف السيد المستشار الثقافي لمكتب السيد الشهيد الصدر السيد راسم المرواني الذي طالما تغنى بهذه المسيرات المليونية وتباهى بها وأنتقد بل شكّك في وطنية كل الكتّاب والفضائيات التي لم تعطي هذه المسيرات حقها من التغطية الشاملة.
ست سنوات ونحن نلبي النداء ونهرع الى الشوراع ، تفطرت أقدامنا من المشي وجفت حناجرنا من الهتاف ولفحت الشمس وجوهنا ومزقت مفخخات المجاهدين أجساد الكثيرين منا وسالت دمائنا في الشوارع وداست عجلات المحتل كرامتنا ، تعبت أيدينا من حمل الأعلام واللافتات ، أحمرت خدودنا من اللطم وتعبت أعيننا من التأمل في السواد وأثار التطبير لازالت على رؤوسنا ..و.. و ..و .. ماذا بعد ؟ والى أين ؟ لقد لبينا كل دعواتكم وماذا عن دعواتنا نحن ؟ لماذا لازالت حياتنا كما كانت ، المرأة التي كانت تجلس تبيع الخضرة في الشوارع لازالت تفترش المكان ذاته والصبي الذي كان يجر عربة الغاز والنفط لازال يجرها وربما أنضم اليه شقيقه ، الأطفال لازالوا يسرحون في الشوارع مهملين ، المعاقين والمسنين لازالوا عالة على ذويهم ، الفتيات الماجدات – العفو أقصد المجاهدات لازلن يجاهدن في كل جوانب الحياة .. الأمراض لازالت تفتك بنا ، لا شىء تغير بالمرة .. الفرق الحزبية تحولت الى مكاتب للسادة والرفيق الحزبي تحول الى سيد والجيش الشعبي تحول الى ميليشيا والماجدة تحولت الى مجاهدة والمسيرات المليونية نفسها ..
السيد المرواني يطلب من المرأة العراقية أن تثبت وبالدليل العملي و (فعلا") أنها مهتمة بالمجتمع العراقي !!! الى الآن المرأة العراقية بنظر السيد المرواني لم تثبت أهتمامها ، كل الذي قدمته ليس دليل عملي ، وأنضمامها لمسيرة يدعو لها تياره هو الذي سيحدد أن كانت مهتمة أم لا !!! عجبي وعجبي وحسبي الله ونعم الوكيل .. أعتصام النساء والأطفال في ساحة الفردوس منظر رائع !! لا أدري من أية زاوية نظر السيد المرواني الى ذلك المنظر فوجده رائعا" .. هذا وصف يناسب وصف نساء وأطفالهن في حديقة عامة غّناء .. النساء يفترشن الساحات الخضراء والأطفال يلهون بين الزهور وليس منظر نساء بائسات أزواجهن معتقلين وسادتهن تخلوا عنهن وكل الذي قدموه لهن هو دعوة للأعتصام ، وأذا قدمت لي أمثلة بشأن أمكانية أستخدام هذه الكلمة في وصف مثل هذه المواقف والمناظر فأنا أذن أرى أنه كان سيكون أكثر روعة لو أن المسؤولين في التيار أتخذوا على عاتقهم موضوع الأفراج عن هؤلاء المعتقلين ، أما أذا كانوا عاجزين عن الأهتمام وتبني مثل هذا الموضوع فكيف بالمشاكل الأخرى الأصعب! ولماذا تجعلون هؤلاء البسطاء يحلمون بما لستم قادرين على منحه لهم ..
أنتم تتباهون في كل كتاباتكم بمدى قدرتكم على التأثير وتحريك الملايين وكان الأجدى بكم أن تتباهوا بما قدمتموه أنتم لهؤلاء الملايين المساكين ، تتباهون بأكفان ترتدونها وأنتم مختبأين وكان الأجدى بكم أن تُلبسونها لهؤلاء الملايين لأنهم وحدهم هم الذي يواجهون الموت في كل مرة ، هم دائما" في الواجهة وأنتم وحسب تعبيرك (تتناغمون معهم عن بعد) .. لا أدري لما قادتنا دائما" مصرين على الأختباء والتناغم عن بعد!!
التيار يدعو الى تظاهرة و (شريطة أن تكون التظاهرة حصراً على النساء والأطفال من عوائل المعتقلين والمتضامنين معهم ، ودون أن يتم السماح لمرضى النفوس -الموجودون في كل زمان ومكان- أن يستغلوا هذه التظاهرة ، وتوظيفها لأغراض دنيئة ، ودون تمكين لقوات الاحتلال أو القوات الأمنية في أن تتخذها ذريعة للانقضاض على صوت النصف الآخر الخلاّق من المجتمع العراقي ، وهو صوت المرأة ..) أليست هذه الدعوى نفسها أستغلال لهؤلاء البسطاء ؟ كلنا نعلم أنه لا جدوى من هذه المظاهرات وهي تنظم لأغراض أعلامية .. أذا كانت الدول الغربية التي تبنت الديمقراطية منذ سنوات طويلة لا تأبه للمظاهرات ولا لمطالب المتظاهرين فكيف ببلد لازال يحبو في عالم الديمقراطية لا بل مازال جنينا" لم يولد بعد .. ثمة أمر لم أفهمه فما المقصود بـ (دون تمكين قوات الأحتلال أو القوات الأمنية أن تتخذها ذريعة للأنقضاض ..) كأنه لم يكن تأريخ هؤلاء المساكين كله عبارة عن كونهم دروع بشرية لقادتهم ، دائما" دفعتم بهم في مواجهات غير متوازنة القوى وتركتموهم ينالون العقاب لوحدهم .. بل وقد صورتم لهم هذا العقاب وكأنه هدية لله ودليل محبتهم لأل البيت وشاهد ولائهم للحسين (رض) ولا أدري لما تهربون أنتم أنفسكم من هذه الأمتيازات ..
السيد راسم .. العراق وطن ، بلد ، محافظات ، أثنيات عدة ، مذاهب عدة ، العراق أمن وأقتصاد وزراعة وصناعة وصحة وتعليم وماء وكهرباء ، العراق رياضة وفنون وثقافة ، العراق ليس عشيرة صغيرة نحل مشاكلها بالمسيرات والهتافات وها خوتي ها ، العراق تأريخ طويل عريض وكل طائفة لها مرحلة فيه يجب أحترامها ولا يجوز تفضيل طقوس أو معتقد طائفة ما وأعتبارها الأقدس ودونها البقية ..
السيد راسم .. الملايين التي تتباهى بها أصبحت مسؤولية في عنقك وعنق التيار وهي عاجلا" أم أجلا" ستطلب منكم تقديم كشف حساب بما قدموه وبما قدمتموه أنتم بالمقابل واذا قلت أن الصدريين يفعلونها حبا" لقائدهم وحبا" للتيار و و و سأقول لك أن الصدريين أولا" وأخيرا" عراقيين وأحنا همينة عراقيين يعني همه منا وبينا ومن عدنا ونعرف دمارات بعضنا البعض كلش زين وأذا أنتو كنتو بعيدين لسنين وناسين طبع العراقيين أذكرك بأن العراقيين يتحملون بس أذا كلبوا على أحد (يعني قلبوا) كلبتهم (يعني قلبتهم) حيل سودة .. والأفضل أن يكون لديكم ما تقدمونه غير بطاقات الدعوى للمسيرات والمظاهرات لأن هذه أيضا" أنجازاتنا (أقصد أحنا العراقيين الصدريين وغير الصدريين) وليست أنجازاتكم ونحن اللذين نتباهى بها وليس أنتم لأن أحنا اللي حفت رجلينا وحركتنا الشمس مو أنتو وأذا فد يوم قطع بعقلنا وما طلعنا مسيرات يعني ما راح يظللكم شىء تتباهون بيه ..
السيد راسم .. نحن أقرب للصدريين منك ومن قادتك .. نحن اللذين عشنا معهم سنوات الضيم والمعارك والحروب نحن اللذين عشنا معهم كل ذلك الزمن الأسود بكل لحظاته يوم كان قادة التيار خارج تلك اللحظات يعيشون حياتهم في راحة .. نحن اللذين أكلنا معهم التراب بدل الخبز عشر سنوات عجاف وليس أنت وقادتك وأذا لم تصدق قارن بين صورنا وصورهم وبين صوركم وصورهم ، سترانا وهم نفس الملامح ، الوجوه السمراء التي لفحتها الشمس هي نفسها والأجساد النحيلة التي أتعبتها سنين الحروب والحصار نفسها والمصطلحات العراقية المحلية نفسها ولكن صوركم أنتم تختلف عنا تماما" .. أجساد سمينة تنضح صحة ، خدود منتفخة تشع راحة ، مصطلحات غريبة لم نألفها من قبل .. أنتم تتحدثون عن الصدريين وكأنهم أداة أو سلاح تمتلكونه وتهددون به الغير ، تتباهون بهم تباهي الطفلة بدمية تمتلكها وتحركها كما تشاء ، ولكن نحن نتشارك معهم في كل شىء ، نعيش معهم ونتعامل معهم في الشارع والدكان والمستوصف والمدرسة والأهم نتعامل معهم ونتفاعل معهم في (الكّية) أي نحترم ثقافة الكّية ولا نستنكف منها لأن أعلام الكّيات أصدق أنباء من أعلام مكاتب أحزابنا كافة ..

siduri_uruk66@yahoo.com

الرؤية

الكاتب العربي-سمية عرفة

حتى لا تصبح أمنيا تنا حبراً على ورق
وتجف في حلكة الليالي ومتاهة الأيام
وحتى تترجم أحلامنا المنسية في عتمة الحياة
ونراها حقيقة واقعة تمشي على الأرض

أصبح لزاماً علينا أن نصيغها أهدافاً ملموسة ورؤى محسوسة
نراها بعين ملؤها التفاؤل والصدق
لننشر الخير والحب في كل نفس عاشقة للحياة الكريمة
هيا بنا لبنادر بصياغة أهدافنا وترجمة رسالاتنا ومع الجزء الثاني من هذه المادة كيف تخطط لحياتك الذي بعنوان وأعود للتذكير بأنني قمت بجمع معظم هذه المادة من كتاب كيف تخطط لحياتك للدكتور صلاح الراشد
الرؤية

وكنا تحدثنا سابقا في الجزء الأول من هذه المادة عن الرسالة وكيف تصنع رسالتك في الحياة وحتى تترابط المعلومات أعود للتذكير بين الرسالة والرؤية
الرسالة:
هي المهمة أو الدور الذي تود أن تسير عليه في الحياة وهي غير محددة بهدف له مدة زمنية
أما الرؤية :
هي ما تود الوصول إليه وتكون محددة بمدة زمنية معينة وهي تنقسم إلى أهداف بعيدة –ومتوسطة – وقصيرة المدى
ومن الصعب أن تصنع أهدفاً محددة وواقعية من دون أن تكون لك رسالة سامية تسعى لتحقيقها من خلال رؤيتك وأهدافك في الحياة

وفي هذا السياق يقول الدكتور إبراهيم الفقي في كتابه الشيق سيطر على حياتك"
كثيرون منا يعيشون الحياة ضائعين ليس لهم هدف أو هوية أ مهام يتصدون للقيام بها
وكثير للأسف تضيع حياتهم في عالم التمني يحلمون نعم لكنهم لا يملكون الدافع القوي أو الرؤية أو الخطة المدروسة
لتحقيق هذا الحلم
ويكمل د.صلاح الراشد في هذا السياق :
- إن التخطيط في الحياة نقطة حاسمة في حياتك وإن ملايين من الناس تذهب حياتهم بسبب أنهم لم يخططوا
- خذ قراراُ من الآن بأن تخطط لتصل إلى ما تريد إذا كنت لا تخطط لمصيرك فسوف يخططه لك آخرون أنت من القليلين الذين قرروا أن يفعلوا شيئاً في حياتهم وإن شاء الله تكون من 1-3% فقط الذين يرسمون التوفيق في حياتهم .

*إذا كنت لا تعرف ما الذي تريده فحدد أولاً الذي تريده هناك طريقتان:
الطريقة الأولى :
أن تنظر في رسالتك ثم تضع أهدافاً لتتحققها
لو كانت رسالتك مثلاً في خدمة البشرية والناس فلربما يكون هدفك أن تكون مستشاراً أسريا أو مصلحاً دينيا أو وزيراً للشئون الاجتماعية:
وإذا كانت رسالتك أن أن أتعلم وأعلم مثلا فلربما يكو هدفك أن تكو أستاذا في الجامعة أو مديراً للتعلم العالي أو وزيراً للثقافة أو ريساً لمنظمة اليونسكو . ... وهكذا .
الطريقة الثانية لتحديد ما الذي تريده
أولاً:
أن تجد نموذجا جيداً من إنسان يسعدك أ ن تكون مثله ويمكن أن ترجع إلى كتب تراجم الرجال أو النساء – أو أن تنظر حولك فتجد رجلاً ناجحا أو امرأة ناجحة برأيك , ثم تنظر في أهدافه فتنقلها لك وطبعاً يمكنك دائماً أن تغير أو تزيد فيما بعد.
الآن يمكنك أن تعرف ما الذي تريده, حدد أولاً هذه المسألة حدد ما تريده وسوف نسير بعد ذلك خطو بخطوة
*عليك أن تعرف أن الرؤية كما قلنا هي أهدافك الاستراتيجية أي بعيدة المدى.
- إن الهدف الذي تخطط له لتعلمه غداً أو هذا الأسبوع نسميه هدف قصير المدى
- والهدف الذي تخطط له الشهر القادم أو السنة القادمة فهذا نسميه هدف متوسط المدى.
- أما الشيء الذي تخطط له بعد 5 سنوات أو عشر سنوات أو أكثر فهذا نسميه هدف بعيد المدى أو هدف استراتيجي .
_ الأهداف بعيدة المدى هي الرؤية .
- وقمة الرؤية هي منتهى حياتك .
وقبل الانتقال إلى البرنامج العمل هنالك جدول يحتوي على أربعة مربعات تنقسم أنشطة الناس على هذه الأربعة مربعات:
الأول_ المهم الطارئ
مثاله: ولد مريض –أو قريب محتاج لمساعدة عاجلة – اجتماع للشركة الساعة 8 صباحاً .
الثاني _ المهم غير الطارئ
مثاله-:
- التخطيط للمشروع
- الترتيب للاجتماع
- تجهيز مذكرة
الثالث_غير المهم الطارئ
مثاله :
- الاتصالات الهاتفية غيرالمهة.
- الدعوات من قبل الغير .
- الزيارات العائلية.
الرابع __
غير المهم غير الطارئ
- مثل مشاهدة برامج تلفزيونية غير مفيدة
- وأغلب الناس يعيشون في المربع الأول وهو المم الطارئ أما الناس الناجحون فيركزون على المربع الثاني وهو المهم غير الطارئ وهو المربع التخطيط والترتيب ورسم الاستراتيجيات إن هذا المربع الذي فيه تحدد مصيرك وإن هنالك من الناس من نسي هذا المربع تماماً
فعليك أن تركز على هذا المربع فهو الذي يحمل رؤيتك
ولذلك ووفق هذا المربع سوف نقوم بوضع خطتنا ونبدأ بالخطة بعيدة المدى:
*أنا شخصياً سعدت جداً عندما قمت بوضع خطتي بعيدة المدى وشعرت أن الحياة سوف تبقى مستمرة ولمئات السنين وسوف تنتقل إلى كثير من الأشخاص ليغيروا بها البشرية جمعاء.
لربما تتفاجئ في البداية من عدد السنين عندما تنوي وضع رؤية لها وكن تخيل أن لك رسالة تبقى سارية حتى بعد أن توافيك المنية بخمسمائة سنة ما الأثر الذي سينتشر على العالم, خاصة عندما نعلم أننا مرتبطون بهذا الكون ومتصلون به أليس كله من خلق الخالق سبحانه وتعالى وهو الذي ربط بين كل مخلوقاته فلذلك عليك أن توسع مداركك ورؤاك فتبقى رؤية حاضرة وترى أثرها ممتداً حتى لخمسمائة سنة.
*الذي أطلبه منك هو أن تتخيل القيم والمعاني الجميلة التي ممكن ان نتركها وتؤثر في الأرض بعدك.
أمثله لهذه القيم :
انتشار الأخلاق
العالم ينعم بالصحة
الحب
العم يبلغ ذروته
ويمكن أن تضيف علها أو تبتكر من عندك قيما خاصة بك افتح لعقلك المجال بحيث ترى العالم بعد خمسمائة سنة وبالصورة التي تريد وتحب وأرجو منك أن ترسم الرسمة على ورقة كبيرة تحتوي على شجرة أو كرة أو إنسان أو أي شيء آخر في وسط الصفحة ثم تفرع منه أهم القيم التي تود أن تسود
وإليك بعض المقترحات التي ذكرها د. صلاح في كتابه حول خطة50 سنة:

*اختر لوحة أو ورقة كبيرة لا تقل عمن حجم صفحة A4 ويفضل أن تكون عف الحجم أو أكثر بقدر الممكن
*خطط لهذه الجلسة من حيث الاحتياجات والوقت وما سوى ذلك.
*لا تكن واقعياً كن خيالياً .
*ارسم ما تحب ليس ما تعتقد
*اجعل من هذه الرسمة أجمل شيء تستطيع رسمه
استخدم كل الوسائل والألوان والصور والكلمات واللغات والقطع الملصقة وغير ذلك مما تستطيع لجعل هذه الأمنية حية,
*تخيل وكأنها مشروع إنساني قد كلفت أنت برسمه للبشرية
*ركز على القسم التي تستطيع أنت المشاركة فيها ولو بقليل
*افعل ذلك في مكان هادئ تعد توفر جميع الوسائل التي تحتاج لها
*قد تحتاج يوماً أو يومين أو أكثر لفعل ذلك
*ضع اسمك على الرسمة واللقب الذي تحب وتنوي التلقب به
*ضع شعاراً عاماً أو استعن بشعار
-نعمل من أجل أن نجعل العالم مكاناً أفضل لعيش
-معا لتنعم البشرية في ظل عدل الإسلام
ولأننا نتحدث عن الحلول لا في أجسادنا ولكن في رؤانا فلابد لنا من أن نتذكر حياتنا الأبدية حياتنا الخالدة ! الدار الآخرة وهذه هي ميزة المسلم عن غيره فهو لا يعمل لدنياه فقط بل يعيش وحديث النبي صلى الله عليه وسلم ماثلاً أمام عينيه " عش دنياك كأنك تعيش أبداً وعش آخرتك كأنك تموت غداً أو كما قال صلى الله عليه وسلم
اسأل نفسك
-ما الذي تتمنى أن تراه في الآخرة
- أين تريد أن تكون ومع من وبقرب من
أحاول وضع تصور عام لرؤيتك للآخرة حتى تشتاق إلى هذا اليوم وأحسن الظن بالله وتمنى أعلى الدرجات فأنت تطلب من كريم يقول أنا عند ظن عبدي بي
ويمكن أيضاً أن تضع رؤية لكل مراحل الآخرة وأنت فيها وهنالك كتاب صغير قيم اسه كتاب التوهم للإمام المحاسبي يمكنك أن تستعين به و تتخيل نفسك في جميع المراحل
وكتاب آخر حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح "لابن قيم الجوزية
إذا فعلت ذلك إن شاء الله تكون من القليلين الناجحين في حياتهم المخططين الساعين إلى نيل النجاح في الدنيا وفردوس الرحمن في الآخرة
وتذكر

أن أبا مسلم الخرساني الذي أسقط دولة بني أمية وقوم دولة بني العباس كانت له همة عالية يرى من خلالها الفتوحات العظيمة فقد جاء في التاريخ أنه عندما كان صغيراً كانت أمه تراه يتقلب في السرير فتقول له : أي بني ما بك
فيقول : همة يا أماه تنطح الجبال

مع تحياتي وتمنياتي لكم بالنجاح والسعادة في الدارين
prof_shf@hotmail.com

الأبيض الشاعري

اصدقاء القصة السورية-حبيب محمود
كان الشاعر العربيّ القديم يجد في بياض شعر لحيته أو مفرقه شيئاً من الإلهام. وحيثما وُجد شَعرٌ أبيض وُجد شِعرٌ جميل. وليس هذا فحسب؛ بل إن بعضهم يحتجّ على من تعيّره "بالشيب" الذي لا يمنع المراح. ولا فرق بين أن يبيضّ مفرق أو قذال أو لمّة..!
القصيدة تُولد من الإحساس بالفقد، أو من الإحساس برغبة العودة. وفقد الشباب والرغبة في عودته طالما ألهما أسلافنا ومنحا بياناً جميلاً وتعليلات أجمل. ولذلك كثر شعر "التصابي" لدى الفحول من أسلافنا؛ كجزء من التعبير عن حبّ الحياة والتعبير عن رفض شيخوخة الروح والقلب.
ويبدو أن الشاعر المعاصر فقد إحساسه بالتصابي الجميل؛ فلجأ إلى ما هو أبعد من الصبا والشباب. الشاعر المعاصر يعود طفلاً يلعب برمل الكلمات، ويتمايع حدّ الشعور باليتم والغربة كلّما وجد متسعاً في قلب أنثى، أو بحث عن متسع في قلبها. على عكس سلفه الذي كان يحاول التباهي والمبازاة بفحولته وجسارته وقوته.. وبسائر ما في مفاخر الرجولة العربية.
ويبدو أن المدنية قد فعلت فعلها في نفسية الشاعر العربي الحديث، وفرضت زحامها وضجيجها على واقعه، وسرقت منه إحساس الفارس. سقط النديم من قاموس الشاعر العربي وحلّ النادل محله..! وانقرضت القبيلة وخلفتها الصعلكة المشروعة. واللحية العربية المصبوغة بالأسود لم تعد تحذر من البياض.. لأن أمواس الحلاقة لا تعطيها فرصة لتنبت!. شاعرية الشيب انقرضت.. نحن في زمن شاعرية الطفولة.

أين هو الرئيس الخبير القوي النزيه في سورية؟

م/سعد الله جبري

هو الرئيس الذي أكبر همّه هو:

إرضاء اللهَ ربّه، والتزام أحكام عدالته في وطنه وشعبه.
ورفع مستوى معيشة شعبه.
وإنهاء الفقر في دولته فيجعله تاريخا منسياً.
توفير حق العمل والسكن والدخل لكل مواطن بما يتيح له التمتع بوسائل الحياة الحديثة المُتاحة حاليا للأغنياء دون الفقراء.
تأمين وتطوير صيغ الضمان الصحي والإجتماعي لجميع المواطنين على الإطلاق بالمساواة، ويتحملٍ كلِّ مواطن مشاركته بنفقاتها حسب دخله.
والعمل لتقوية وطنه إقتصاديا ومعيشيا وإنتاجيا وإنمائيا وعسكريا، وجعلها قدوة للعرب ليحتذوه، فينهضوا وينقلبوا على زعامات الخيانة والتخلّف والفساد والنهب لثروات بلادهم وشعوبهم، ويلتحقوا بسورية لتحقيق أهداف العرب في الوحدة.
الذي يعمل بجدٍّ وإخلاص على تطوير وتنمية سوريا، ويُعطي جميع مجالات ومسؤوليات الوطن التي بمسؤوليته الدستورية ذات اهتمامه: السياسية منها والإقتصادية والتنموية والقضائية والتعليمية والعسكرية والأمنية والعربية!
الذي عقيدته، أن حريات المواطنين السياسية والإنسانية والنقابية والدينية - ضمن القانون - هي فوق كل اعتبار إطلاقاً، وأن حرية الرأي والحوار مصونة، وهي خط الدفاع الأول عن الوطن وتطويره وتنميته، وتجنب الإنحراف والفساد.
الذي يُؤمن حقا بأن الحكم الديموقراطي الصحيح الصادق (الشورى) هو الحكم الوحيد الذي ينسجم مع حقوق الإنسان المواطن، ويحقق للبلاد تطورها ونموّها، ويمنع عنها الفساد والتخريب والخيانة. وهو الذي يفرض أن الدستور والقوانين فوقه وفوق كلِّ شخص، وكلِّ هوى ومصلحة خاصة.
الذي يُؤمن، إنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيت ... فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا. ويُؤمن أن المثاليات الإخلاقية المستمدة من دين الله، هي التي يجب أن تسود المجتمع العربي السوري بالتربية والقناعة، أو بقوة القانون.
الذي يختار رئيس حكومته، ووزراءه من ذوي الخبرة الحقيقية المنسجمة مع أهدافه وتطلعاته الوطنية، ومن ذوي الرجولة والقدرة والجرأة والنزاهة والهجومية في العمل.
الذي يعلم بكل ما يدور في داخل دولته، ويُشارك الوزراء شخصيا في التخطيط لتنفيذ أهدافه ومعتقده السياسي والوطني في بلده، ويُسائل كلٍّ منهم في تخصيصه جلسات شهرية لمناقشة كلِّ وزير بحضور رئيس الحكومة، مُتتبعا ملاحقة التطوير والتنفيذ، عاملاً على معالجة معيقاتهم، مكافئا المخلص الناجح، طارداُ ومعاقبا المقصّر الفاشل، ومُحاسباً حتى الإعدام الفاسد والخائن المُرتكب!!
الذي يُعامل الفساد في بلاده على أنه من الكبائر، ولا تأخذه في الله لومة لائم، فيقطع يد الفاسد الصغير، ويقطع رأس الفاسد الكبير، ويصلب رموز عصابات الفساد، ويستعيد الأموال المنهوبة إلى الدولة والشعب.
الذي يبني علاقات بلاده مع غيرها على أساس الإخلاص الحقيقي لاستقلال سورية العربية وقرارها السياسي والإقتصادي والوحدوي.
الذي يعتبر أن إنشاء دولة الإتحاد العربي هو هدف إستراتيجي كبير، فيسخّر العلاقات الدولية والعربية، والقوانين والجهود لتحقيقها!
الذي يُحالف القادة العرب المخلصين الشرفاء المؤمنين بعروبتهم ويعملون لها ولشعبهم، ويعمل معهم، مُشكّلاً معهم جبهة، توحّد الجهود والتشريع والتكامل الإقتصادي والإستهلاكي، بدايةً لمسيرة الوحدة العربية، ويُقاطع ويُعادي الذين يعملون لرهن بلادهم لأنانياتهم، وللمصالح الدولية المعادية.
الذي يجهد لاقتناص كلِّ فرصة- أو يسببها- لتحرير كلَّ جزء مغتصب من وطنه
الذي يعتبر أن إنهاء إسرائيل هو هدف استراتيجي له، فيُخطط ويعمل ويجدّ ويُسخّر كل وسيلة وعلاقة داخلية وخارجية وشعبية، ويدعم بإخلاص كلَّ مقاومة لتحقيق هذا الهدف.
الذي يتنزه شخصياً عن كلِّ فساد، ويعتبر أن مصلحة وطنه فوق مصلحته الشخصية، أو مصلحة عائلته وأقربائه وأصدقائه.

لنتفكّر بالبنود المذكورة. أليست جميعها حقٌّ بذاتها، وحق لنا – نحن الشعب - على رئيسنا، ليقوم على خدمتنا ووطننا بما هو حقٌ من حقوقنا في الحياة والوطن؟
إن كنت أيها المواطن تؤمن بذلك، فأرجو القيام بطباعة ما ذُكر، وتعليقه على جدار أو أكثر في غرف بيتك، أو مكتبك، لتقرأها ويقرأها في كل مناسبة كل من يتصل بك أو يزورك من معارفك أو المواطنين في دائرتك، وحتى تدخل وجدان كل مواطن عربي سوري، وتصبح جزءا من أهدافنا في الرئيس اللازم لتطوير بلادنا ومعيشتنا.
====================

في تقييم وضعنا الحاضر وتطلعاتنا المستقبلية:

والآن لنتفكر بإخلاص وشرف ومسؤولية للوطن والشعب والأهداف المرجوّة:
هل تنطبق البنود والمؤهلٍات المذكورة على بشار الأسد؟
إن كانت تنطبق، فلندعم بشّار الأسد رئيسا لسورية.
وإن كانت لا تنطبق، ويهمنا أن يكون لنا رئيس، هذه صفاته ومؤهلاته وإمكانياته وأهدافه ووسائله وأخلاقياته، فلنخلع بشار الأسد، ولنبحث عن مواطن يملك هذه المُؤهلات، فلنجعله رئيس البلاد!
ألا ترى أيها المواطن – كلَّ مواطن - أنّ جميعً المواصفات والمؤهلات المذكورة أصبحت لازمة بالضرورة الحتمية، لإنقاذ سورية مما تعانيه من أسوأ أيام التخريب والفساد والتراجع والإفقار والتشتت والضياع واليأس والخيانة؟ وأن علينا أن نعمل بكل وسيلة، سلمية كانت أو غير سلمية، لتنصيب مواطن شريف ممن يملكون المواصفات المذكورة رئيساً لإنقاذ سورية العربية: وطنا وشعبا.
ولينعتق الوطن، وكل مواطن من الشعب العربي السوري إلى الأبد، من أسوأ أيام التراجع الشامل في جميع مجالات حياة الدولة والشعب على الإطلاق، على الإطلاق.
إن كان هذا هو الحق والضرورة والحاجة الماسّة، وفيه تحقيق الأمل والهدف، فلنبدأ بالعمل، وإن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة، فلنخطوها.
وإن كان تحقيق هذا الهدف يحتاج لتضحيات، فلنضحي، فما من شيءٍ في هذه الحياة الدنيا بالمجان، وبدون جهد وعمل وتضحية. والتضحية في سبيل الوطن والأجيال هي أعظم التضحيات، وهي الزرع الذي يُثمر للوطن والشعب، وهو كنز الإنسان عند الله يوم الحساب.

بكل احترام لكل من يعقل ويتدبر ويتحرك لإنقاذ نفسه وعائلته وبلاده قبل فوات الأوان.

وأخيرا أسقطنا مشروع الدولة البرزانية في شمال العراق


قاسم سرحان

لم نكن الاّ بضعة من الأفراد الوطنيين العراقيين , من الذين آمنو بعراقهم وشعبهم , اجتمعنا ايماننا وحبّنا بهذا الوطن , وهذه الأرض , وهذا الشعب الذي ننتمي اليه , كنّا ومازلنا نمثل الوان متعددة من الطيف واللون العراقي , فينا الأشوري المسيحي وفينا العربي الشيعي والسني , وفينا التركماني العراقي .

لم نكن من اصحاب أو اتباع الأحزاب العراقية , ولم نكن من أتباع هذا التيار أو ذاك , ولم نكن أبدا عملاء لهذه الدولة أو تلك , كما هو حال معظم الجهات والمنظمات العاملة في الساحة العراقية السياسية , سواء في زمن معارضة هذه الاحزاب في مهجرها أو في زمن حكمها العراق من المنطقة الخضراء في ظلّ الأحتلال الأمريكي .

بدأ عملنا الوطني ضدّ مشروع الفيدرالية الذي أعدته الصهيونية العالمية في تقسيم العراق , عندما كشّرت الأحزاب الكردية عن انيابها الحقيقية لتمزيق العراق وقضمه , لم يكن عملنا – العمل استمر لأكثر من عقد ونصف العقد من الزمن – يسيرا وسهلا في ظلّ هيمنة اللوبي الصهيوني وبعض المؤسسات الكردية النافذة في واشنطن , والتي تلقت الدعم في نفس الوقت من أدارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون (( الذي شرّع وأقرّ مشروع قانون تحرير العراق من خلال الكونكرس الأمريكي خلال فترة حكمه )) وعظم دعمها وأستهتارها في تشريع مشروع تقسيم العراق في ظلّ ادارة الرئيس الأمريكي اليميني المتطرف جورج دبليو بوش .

كانت للأحزاب الكردية ومكاتبها وسفاراتها في واشنطن – الممثلة للاقليم الكردي شمال العراق – وبدعم من اللوبي الصهيوني , تأثيرا عظيما على الرأي الأعلامي والسياسي في أمريكا , وخاصة في الكونكرس ومجلس النواب الأمريكيين , وبعض أهم المعاهد الأمريكية التي تقرر السياسة الامريكية في العراق والشرق الأوسط .

ومن غريب مايذكر هنا عن هيمنة اللوبي الصهيوني الكردي ونفوذه وقوته في واشنطن العاصمة , أن كتب واحد من أهم كتاب صحيفة ال نيويورك تايمز مقالا , يقول فيه انّ وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس ومسؤولة الأمن القومي الأمريكي سابقا , كانت , وعند لقائها احد المسؤولين الأكراد تتصبب عرقا , خجلا من عدم تأسيس الدولة الكردية في العراق بعد ؟!

وهذا الشعور الذي كانت تشعر به وزيرة الخارجية السابقة رايس كان عظيما وراسخا في عقيدة وأيمان نائب الرئيس الامريكي ديك جيني ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد , والسيد جون بولتون ممثل ادارة بوش في الأمم المتحدة , اضافة الى ايمان بوش دبليو نفسه بمشروع تقسيم العراق .

لقد سيطرت الأحزاب الكردية وعن طريق اللوبي الصهيوني في امريكا , على كلّ القنوات الدبلوماسية التي تتعلق بشأن وقضية العراق , فالعراق كان ومازال , والى الآن في فهم اللوبي الصهيوني الكردي في واشنطن , عبارة عن مقاطعات وأراض لشعوب شتى, احتلها العرب بأسم دولة وهمية اسمها العراق, ومن ثمّ فرض هيمنتهم عليها وعلى شعوبها بالنار والحديد ؟! وهذا المعنى قريبا او شبيها لأيديلوجيا الدولة العبرية ومفهومها الصهيوني , الذي أسس لنشوء دولة اسرائيل على الأرض العربية المحتلة فلسطين .

في ظلّ هذا النفوذ الصهيوني الكردي الطاغي في واشنطن امريكا , وبعض العواصم الأوربية , كانت الأحزاب الكردية النافذة في شمال العراق تدفع ملايين الدولارات لمجاميع من الكتاب والأحزاب وبعض المواقع الالكترونية - عراقية وعربية - على الأنترنت في تشويه سمعة بعض الوطنيين العراقيين , أو بعض الأحزاب والتيارات التي تعمل على توحيد البيت العراقي *..

كان عملنا دؤوبا وجادا في كشف الحقيقية التأريخية للشعب الأمريكي وللمعاهد الأمريكية الاستراتيجية , ولمعظم أعضاء الكونكرس والنواب الامريكيين في شأن الشمال العراقي وقومياته المختلفة , خاصة وأنّ الولايات المتحدة الأمريكية تجمع الكثير من ضحايا الأكراد ومهجريهم , والذين يعدون بمئات الآلاف في أمريكا وحدها , وهم الآشوريين والكلدان والأرمن .

كان لنا ولبعض زملائنا الدخول وبشرف الى بيت أكثر من سناتور أمريكي ونائب أمريكي والتحدث معه عن الشأن العراقي وشمال العراق وقضية الأحزاب الكردية التي تحكم الشعب الكردي والشعب التركماني والآشوريين والكلدان والعرب بالنار والحديد , وكان لنا دخول خارجية بوش في زمن كونداليسا رايس وشرح قضية الشمال العراقي والتكوين القومي فيه , بل انّ بعض زملائنا دخل الى وزارة الخارجية الأمريكية حاملا معه تأريخ شعبه وتكوينهم في شمال العراق , قبل ان ينزل الاكراد بكثافة الى شمال العراق في القرنين الماضيين , وكان لبعض زملائنا صولات وجولات علمية وعملية مع الخارجية الأمريكية , وبعض زملائنا من الآشوريين والتركمان والأتراك التقى عددا كبيرا منهم لتوضيح الأمر وما يلتبس على الأمريكي في قضية شمال العراق والوجود الكردي فيه .

بعضنا عرض – وهي فكرة صاحب السطور – على الأحزاب الآشورية والتركمانية والعربية مشروع التحضير لمؤتمر وطني عراقي في العاصمة الأمريكية واشنطن, وبتمثيل كردي رفيع للأحزاب الكردية المهيمنة على شمال العراق , يناقش فيه موضوع الوجود الكردي وتأريخه في شمال العراق, وبحضور ممثلين عن الكونكرس والنواب الامريكيين , وافقت معظم الأحزاب الآشورية والتركمانية والعربية مبدأيا على المشروع , ليفشل بعد ايام من ضغط اللوبي الصهيوني الكردي في بغداد وواشنطن .

لم ننكسر أبدا , عملنا وبجد على لقاء ومراسلة أكبر مفكري ومثقفي امريكا السياسيين , وشرحنا لهم مشكلة الشمال العراقي والتكوين الحقيقي له , ومن ثمّ الطعن والتشكيك بالمصادر الحزبية الكردية التي يدعمها اللوبي الصهيوني وأسرائيل في واشنطن . كانت مراسلاتنا لاتنقطع مع أهم كتاب الأعمدة السياسية للصحف الأمريكية الكبرى , و من ثمّ توضيح قضية الشمال العراقي لهم بأيجاز وفي بعض الأحيان – أن رغب الصحفي الأمريكي البحث في الأمر – بتفصيل .

أوضحنا بالوثائق وبالصور وبالأفلام قضية مايدعى الأنفال وحلبجة , ومايدعى الهلوكوست الكردي, ومن ثمّ اتهام العرب العراقيين – خاصة - بأسم نظام صدام حسين بها , شرحنا لهم بالحقائق والوثائق , تأريخ حزبيّ مسعود برزاني وجلال طلباني وعلاقتهما مع النظام السابق الذي تتهمه حكومة بوش بالارهاب , وفتحنا بعد ذلك ملفات الحزبين الكرديين وتآمرهم الأرهابي على العراق ودول الجوار على طول نصف القرن الماضي .

كانت اعمالنا هذه , وعلى الرغم من حقيقتها وعلميّتها , تفشل بسبب هيمنة النفوذ الصهيوني الكردي وسيطرته على مؤسسات القرار في واشنطن , خاصة في عهد ادارة الرئيس السابق جورج دبلوي بوش .

لم ننزعج من هذا , خاصة وأنّ كبار السياسيين الحقيقيين في ادارة بوش , وهم من الجمهوريين, وعدونا بالنظر في أمر شمال العراق وقضية الفيدرالية ومطالب الأحزاب الكردية .

في نهاية عام 2007 أخذت الأحزاب الكردية الانفصالية تتجحفل في ظلّ اللوبي الصهيوني وادارة بوش بطرح موضوع وقضية – الجنسايد, وهو موضوع كردي قديم – الابادة الجماعية , والتي يزعم الحزبان الكرديان بأنّ العرب , والعرب العراقيون وحدهم هم جناتها .

في تلك الفترة وعن طريق بعض زملائنا من الأرمن حركنا قضية تحالف زعماء العشائر الكردية مع الدولة العثمانية (( الأرمن يتذكرون فضل العرب عليهم الى اليوم ,خاصة عندما حرّم الشريف علي ابن الحسين الاساءة لهم او قتلهم )) ودورهم الكبير في قتل أكثر من اثنين مليون أرمني ومثلهم من الآشوريين العراقيين , الى قضية تكريم شيوخ القبائل الأكراد - من قبل السلطان العثماني آنذاك - ومنحهم معظم الأراضي الارمنية في تركيا والأراضي الآشورية في شمال العراق , مثل مدينة أربيل ودهوك – هذا على الرغم من انّ معظم سكان المدينيتن من الآشوريين والتركمان والعرب العراقيين - الى سيطرتهم على كركوك بزحفهم عليها بمرور الزمن ...... وكان لفتح هذا الموضوع وفرضه من قبل بعض الزملاء الأرمن , القشة التي قصمت ظهر الأحزاب الكردية وحلفائها في واشنطن , خاصة وأنّ للأرمن نفوذ سياسي , يوازي أو يهيمن على النفوذ الصهيوني في واشنطن , وهذا طبعا يرجع الى قدم الوجود الأرمني في امريكا والى ثقلهم السكاني فيها .

في نهاية عام 2007 بدأت الأحزاب الكردية ونفوذها في واشنطن تفقد بريقها , خاصة في ظلّ الانتخابات الأمريكية , التي توقعت فوز معارض للحرب والوجود الأمريكي في العراق .

لقد جنّ جنون الأحزاب الكردية في واشنطن , خاصة عندما بدأ الأعلام الأمريكي يتحدث وبصراحة عن الوجود القومي المشترك في شمال العراق , بل انّ الأعلام الأمريكي , ومن على منابر أعلامية مهمة أخذ التشكيك بالوجود الكردي شمال العراق , خاصة عندما استقبل اعلامه بعض الضيوف الممثلين للقوميات الحقيقية هناك , مثل القومية الآشورية والتركمانية , الى غيرهم من الأقليات , وكانت هذه الظاهرة جديدة في الوسط الأعلامي الأمريكي , خاصة بعد أن أغرقه الصهاينة, بقضية الكرد , وحلبجة , والأسلحة الكيمياوية, الى مظلوميتهم المزعومة في العراق .



لم نكن نعلق آمالا على بعض منتمي الحزب الجمهوري , على الرغم من وعودهم لنا في اصلاح الأمر , ولم نكن نتوقع فجرا ديبلوماسيا في ظلّ حكومة الرئيس الامريكي الجديد باراك اوباما في شأن العراق , على الرغم من انّ السناتور اوباما كان صديق وقريب لواحد من العراقيين العارفين بملف الفساد والسرقة والجريمة والقتل في العراق , بمن فيهم ايهم السامرائي – ابن مدينته شيكاغو - الذي تبرع بمبلغ الف دولار لحملة الرئيس باراك اوباما ؟ على الرغم من انّه يتبع حزب بوش الجمهوري , الذي وضعه على رأس وزارة الكهرباء في العراق .

نعم كانت عيوننا تتطلع الى من عملنا معهم بصدق وبشرف بخصوص قضية مهمة , تهمّ الأمن العراقي أولا , والأقليمي والدولي برمته , بسبب خطر الكيان الكردي في شمال العراق , هذا الكيان الذي يطمح الى توسيع وجوده ودولته من العراق الجريح الى دول الجوار , ومن ثمّ تهديد الأمن والأستقرار الدوليين في منطقة , تعتبر من أهم مناطق الثروة والطاقة في العالم .

قبل أشهر وصلتنا رسائل عديدة من قبل اصدقائنا ومن عملنا معهم بخصوص قضية الشمال العراقي , والعراق عامة , وهم أغلبهم من الشرفاء الأمريكيين , تبشرنا بنهاية العهد القديم , وأنبثاق عهد ودبلوماسية جديدة بخصوص العراق , والشرق الأوسط عامة .

أولى هذه الخطوات التي أتخذتها الأدارة الجديدة , هو العمل على توحيد العراق , وبناء حكومة مركزية قوية – سبق لنا وأن تحدثنا عن هذا الموضوع في مقال سابق - , تلتها خطوات برنامج سحب القوات الأمريكية من العراق وترك العراق لشعبه , وهذا ماظهر في احاديث الرئيس أوباما الأخيرة , لتليها مباشرة , وهذا هو الهم , والنصر الكبير لنا , عزم حكومة الرئيس الجديد باراك أوباما , تحريم عمل ايّ لوبي في واشنطن وعرقلته عمل الأدارة الأمريكية وسياستها في امريكا أو العالم , وعلى رأسها قضية الشرق الأوسط .

منذ أكثر من عقد ونصف العقد من الزمن, ونحن نحارب اللوبي الصهيوني الكردي في واشنطن , هذا اللوبي الذي الذي جنّد جيوشا من المرتزقة في حربه على العراق وشعبه , وجنّد جيشوا أخرى من المرتزقة الأعلاميين والفنيين والسياسيين لمحاربتنا وهزيمتنا لتحقيق حلم البرزانيين ودولتهم على حساب أهلنا وأرضنا في المدن الشمالية من عراقنا الحبيب , منذ عقد ونصف العقد من الزمن ونحن نحارب على جهات عدّة , لم يثن عزيمتنا تهديدهم ولا أموالهم , ولا حتى لوبياتهم التي شنت حربا قذرة علينا حتى في مهجرنا . في نهاية المطاف أنتصرنا عليهم , وعلى زيفهم , وعلى تأريخهم – المهزلة - الذي وضعته الصهيونية العالمية لهم , أنتصرنا عليهم , كون انّ الشمال العراقي برماله وأحجاره وجباله ووديانه الى معابده وكنائسه ومساجده العتيقة , يمثل أمة مازالت حاضرة وشامخة هناك .

أقدم المقابر في شمال العراق – دهوك وأربيل وسليمانية - التي زارتها وفود برلمانية امريكية وأوربية , ووفود دول أخرى , خرجت بنتيجة واضحة لهم تقول , انّ معظم أهالي المقابر في المدن الشمالية من العراق , تعود الى الآشوريين والتركمان والعرب , ولم تجد البعثات الدولية مقبرة واحدة للأكراد يزيد عمرها على 100 عام من الزمن .

تزييف التأريخ والصعود عليه شيء , والحقيقية التأريخية لبلاد الرافدين شيء آخر , نحن نسير بالتأريخ العراقي , ونحن نمشي مع الخطّ العلمي التأريخي للشمال, وهذا هو وحده الممثل التأريخي الحقيقي للوجود القومي في شمال العراق , اما الخزعبلات الصهيونية الكردية في وجودهم في شمال العراق , قد تنجح لفترة زمنية في ظلّ هذا المحتل أو ذاك , الاّ أنّها أبدا لاتصمد امام الحقيقية التأريخية لبلاد الرافدين , أو أمام اسود بلاد الرافدين من الآشوريين والكلدان والعرب والتركمان واليزيديين وغيرهم من أصحاب الحقّ التأريخي والقومي في شمالنا الحبيب .

في نهاية هذا المقال , وهذا النصر العراقي الكبير الذي حققه ابناء الشعب العراقي على أتباع الصهيونية من البرزانيين وأعوانهم , من الذين تآمروا معهم على تمزيق العراق وتشريد شعبه , لابدّ لي من تقديم شكري وأمتناني وبأسم فريقنا , الى بعض الأساتذة والعلماء والكتاب والأدباء, من الذين كانو لنا نصيرا وداعما بالموقف والرأي والكلمة, وعلى طول الحقبة الزمنية التي عملنا فيها في اسقاط مشروع الدولة البرزانية شمال العراق , يتقدمهم سعادة البرفسور الأستاذ عمّو نوئيل قمبر رئيس المؤتمر القومي الآشوري سابقا , والأستاذ المؤرخ الآشوري الكبير هرمز أبونا , الحكومة التركية وسفارتها في واشنطن , الجبهة التركمانية , خاصة رئيس فرع الجبهة التركمانية في العاصمة التركية , الحكومة السورية ممثلة بالسيد رئيس الدولة بشار الأسد , والى علمائنا الأعلام الكبار, يتقدمهم اصحاب السماحات, السيد آية الله العظمى السيد أحمد الحسني البغدادي , سماحة الشيخ آية الله جواد الخالصي , سماحة الشيخ هادي الخالصي , سماحة السيد مقتدى الصدر , مجموعة علماء هئية علماء المسلمين , سماحة الشيخ محمد حسن الخالصي , آية الله العظمى الشيخ فاضل المالكي , الشيخ الاستاذ محمد الخزاعي , الاستاذ الدكتور نوري المرادي , الاستاذ الدكتور صباح علي الشاهر , الاستاذ فرات علوان , الاستاذ سليم مطر , الاستاذ عبد الوهاب الشيخلي , الأستاذ الدكتور تورهان كتانة , الاستاذ اورهان كتانة , الاستاذ نهاد اليخياني , الاستاذ طالب العسل , الأستاذ سمير عبيد , الأستاذ عبد الأمير الركابي , الاستاذة نرمين المفتي , التجمع العشائري العربي في الجنوب والفرات الأوسط العراقي , الاستاذ اللواء الركن عبد الأمير عبيس , الاستاذ اللواء الركن مصطفى شريف , والى كلّ من خدمنا بالكلمة الصادقة والموقف الشريف , وأعتذر ان شديد الأعتذار لذكر جميع الاسماء , كونها تبدأ ولا تنتهي , شكرنا الى الجميع .

*

لقد شنت الأحزاب الكردية حملة شرسة وعدوانية على كاتب السطور , أمر بها السيد مسعود برزاني نفسه عن طريق مستشاره الشخصي لشؤون العراق وأقليم مايدعى – كردستان - البعثي السابق الدكتور منذر الفضل وزوجته الكردية السيدة الكاتبة كوردا أمين , حيث جند الأثنان مجموعة كبيرة من كتبة الأنترنت وبمساعدة خاصة من الأعلام الكردي واعلامه القذر في الطعن بشرفي وشرف عائلتي , حتى وصل اعلام منذر الفضل ومسعود البرزاني الى تشويه انتمائي الوطني العراقي , وأرجاع أصلي وعائلتي الى عوائل قدمت الى العراق مع الفلسطنيين الذين جاء بهم – وهذا حسب أعلام منذر الفضل والكاتبة زوجته وباشراف مسعود برزاني نفسه – عدي صدام حسين الى العراق ؟!

أصلي وجذري في العراق بدأ مع قبيلة سيدنا النبي ابراهيم الخليل في العراق , وهذا الأصل تنتمي له معظم العشائر العربية العراقية , وخاصة الجنوبية او القريبة لها . ابدا لم يزعجني أن يكون انتمائي فلسطيني أو الى ايّ شعب عربي في العالم العربي الكبير , الاّ انّ حملة مسعود ومنذر الفضل – وفي تلك الفترة – حاولت ان تنزع مني شرف الانتماء الى العراق , بعد صراع طويل مع عملاء الصهوينة ولوبيها في امريكا انتصرنا عليهم , وهذا هو منذر الفضل وغيره من امثال كاظم حبيب وعزيز الحاج بداوا قراءة خربشاتهم السابقة في تقسيم العراق والفيدرالية التي طبلوا لها منذ سنين .

في النهاية أقول يبقى خطر هؤلاء مستمرا ونافذا , خاصة وأنهم يعملون في حضن الصهيونية ولوبياتها في واشنطن العاصمة .

qasimsahan@yahoo.com

القدس عاصمة الذل العربي

الكاتب العربي-تحسين يحيى ابو عاصي
غزة عاصمة المقاومة
القدس عاصمة الثقافة العربية
أم الفحم عاصمة المواجهة
نابس جبل النار
رفح قلعة الصمود
جنين القسام
وبغداد الرشيد
القاهرة المعز
وننتظر ربما بعد سنين تسميات أخرى للقاهرة ودمشق وبيروت وعمان وقطر ودبي وصنعاء والرياض.... فعاشت الأمة العربية - أمة عربية واحدة .
في الحقيقة انه لا وجود لعاصمة ولا لثقافة بين تنابلة اليوم من العرب والمسلمين ، أشباه الرجال والمستزلمين والمخنثين ، ولا وجود لثقافة عربية بين أسرى الدولار الأمريكي والمصالح الإقليمية ، ولا وجود لثقافة في ظل برنامج فرض الأمر الواقع على أرض فلسطين .
فعن أي ثقافة نتحدث !! ؟ عن ثقافة الطرد من القدس ...؟ عن ثقافة هدم البيوت المقدسية ... ؟ عن ثقافة سحب الهويات المقدسية ..... ؟ عن ثقافة إحاطة القدس بسوار من المستوطنات وتمزيق إحيائها من الداخل...... ؟ عن ثقافة تهويد القدس..... ؟ عن ثقافة طمس معالم المدينة المقدسة ..... ؟ عن ثقافة تدمير آثارها التاريخية .... ؟ عن ثقافة الحفريات من تحت المسجد الأقصى والتي تهدد بهدمه .... ؟ . فعاشت القومية العربية .....ولنردد ألف عام بالروح بالدم نفديك يا أقصى .
تذكرت الذين حصلوا على جوائز الدولة العبرية مثل جائزة رابين وجوائز نوبل للسلام .
تذكرت ثقافة اعتقال الكثير من المثقفين العرب وسجناء الرأي والكلمة .
تذكرت ثقافة الاعتدال والمناداة بالتطبيع مع سارق الأرض ومغتصب الحق .
تذكرت ثقافة الغناء والتمثيل والرقص والمسرح وكرة القدم وإلهاء الشعوب والإعلام المُسيّس . تذكرت تصريحات تسفني قبل الحرب على غزة قائلة : لابد من كي الوعي الفلسطيني .
تذكرت ثقافة العولمة والشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة واللامبالاة لدماء الشهداء .
تذكرت العالم المتحضر الحر ( كما يقولون ) وهو يكيل بمكيالين .
تذكرت تصريحات وشعارات ومصطلحات وكتابات الكثير من القادة والكُتاب والشعراء والأدباء والسياسيين حيث رددوا جميعاً : القدس عروس عروبتكم.....وهم يُبدون مشاعرهم و آلامهم لما يحدث من حصار وبطش وقتل ......
ووددت أن أسأل الملايين من الجيوش العربية ورجال أمنها ، ماذا تعرفون عن القدس . قال لي مرة أحدهم ( حرفيا ) في دولة عربية : أليست غزة هذه تقع في سيناء ؟ وقال آخر أليست غزة هذه التي حررناها لكم ؟ ....... فعاشت الأمة العربية ، وتحيى القومية العربية والثقافة الثورية .
ثم مررت بعد كل تلك التساؤلات ، ومن خلال ثقافتي مُرغما تائهاً ، في طريق مظلم حالك السواد ، يربط ما بين ثقافة أوسلو والمبادرة العربية الرسمية ، وكنت في البداية ضالا طريقي أتخبط المشي ؛ فأقع بين الحفر، وأرتطم ارتطاما حادا ؛ فأسقط بين الركام والأوساخ ، حتى اهتديت أخيرا إلى طريق الثقافة العربية الصحيح ، من تحت أنقاض وركام وأشلاء ودموع وآهات غزة ، حيث أكثر من 1400 شهيد، بينهم 460 طفلاً و110 نساء و123مُسنّاً وأكثر من 5500 جريح، بمن فيهم 1600 معوق دائم، 100 ألف مشرّد ودمار كلّي وجزئي أصاب 21 ألف منزل. وإسقاط حوالي مليون ونصف مليون طن من الذخائر والصواريخ فوق رؤوس مليون ونصف مليون نسمة، أي ما يوازي طناً من البارود لكل مواطن فلسطيني.
أليس من الثقافة العربية أن المحامية مي الخنساء التي ترأس منظمة التحالف الدولي لمكافحة الإفلات من العقاب ، باعت بعض ممتلكاتها من أجل تغطية مصاريفها ومصاريف المحامين الأوروبيين والاستمرار في متابعة قضية رفع دعاوى جرائم حرب ضد قادة الاحتلال ، في لاهاي وفي محاكم إسبانيا وبلجيكا ؟
نعم القدس كانت وستظل عاصمة الثقافة العربية والدينية ، ولعل الاحتفال بهذا اليوم يقرع أبواب القلوب والعقول قرعاً ولو على استحياء ، من بعد أن فُضت بكارتها وكثر زناتها ، فيا أمة العرب استحي .
www.tahsseen.jeeran.com مدونتي : واحة الكتاب والأدباء المغمورين

الخربيط يخربط غزل الجماعة


كتابات - حمزة مصطفى

نعيش الان ازمة حقيقية بالمحافظين. فالانبار تبحث عن محافظ وكربلاء تتصارع من اجل محافظ وديالى تعتصم من اجل المحافظ وواسط تتحالف هنا وتتخالف هناك لكي لايفلت المحافظ والبصرة دايخة من اجل المحافظ وبغداد تريد ان (تجيب الراس على الراس) حتى لايفلت المحافظ وهكذا كل محافظاتنا التي خضعن لامتحان الانتخابات المحلية العسيرالاخير. هذا الامتحان الذي فاجا الجميع بنتائجه مرة وباستحقاقاته مرة اخرى. وبين الاستحقاقات والنتائج تسكب العبرات. المفارقة الوحيدة التي ظلت مثار الاعجاب والاستغراب معا هي ظاهرة الكربلائي ـ العراقي يوسف الحبوبي. وبودي هنا ان اكرر ما سبق ان قلناه وقاله غيرنا بشان الرجل وكيفية فوزه. فهذه هي الديمقراطية التي (خربط) بها اهالي كربلاء الغزل على كل جماعات القوى والاحزاب والكيانات والامكانيات عندما اختاروا رجلا لايملك سوى صدقه ونقائه وتاريخه المشرف. واليوم بعد الانتهاء من النتائج حيث بدا يجري الحديث عن توزيع المناصب طبقا للاستحقاقات في كل المحافظات لم يعد ممكنا تخطي ظاهرة الحبوبي بوصفه الفائز الاول. لكنه وبسبب كونه لايملك سوى مقعد واحد فان أي ائتلاف بين قائمتين تملكان ثلاثة مقاعد يصبح منصب المحافظ من حقها فنيا وديمقراطيا. لكن الامر بالنسبة لاهالي كربلاء لم يعد مجرد مقاعد برغم احترامهم لقواعد اللعبة الديمقراطية بل هو استحقاق وطني بات يصعب تجاوزه. ولكي لانبتعد كثيرا عما نريد التوصل اليه فان محافظة الانبار المجاورة لكربلاء تعاني استحقاقا وان كان هو الاخر ديمقراطيا الا انه يدخل ايضا في حساب الاستحقاقات والاستحقاقات المضادة. فالانبار التي عاشت طوال السنوات الست الماضية ظروفا هي الاصعب في كل العراق تمكنت هذه المرة من نيل استحقاقها الوطني عن جدارة. غير ان المفارقة اللافتة للنظر ان منصب المحافظ برز حجر عثرة امام سيل التضحيات التي قدمها الجميع. وبدانا نستلم تصريحات من هذا الطرف او ذاك في مجالس الصحوات حينا والانقاذ حينا اخر والقوى الاخرى التي شاركتها الفوز في اكثر مقاعد مجلس المحافظة حينا ثالث بشان مواصفات المحافظ ومن اين يجب ان يكون وماذا يمثل ومن يمثل الى اخر هذه المعزوفة التي وان تدخل في باب الديمقراطية الا انها تصادر مفهوم التضحيات والخيارات الوطنية الحقيقية.
ازاء هذه الاشكالية .. اشكالية كربلاء واشكالية الانبار تجئ دعوة الشيخ مظهر عبد الكريم الخربيط وهو احد ابرز شيوخ محافظة الانبار الى مجلس محافظة الانبار بان يختار العراقي الكربلائي يوسف الحبوبي محافظا للانبار. ان هذه الدعوة التي اطلقها الخربيط وهي دعوة بالغة الذكاء والصدق معا وان كانت قد (خربطت) الغزل على الجماعة في كربلاء والجماعة في الانبار الا انها بداية الحل الحقيقي لازمة السلطات المحلية في العراق والتي تمهد للسلطة السياسية العامة في البلاد خلال الانتخابات التشريعية القادمة. فاختيار الحبوبي محافظا للانبار لايعد امرا عجيبا او غريبا. فالانبار عراقية والحبوبي عراقي ولايحتاح الحبوبي للوصول الى الرمادي سوى عبور الصحراء على ناقة او حصان عربي . كما ان هذا الاختيار من شانه ان يحل مشكلة المحافظتين الادارية. ففي كربلاء يتخلص (الجماعة) من منافس قوي وفي الانبار يسجل (الجماعة) هناك سابقة وطنية هي الاكبر والاهم بالنسبة لهم بعد سابقتهم الكبرى في تحقيق الامن والامان في محافظتهم والذي امتد الى باقي انحاء العراق. اختيار الحبوبي محافظا للانبار وبقرار من اهالي المحافظة من شانها ان ينهي الجدل المعيب في المحافظات الاخرى الذي يتخذ ظاهرا شكل اللعبة الديمقراطية الا انه لايزال للاسف في الكثير من جوانبه ينهج نهجا طائفيا حينا وحزبيا ضيقا حينا اخر.
Hamzamustafa2004@yahoo.com

مشروع المصالحة بين مشروعي الأمن والديمقراطية


كتابات - ضياء الشكرجي

الكلام عن المصالحة في العراق ليس كلاما عن مصالحة بين فرائق سياسية اختلفت فقط اختلافا سياسيا أو حتى اختلافا فكريا. إنما الكلام عن المصالحة يعني المصالحة إما مع من كان جزءً من النظام الديكتاتوري السابق، وإما مع من حمل السلاح ومارس العنف بعد نيسان 2005 من مقاومة مقاطِعة للعملية السياسية، أو ميليشيات لقوى مشاركة في العملية السياسية من الطائفتين المسلمتين، لعدم تورط أبناء الأقليات الدينية الأخرى بالعنف، كما هو الحال مع سنة وشيعة العراق.

ويجب الإقرار أن المصالحة تأتي كخيار اضطراري، بسبب أن الطرف المتوجَّه إليه بالمصالحة شكَّل أمرا واقعا كبيرا ورقما ضاغطا من خلال العنف الذي أربك مشروعين وطنيين أساسيين في العراق؛ ألا هما مشروع الأمن، ومشروع الديمقراطية، لأن العنف يمثل عنصر إرباك وزعزعة وخطر بالنسبة للأمن المجتمعي من جهة، وبالنسبة للمشروع الديمقراطي من جهة أخرى. هذا لا يعني التقليل من أهمية نفس مشروع المصالحة لذاته وبتجريده عن عاملَي الأمن والديمقراطية، وكذلك لا يعني أن الضغط صادر من جهة واحدة، بل المُتصالَح معهم هم أيضا واقعون تحت الحاجة التي تمثل دافعا لكلا طرفي المصالحة، وكذلك لا يعني أن بعض المتصالَح معهم قد أعادوا النظر بصدق في نهجهم وقرروا التحول من لغة العنف إلى لغة الحوار.

وغالبا ما يكون كل من طرفَي المصالحة لا يؤمن بشرعية الطرف الآخر، لكنه مقر بوجوده الفاعل والمؤثر في الواقع، وإن كان عدم وجوده ربما كان سيكون هو الخيار الأفضل لكل من الطرفَين، أو لا أقل لفصائل من كل من الطرفَين.

فعندما تتصالح الدولة مع منتمين إلى ديكتاتورية دموية ولو من حيث الانتماء الفكري، مع تعاطف وتضامن بنسبة أو بأخرى، مُعلَن أو غير مُعلَن مع تلك الديكتاتورية، مما يجعل الطرف المتضامن مشاركا للديكتاتورية في ممارساتها، ولو مشاركة غير مباشرة، فإنما تتصالح مع هؤلاء لأنهم استطاعوا أن يتحولوا إلى رقم ضاغط، أو لأنهم يتمتعون في ثمة أوساط شعبية بثمة تعاطف وولاء.

وهذا ينطبق على تيارات وميليشيات العنف الإسلاموي والطائفي من الطائفتين لقوى ما بعد التغيير. فالسياسيون غير المشاركين بشكل مباشر أو بأدلة ملموسة بجرائم أي فصيل مارس العنف من قتل وتعذيب وتضييق على الحريات، عندما ينتمي فكريا وسياسيا وولائيا لواحدة من تلك القوى التي ركبت موجة الدم والعنف الدموي، فمهما يطرح أنفسهم مثل هؤلاء السياسيين كمعتدلين وأهل حوار وتفاهم وتصالح، فهم في حقيقة الأمر مشاركون بجرائم الطرف المنتمين إليه فكريا على أي نحو كان من المشاركة. ومثل هؤلاء تحظر عليهم عادة دساتير وأنظمة الدول الديمقراطية ذات الديمقراطية المستقرة أو المتطورة العمل السياسي، لكنها تمنحهم كامل حقوق المواطنة الأخرى.

معنى كل ذلك إن بمعايير مبادئ الديمقراطية لا حوار ولا لقاء ولا مساومة ولا هدنة مع رواد العنف والسائرين على نهج الدم، من دمويي ما قبل التغيير أو دمويي ما بعد التغيير، من داخل أو من خارج العملية السياسية. ولكن إذا كانت الديمقراطية متقاطعة مع مشروع المصالحة مع عناصر الخطر على المشروع الديمقراطي، فإن مشروع الأمن يكون بأشد الحاجة للمصالحة معهم، والأمن بلا شك هو بدوره شرط أساس لاستكمال المشروع الديمقراطي. لكن في نفس الوقت فسح المجال لمناوئي المشروع الديمقراطي سيعرض هذا المشروع للخطر. هنا نجد أنفسنا إذن أمام معادلة صعبة، بل غاية في الصعوبة. فنحن أمام إنجاح مشروع الأمن على حساب مشروع الديمقراطية، أو أمام أن نبقى أوفياء وفاءً مثاليا لأسس الديمقراطية التي تحظر عادة على قوى العنف و(كُفّار) الديمقراطية من ممارسة الحياة السياسية، فيكون الانتصار المثالي أي غير الواقعي للديمقراطية تهديدا لمشروع الأمن. ولا ديمقراطية بلا أمن.

هذا كله لا يعني أبدا عدم وجود بعثيين غير صداميين وغير دمويين، وبعثيين يمكن أن يكونوا أعادوا النظر في بعض مفردات إيديولوجيتهم السياسية، مما يقربهم بدرجة ما من المشروع الديمقراطي، وكما لا يعني إنه لم تحصل أخطاء في كيفية التعاطي مع مثل هؤلاء البعثيين، كما ولا يعني كذلك عدم وجود إسلامويين ينتمون تاريخيا بل وحتى حاضرا من الناحية الفكرية لتيار مارس أصحابه النهج الدموي، وهم غير راضين عن ذلك النهج. لكن يبقى البعثي سواء المنتمي إلى بعث صدام حسين، أو المنتمي إلى بعث حافظ الأسد، يبقى نائيا أيما نأي عن الديمقراطية، إلا إذا كان بعثيا مجددا، كما إن أربعة من خمسة أحزاب إسلامية شيعية لا تتبنى العقيدة الديمقراطية إطلاقا، أو تتبناها بشروط تسلخها من جوهرها، وخامس هذه الأحزاب يراوح بين الديمقراطية المشروطة بشروط إسلامية ولو مخففة نسبيا، وبين الإسلام السياسي المعتدل، ولم يحسم خياره الديمقراطي العلماني بضرورة الديمقراطية، إلا على مستولى بعض أفراده العقلاء والمعتدلين والقريبين من الفكر الديمقراطي، وأقل منهم ربما حتى من الفكر العلماني.

نحن إذن أمام مشروع ديمقراطي تنوء به قوى غير ديمقراطية بالعمق إلا بنسبة يمكن أن تنمو أكثر في المستقبل، باعتبار أن التحوُّل والترشُّد عبر التجربة شيء ممكن، لكنه غير ممكن أو شبه محال لدى أصحاب الإيديولوجيات الثيوقراطية الشمولية، وكذلك أمام وجود بعثيين يريدون أن يشاركوا بالعملية السياسية. هنا لا بد من أن تثبت أسس لهذه المشاركة، طبعا بعد توفير الأرضية الدستورية، كما بينت في مقالتي السابقة. من غير شك يجب أن يعتمد هذا الحزب الديمقراطية في فكره ونظامه الداخلي وبرنامجه السياسي وأدائه، ولو ظاهريا، لأننا دستوريا وقانونيا لا نستطيع أن نحاكم الناس على وفق نواياهم المُضمَرة، بل فقط على وفق أفكارهم المُعلَنة وسلوكهم الخارجي، ولأن لدينا من داخل العملية السياسية العديد من الأحزاب غير الديمقراطية في أسسها الفكرية والإيديولوجية، لكنها اعتمدت الديمقراطية ظاهرا، ومن هنا كان لا بد من تُشرَك في العملية السياسية، أو إنها فرضت مشاركتها، من حيث رضي الديمقراطيون أو من حيث لم يرضوا، رغم الخرق الصارخ من قبل معظمها لمبادئ الديمقراطية.

أرجع وأقول نحن أمام ثلاثة مشاريع، مشروع المصالحة، وهو يواجه المشروعَين الآخَرَين مُؤثِّراً بهما سلبا أو إيجابا، ألا هما مشروع الأمن، ومشروع الديمقراطية، فتارة نربح شوطا في الأمن على حساب الديمقراطية، وتارة نربح شوطا في الديمقراطية على حساب الأمن، وفي كلا الحالتين لا يجوز التفريط بأحد المشروعين، الأمن أو الديمقراطية بدرجة يجعل أحدهما مُعرَّضا للانهيار الكلي، أي إما انهيار مشروع الديمقراطية كليا، والذي معه سينهار مشروع الأمن والسلام المجتمعي حتما، أو انهيار مشروع الأمن كليا، والذي معه سينهار مشروع الديمقراطية حتما. ويبقى مشروع المصالحة بذاته بشرطه وشروطه مطلبا وطنيا ذا قيمة ذاتية بقطع النظر عن المشروعَين.

وتبقى الديمقراطية أم كل المشاريع الوطنية.

d.sh@nasmaa.com

لماذا يريد "الوطنيون" ثمنا لوطنيتهم المزعومة؟!


كتابات - عبد الله الفقير

كنت ممن ينتقد نظام صدام السابق لانه كان يكرم من يسميهم "وطنيون",وكنت اتسائل ان كان أولئك المكرمون وطنيون فعلا فلم يُكرمون؟,هل ينتظر الوطني ثمنا لوطنيته؟,وهل اذا لم يكرم الوطني فسوف ينقلب على وطنيته؟. اصحاب المبادئ النقية,وذوي الاهداف النبيلة,واصحاب المشاريع "الخيرية"لا ينتظرون ثمنا لما يقدمونه من اعمال "خيرية",فان كانوا ينتظرون ثمنا نظير ذلك العمل "الخيري" فالأفضل لهم ان لا يسمونه عملا خيريا,فلن يكون عملهم ذاك الا عملا تجاريا نفعيا بحتا شانه شان اي عمل تجاري اخر,والا ما الفرق بين من يتاجر بالسوق من اجل الربح المالي ومن يتاجر بالعمل ذو الواجهة الخيرية من اجل الربح المالي ايضا؟,ما الفرق بين العميل الذي يبيع وطنه لاجل استحصال منفعة سياسية او اقتصادية وبين "الوطني" الذي يقاتل من اجل ان يكرم باحد المناصب او احدى الهبات او احدى المنافع المادية؟!.

علماء تكنلوجيا السلوك الانساني يقولون اننا نعجب بالشخص الكريم عندما يجود بماله,لكن بمجرد ان نعلم ان جوده بذلك المال كان لاجل استحصال منفعة خفية ,لكي يقال كريم مثلا,او لكي يستخدم تلك"المكرمة" لاجل استحصال اصوات الناخبين,او لكي يتباهى بنفسه بين الناس,فان تقييمنا لذلك الشخص سوف ينحدر الى الصفر,ولهذا فان اول من يدخل النار هم ثلاثة لم يبتغوا باعمالهم وجه الله ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه، رجل استشهد فأتي به، فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، لكنك قاتلت لأن يقال: جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما فعلت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه، حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: هو جواد، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار )),ولهذا ايضا ما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان يستحصل اي منفعة اقتصادية او اي منفعة حياتية اخرى جراء "نبوته",حتى اختلف العلماء في قوله تعالى ((قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى [الشورى : 23])),هل المقصود بها ان رسول الله لا يبتغي من رسالته الا مودته لذوي قربته ,حيث ان دعوته لهم كانت جزءا من مودته اليهم وليس يطالب بثمن نظير دعوته لهم على حسب تفسير بعض المفسرين,ام ان المقصود ما قاله ابن عباس((نّ ابن عبّاس سئل عن قوله تعالى: (قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) قال: فقلت: إلاّ أن تودّوا قربى محمّد. فقال ابن عبّاس: عجلت! إنّه لم يكن بطن من قريش إلاّ لرسول الله منهم قرابة فقال: قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ أن تودّوني في القرابة التي بيني وبينكم.)),ا وان المقصود ما فسره البعض من ان مقصد الاية هو ((ان تودوا الله وتتقربوا اليه بالطاعة)) او حسب تفسير ابن تيمية للاية بقوله((ويدلّ على ذلك أنّه لم يقل: إلاّ المودّة لذوي القربى، ولكن قال: إلاّ المودّة في القربى. ألا ترى أنّه لمّا أراد ذوي قرباه قال: (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْء فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى). ولا يقال: المودّة في ذوي القربى، وإنّما يقال: المودّة لذوي القربى، فكيف وقد قال (قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)؟! .ويبيّن ذلك: إنّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم لا يَسأل أجراً أصلا، إنّما أجره على الله، وعلى المسلمين موالاة أهل البيت لكن بأدلّة أخرى غير هذه الآية. وليست موالاتنا لأهل البيت من أجر النبيّ في شيء. وأيضاً، فإنّ هذه الآية مكّية، ولم يكن عليٌّ قد تزوّج بفاطمة، ولا وُلد له أولاد )),ففي كل الاحوال لم يطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمنا "ماديا " نظير رسالته,فاجره على الله(("((قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [سبأ : 47])),ولو كان لنبي من الانبياء ان يستحصل أي ثمن مادي مقابل هدايته للناس ,ا و ان يجرّ ذلك الثمن الى اهله وقرابته (كما يدعي الشيعة ذلك حين جعلوا ثمن نبوة النبي ان يتولى ذريته الخلافة من بعده فتجري فيهم سنة الملوك في وراثة الحكم وكأن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يبعث الا لكي يجعل الخلافة في ذريته ملكا عضودا يتوارثها كابر عن كابر!!) لما كان لأولئك الانبياء ان يكونوا مثلما نعرفهم!!.

يقول رسول اله صلى الله عليه وسلم في حديث له ((ما من سرية تقاتل، فتخفق إلا تم أجرها، وما من سرية تغنم إلا تعجلوا ثلثي أجرها )),لذلك كان من عادة المؤمنين الصادقين ان لا يبحثوا عن المغانم والغنائم, ,كانوا لاجل ذلك يتسابقون في طريق الشهادة حتى لا ينتقص من اجرهم شيئا,ولذلك وصف رب العالمين الصحابي الجليل مصعب ابن عمير وامثاله بقوله تعالى((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً [الأحزاب : 23])). و بكى عمر ابن الخطاب عندما جيء اليه بسواري كسرى,وقال كان سول الله صلى الله عليه وسلم خير مني وكان ابو بكر خير مني ولم تفتح عليهما الدنيا كما فتحت عليّ,فخشي ان يكون ما فتح عليه من خزائن الارض فتنة و"مصيبة".

نسمع منذ ما بعد احتلال العراق نغمة لطالما انتقدناها وانتقدها من جلسوا على كرسي الحكم في العراق حاليا عندما كان نظام صدام يطبقها,الا وهي نغمة "ذوي الشهداء" و مكارم المعتقلون السياسيون وتخصيصات ضحايا النظام السابق وهلم جرا,حتى عدنا نرى من يقسم الناس الى طبقات بل ومن يصنف حتى الاموات الى طبقات,فهذا قتله النظام السابق لذلك يستحق ذويه اضخم البيوت وافخر السيارات واجمل المزارع واحسن المناطق واعلى المناصب,وذاك قتلته عبوات الايرانيين "الغبية" فلا يستحق شيئا,واخر فتكت به وباطفاله صواريخ الامريكان" الذكية" لذلك فهو ارهابي يستحق ما ناله ,بل ويستحق ان يسحق هو وطفاله وعشيرته بكل "السواحق المواحق"!!, وعدنا لنسمع ان هنالك "عشرة درجات "زيادة على المعدل لذوي الشهداء السياسيين(يعني شنو علاقة الذكاء المدرسي بالعمل السياسي ,لا اعلم! علما انهم يطالبون بفصل الجامعات عن السياسة!!),,بل واصبح من حق ذوي اولئك "الشهداء" ان يحضوا بالتعيين في أي وظيفة دون أي اختبار للكفاءة او الشهادة او تخصص(يعني ممكن ان تعين رئيس مهندسين في وزارة الاسكان حتى لو كنت خريج معهد طبي لان والدك قتله نظام صدام بعد ان فرّ من العسكرية!!).ولسنا هنا لنسال ان كان اولئك"الشهداء السياسيين" او"ضحايا النظام السابق" هم "شهداء" فعلا ام لا؟,و هل قتلهم صدام نتيجة دوافع سياسية حقا؟,ام انهم قتلوا لاسباب جنائية واجرامية لا شان لها بظلم او عدالة النظام السابق لا من قريب او بعيد؟,فقد اخبرني من اثق به ,انه كان في قريته في جنوب العراق رجل قتل جدته واحرق البيت عليها لاخفاء جريمته,ثم سرق ما بحوزتها من مصوغات ذهبية واموال,ثم القي القبض عليه وحوكم واعدم, وقصة ذلك الرجل مشهورة في القرية,لكنه بعيد الاحتلال تفاجيء ان ذوي ذلك "المجرم" قد خطوا لافتة تعزية باسم ذلك "المجرم" كتب عليها "الشهيد السعيد" لينالوا من بعدها مكاسب "ضحايا النظام السابق"!!!. كما اننا لسنا في دائرة النقاش حول مشروعية من قاتل نظام صدام وراح يتحالف مع ايران او مع الامريكان هل يعتبر هؤلاء من ضمن "الشهداء"او"ضحايا النظام السابق" ام لا؟,لاننا نعلم ان ما كان يقوم به اولئك هو عين ما تسميه الحكومة الحالية بـ"الارهاب",فعملية تفجير سينما النجوم التي يفتخر حزب الدعوة بانه هو من قام بها في بداية ثمانينات القرن الماضي هي عملية"ارهابية" بامتياز,وتفجير احد المسيرات الطلابية قرب الجامعة المستنصرية وراح ضحيتها الكثير من الطلبة هو عمل ارهابي,وقتل الجنود العراقيين وتمزيق جثثهم في الاهوار وجبال كردستان هو خيانة عظمى, وقطع الطريق بين بغداد والجنوب وتسليب الركاب لتمويل عمليات "مجاهدي فيلق بدر" هو من ضمن من شملهم قانون مكافحة الارهاب ضمن فقرة"التمويل",وقتل البعثيين في انتفاضة الجنوب بعد غزو الكويت,وقطع لسان الشاعر المشهور "العسكري" ثم اطعامه اياه كل ذلك من ضمن التمثيل بالجثث الذي يقول الشيعة ان المثلة حرام ولو بالكلب العقور!!,كل تلك جرائم يعاقب عليها القانون وفق الدستور العراقي الحالي ويصنفها من ضمن "الارهاب"!!.كما اننا لن نناقش هنا امكانية تطبيق "القياس" فيما يخص المستقبل,فلو فرضنا ان الايام ادارت كرتها,واصبح من يطارد اليوم باسم الارهاب هو من يحكم العراق,فهل يحق لهم ان يصنفوا من قتل على يد الامريكان وعملائهم"الشرفاء" حاليا كـ"شهداء" او"ضحايا النظام الحالي"؟!,يعني هل سيكون من حق ذوي عناصر القاعدة الذين قتلوا على يد الامريكان او الحكومة "الشريفة" ان ينالوا مكرمة "ضحايا النظام السابق" لانهم قتلوا على يد الامريكان المحتلين وعلى يد الحكومة العميلة المنصبة من قبل الامريكان؟؟.

اننا نقصر نقاشنا هنا فقط في مسالة واحدة اترك تداعياتها تدور في خاطركم وهي,هل يحق لمن يدعي انه يدافع عن قضية عادلة ان يطالب باي ثمن نظير دفاعه عن تلك القضية؟,هل يحق لمن يدعي انه "وطني" ان يطالب بثمن لتلك"الوطنية"؟,وهل يجب على كل من ضحى من اجل "الوطن" او ادعى"الوطنية" ان ينال مكاسب وهبات وعطايا النظام الذي سيخلف من "ناضل" ضده؟!.لو كان في العراق حاليا وجها واحدا يمكن ان يسمى"وطنيا" لاستحيا ان يطالب بفلس واحد نظير تلك"الوطنية" التي يتقاتل اليوم اصحاب العملية السياسية الحالية في استحصال مكاسبهم باسمها,ولو كان في وجوه العملية السياسية الحالية وجه واحد "جاهد" فعلا من اجل الاسلام او التشيع(كما يقولون مع انهم يكرهون الطائفية!!) او حتى من اجل "الماركسية" فسوف يُشِل الخجل لسانه قبل ان يطالب ولو براتب تقاعدي نظير جهاده الديني او الفكري او السياسي,لكن "هو الحياء نقطة لو جرّة ؟" كما يقول المثل الشعبي,وانى لمن فقد هذه النقطة ان يكون له من بعدها حياء!!.

كان اكثر ما يعيبه اتباع الحكومة العميلة الحالية على من حمل السلاح بوجه الامريكان هو قولهم,ان من يقاوم الامريكان الان انما هو يفعل ذلك لاجل الكرسي وليس لاجل"العراق"او"الجهاد"!!!, ولا ادري هل يملك هؤلاء عقولا وابصارا يمكن ان ترى الجذع في انوفهم مثلما ترى القشة في وجوه خصومهم؟!,وهل يمكن ان يجيبنا هؤلاء هل كانوا يقاتلون صدام لاجل ان يطعمون اكداس اللحوم البشرية التي تملء المزابل لحد الان, ام لاجل ان يقتاتوا على سكان تلك المزابل ويصنعوا من لحومهم اجمل واكبر واشهى "شيش كباب" عرفته البشرية؟!( علما ان سكان المزابل لا يقتصرون على كربلاء فقط فقد غدا العراق كله اكبر مزبلة مسكونة في التاريخ!!),هل "قاتل" الحكيم نظام صدام من اجل ان ينعم مساكين العراق بشيء من الكهرباء,ام من اجل ان تقتل تلك الكهرباء اولئك المساكين بعد ان توصل الى اجهزتهم الحساسة؟!,وهل "ضحى" الحجي "هادي العامري" من اجل ان ينقذ سكان الاهوار من بطش صدام ويمنعه من تجفيف مياه الاهوار,ام من اجل ان ينال هو شرف البطش بهم وتجفيف اهوارهم التي اقاموا الدنيا ولم يقعدوها لاجل منع صدام من تجفيف مياهها العفنة ثم جفت اليوم وهي تحت ابصارهم ؟!,وهل كان الجعفري سيرضى ان "يجاهد" من اجل ان يجلس "المالكي" على عرش صدام ,ام من اجل ان يكون هو القائد الاوحد المتوحد المستفرد المستوحش المتعجرف المتعكرف المتطرف ,حتى ردد على مسامع حزبه بدون استحياء"لو العب لو اخربط الملعب",لذلك بمجرد ان حطموا احلامه بالالتصاق بكرسي الحكم "مدى الحياة" حتى ضرب التشيع والمذهب والدعوة والمالكي و"الجهاد" و"الطب" و"جيفارا"بفردة نعاله!!.

على كل من يطالب بمكاسب او مناصب او رواتب او اعفاء من ضريبة او أي مكسب اخر له او لذريته وقرابته نظير ما ادعى انه قدمه في فترة النظام السابق صادق كان او كاذب,فليبصق العراقيون في وجهه,لان الوطن او الدين او الفكر قضية معنوية لا يطالب بثمنها من ادعى انه "شريف",ومن لا شرف له فالبصاق اولى به.

fakeerabd@yahoo.com

تهميش المجلس الأعلى واجب شرعي ووطني


كتابات - د.فواز الفواز


لا يخفى على احد سوى من كان داخل البلد أو خارجه ومن كان عربي وغير عربي الإرهاصات والإخفاقات التي لحقت بالعملية السياسية بعد دخول المحتل ووصول الضباع من كل حدب وصوب وبالذات من جهة الشرق الأصفر متمثلة بالأحزاب الدينية والتي تختفي تحت مسميات إسلامية تارة ووطنية تارة أخرى وهي لا تنتمي حتى للإنسان أو للإنسانية ولا لأي دين سماوي أو غير سماوي كتابي أو غير كتابي وحتى لا تنتمي للأديان اللا سماوية واللا كتابية بل إنها تنتمي لسياسات نفعية وبرغماتية وبأسماء إسلامية معتقدة إنها تستطيع أن تستخف بالعقل العراقي وبالذات في مجال دغدغة المشاعر الوجدانية في المجال الديني من خلال إحياء مراسيم معركة الطف ومظلومية الإمام الحسين (ع) وهي تعلم قبل غيرها إن لهذه الأمور صدى بالغ في نفوس العراقيين من كل المذاهب وحتى من وجهة نظر العراقيين من غير المسلمين .

إن التجربة كما قيل سابقاَ أفضل من حكم الحكماء وأقاويل الفلاسفة وللسنوات الست العجاف التي عاشها العراقيون كانت هي الفيصل النهائي في تقييم هذه الأحزاب وقد كشفت لنا الحوادث المتتالية زيف شعارات هذه الأحزاب المنافقة الوصولية وأصبح الرأي العراقي أقرب للحقيقة المطلقة التي لا تقبل حتى النقاش وأتضح لكل عراقي جاهل كان أم عالم ماهية هؤلاء الشراذم والأحزاب التي تنتحل صفة الإسلام وكما نعلم إن الإسلام ليس حزب بل هو دين سماوي توحيدي وكلمة الإسلامي أو الإسلامية لا يجوز أن تقترن بأسم حزب أعضاءه مزورين ومجرمين وشواذ ولصوص ومهربين وإلا أنعكست هذه الصفة على الإسلام وأوصلت هذا الدين من خلال الوصف المقرون إلى الحضيض من وجهة نظر الأعداء وما أكثر أعداء الإسلام .

فالشريعة لفظاً وردت في القرآن الكريم مرة واحدة (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون) ووردت كلمة قريبة منها وبمعناها تقريباً وهي الشرعة في قوله تعالى (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً) ووردت الكلمة بالفعل شَرعَ، شَرعَ شرعوا (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً) إلى آخره وهذه المعاني كلها تفيد، ومن تحافظ وتحمل في ثناياها المعنى اللغوي للكلمة وهو الطريقة والمنهج الذي يسلك ويتبع فهي قريبة من كلمة السنة من هذه الناحية ولكن المعنى الاصطلاحي والشرعي الوارد في مختلف استعمالاته في القرآن الكريم يفيد أن الشريعة هي ما شرعه الله وما وضعه لعباده، وما سنه لهم ليسيروا عليه، فهذه هي الشريعة بمعناها الواسع وهي كما تشير بعض الآيات التي ذكرتها تبتدأ من العقيدة نفسها فقوله تعالى وهو ينتقد ويشنع على المشركين (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) وهي عبادات شركية وطقوس ومعتقدات أعتبرها أيضاً هي شرائع شرعت، فإذن الشريعة "كل ما شرعة الله ووضعه وأمر به واختطه نهجاً لعبادة ابتداءً من عقيدتهم إلى سلوكهم اليومي".

إذن من خلال ما أستنتجه العراقي فمن الواجب الشرعي تهميش وإقصاء وإجتثاث المجلس الأعلى حتى من عقول الناس لان ناقل الكفر هو كافر ومن يروج لأيدلوجية الأحزاب الإسلامية النفعية يدخل في خانة عدو الله وعدو الإنسانية وعدو الله هو قبل كل شي عدو الإنسانية وهو لا ينتمي للإنسان ومن لا ينتمي للإنسان لا يستحق أن يتعامل مع الإنسان .

نعود إلى كلمة أو مصطلح التهميش الوطني وكلمة الوطني تعني لنا الأرض التي ننتمي إليها وتعني لنا الأهل والأصدقاء والأولاد والأحفاد وتعني لنا ماء دجلة والفرات وتراب البلد وسماءه وتعني لنا الغيرة والروح والانتماء وتعني لنا الأرض التي سنلتحف بترابها يوما ما وتعني لنا الشرف ومن بلا وطن بلا شرف وتعني لنا الحضارة وتعني لنا كل شي وكل وصف جميل ولطيف وتعني لنا

الواو..... والله نحب العراق

الطاء ....... طريق النصر قريب

النون ...... ندافع عن الوطن بأرواحنا وأموالنا

الياء ....يا رب انصرنا على الظالمين

علينا أن نهمش من لا ينتمي لهذا الوطن والانتماء ليس انتماء صوري بل يجب أن يكون انتماء مقرون بحب وعشق وتضحية وليس بسرقة وقتل ونهب وسلب وتزوير وبرذائل مغروسة بعقل من انتمى لهذه الأحزاب المنافقة والتي تنتمي للعراق زوراَ وبهتاناَ وهذا الانتماء ليس انتماء أصيل بل انتماء مزور والتزوير بالانتماء يعني كره العراق وسرقة وقتل أبناءه وإستباحة عرض نساءه وهذا ما يفعله وتفعله الأحزاب الإسلامية وعلى رأسها المجلس الأعلى .

نستشف من خلال هذه السطور إن تهميش هؤلاء واجب شرعي وواجب وطني ومطلب جماهيري وكل يوم يزداد هذا الاعتقاد ويترسخ في عقل الطفل قبل الكبير وفي عقل المرأة قبل الرجل وفي عقل الجاهل قبل العالم وحتى من ائتلف معهم سابقا تركهم وهجرهم فكيف لا يحق لنا تهميش وإبعاد من لا يستحق أن ينتمي لبلد الأنبياء والرسل بلد الحضارات عراق الخير عراق الاولياء .

عمان

لي وطن كأنه فرن

كتابات-برهان المفتي

كان الشاعر العراقي المجنون، جان دمو يقول حين يخرج من مبنى جريدة الجمهورية أيام صيف بغداد (يا إلهي.. هذا وطن لو فرن)، ورحل جان إلى أقاصي أستراليا ليموت هناك، ولا أدري هل نجت جثته من حرائق الغابات الأسترالية أم أن نيران الفرن قد لاحقته إلى هناك.

نعم.. صار الوطن كالفرن على وجوه العراقيين، وفي قلوب العراقيين المهاجرين، وفي عيون المودعين، فرناً يحرق بناره الذكريات فتصبح رمادا على العيون ليزيد من ضبابية مشهد الوطن ، وا رمادا على الرؤوس فيكسو الشيب رؤوسنا التعبة قبل أوانها.

منذ عقود ولنا وطن كالفرن بل انه الفرن، أكلت ناره شبابنا وأحرقت أحلامنا، أنظروا إلى وجوه العراقيين الأصلاء وليس أولئك الذين هم رغوة الزمن يطوفون على الظروف كلها فيحملون من ألوان تلك الأوقات ، لكن العراقيين الأصلاء لهم ثقل همومهم، فلا يطوفون بل يغرقون في هموم الوطن حين يكون النهران دجلة والفرات مجرى هموم يغطي مدن العراق، فينزل الأصيل إلى قعر هموم الوطن ولا يخرج منه إلا إلى جفاف قاحل لا ينبت فيه حلم ولا ياتيه ربيع أبدا.

واو.. وحشة في القلب

طاء.. طريق غادرناه وبقي أثار العجلات في ذاكرتنا

نون..نشيد الطفولة الأول حين كنا نقف في صفوف العرض الصباحي في المدارس.. ونتغنى بزرقة سماوات الوطن

ذلك هو الوطن.. وذلك الذي صار فرنا في قلوبنا نحن الراحلين عن سماوات وطننا وعن ديار أحبتنا وأزقة طفولتنا وعتبة مدارسنا الاولى.

كانت مدرستي الإبتداية والمتوسطة والإعداية كلها في في منطقة واحد ، بين الإبتدائية والمتوسطة شارع ضيق، أما المتوسطة والإعدادية فمتلاصقتان بينهما باب نعبر منه. كان علينا أن نعبر الشارع لنكبر، وكان علينا مرور الباب لندرك، تماما كما الحال الآن، كنا في حضرة الوطن أطفالا لم نفطم من حنان الوطن والأمهات، عبرنا طريقاً أخرجنا إلى الغربة فكبرنا وضاق القلب في ضلوعنا، فننظر من ثقب الذاكرة إلى مشهد الوطن كل يوم لندرك حجم ما فقدناه.

حين سقط جان دمو وحيدا كالسيف كما كتب عمران القيسي في رثائه لجان، حينذاك أحسب أن جان قد نظر من ثقب ذاكرته إلى الوطن ففاجئته لفحة من هواء فرن الوطن، فأحترق به جان دمو.. وكذلك سنفعل نحن غداً أو بعد حين.

أرفض أن أكون ضحية



عندما تقف في منتصف الطريق
ولا ترى إلا صحراء تقلك وسماء تظلك
وتلمح من بعيد أعاصير الغدر تلوح في الأفق المظلم
تلهث مسرعة نحوك
تقترب أكثر فأكثر
تكشر عن أنيابها
تحاول أن تغرس أظافرها الملوثة بالباطل
لتنتزع الطهارة من قلبك المثقل بالجراح
وتستغيث
تصرخ البراءة بداخلك
ولا يسمع لها حتى صوت صدى
وليس هنالك من مجيب
لا لأنه لا يوجد من يسمعها
ولكن لأنها لفظة شطبت من قواميس البشرية اليوم


حينها اصبح لزاما عليك أن تقرر وبكل وضوح
هل تسلم... هل تلوح برايتك البيضاء
هل تتنازل
وتلعب دور الضحية

أم تقرر المواجهة
وتأخذ زمام المبادرة
فتقف في وجه العاصفة متحديا وصارخا
يا عاصفة السراب
أرفض ان أكون ضحية
أرفض ان أسلم الراية
أرفض ان أنحني للرياح
سأظل شامخ الهامة ... منتصب القامة... عازم


فإذا بعاصفة السراب
وهم يتبدد وهم ينجلي
وسعادة تغمر قلبا لطالما أثقلته هموم الحياة
تعب في بداية الطريق لأنها عاصفة
وارتاح في نهاية المطاف لأنها سراب

أخي في الانسانية/
مهما كان دورك في الحياة بسيطا أو معقدا
مهما كانت ظروف الحياة المحيطة بك
ومهما تكن الحياة شبه مستحيلة
لا تلعب دور الضحية
بل قرر ان تكون انت المبادر
قرر ان تصيغ رؤاك وتجعلها من صنع يدك
وقرر من أول الطريق
ان ترسم خارطة حياتك بيدك

وتذكر دائما

أرفض ان اكون ضحية
أرفض ان أنحني للرياح
سأعيش أحلامي يوما بيوم وساعة بساعة
حتى أراها واقعا يمشي على الأرض
مع خالص تحياتي
prof_shf@hotmail.com

طلي باني ورفسن جاني ودماء الشهداء العراقيين





كتابات - د.فواز الفواز

من منا لا يتذكر جرائم هاشمي رفسنجاني بقتله للاسرى العراقيين الذي لا حول لهم ولا قوة في معسكر كوركان للاسرى في الآول من كانون الآول من العام 82 وهو من أشرف على تمزيق أجساد المئات من اسرانا المساكين يدفعه الحقد الدفين على كل ما هو عربي عراقي واليوم يُحل ضيفاَ في مضارب حكومة الطلي باني والذي قال بالحرف الواحد يوم أمس ( زيارة اخويه هاشمي رفسنجاني نعمة فضيلة وهازا رفسنجاني صديق كبير ) ويقصد بكلمة النعمة هي إستمرار الجاه والفائدة المادية التي ستتحقق من زيارة هذا المجرم الشاذ وإستمرار لمخطط تقطيع العراق والذي جاء بتوجيه من عرابهم الكبير مرشد الثورة اللإسلامية لدعم الحكيم بعد أن ذاق مر الهزيمة في الإنتخابات الآخيرة على يد أبناء الوسط والجنوب الاصلاء ، لا يحتاج طلي باني أن ننتقده فهو أصغر ذليل أمام العميد قاسم سليماني يهرول لاهثاَ بإنتظار وسيط سليماني على الحدود العراقية الإيرانية لإستلام التعليمات فكيف به إن جاء من هو أعلى من سليماني ، ولا أفهم أين قيمة دماء الابرياء الشباب الذين سقطوا في معسكرات الاسر الإيرانية وهل هولاء أصبحوا الآن قرابين لعقد المحبة والوئام العراقي العميل مع أسيادهم الإيرانيين أم إن الغيرة العراقية دخلت في كهف اللا كرامة ! ولكن من أين لهم غيرة وشهامة وهم عبيد أذلاء لكل من هب ودب وهنا لا بد أن نتذكر الطلي باني في آخر زيارته لكوريا قبل أيام خلت وكيف كان بأستقباله أصغر وزير في الحكومة الكورية وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عدم أحترام كوريا للعملاء والطلي باني يعلم جيداَ ما معنى أن يستقبله في المطار وزير كوري وهو ذاهب بزيارة رسمية يمثل العراق وبمنصب رئيس دولة العراق .

هل في زيارة هذا الموبون رفسنجاني بهذا التوقيت الذي يتزامن بإستكمال إحتلال جزيرة أم الرصاص دليل الغطرسة والعنجهية ولسان حاله يقول أنا في أخر المطاف من أذلكم ياعرب وياعراقيين وغداَ سناخذ ميناء خور العميه العراقي وحينها سنرى أين فاروقكم وأين دينكم من دين آبائنا وأجدادنا دين الحق دين النبي الآوحد زرادشت الجبار ، وهذا الآهوج الشاذ لا يُعلم إن كل شيعة العراق الاصلاء هم أحفاد الفاروق العادل (رض) وكل سنة أهل العراق هم أحفاد أبا تراب الزاهد ( ع ) .

لقد بدأنا بالفعل نقترب من ساعة الصفر أو إننا الآن في مرحلة العد التنازلي لبداية تقسيم العراق بقيادة أميركية إيرانية مشتركة بالسر مختلفة بالعلن وما إحتلال أفغانستان والعراق إلا كان في خدمة نظام الملالي ليتم السيطرة على دول الخليج العربي من خلال البعبع الإيراني وما توسل ملوك وأمراء الخليج برجل الكابوي إلا لغرض الحفاظ على كراسي الحكم والحقيقة هي ان أميركا حليف قوي وستراتيجي لإيران الشر وتصريحات أميركا وإيران ضد بعضهما البعض ما هي إلا ذر الرماد في العيون وزوبعة في فنجان يشاركهم بهذا الحلف الستراتيجي بطريقة الحليف عن بعد إسرائيل وهي تعلم إن الدولة الوحيدة الإسلامية التي تخدم إسرائيل هم أحفاد القائد كورش الذي أنقذ أجدادهم من بابل بعد أن أذلهم القائد العراقي نبوخذ نصر الثاني .

لا يُخفى على المتابع للشأن العراقي إن زيارة رفسنجاني لها غايات عديدة أهمها دعم الحكيم وتعزيز نفوذ إيران في العراق بعد أن أحس الإيرانيون إن نفوذهم بدأ ينحسر وكره العراقيين لكل إيراني بدأ يزداد وبالذات أهل الجنوب الاصلاء وأحدى غايات هذه الزيارة الشيطانية هي الإطاحة بالمالكي لان المالكي أصبح الآن العدو اللدود للحكيم والحكيم هو الابن البار لأيران ومن خلال هذا الإستنتاج المنطقي أصبح المالكلي من وجهة النظر الإيرانية وفق نظرية ( عدو صديقي عدوي ) من أكثر أعداء نظام الملالي وهنالك من المحاولات الكثيرة للإطاحة بالمالكلي والبديل هو عبد المهدي ( متنوع الإنتماءات ) ليحل محل المالكلي بمباركة الطلي باني الفاقد لطلاء الآخلاق . وهنا لا بد أن نتسائل

أين الكرامة العراقية من زيارة قاتل أبناء العراق !

وهل الغيرة العراقية بإجازة عندما يزور رفسنجاني العراق !

إلا يستحق رفسنجاني أن ينعت بدراكولا الاسرى العراقيين !

وهل علينا أن نكافأ من قتل أولادنا بهذه الطريقة المخزية !

وأين أصوات الثكالى والارامل والايتام من هذا المجرم الشاذ ( أهل الكاظمية يعلمون ما نقصد بالشاذ ) !

وهل يجوز شرعاَ أن يكون قاتل أولادنا ضيف في مضارب حكومة العراق !

أسئلة بسيطة بحاجة لإجابات مترجمة على الارض ؟


عمان

قناة الشرقية:ابليس لما طغى من كان وسوسه؟؟!





كتابات - عبد الله الفقير

لا يختلف اثنان على ان رفسنجاني وباقي زمرة الحكم في ايران ,هم من شياطين الانس التي لا يخفى شرها عن عاقل,بل هم من صنف"الاباليس" الذين هم قادة الشياطين و"عفاريتها".وما زلت مستغربا لم لا يدعوا البعض ممن يدعي حرصه على دماء العراقيين للتقدم بشكوى الى محكمة العدل الدولية للمطالبة باعتقال ومحاسبة قادة ايران السياسيين والعسكريين لاشتراكهم المباشر وغير المباشر في قتل آلاف الأسرى العراقيين في معسكرات الاسر ايام الحرب العراقية الايرانية,وهي جريمة موثقة بالادلة والافلام والصور,وهنالك عشرات الاسرى "الاحياء" الذين هم على استعداد للادلاء بشهادتهم في هذا الخصوص,وهو ملف ان فتح بصورة جدية فانه سوف يطال بالتاكيد ليس علي خامنئي ورفسنجاني ومحمد خاتمي فقط,وانما سيطال عبد العزيز الحكيم وهادي العامري والجعفري والمالكي وجلال الدين الصغير و"عبود قنبر",فان كان هنالك فعلا من يعتبر ايران عدوه الاول,فليبادر الى فتح ملفات قتل الاسرى العراقيين اذبان الحرب العراقية الايرانية وسوف يجد من الادلة ما لا تطيح برفسنجاني وخاتمي فقط ,وانما تطيح بمشروع ايران النووي وصواريخ "العابد" بنسخته الايرانية,بل وتطيح حتى بصفقة سيارات "البيجو" الايرانية التي غزت شوارع العراق اليوم مع ان امريكا تدعي انها تحاصر ايران اقتصاديا!!! .ولكي نكون منصفين,فاننا نطالب بمحاكمة قادة طرفي الحرب كلاهما,اي ان نحمل جريمة قتل الاسرى الى قادة العراق ايام صدام,وقادة ايران ايام الخميني,فدماء اولئك الاسرى ليست من ماء,وان لهم امهات ما زالت تبكي وتحيي الليل بانتظار ان يعثر احدهم على رفات او ورقة او قطعة"كليجة" من بقايا اولئك "الشهداء",وان هنالك ارامل ما زالت الدموع تحفر في خدودهن السواقي ,وان هنالك ايتام اصبحوا اليوم رجالا وهم لا يعرفون ان كان ابائهم قد ماتوا خنقا او شنقا او رميا بالرصاص او غرقا في احواض التيزاب,وانهم ما زالت الكوابيس تؤرقهم خشية ان تكون"دريلات" صولاغ واسياده قد ثقبت جماجمهم كما ثقبت جماجم اهل السنة في العراق.من ادعى ان ايران هي عدو العراق الاكبر فليبادر الى فتح هذه الملفات وسوف يشهد من الافلام المصورة عن تعذيب الاسرى وقتلهم اضعاف الافلام التي صورها جيش المهدي وعصابة بدر وهم يتفننون بقتل الابرياء,وذلك الفلم الذي يظهر احد الاسرى العراقيين وقد ربط ذراعاه الى سيارتين يجرانه ذات اليمين وذات الشمال حتى فصلا الذراع عن الجسد ما زال شاخصا في ذاكرة جيل كامل من العالم وليس العراق فقط,لقد كان ذلك "الشهيد" عراقيا ولم يكن امريكيا,وكان على قاسم عطا وعبد الكريم خلف ان تكون لهم عليه غيرة مثل غيرتهم على الزوار الايرانيين,وان يطالبوا بالقصاص ممن قتله اسوة بمطالبتهم للقصاص من عدنان الدليمي وصالح المطلك,وان يطالبوا الانتربول ان يلقوا القبض علي من قتله ومثلوا بجثته مثلما طالبوا الانتربول بالقبض على محمد الدايني(وتركوا جلال الدين الصغير وهادي العامري وحازم الاعرجي),وصور من قام بذلك التعذيب كانت ظاهرة واضحة,فلم يكن بين اولئك الجلادين احد من الملثمين.

ان كانت قناة الشرقية تدعي حرصها وغيرتها على دماء العراقيين فلتفتح هذا الملف ولسوف تعثر على ضالتها,لكن,هل كان ابالسة ايران وحدهم من قتل العراقيين ومثل بجثثهم ودمر شعبهم واحتل ارضهم؟,لماذا لا نجد من يطالب بفتح ملفات من قتل العراقيين من الامريكان ومن جاء معهم ومن جاء بهم؟,لماذا ما زال البعض يريد ان يوهمنا ان ايران هي الشيطان الوحيد في هذا العالم؟,لماذا لا يعترفون لنا بان "الشيطان الاكبر" هي من سمح للشيطان الاصغر ان يامر وينهي ويرفع ويخفض في العراق بعد ان كان يحلم بمجرد ان تطيء اقدامه ارض العراق؟,لماذا استفرت الشرقية كل طاقتها لاجل التحريض ضد شياطين ايران, ولم تستنفر ولا "جول" واحد من طاقتها وهي ترى "بوش" يزور العراق ويعلن من على ارضه "الانتصار" على العراقيين؟؟,هل كان رفسنجاني شيطانا وكان بوش من الملائكة؟؟,ام ان من قتلتهم "دريلات" رفسنجاني وعملاءه كانوا عراقيين ومن قتلتهم صواريخ بوش الذكية كانوا من جزر"الواق واق"؟؟,او ان من قتلتهم احواض تيزاب "رفسنجاني" كانوا باوامر مباشرة من رفسنجاني,ومن اكلتهم "كلاب" بوش في المعتقلات كان "تصرفات فردية" لا يحاسب عليها القادة المسؤولين؟؟,ام ان احتلال امريكا للعراق وتدميره بهذا الشكل المريع"تحريرا" واحتلال ايران "احتلالا"؟؟,ام ان الشرقية استطاعت ان تكتشف تغلغل عناصر اطلاعات في الجسد العراقي رغم سرية حركتهم,ولم تكتشف مائة وثلاثين الفا من العسكر الامريكي بكل دباباته وطائراته وقواعده المنتشرين على ارض العراق شرقا وغربا؟؟؟.

لماذا تحركت الشرقية اليوم للتنديد بزيارة رفسنجاني,ولم تتحرك قبل سنة عندما زار احمدي نجاد العراق؟,هل لان العداء بين دول الخليج وايران لم يكن واضحا بهذا الشكل الذي هو عليه اليوم؟,ولماذا تفرق الشرقية بين المالكي وبين الحكيم؟,الا تعرف ان الاثنان قد رضعوا من حليب واحد؟,ام غرها "رباط"المالكي واثارتها "عمامة" الحكيم السوداء؟,ام ان الشرقية ومن خلفها قد صدقوا فعلا ان المالكي يتحرك خارج اوامر ايران التي كان رفسنجاني احد رؤوساء جمهوريتها؟؟؟.

لا نريد ان يخيرنا احد بين افضل الشرين!,لا نريد ان يحصرنا بين ان نختار جهنم الامريكية او الجحيم الايراني,نريد ان نكون احرارا,نريد ان ندخل الجنة ,او على اقل تقدير ان نكون من اصحاب "الاعراف" وننضم الى صف "عدم الانحياز",نريد ان نكون اصحاب قرار سيادي فنختار مشروعا لا شرقيا ولا غربيا,لا ايرانيا ولا امريكيا ولا خليجيا ولا بنغلاديشيا ولا مسقوفيا,نريد ان نكون احرارا فنرفض كل المشاريع في ذات الوقت الذي نكون فيه على استعداد لقبولها كلها,نريد ان تطبق علينا قوانيين الامم المتحدة التي تتبجحون بها(والتي رفعتموها فوق رؤوسنا غصبا عنا ) بالتساوي على كل الاطراف,فنحاسب كل من قتل العراقيين مهما كانت اداة القتل سواء كانت صاروخا "رومانيا" ام خنجرا "مجوسيا",فلا نقبل الاحتلال الامريكي لان الامم المتحدة اعطت الحق لامريكا باحتلالنا,ثم نرفض الاحتلال الايراني لان الامم المتحدة لم تعط لايران الحق بقتلنا,وعندما توافق امريكا على تقاسم السلطة مع ايران في العراق فسوف يكون احتلال ايران للعراق"شرعيا"!!!,متى استعبدتموننا وقد ولدتنا امهاتنا احرارا؟!,ام انكم تكرهون هذا القول"الحق" لانكم تكرهون من قاله؟!.

يا قناة "الشرقية" :كلنا معك وانت تصبين جام غضبك على ايران واباليسها,لكن لا تنسي وانت في طريقك ذاك قول الشاعر:ابليس لما طغى من كان وسوسه؟!!,فان لم تكن امريكا هي من وسوس لايران باحتلال العراق فمن يا ترى؟!وتذكري ان طائرة ابليس"رفسنجاني" التي حطت في بغداد,كانت ,كانت طائرات "الشيطان الاكبر"هي التي تحميه من صواريخ "الغربية"!!.

fakeerabd@yahoo.com

مسامير جحا "المقدسة" في الجسد العربي










عبد الله الفقير
ليس قصة اغرب من الخيال من قصة تفجير قبة الحسن العسكري في سامراء وما اعقبها من اعمال قتل وتهجير واعتقال على يد حكومة اتى بها الاحتلال واتت به,وغرابة القصة لا تكمن في تفجير القبة ,وانما تكمن في ان يبكي على تلك القبة من لا يملكها!!,فمن المعلوم ان ضريح الحسن العسكري وقبته الذهبية(التي يسيل لها لعاب الامريكان كلما لاح بريقها لمحياهم) هما من ضمن املاك الوقف السني حصرا ,وان سدانتهما وحمايتهما وريعهما هما من حق الوقف السني حصرا,وان المدينة التي يقع فيها ذاك الضريح هي مدينة سنية حصرا,وبالتالي فقد كان من حق اهل السنة "حصرا "وفقا لجميع القوانيين والاعراف الارضية والفضائية التلاعب باملاكهم كيفما يشاؤون,فكان من حقهم ان يفجروا القبة او ان يبنوها من الماس والياقوت,وكان من حقهم حصرا ان يثوروا اذا فجرت او ان يقيموا صلاة الشكر على تهديمها,وان من حقهم ان يطمسوها في الارض (كما هو حال قبر عثمان بن عفان اغنى اثرياء قريش قبل الاسلام وبعده),ا وان يرفعوها على اعمدة الذهب (كقبر علي ابن ابي طالب افقر فقراء قريش قبل الاسلام وبعده!),ليس من حق احد الاعتراض عليهم(بيتنة ونلعب بيه شلهة غرض بينا الناس!!).اما ان يعلن الشيعة ملكيتهم الحصرية لقبر الحسن العسكري وقبته"الذهبية" ومنارته وجثمانه رغم عدم ملكيتهم القانونية لا للارض التي يقع فيها ولا للجسد المفون فيها ,وان ينتقموا من مساجد ودماء واملاك اهل السنة لانهم فجروا قبته فذلك عين الخيال وقمة الاعتداء ومنتهى الاستخفاف بعقول الناس,وان ذلك اقصى ما يمكن ان يصل اليه الاضطهاد و"المظلومية" من قبل ادعياء المظلومية.
مثل انتفاضة الشيعة للانتقام من اهل السنة لانهم فجروا "قبتهم" في سامراء,مثل رجل زرع شجرة في بيته,فجاءه احد الجيران وقال له :اني رايت "المهدي" في المنام وامرني ان اعبد هذه الشجرة,فقال له صاحب المنزل,لا باس اعبدها كما تشاء ,وظن ذلك المسكين ان الامر سيتوقف عند هذا الحد,ثم لما ان انقضت السنون واراد ذلك الرجل ان يقلع الشجرة وان يعيد بناء المنزل,انتفض ذلك الرجل وقام يشكو من ان صاحب المنزل قد اعتدى عليه لانه يريد ان يقلع الشجرة التي يعبدها!!,ولان الأمم المتحدة تراعي حرية الاديان فقد حكمت لصالح ذلك "العابد" ,وامرت صاحب المنزل بعدم قلع الشجرة ورعايتها وتغطيتها بقبة من الذهب والالماس لانها اصبحت داخلة ضمن"التراث الانساني"!!!.قصة مشابه لهذا حدثت في الهند عندما اشترى احد المسلمين بقرة ونماها ورعاها حتى اذا كبرت همّ بذبحها,فانتفض عليه طائفة ممن يعبدون البقر وقتلوه وقتلوا اولاده وهدموا بيته لانه اراد ان يذبح إلههم الذي اشتراه من ماله ورعاه بجهده!!,الا يضحك العقل الحر من وجود مثل هذه التناقضات في عصرنا الحديث,مثلما كان يضحك لقصة "مسمار جحا" التي لا يوجد من لم يضحك عقله لسماعها؟!.
يوجد للشيعة "مسامير" كثيرة مغروسة في عالمنا الاسلامي من امثال قبر الحسن العسكري في سامراء,فتجد لهم مسمارا في مصر بحجة وجود قبر الحسين او رأسه في مصر,ويوجد لهم مسمار اخر في سوريا حيث السيدة زينب وراس الحسين (ايضا!!),ويوجد لهم في السعودية مسمار حيث يوجد مقبرة البقيع,ويوجد لهم في المغرب العربي مسمار حيث بقايا بعض القبائل التي كانت تتعبد بالمجوسية(كان البربر في مدينة "درعة"و"السوس" يتعبدون بالمجوسية لذلك تجد الايرانيون اليوم يدعمون الامازيغ!),ويوجد لهم مسمار في افغانستان حيث يوجد قبر علي ابي طالب في مدينة مزار شريف(وهو اسم بشتوني فارسي ويعني"المزار المشرف" حيث يقولون ان علي دفن في مسجدها الازرق, تخيلوا قبر علي ابن ابي طالب يوجد في افغانستان,اذا ما هذا الذي يوجد في النجف؟!).باستطاعة الشيعة ان يخترعوا آلاف المسامير وان يدقوها في اي مكان من خريطة هذا العالم,ومثلما دقوا مسمارا في براثا عندما ادعوا ان علي ابن ابي طالب شرب من بئر في ذلك المكان فاصبح المكان "مقدسا",لذلك فبإمكان الشيعة ان يدعوا ايضا ان الحسين قد شرب من نهر الفرات وعندها يستحلوا نهر الفرات الى ماء "مقدس" يبيعونه بالقراريط , وان بامكانهم ان يدعوا ان سبايا الطف قد شربن من نهر دجلة وهن يعبرن الاعظمية (قبل ان توجد)وعندها سيكون من حقهم ان يضموا تركيا الى قيعانهم المقدسة لان دجلة ينبع منها, بل وان بامكانهم ان يدعوا ان غزالة المهدي ترعى في سهول استراليا الخضراء,وبذلك ستصبح استراليا وقفا شيعيا,ا و ان يزعموا ان المهدي يتخذ من قمة برج "ايفيل" منصة يخاطب من خلالها انصاره,فيصبح برج ايفل "المقدس",وبامكانهم ان يزعموا ان سلالة "الاسد" الذي يرسمونه دائما في الصور وهو الى جنب سيدنا علي ابن ابي طالب في افريقيا وبذلك تصبح افريقيا "مقدسة",وان من حق الشيعة ان يدعوا ان الفتحة الثانية لسرداب المهدي تنفتح من الجهة الاخرى المقابلة من سطح الارض في واشنطن حيث يوجد ألان "البيت الابيض",وعندها سوف يكون البيت الابيض "مقدسا", وكل ما يصدر عن المقدس فهو مقدس بالتاكيد!!!.
لقد احتل اليهود القدس تحت نفس الذريعة,ذريعة "مسامير جحا المقدسة",فزعموا ان هيكل سليمان الاسطوري موجود تحت المسجد الاقصى,واقتنع العالم "المتحضر" بهذه الاسطورة الخرافية,وراحوا يبيدون مليوني فلسطيني وعشرة ملايين مهجر بحجة حق اليهود في "مسمارهم" المقدس.سوف يهدم اليهود المسجد الاقصى,وعندها سوف لن يجدوا الهيكل,لانهم سيكتشفون ان بعض الروايات تقول ان هيكل سليمان كان قد نقل الى اليمن "حيث مملكة سبا وبلقيس" وليس الى فلسطين,وحينها سوف تتحول اليمن مباشرة الى "مسمار"يهودي مقدس,وتتجه كل الانظار نحوها بصورة مفاجئة,وسوف تثار الفتن فيها,ويعلوا صيتها في نشرات الاخبار,ثم يطرد المسلمون من اليمن مثلما طردوا من فلسطين,ولسوف تهدم جميع مساجدهم بحجة البحث عن الهيكل المزعوم,يساعدهم في ذلك التهديم جماعة "الحوثيين" الذين سنوا شفرات "خناجرهم" منذ سنين بانتظار هذه الفرصة!!.
ان لليهود مسامير "مقدسة"بقدر مسامير الشيعة "المقدسة",وان باستطاعتهم ايجاد العشرات من هذه المسامير في اي مكان من العالم,والغريب في الامر,انك تجد وبمجرد بمجرد ان يعلن اليهود ان احدى المناطق تحتوي على "مسمار" من تلك المسامير, الا وهبت الامم المتحدة تحث الخطى لضم تلك المنطقة الى قائمة "التراث العالمي" الذي يمنع التحرش بها!!, ان نظام الدولة اليهودية بني على عقيدة اليهود الدينية ,لذلك لا نستبعد ان يكون احد دوافع اليهود لتدمير العراق هو لاجل تسهيل عملية وصولهم الى مسمارهم في الجنوب حيث يوجد "الكفل". ,ولذلك ايضا لا نستبعد ان يكون خروجهم من غزة وعدم احتلالهم لها لم يكن بسبب مقاومة حماس وانما لان ارض غزة "غير مقدسة" حسب الاساطير اليهودية,وهو نفس السبب الذي دعاهم الى الانسحاب من جنوب لبنان,خصوصا اذا ما عرفنا ان الجنود اليهود كانوا قد نزعوا"بساطيلهم" عند احد الاودية وهم في طريقهم لاحتلال صحراء سيناء,لان الرب كان قد امر موسى هناك بان يخلع نعليه"انك في الواد المقدس طوى"!!.
فان كان من حق اليهود ان يوجدوا لانفسهم عشرات المسامير المقدسة,وان تقوم الامم المتحدة بتوفير الحماية اللازمة لتلك المسامير بمجرد اكتشافها او الاعلان عنها,فان ذلك يعني ان من حق اخوانهم الشيعة(اخوانهم في الانسانية طبعا!!) ان يطالبوا بتوفير الحماية المطلوبة لمسامير الشيعة المقدسة اينما وجدت حتى لو كانت في القمر,لذلك كان على الامم المتحدة ان تتدخل لتوفير الحماية للشيعة وهم يعلنون اكتشافهم لمجوعة مسامير مقدسة في المدينة المنورة او البحرين او الامارات,وما جرى مؤخرا من غوغاء شيعية امام المسجد النبوي بحجة زيارة قبور البقيع ,هي من ضمن هذه الحملة الشيعية للاعلان عن مظلوميتهم في ضرورة امتلاك ما يقدسونه!!,وقد يكون مصطلح "امتلاك ما يقدسونه" هو احدث مصطلح داخل الدائرة القانونية لليونسكو واليونيسيف واليونوريد وكل اليونوات!!,لقد اثار الشيعة زوبعة ضخمة اهتزت لها "شوارب" الامم المتحدة وبان كي مون (رغم انه بدون شوارب),مثلما اهتزت شوارب "محمد خاتمي" و"علي خامنئي" عندما هدمت حركة طالبان تمثال الصنم"بوذا" قبل عشر سنوات ,رغم انهم يدعون انهم لا يعبدون الاصنام!!!,ولا ادري لم لم تهتز كل هذه الشوارب عندما هدمت مئات المساجد في العراق,ولم لم تهتز عندما فجر قبر انس ابن مالك في البصرة,ولم لم تهتز عندما قصفت الطائرات الامريكية منارة الملوية في سامراء واسقطت تاجها؟!!,بل لم لم تهتز كل تلك الشوارب ومئات الالاف من جثث بني البشر(وليس الحيوان) كانت تلقى في القناة او على السدة في مدينة الثورة او تدفن في "الجولة " قرب "الكمالية" على يد صولاغ والجعفري والمالكي والحكيم والصدر وبمساعدة القوات الامريكية "المحررة"؟!,ام ان تماثيل الالهة والاصنام اقدس عندهم من دم "بني ادم"؟!!.
لقد كان الشيعة يقولون ان "مهديهم" سوف يخرج من بلاد خرسان(يعني من ايران وما جاورها) تمهيا للسيطرة على ايران,ثم بعد ان استولوا على ايران,نقلوا مسمارهم المقدس الى العراق,فقالوا ان المهدي سوف ياتي الى النجف وكربلاء ومن هنالك سوف يحشد انصاره,فسعوا الى احتلال النجف وكربلاء وباقي جنوب العراق,ثم بعد ذلك (بعد الاحتلال الامريكي للعراق) ازاحوا المسمار قليلا باتجاه المركز,فقالوا ان المهدي سوف يقيم مدينته"الفاضلة" في بغداد,لذلك تشكل جيش المهدي لاجل تحرير بغداد من رجس النواصب والتكفيريين(مسموح بقاء الامريكان واليهود وباقي الملل لانهم اخوانهم في الانسانية!!),ثم بعد ذلك اكتشفوا ان المهدي عندما يخرج فان عليه ان يقيم العدل ,وان من ضمن ذلك العدل هو ان يخرج جثماني ابي بكر وعمر ثم يقيم عليهما الحد,لذلك قرروا نقل مسمارهم المقدس الى السعودية حيث مكة والمدينة المنورة(وهذا سبب ما تشاهدونه اليوم من غوغاء في السعودية وباقي الخليج العربي),وبعد ان ينتهوا من الخليج سوف ينقلون ذلك المسمار الى القدس عندما يدعون ان المهدي سوف ياتي الى القدس ليصلي بالناس,وهنا سوف يذهبون لاحتلال فلسطين واخراج بني امية والمروانيين منها,وتحريرها من يد "النواصب" و"التكفيريين" ,لتكون خالصة للشيعة ولليهود والنصارى فقط,ليعيشوا بعد ذلك بسلام ووئام لا يعكر صفو مودتهم شراذم اهل السنة,ولتعلن الامم المتحدة بعد ذلك ان القدس تستحق ان تنال لقب" مدينة السلام العالمي" لعام 512 قبل الميلاد( !!),وبعد ان تصبح حدود دولة بني ساسان محاذية لحدود دولة بني صهيون لا يفصل بينهما الا نهر الفرات!!!.
قد يكون من حق اليهود المطالبة بمساميرهم,وقد يكون للشيعة الحق للمطالبة بمساميرهم,لكن ,لم لا نطالب نحن ايضا بمساميرنا ؟!,فان كان من حق ايران المطالبة بضم البحرين الى اراضيها لانها قبل اربعين سنة كانت تحت العلم الفارسي,اليس من حقنا ان نطالب نحن ايضا بمساميرنا في بلاد فارس وما بعد بلاد فارس؟ ,لان عمر ابن الخطاب الذي فتح بلاد فارس وما بعد بلاد فارس كان "سنيا" ,بل سعودي الجنسية!.
fakeerabd@yahoo.com

About This Blog

About This Blog

  © Blogger template 'Sunshine' by Ourblogtemplates.com | Distributed by Deluxe Templates 2008

Back to TOP